لقاء الموقع مع الناقد والشاعر عبد الرحيم محمود

[عبد الرحيم محمود]

أخي ظميان الغالي
سألت أسئلة تحتاج لوقت طويل طويل ، وسأجيبك بطريقة البرقيات ، فالموقف لا يحتمل أن أكتب ما أعرف عن هؤلاء القمم ، وهم من أثروا الأدب وفتحوا له أبوابه ، وشرعوا له قوانين الإبداع ، وأضاءوا الطريق لمن جاء بعدهم ، ،،،،،،

ابن الرومي ؟؟

فالشاعر ابن الرومي هو من أكبر شعراء العربية قديما وحديثا غزارة أنتاج إن لم يكن أكبرهم فديوانه في ستة مجلدات كبيرة حققها الدكتور إبراهيم نصار شيخ المحققين العرب ، تم إنجازه في الثمانييات
ويحتوي على ما يزيد عن 40 ألف بيت شعر ، وهو من أطول الشعراء العرب نفسا وأوسعهم قاموس مفردات ، فقد جاوز في بعض قصائده الثلاثمائة بيت ، خاض في معظم قضايا الشعر المعروفة ، وأضاف الشعر الساخر ، والوصف الكاريكاتوري ، والهجاء المذل ، والقصة والحكاية بالشعر ، وشعر الاستبطان النفسي والسيكولوجي ، ولو اتسع المجال لأتيتك بأمثلة ، وهو من أرخ لحياته بشعره كتب عن كل توجساته وخلجاته ، وهواجس نفسه ، وكتب في الشعر الاجتماعي في وقت كان لا يسمح لغيره بالكتابة بما كتب به خوفا من سلاطة لسانه فكان يسترضى بالعطايا حتى لا يسلط سيف شعره على من يسيء له ، ومدحه في غالبه فخر بنفسه على ممدوحه فهو العالم باللغة ، الفاهم لكثير من علوم عصره ، من لا يقرأ ديوان ابن الرومي ينقصه الكثير الكثير ، ومن يستوعب الديوان يصبح عنده قاموس من المفردات لا حصر له ، مات بمرض السكر ، فقيرا معدما متوجسا للشر من كل ابن من أبناء آدم .

وسألتقيك في شاعر آخر بإذن الله تعالى .

[ظميان غدير]

أهلا بك شاعرنا وفي إنتظار إضافتك وإجابتك

وهكذا يكون اللقاء ممتع ومفيد ...

تحيتي لك

ظميان غدير

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
وعودة للاسئلة مرى اخرى وامرك لله فصبرا:
لسؤال عن النقد حصرا:
مارايك بالنقد في عالمنا الادبي والعربي؟
هل مازال يستعين بمدارس الغرب؟
وماهي اصول النقد السليم حاليا؟
وهل انصف النقد الادباء وكان عميقا؟ ومن من النقاد الذين تعتبر هم المدرسة بحق؟
مع تحيتي وتقديري

[عبد الرحيم محمود]

أبو نواس

كلنا نعرف شاعر الكأس والغلمان أبا نواس فلا داعي لذكر مجونه في شعره ، ولا تعصبه ضد العرب وسخريته من القصيدة العربية التقليدية حيث قال :
قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ما ضر لو كان جلس
تصف الربع ومن حل به
مثل سلمى ولبينى وخنس
فاترك الربع وسلمى جانبا
واصطبح كرخية مثل القبس .
وقوله :
يشم الشيح والقيصوم / كي يستوجب النسبا
للنعي على من يفضل العنصر العربي علي غيره .
فهو شاعر الملذات الحسية قضى عمره في اجتنائها ، والتمتع بها وكان شديد الحقد على كل ما هو عربي متعصبا لفارسيته ، حتى أنه طعن على الأمين متهما إياه بالشذوذ فقال من قصيدة طويلة :
يا عباد الله قولوا // حفظ الله الأمينا
صبـّـر الخصيان حتى // جعل التصبير دينا
لكنني أحب أن أذكر ما قال عندما حضرته الوفاة ، إذ قال :
اللهم إني قد جئت لك بأحب الأعمال عندك وهو التوحيد ، وتركت أبغض الأعمال إليك وهو الشرك ، فاغفر لي ما بين هذه وتلك .

[عبد الرحيم محمود]

أخي أبا فراس المحترم

أتفق مع مقولتك أن من يقول لا يعمل ، ومع يعلو صوته يحس بضعف حجته ، ومن يجعجع كثيرا تقصر يده عن اللحاق بلسانه ، هذا أمر مجرب والذي يريد العمل يجعل فعله يتكلم عن نفسه / نعم صدقت .
أما المرأة !!!!
المرأة في نظري أجمل ما خلق الله تعالى فهي بستان من الزهر أنى نظرت لها رأيت جمالا ولذلك سميت المرأة ستا فيه جميلة من كل زاوية نظرت إليها ، فحنان الأم لا يعوض ، ولحظات الحب لا تقدر بكل كنوز الأرض ، وأن تضم ابتك لصدرك تحس أنك في الجنة ، وهكذا ، والمرأة وعاء الحياة استأمنها الله على استمرار عمارة الأرض ، ووضع السر فيها فنفخ فيها من روحه ، وجعل بها الأنس واطمئنان النفس والسك والمودة والرحمة ، وجعل طاعتها والإحسان لها فرضا ، وجعل الجنة تحت قدميها ، وجعل من يكرمها كريما ومن يهينها لئيم ، ومنع تحقيرها ، وخفف عقوبة ضبرها بالعصا إلى القش الهين اللين ، ونهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن أن يهان وجهها بضرب أو تحقير ، وأمر بالرفق بالقوارير ، وجعل سلالته من ابنته عليه الصلاة والسلام ، وجعلها مكان الحب ، ونبع الشعر ، وملاذ الشعراء وملهمتهم ،،
تلك المرأة الكيان الساحر والعالم الغامض ونبع الحياة ونهر الحب / تحيتي أخي أبا فراس ولي عودة لتكملة الإجابات .

[ظميان غدير]

الشاعر عبدالرحيم محمود

اشكرك على اضافاتك الجميلة

وفي انتظار هطولك دوما .....ومتابع معك ..

فاهلا بك

ظميان غدير

[رغد قصاب]

السلام عليكم
ارحب بك من جديد شاعرنا الكبير وسؤال صريح ان لم يزعجك ذلك:
ارى عبر المواقع كثرة قصائد الغزل الصريح والكثير......ورغم هذا عندما تحاور شاعرا ما تراه يجوّزلنفسه شرعيا امورا يجعل من الدين ثوبا فضفاضا يريحه ويناسبه !! مارايك بهذا الامر تماما؟مع شكري لصراحتك هنا

[عبد الرحيم محمود]

بشار بن برد

شاعر خليط أبوه فارسي وأمه رومية ولد أعمى ، كان ضخم الرأس دميم الخلقة ضخم الجثة ، شديد الولع بالخمر والنساء والهجاء جاء في عصري الأموين والعباسيين ، عاصر جرير وأحبه حبا شديدا ، لكنه حاول التهاجي معه فاحتقره جرير ولم يرد عليه احتقارا لشأنه
فزادت حسرة الرجل أن جرير استصغر شأنه ، وقد حاول هجاءه ليصعد على سلم شهرة جرير الذي كان شاعر الساحة الأول ، ولما اندثرت دولة الأمويين ظن بشار أن سيطرة العنصر العربي ولت لغير رجعة فأطلق للسانه العنان لشتم العرب وإظهار شعوبيته ، فهجا المهدي الخليفة العباسي فقتله وعمره حوالي السبعين .
كان نهما والغا بأعراض النساء ، مفرطا في الطعام والخمر ، مزج شعر جرير بشعره لينال من شهرته نصيبا ، وخاصة في قصيدته النونية التالية :
وذات دل كأن البدر صورتها
... باتت تغني عميد القلب سكرانا
إن العيون التي في طرفها حور
... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
فقلت أحسنت يا سؤلي ويا أملي
... فأسمعيني جزاك الله إحسانا
يا حبذا جبل الريان من جبل
... وحبذا ساكن الريان من كانا
قالت فهلا فدتك النفس أحسن من
... هذا لمن كان صب القلب حيرانا
يا قوم أذنى لبعض الحي عاشقة
... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
فقلت أحسنت أنت الشمس طالعة
... أضرمت في القلب والأحشاء نيرانا
فاسمعيني صوتا مطربا هزجا
... يزيد صبا محبا فيك اشجانا
يا ليتني كنت تفاحا مفلجة
... أو كنت من قضب الريحان ريحانا
حتى إذا وجدت ريحي فأعجبها
... ونحن في خلوة مثلت إنسانا
فحركت عودها ثم انثنت طربا
... تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
أصبحت أطوع خلق الله كلهم
... لأكثر الخلق لي في الحب عصيانا
قلت اطربينا يا زين مجلسنا
... فهات أنك بالاحسان أولانا
لو كنت أعلم أن الحب يقتلني
... أعددت لي قبل أن القاك أكفانا
فغنت الشرب صوتا مؤنقا رملا
... يذكي السرور ويبكي العين ألوانا
لا يقتل الله من دامت مودته
... والله يقتل أهل الغدر أحيانا

[عبد الرحيم محمود]

البحتري
من شعراء العصر العباسي الثاني ، من مواليد منبج قرب حلب المشهورة بشعرائها ، مثل أبي تمام ، كان معجبا بنفسه ، بخيلا ، لا يحب النظافة ، اشتهر بوساخة ثيابه ، وكان ينشد الشعر فيطلب من الحاضرين التصفيق له والثناء عليه ، كان بحضرة المتوكل لحظة قتله ، فرثاه ، ثم مدح من اعتلى عرشه ، اشتهر بسينيته في وصف إيوان كسرى ، له أكثر من 950 قصيدة ، وديوان ضخم .نهج طريق امريء القيس في القصيدة العمودية شعره كان يرق ويجزل لمناسبة الحال .

[عبد الرحيم محمود]

العائلة

أخي أبا فراس ، العائلة بالنسبة لي التزام ومسؤولية وعطاء ، يجب أن تبنى على الاحترام ، وتبادل الرأي والشورى والديمقراطية ، وإعطاء هامش حرية للتصرف لجميع أفراد الأسرة في إطار الثقة والمحبة والالتزام ، والعائلة هي النواة الصلبة للمجتمع ، ولا يمكن فصلها عن مهمتها في بنائه ، والعلاقة بين الزوج والزوجة يجب أن تبنى على المحبة والثقة والتفاهم ، وكثير من الاحترام ، والتخطيط الواعي لرفع شأنها ، ليكون الجيل التالي أفضل من الجيل السابق في تحمل المسؤولية وخدمة الوطن وتربية الأولاد على العلم والخلق والايمان .