أديب عند طبيب أديب / د. ضياء الدين
(دخل أديب على طبيب أديب خائفاً ويتكلم همساً)
الطبيب :ما شكواك ؟
الأديب : أصابني كابوس كابسْ
في ظلمة الليل الدامسْ
كأنما هاجمني فارسْ
فانحبس صوتي وصار هامسْ
الطبيب : منذ متى ؟
الأديب : يوم كان بأصبعي داحسْ
والبرد قارسْ
وأطرافي ترافسْ
الطبيب : ألم يكن معك أحد ؟
الأديب : الهوام والذباب والنامسْ
الطبيب : ما كان طعامك يومها ؟
الأديب : لحم وترمس وكرافسْ
(اعتدل الطبيب وهاجت قريحته وقال ناصحاً) :
نمتَ وحيداً بلا ملابسْ
وتسجع بصوت هامس قالسْ
وكأنك فطيس فاطسْ
وكلُّ مرضك هاجس بهاجسْ
نصيحتي لك :
كن أديباً قابسْ
للظلم طالسْ
وللحق حارسْ
بساماً غير خالسْ
وأكثر الذكر والمجالسْ
كي تسلم من الهواجسْ
وادفع الآن وأنت جالسْ
بشوشاً غير عابسْ