أستاذ محمود اهلا بك في الفرسان:
متى يرتفع معدل الإبداع ومتى ينخفض وكيف يمكننا ان نجعل له دورا رياديا في عالمنا العربي؟
أستاذ محمود اهلا بك في الفرسان:
متى يرتفع معدل الإبداع ومتى ينخفض وكيف يمكننا ان نجعل له دورا رياديا في عالمنا العربي؟
ألا ترى أن النقد قائم منذ نعومة أظفاره على اتجاهين لا ثالث لهما وهما الرضا والسخط بمعنى انه يدخل ضمن باب المجاملات لتلميع اسم من الأسماء وغالبا لا يستحق أو يكون انتقاديا يتناول احدهم لتطميس لمعانه وغالبا لا يستحق هو ايضا وهنا تكمن المأساة نترك الاصيل او نحاربه لمصالح انيه ونهتم بالمزيف ولا يكون ذلك الا على حساب الأدب الرصين
حين تحترم الآخرين إنما تحترم نفسك
فحاذر أن تكون في مكان ليس فيه محترمين
الابداع والحرية
تكذب النظرية -ربما- في تجريدها للواقع وتحويله الى مقولات، ويكذب الواقع حين يغلف الفكرة بشوائبه وهشاشته مقلصاً جماليتها، ومتحاملاً في احتوائها، وما بينهما تحار الكتابة في انجاز حريتها، فتذهب الى ذاتها أولاً التي لا تنفصل عن ذات كاتبها، ولا تجد خلاصها إلا في تحقق حريته الداخلية المشروطة بتحرر أوسع وأعمق وأشمل.يحلم في تشكيله للنص لحظة الاتصال والانفصال مع الواقع الى تحرير آخر، وخدش قناعاته المطمئنة والمستتبة، اذ التمرد سمة لازمة للروح التواقة بشغفها وقلقها وبحثها عن ماهيتها وأسئلة عالمها وطبيعة موجوداتها... فمساحة المعطى إذاً تتناسب مع حدود التجاوز المفترض من حركية المبدع ومشروعه المبتغى.لا حدود للجمال سوى الجمال، وسعته محكومة دوماًَ بالأفق الذي يتوضع فيه، ولا أفق دون تحقق تلك الفسحة المفترضة، وهناك بالطبع ما نسميه بالاستثناء، وهو ما ينجز مشروعه بغض النظر عن محيطه، وتحت كل الظروف.
ولنا في مفهوم المعاناة الملتبس لدينا مثالاً، اذا هناك كما أرى معاناة خلاقة وهي وجودية الطابع، ومعاناة قاتلة - إن صحت التسمية- تأخذ بحياة المبدع الى جحيم يومي لا مجال فيه للقراءة أو الكتابة أو سواها وما بينهما الكثير، الكثير الذي يحتاج لقراءة جديدة..
شعرية القول وشعرية الكشف
تحفل شعرية القول بالمعاني القريبة، والصور المألوفة، واللغة المنجزة، وهذه الأخيرة تتضمن مستويات متعددة في التشكيل الشعري إذ مازال الراهن الشعري يحفل بأسماء ابداعية لامعة تجتهد في تأصيل هويتها وتجربتها، وبالمقابل هناك ركام من الكتابة الشعرية النمطية المتشابهة إلى حد الاعياء، ولضعف النقد المواكب أو غيابه إلى حد بعيد تسطو تلك الكتابة وتتجلى بصور مختلفة، وتساهم حالة الفوضى وغياب النواظم والمعايير التي تحدد قيمة النص الابداعي وجمالياته في ترسيخ الرداءة ودفعها إلى السطح. وقد اتاحت كثرة المنابر وتعددها، لكثيرين ان يخربشوا ما جادت به قرائحهم، وطباعته ضمن كتاب تحت مسمى «نثر الشعر» أو الشعر النثري وتناسى هؤلاء حتماً بأن هذا النوع من الكتابة يحتاج إلى غنى ثقافي وفكري وتجربة عميقة في مضمار الشعر الخليلي والتفعيلي، وأقله الإلمام بأصولهما قبل الشروع بالكتابة الجديدة، فشعرية القول ليست نتاج ذاتها بل هي تراكمات من خطاب خارجي ينبني على قول الآخر وتغييب الذات أو الاستغراق فيها، والدوران حولها إلى ما شاء الله، إضافةً إلى الموروث والمكتسب الذي يحيل الشعر إلى الرؤية لا الرؤيا، بتجاهل تام لكل متغيرات العالم ومنظوماته السسيوثقافية وتحوله إلى ««قرية صغيرة» متشظية الاتجاهات والبنى والمقولات ...