بسم الله الرحمن الرحيم
و عودة لأسئلة الأستاذة ريمه :..
س3 كيف تقييم المواقع العربية ككل؟ وكيف برايك يكون نجاحها وماهي العوامل المهمة لذلك؟
لا اعرف كل المواقع العربية ولكن البعض منها فقط. و الملحوظ مما اعرف من مواقع أن المواقع الأكثر تداولاً وهى الأكثر شهرة ، هى التى تعطى الانطباعات السيئة عن المواقع العربية بسبب الشهرة و عدد المشاهدات و الموضوعات السطحية والتعبئة السياسية و الردود الفظة و الشتائم والاتهامات ، وقصص الخرافات ، و غيرها. و لكن هناك مواقع جيدة و لكنها غير مشهورة و عدد اعضاؤها قليل ، مثل موقع قناديل الفكرو انساق و مرافىء الوجدان و النخبة والمدائن ،ولا ننسى موقع الفرسان ، و بعض مواقع اللغة والترجمة ( مثل موقع عتيدة و..) والشعر ( التجمع و...) ، و بعض المواقع المهنية مثل مواقع المهندسين.
إذن من الناحية العلمية لابد من دراسة مفصلة للمواقع الموجودة حتى يمكن إعطاء حكم عام. ولكن على العموم الجيد موجود و لكن غير معروف وغير متداول وقليل الأعضاء، والسىء موجود و مشهور ولكن عدد اعضاءه كبير.
و ربما هنا السؤال الهام: لماذا العدد الكبير و الشهرة للمواقع الرديئة؟
و ربما بتحليل هذه الظاهرة يمكن معرفة ملامح الشخصية العربية على الأنترنت فى العصر الراهن ، و علاقتها بما يجرى فى البلاد العربية و ما يقاسيه المواطن من كبت وذل و خوف و ظلم ، و مقدار حريته الحقيقية فى التعبير عما بداخله و فى تحقيق أحلامه. لأن ما نقرأه هو ردود أفعال لواقع غير صحى
أما من حيث النجاح...نجاح المواقع العربية ، فيجب تحديد هدف كل موقع. فالنجاح يقاس بمقدار تحقق الهدف من إنشاء الموقع. و من هنا تكون الإجابة واضحة من تصفح المواقع و معرفة مقدار ما تقدمه من علم و ثقافة و أدب و معرفة و ارتقاء باللغة ، أو مواقع استهلاكية تضيع الوقت و تبحث عن عدد القراء و المشاهدات بكل الطرق من شتائم و سب و موضوعات للتعبئة السياسية و الطائفية ،و تصدير مشاكل وتكوين شلل و تحزبات و التشهير و الأتهامات و اصدار احكام ، وكل ذلك يجذب الزبائن و لا يقدم ثقافة ولا علم ولا دين و لا أدب....و لكن معارك وهمية تستنزف الطاقة !!!
و ربما السؤال الأهم هو كيف تتوحد الأهداف للمواقع العربية الجادة و تقسم بينها الأعمال؟ و كيف تتواصل المواقع الجادة فى شكل اتحادات مرتبطة بهدف كبير للرقى ، وتتعاون فى حملات متكرة لزيادة الوعى لأهمية و خطورة الأنترنت فى تزييف الوعى..و تعمل بتنسيق لإعادة الوعى؟
هنا المبادرات من اصحاب المواقع فى غاية الأهمية و المثابرة فى متابعة توحيد الجهود أكثر أهمية
س4 كيف يقدم المثقف ثقافته بشكل مسموع ومرئي عبر عالم ومسارات ثقافية موجهة وغير حرة الأطراف كاملة؟
نبدأ بتحليل السؤال
00-المثقف وثقافته
00- يقدم بشكل مسموع ومرئي
00-مسارات ثقافية موجهة وغير حرة
و سأعود لكل نقطة من هذه النقط ، فهى تمثل أبعاد مهمة لتأثير المثقف فى بيئته العربية-الإسلامية.
ولكن فى الوضع الحالى وببساطة:...
النخب معزولة التاثير فى الجماهيرالصامتة ، وضعيقة التأثير فى حكوماتها ، و ليس لها فعل واضح فى وسائل الإعلام ، و مشغولة بقضايا ليست لها الأولوية ، و معارك دون كيشوتية.
فبدون تعاون المثقفون و توحيد رؤيتهم من خلال عمل فريق يحدد كل فريق هدفه الخاص ضمن هدف عام ، خاص بالتغيير و الإصلاح والرقى و النهضة فى العالم العربى، مع تقديم مشروعات للنهوض و بدائل للتغيير ، ودون النزول للشارع والاختلاط بالناس، فسوف تستمر الجهود مبعثرة ومفتتة فى عالم متعدد الاتجاهات.
و ربما من أهم ما يجب أن تقوم به المواقع هى دراسة ميدانية للمواقع العربية لمعرفة كيف يمكن التعامل معها بالحسنى لتقويم المسارات غير المنتجة للمواقع العربية على الشبكة العنكبوتية
س5 ماتعريفك للفرد والمواطن العربي الان؟ وهل هو في منحدر حضاري واخلاقي خطير؟
المواطن العربى قاسى كثيراً ولم يُعطى الفرصة الحقيقية بعد لينمو و يتطور ويشارك فى بناء بلده و لا فى المساهمة فيما يحدث على مستوى العالم...إنسان على الهامش ، هو اساس الأمن القومى و لكن حكومته لا ترى إلا نوع آخر من الأمن القومى ، وليذهب المواطن للجحيم !!
يعيش مظلوماً تحت تأثير خطابات تعبوية كثيرة متناقضة تشتته ، و تحت وضع اقتصادى صعب لا يدع له فرصة للتفكير إلا كما يقول "فى لقمة العيش" لتغطية تكاليف الأسرة المادية ، ولم يعد عنده وقت لتربية أولاده ولا التأثير على الإعلام و توجهاته ، ولا للتثقيف...فالفضائيات والمسلسلات تكفى كمصادر للمعرفة والعلم والثقافة والفكر!!
خطابات ثقافية و سياسية و دينية كثيرة ومتكررة...كل خطاب يريد المواطن فى صفه...
مواطن لا يجد لا الوقت و لا المال للحصول على مصادر سليمة و صحيحة وموثقة للمعلومات... ويكتفى بما يجده فى الصحف والفضائيات والأنترنت...فيأخذه كما هو دون فحص ولا تحليل و لا إدراك بما تهدف إليه كل هذه الوسائل من تزييف الوعى...
فتتعدد الأميات..أمية فكرية...أمية دينية...أمية ثقافية..أمية سياسية...أمية علمية...أمية لغوية...أمية وطنية-قومية..
الإنسان العربى على مفترق طرق فى عالم يُعاد تكوينه بعد سقوط قوى كبرى و بزوغ قوى أخرى على الساحة العالمية ، وعدم قدرة البلاد العربية من حكومات و مؤسسات و مثقفين فى تقديم مشروعات حقيقية للأمن القوى ، حيث أن المواطن العربى هو حجر الأساس فى أى رؤية للأمن القومى ...