نتابع حديث الغربة والتغرب:
مناشيرالإخوان المسلمين تشرح محنة الإخوان
حديثناسوف يكون عن فترة منتصف الستينات، أثناءالدراسة في بريطانيا، وكيف كنا نعامل من قبل الإتحادات الطلابية في الجامعة. وكانت فترة نشطة شيئاما،حيث المدالقومي الناصري، وكانت جمعيةالطلبة العرب ممثلة له.
وكذلك النشاط الشيوعي، وكانت جمعيةالطلبة العراقيين ممثلة له.
والأتحاد الوطني لطلبة العراق والذي يقوده البعثيين.
ومن السخريات حقا،هومن كانت ميوله دينية، وعنده إلتزام ديني، فقد كان محسوباعلى الإخوان المسلمين، وإن كان شيعيا!!! في وقت لم تكن حركة الإخوان، تنظرفيه للشيعة كطائفة مسلمة أصلا.
المهم كنانحضرللصلاة مع من يصلي، في الجمعية الإسلامية، وكنانعامل بإحترام وأدب. ولكن كنامميزين كشيعة.
والشيعي تميزه من قطعة القرطاس، من الورق، بدل التربة الحسينية، التي يستعملها للسجود في الصلاة.
من أخطاء الحركة الإسلامية(ممثلة بحركة الأخوان المسلمين) في الستينات، هوغياب التخطيط الصحيح الواعي، والمنتج في خلق حالة التفاعل، بين جهادالإخوان داخل مصر، والمتعاطفين مع خط الحركة في الخارج، وخاصة النشطين في مجال الدعوة من غيرالمدارس السنية.
كانت المناشير تصلناعلى عنوانينا،في الجامعات والكليات والمعاهدالبريطانية، ومن دون أن نعرف الجهة المرسلة، ولانتفاعل معهاإلا بقدرالإطلاع على ماكانوا يرغبون أن يوصلوه لنا من أخبار،عن نشاطات الداخل.
فكان المسلم الحركي يتحرق ألما على مايجري، ولايستطيع أن يفعل أكثر من ذلك.
أقسمت أن أروي!!
هذا واحد من عناوين تلك المنشورات. وكان المنشورعبارة عن عرض إستل من كتاب للبناني مسيحي(جورج سلستي) عايش محنة معتقلي الإخوان في سجون عبد الناصرفي أوائل الستينات.
هكذا يبدأ المنشور:
إلى إخواني الشهداء علي حمزة، إبراهيم قعوار, خيري ...وغيرهم من الشهداء الذين قضواإستشهادا في سيبل أمتهم ووطنهم.
ويستمرالمنشورليشرح كيف كان المجرم حمزة البسيوني مديرالسجن الحربي، في ليمان طرة يعذب معتقلي الإخوان في السجون، بإخس وأبشع الطرق.
ويشرح كيف كانت الفنانة زوزو ماضي، تزورزوجهافي السجن، والمتهم بقضية المخدرات الكبرى، جالبة له معها مالذ وطاب، بينمامعتقلي الإخوان، كانوا يعاملون بمنتهي الوحشية. ويذكر قصة الإخواني الدكتور حمدي، وكيف عاملوا والدته، بقساوة وفظاظة، لكونهاقد جلبت له فرخة مشوية.
وهناك قصة الست زينب الغزالي وحميدة قطب.
وقصة صالح أبو رقيق وكيف تعاملوا معه بأخس وأبشع الإساليب اللأخلاقية.
منشورآخروفيه صورة كبيرة مشوهة المعالم، لكنهاواضحة جدا للباحث العالم الذري المصري، صلاح خليفة،ويقول عنوانه:
هذا المتهم إعترف!!! بعد أن شوهت الناروجهه!!! وحطم الطوق الحديدي جمجمته!!! وتكسرت أسنانه!!! وأرتسم على نظراته الشاردة العمياء معنى العدم!! ويضيف المنشور،(كما أملاها عليه المحققون).
كنانقرأ هذه القصص، ونحمد الله بأن مثل هكذا أعمال، غير موجودة عندنا في العراق.
ولكن لم نعرف بإن القدر، قد خبأ لنا من فاق حتى قراقوش، في وحشيته وظلمه!!!
وإلى حديث آخر.