لقاء موقع الفرسان مع الداعيه الشيخ/خضر شحرور

[بنان دركل]

ارحب بك شيخنا الفاضل وسؤالي بسيط جدا
هل استفاد مشايخنا من الحضارة والتقنيات في الدعوة, كي يسايروا التطور السريع في حياتنا؟ وماهو رايك في تحديث وتجديد الخطبة الاسلاميه
تحيتي لك
الصيدلانيه بنان دركل-دمشق

[خضر شحرور]

يقول الله تعالى في كتابه (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
بعد هذا البيان الإلهي لا ينبغي للمسلم أن يتبع إلا هذا الصراط ولا أن يسير إلا هذا السير الذي علمناه ربنا في كتابه.
ونحن بدورنا نحذر من أن يغرر بالمسلم فيتبع أي حركة من الحركات التي تتسمى بالتسميات الإسلامية لأننا لا نعلم لمن تنتمي هذه الحركات وكيف تمول فالغموض الذي يكتنفها يجعل حولها اشارات استفهام كثيرة والتصرفات التي تتبعها والإفتاءات التي تفتيها من قتل واعتداء على المدنين والأبرياء تجعل مواقفنا تجاهها صلبة وشديدة.
والحركات القريبة للمنهج الإسلامي برأي تللك التي انخرطت في التركيبة السياسية السلمية لبلادها ووصلت إلى أعلى المناصب كحركة حماس في فلسطين وحركة حزب الفضيلة الذي يترأسه أردغوان بتركيا.

[خضر شحرور]

دار الثقافة والتراث هي مؤسسة ثقافية ناشرة، شهرت في دمشق سوريا سنة 1421هـ ـ 2000م، تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
عينها الأولى على القرن الأول الهجري، وعينها الثانية على القرن الخامس عشر الهجري.

تؤمن بالنهضة وأن الثقافة والعلم هما أساس هذه النهضة، لذلك عزمت الدار على ربط الماضي بالحاضر، وحرصت على الوسطية لتكون هي الميزان للفكر والقلم والأساس الحق الذي ينهض عليه الإنسان والمجتمع، والعماد الذي يرتكز عليه بنيان الحضارة الإنسانية المتكاملة.
أما سؤالك أخي أبي فراس عن الكتاب والقارئ والمزاوجة بينهم فهذه مشكلة الكتاب في الوطن العربي خاصة حيث تثبت الدراسات أن أقل نسبة يطبع فيها الكتاب هو في عالمنا العربي هذا إذا كانت المقارنة بأوربة وذلك أنك تجد الكتاب الرائج الذي يباع بكثرة يطبع منه 3000 نسخة إذا بيعت في سنتين يكون كتاب رائجا قد أقبل القراء عليه بنهم ولكنك في المقابل تجد أن الكتاب في أوربة يطبع 100000 ألف نسخة في سنة واحدةأنت تنظر فتجد الفرق كم هو شاسع بين العالمين العربي والأوربي.
طبعا هذا له أسبابه عندنا من هذه الأسباب :الدخل المادي للفرد عندنا فالناس صنفان: طبقة طبقة ذات دخل عالي وهذه في الغالب لا وقت لديها للقراءة فهي مشغولة بالمال وتحصيله لا تكاد تجتمع بأسرتها وأولادها والمتفرغ منها مشغول بالشهوات والنادي والمطاعم وغير ذلك .
وفئة دخلها محدود وهذه هي الطبقة التي تقرأ وغالبا ما تستعير هذا إذا كان أفرادها مثقفين والغاليية من هذه الطبقة يعتمدون على الثقافة السلبية وهي جهاز التلفاز والقنوات الفضائية حيث يضيع جل الوقت وسفضل أحدنا هذه الحالة لأنها مريحة وتحصل لهم مقصودهم وهم في حالةاسترخاء إضافة لتدني مستوى الثقافة عند كثير من الناس مما يجعل بعض الدور تتدني لهذا المستوى الضحل حتى تبقى الدار مفتوحة حرصا منهم على الرزق وأسبابه وبنظرة سريعة على الإصدارات الرائجة في السوق تجدها تعنى بالطعام والشراب والزواج وغير ذلك.
على أنا نجد أن هناك دور نشر ملتزمة بالكتاب الجيد والموضوع المفيد وتنشر الثقافة الصحيحة التي ينبغي لطالب العلم أن يحرص عليها ولست مبالغا إن قلت أن دار الثقافة والتراث هي واحدة من هذه الدور المتميزة بفضل الله وحمده.

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
اولا اشكر لك فضيلة الشيخ واستاذنا لسعة صدرك واتمنى للدار التوفيق
وسؤال صغير على الهامش:
يصلني من جور نشر كثيرة ان الكاتب مظلوم في جميع الاحوال !!
هل تفسر لنا ماذا تعني تلك النظرة؟ هل ماديا؟ ام امر الانتشار؟ ام امور اخرى ربما لم اتبينها؟
لكم مني كل الاحترام

[خضر شحرور]

الأخت بنان دركل الخطباء والعلماء والدعاة هم جزء من هذا المجتمع فهم يعيشون داخله ويتفاعلون معه ويتعاملون معه بالتأكيد.
هم استفادوا من التقنيات الحديثة خصوصا بعد تعاملهم مع الحاسوب الذي وفر عليهم أوقات كثيرة كان يذهب أكثرها في البحث والتنقيب خصوصا بعد استخدامهم لتلك الموسوعات الضخمة التي تحوي مكتبات كبيرة على أقراص صغيرة.
أما بالنسبة للخطاب الأسلامي فقد تغير كثيرا سلي من تقدمت بهم السن فستجدين أنهم شعروا يهذا الفارق الكبير بين الخطاب الماضي والخطاب الحديث فقديما أكنروا على من يشاهد التلفاز ثم بعدها أنكروا على من يقتني الفيديو ثم بعدها أنكروا على من يقتني الدش.
أما اليوم لم نعد نسمع النقد إلا على القنوات الهابطة وهذا مثال نفهم من خلاله أن الخطاب تغير مع تغير إنسان القرن العشرين لإنا لايمكن أن نخاطبه بكلام أؤلثك الذين كانوا يعيشون في القرون الوسطى.

[خضر شحرور]

الأخت أم فراس ليس الكاتب وحده من هضمت حقوقه بل من يعمل بالنشر كذلك.

اذهبي للمطاعم وانظري الطاولات الموجودة كم طاولة فارغة ستجدين؟
اذهبي لاسواق الملابس والزينات وانظري ذاك الكم الهائل من الزبائن.
اذهبي لسوق الكتب ولم أقل أسواق لإنه لا يوجد إلا سوق واحدة وانظري المكتبات وستجدين ما يؤسف له وهو الهدوء والفراغ وكأن هناك قرار بمنع التجول.
أوكد لك أن هذاكله سيؤثر سلبا على الكاتب والبائع لإن الكاتب لن يجد من يشتري كتابه وهو لا يملك المال ليطبع كتابه وصاحب دار النشر إذا لم يكن الكتاب رائجا لا يطبعه وهكذا دواليك.

[عبد الرحمن سليمان]

السلام عليكم من جديد
احيي فيك شيخنا الفاضل البساطه والردود الصريحه المرضيه اما بعد:
نسمع كثيرا عن هيئة علماء جهة فلانيه ..
اجتماع اائمة البلد العلاني وهكذا...
استاذنا من خلال تلك الاجتماعات هل تغير شيئ في عالم الدعوة؟ هل قدموا لنا سوى وجوههم عبر التلفاز ولم يتغير العطاء؟ فبرايي الخاص واخشى ان اظلمهم ارى كل واحد مازال يدور في فلك نفسه وليكن:
كيف يمكننا ان نستفيد من كل طريقة لشيخ معين؟ وكيف نتقي فتنة تناقض الافتاءات؟.
وجزاكم الله خيرا

[هشام الخاني]

اخوتي اخواتي استاذنا الشيخ خضر حفظه الله:
ربما لست متدينا كفايه لاطرح سؤالي لكنني والحمد لله احافظ على ثوابت ديني...
سؤالي الملح والمهم لدي:
لماذا نواجه في واقعنا فجوة كبيرة بين طقوس وخطب الدين والسلوك ؟اليس من المفروض ان تنعكس النصائح والمواعظ سلوكاعلى كافة شرائح المجتمع؟لن اشرح اكثر فلها في القلب امر محزن,واذن؟ فالعيب ممن؟.
وجزاكم الله خيرا

[خضر شحرور]

الأخ عبد الرحمن أنا لم لم أسمع كلمة هيئة العلماء إلا بشكل محدود فالبلاد التي يظهر فيها اسم هيئة العلماء معدود على الأصابع وفي هذه البلاد هذه الهيئات هي التي تكون محور التغيير وعليها المعول في حسم المشكلات واتخاذ القرارات وأضرب مثالا على ذلك العراق مثلا الكلمة الفصل لهيئة العلماء وهكذا دواليك.
أما النتائج السريعة فلا تنتظر أن تجدها من مثل هذه الهيئات في عالم جديد يدور في فلك أمريكا وإسرائيل إذ أن أمثال هذه الدول المتغطرسة يقلقها ويزعجها وجود مثل هذه الهيئات وهي المقصود من المطلب الأمريكي بتطوير الخطاب الديني.
وأحب أن أوضح أن مطلب تطوير الخطاب الديني يحمل في طياته مطلب سلبي تطلقه أمريكا جوهر هذا المطلب حذف الجهاد من مقراراتنا المدرسية وغير ذلك.
وهناك مطلب ايجابي لتطوير الخطاب هو الذي تحدثت عنه سابقا في بعض الردود.
أما اختلاف الفتاوى فحله وهو اجتماع هذه الهيئات والمرجعيات ومناقشة فتاوها وصدورها عن رأي واحد.

[خضر شحرور]

الأخ هشام الخاني هذه القضية تحتاج إلى قدوة صحيحة وتربية إيمانية صحيحة إذا أردنا سلوكا حسنا فينبغي أن نعتني بالإنسان منذ نعومة أظفاره أن نرضعه الإيمان قبل الحليب أن نعنى بتربته الدينية وأن نعلمه مراقبة الله قبل كل شيء.
انظر إلى الواقع الذي نعيشه نضع أولادنا في مدارس تعلم أولادنا العلوم من الابتدائي إلى نهاية دراسته باللغة الإنكليزية وليس في المنهاج مادة الديانة.
نربيه على الفضائيات ونترك له الباب مفتوحا أمام ما يشتهي دون أن ننشئه بالمسجد لذلك ينشأ الإنسان بعيدا عن القيم في وقت كثرت فيه الفتنة وقلت فيه القدوة.
متى يظهر السلوك الحسن عندما يتضلع القلب بحب الله تبارك وتعالى وإذا رأيت رجلا يرتاد المساجد وسلوكه لا يدل على ذلك فاعلم أنه ممثل لما يدخل حب الله إلى قلبه بعد.