في فلك الخق القويم . المقالة الثامنة . وهكذ كان خلق الدين الجديد من ذات عود خلق أقوام العرب . وقدحه من قسي ونبع وشريان بوادي العرب . فلم يدخل ذلك الدين الندي بوادي العرب متطفلا ولا على أهلها دخيلا . ولقد كان الخلق الذي بشر به محمدا من بناة وصلب خلق العرب . لم يك الخلق الوليد غريبا على القوم مثلما كانت المسيحية على روما أو الإمبراطورية الرومانية ومثلما كان الإسلام غريبا على خلق أهل بلاد فارس. والمسيحية دين أوربي مستورد . دين غريب على أوربا . نقله الحواري بوولس إلى هناك . وزرعه في تربة غير تربته الأصلية . ومن دأب أوربا وهيفها أن تنقل إليها وتغرس في أرضها كل شئ مستورد من الشرق سواء كان في ميدان الدين أو الدنيا . ولم تقبل روما بالمسيحية وتجعلها مرفقا من مرافقها وهيفا من أهيافها إلا لأنها كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة وتعيش ساعة إحتضارها . لتصبح ترياق الشفاء والنجاة معا .قشة النجاة والقشة القاصمة للظهر في ذات النفس . إن روما وعلى رأسها الإمبراطور قسطنطين قبلت بالدين الوافد لأنها كانت تعيش أفول شمسها . ووجدت روما في المسيحية منقذا ومحررا لها من النظام الطبقي الثقيل والضارب للأطناب .السوريالي في المحتوى والشكل والمضمون. النظام الطبقي الثقيل بثقل كانون لا بل أثقل منه . الثقيل في طقوسه وتراتيله . المعذبة للنفس وللزرع وللضرع . النظام الذي أحال السواد الأعظم من مواطني روما إلى عبيد وأجراء . لا يتمتع بحق ولا يزاول حق . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .