الأستاذة ريمة المحترمة،
سألتني حول الإنترنت، وكيف يمكننا أن نسعف الجيل للفائدة القصوى دون محاذير.
الخطوة الأولى، يا عزيزتي، تبدأ من الأسرة. فالمثال الشخصي ساحق، أي سلوك الآباء والأمهات، وأفراد الأسرة الممتدة، والبيئة، والأصدقاء، والمدرسة، ووسائل المعرفة، ومكان العمل..الخ. فكل جزئية من هذه المنظومة تشكل عاملاً حاسماُ في بناء قدرة الإنسان على مواجهة التحديات. وهنا يوجد خياران لا ثالث لهما، إما أن تؤهل المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجيل للسباحة بكفاءة في المحيط المتلاطم لثورة المعرفة وتكنولويجا المعلومات، وإما أن يؤهل الجيل نفسه. ومن يعتمد على ذاته لا بد أن يخضع نفسه للتجربة، فمنهم من يخرج منها قوياً معافى وأشد عوداً، ومنهم من تكون عليه وبالاً. هذه هي الحياة، مسيرة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى، والعملية هنا تبدأ في وقت مبكر، وإن لم نحضر خططنا في وقت مبكر، على صعيد الأفراد والمؤسسات والدولة، جاء التيار بما لا تشتهي الأنفس.