أخي الكريم الأستاذ أسامه الحموي،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أعتذر عن التأخير!
لا شك أن للعيش في فلسطين أثر كبير في إدراك حقائق الأمور والأحداث السياسية وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، فنحن نعيش المعاناة، وليس فقط نتابعها، وهذا في الحقيقة يكسب أقلام الداخل رؤية واضحة للأحداث والتطورات الخاصة بقضية فلسطين. ومما يؤسف عليه أن كثرا من أصحاب الأقلام الحرة والشريفة التي تعيش خارج فلسطين لا تدرك حجم المعاناة والتحديات والأخطار والتضحيات، ولا تدرك طبيعة الانقسام وأسبابه ومفاعيله وتداعياته. ولا أقول هذا انتقاصا من أهمية تلك الأقلام، ولكن لأننا عانينا كثيرا من اقلام كانت تخوض في الأحداث دون إدراك لحقيقتها، ولا سيما إزاء الأحداث المؤلمة التي شهدها قطاع غزة قبل نحو سنتين.
نحن في غزة مثلا نعيش حياة لا تدع للحر والشريف مجالا غير الدفاع بصق وجد وإخلاص عن الشعب الفلسطيني والأمة العربية، لأننا نعيش الحصار والمعاناة والعدوان الصهيوني بكل صنوفه وأشكاله، وفي الوقت ذاته، نعيش حياة حرة كريمة، ولا نخاف من شيء، وطبعا هذا فقط لمن يدعم المقاومة وثقافتها ويرفض التسوية الاستسلامية وثقافتها. وأنا شخصيا لا أنطلق في كتاباتي السياسية من منطلق حزبي، فأنا أدافع عن المقاومة ولا أرى لها بديلا، ولا أؤمن بشيء اسمه "سلام" مع العدو الصهيوني، فقبل السلام لا بد من تحرير فلسطين كلها من بحرها إلى نهرها.
أما بالنسبة للطموحات على المستوى الشخصي، فلا توجد لدي أي طموحات سوى تحرير فلسطين، لا أحب المناصب، ولا ألهث وراء المال أو الشهرة، ولا يهمني إلا أن أساهم بجدارة في توعية أبناء أمتنا العربية وإيقاظ الغافلين منهم وحشد الرأي العام العربي لصالح قضية فلسطين. أما على المستوى العالمي، فأطمح أن تتوحد أمتنا العربية بعد تحررها من الإستعمار الإمبريالي الغربي وأذنابه، لتحمل رسالتها للعالمين وتساهم في بناء الحضارة الإنسانية على أكمل وجه. فالعالم يحتاج لحضارتنا الإسلامية، لتنقذه من غرقه في أوحال الفساد والانحطاط والممارسات الوحشية والدموية التي ملأت الدنيا بأشلاء المستضعفين ودمائهم...
وأسأل الله عز وجل أن يرزقني الشهادة في سبيله.
تحياتي ومودتي