سلمت يداك اخي فراس
اهلا بكم والف شكر لاهتمامكم الان حضرت من كتاب نجوم في فلك النبوة-اسماء طباع
البراء بن مالك الأنصاري
((لا تولّو البراء جيشاً من جيوش المسلمين مخافة أن يهلك جنده بإقدامه))
كان أشعث أغبر ضئيل الجسم و لكنه مع ذلك قتل مئة من المشركين مبارزة واحدة عدا عن الذين قتلهم في غمار المعارك مع المحاربين . إنه أخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .بدأت قصة البراءبن مالك عند وفاة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم و التحاقه بالرفيق الأعلى حيث بدات قبائل العرب تخرج من دين الله . حتى لم يبق على الإسلام إلا أهل مكة و المدينة و الطائف و جماعات متفرقة من هنا و هناك و جهز أبو بكر الصديق أحج عشر جيشا ليعيدوا المرتدين إلى سبيل الهدى و الحق . وكان أقوى المرتدين و أكثرهم عددا بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب . فقد اجتمع لمسيلمة أربعين ألفا من أشداء المحاربين وقد كان أكثرهم قد اتبعوه عصبية له لا إيماناً به . فقد كان بعضهم يقول : أشهد أن مسيلمة كذاب و أن محمداًصادق لكن كذاب ربيعة أحب إلي من صادق مضر . هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من المسلمين بقيادة عكرمة بن أبي جهل و رده على أعقابه فأرسل له جيشا ثانيا بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه الكثير من الصحابة الانصار و المهاجرين و كان في طليعتهم البراءبن مالك الأنصاري . التقى الجيشين على أرض( اليمامة ) في ( نجد ) فما هو إلا قليل حتى رجحت كفة مسيلمة و أصحابه حتى اقتحم أصحاب مسيلمة خيمة خالد بن الوليد و أدرك المسلمون أنهم إذا هزموا فلن تقوم للإسلام قائمة أبداً ولن يعبد الله وحده في جزيرة العرب . فذهب خالد إلى الجيش و أعاد تنظيمه حيث ميز المهاجرين و الأنصار و أهل البوادي عن بعضهم . ليعرف من أين يؤتى المسلمون و دارت معركة لم تعرف حروب المسلمين لها نظيرا من قبل و ثبت قوم مسيلمة و أبدى المسلمون خوارق البطولات و هذا زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب ينادي : أيها الناس عضوا على أضراس واضربوا في عدوكم و الله لا أتكلم بعد هذه الكلمة حتى يهزم مسيلمة أو ألقى الله فأدلي إليه بحجتي . فمازال يقاتل حتى استشهد . وهذا سالم مولى أبي حذيفة يحمل راية المهاجرين فيقول له قومه إنا انخشى أن نؤتى من قبلك . قال إن أتيتم من قبلي فبئس حامل القرآن أكون ثم كرّ على أعداء الله كرة باسلة حتى أصيب .
لكن هذه البطولات تتضاءل أمام بطولة البراء بن مالك رضي الله عنهم جميعا .
ذلك أن خالداً حين رأى وطيس المعركة يحمى ويشتد التفت إلى البراء و قال إليهم يا فتى الأنصار فقال البراءبن مالك لقومه : يا معشر النصار لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة فلا مدينة لكم بعد اليوم و إنما هو الله وحده ثم الجنة . و ذهب يشق الصفوف في رقاب أعداء الله حتى زلزلت أقدام مسيلمة و أصحابه فاختبأوا في حديقة عرفت بعد ذلك ب(حديقة الموت ) فأغلق مسيلمة و الآلاف المؤلفة من جنده عليهم أبوابها و تحصنوا بعالي جدرانها و جعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم . فتقدم البراء بن مالك فقال ضعوني على ترس ثم اقذفوني إلى الحديقة قريبا من بابها فإما أن أستشهد و إما أن أفتح لكم الباب و في لمح البصر كان قد رفع على عشرات الرماح فألقته في الحديقة فنزل على أصحاب مسيلمة كالصاعقة فما زال يجالدهم حتى قتل عشرة منهم و فتح الباب و به بضع و ثمانون جرح فتدفق المسلمون على حديقة الموت حتى قتلوا منه عشرين ألفا و وصلوا إلى مسيلمة فأردوه صريعا . ومن ثم حمل البراء بن مالك إلى خالد بن الوليد فأقام شهرا بمعالجته من جراحه حتى أذن الله له بالشفاء و كتب النصر لجند المسلمين على يديه .
ظل البراءبن مالك الأنصاري يتوق إلى الشهادة حتى جاءت معركة ( تستر ) مع الفرس حيث أخذ الفرس من وراء أسوار ( تستر ) يرمون بالكلاليب و قد حميت بالنار فعلق كلاب منها بأنس بن مالك فما إن رآه الراء حتى قفز و أمسك بالكلاب ليخرجه من جسده فأخذت يده تحترق و هبط إلى الأرض بعد أن أخرج أخاه فإذا بيده عظاما ليس عليها لحم و في هذه المعركة دعا البراءبن مالك ربه بالشهادة فأجاب الله دعاءه و خر صريعا شهيدا فرحا بلقاء ربه . نضر الله وجه البراءبن مالك في الجنة و أقر عينه بصحبة نبيه محمد عليه الصلاة السلام و رضي الله عنه و أرضاه .
جزاك الله الخير اخي على اتحافنا ببطولات أجدادنا الكرام من الصحابة عليهم رضوان الرحمن ... التي تشخص لرؤيتها الأبصار ،،، وتدمع عند سماعها العيون ،،، وتقوى لذكرها القلوب ... وتشد بها العزائم ...
بانتظار المزيد والمزيد
0
شكرا ختي للاهتمام وراجع لكم
أبو ايوب الانصاري .. إيثار وجهاد حتى الثمانين
--------------------------------------------------------------------------------
لم يكن حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم يماثله أي حب آخر حتى تجاه أقرب الناس إليهم.
وقصص إيثار الصحابة للرسول الكريم كثيرة في تاريخ السيرة النبوية، فهذا الصديق أبوبكر خلال
الهجرة يمشي مرة على يمين الرسول وأخرى على يساره، وثالثة من خلفه، ورابعة من أمامه، وها هو
يدخل الغار قبله صلى الله عليه وسلم ولما سأله الرسول عن ذلك أجاب الصديق أنه يخشى أن يصيب الرسول مكروه،
فإن قتل، فهو فرد واحد، أما الرسول فهو الأمة كلها وصدق فيه وغيره من الصحابة قوله تعالى
“ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”. غير أن قصة إيثار الصحابي الجليل خالد بن زياد بن كليب،
الذي كني ب “أبي ايوب الانصاري” للرسول لها جانب آخر.
وينتمي هذا الصحابي الى بني النجار، ونسبته الى الانصار، وقد رفع الله ذكر سيرته في الشرق والغرب،
وأعلى قدره بنزول الرسول صلى الله عليه وسلم في داره دون بيوت المسلمين جميعاً، حين هاجر إلى المدينة
ولنزول النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب قصة جميلة تظهر جانباً مهماً من جوانب الإيثار.
أدب رفيع
حين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، لاقاه أهلها بالشوق والتهليل، وقد قضى الرسول صلى الله عليه وسلم
في قباء اربعة أيام، بنى خلالها مسجده وهو أول مسجد أسس على التقوى، وخرج من قباء إلى يثرب فرحب به سادتها،
وكان كل منهم يريد أن يحظى بشرف نزول النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان عندما يعترضون ناقته يبتسم لهم قائلاً: “خلوا سبيلها ودعوها فإنها مأمورة” وظلت الناقة تمضي لغايتها حتى بلغت
ساحة خلاء أمام بيت أبي أيوب، وبركت فيها، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل عنها، فما لبثت أن وثبت
وانطلقت إلى دار بني مالك بن النجار وبركت فيها ثم عادت أدراجها وبركت في مبركها الأول، وعند ذلك غمرت الفرحة
أبا أيوب وبادر إلى الرسول يرحب به ومضى به إلى بيته، وكان المنزل يتألف من طبقة فوقها علية، فأخلى أبو ايوب
العلية من المتاع وأنزل أهله، ليدخل فيها الرسول .. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أصر على أن ينزل في الطبقة السفلى،
وامتثل أبو أيوب لأمره.
ولما أقبل الليل أوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فراشه، وصعد أبو ايوب وزوجته إلى العلية وما ان اغلقا عليهما الباب
حتى قال أبو ايوب لزوجته: “ويحك ما صنعنا..؟ أيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل ونحن فوقه؟!
أنمشي فوق رسول الله؟ أنصير حاجزا بين النبي والوحي ..؟!” ولم تسكن انفاسهما إلا حين انجازا إلى جانب العلية
والتزماه متباعدين عن الوسط، فلما أصبح ابو أيوب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “والله ما أغمض لنا جفن في هذه الليلة
لا أنا ولا أم أيوب” فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ولمَ ذاك يا أبا أيوب؟!” قال: “تذكرت أني على ظهر بيت أنت تحته
وإني إذا تحركت تناثر عليك الغبار فآذاك، واني غدوت بينك وبين الوحي”، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
“هون عليك يا أبا ايوب، إنه أرفق بنا ان نكون أسفل، لكثرة الزائرين من الناس”.
امتثل أبو أيوب كعهد الصحابة دوما، لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الليلة الثانية كانت لديهما جرة ماء فانكسرت
وأريق ماؤها في العلية فقاما ينشفان الماء على عجل بقطيفة كانا يتخذانها غطاء، وأسرعا خوفا من أن يصل الماء للرسول صلى الله عليه وسلم
وهو تحت، فلما كان الصباح أتى أبو أيوب الانصاري إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: “بأبي أنت وأمي،
إني كرهت أن أكون فوقك” وقص عليه خبر الجرة، فاستجاب له الرسول وصعد إلى العلية ونزل هو وأم ايوب إلى أسفل الدار.
أقام الرسول في بيت أبي أيوب ما يقرب سبعة أشهر، حتى تم الانتهاء من بناء مسجده في الأرض الخلاء التي بركت فيها الناقة،
وانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجرات التي أقيمت حول المسجد له ولأزواجه، وأصبح جارا لأبي أيوب.
هذا هو النعيم
في ذات يوم خرج أبوبكر إلى المسجد في نصف النهار فرآه عمر فقال: “يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟” قال:
“ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع”، فقال عمر: “وأنا والله ما أخرجني غير ذلك” فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما
الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: “ما اخرجكما هذه الساعة؟” قالا: “والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع”
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وأنا والله ما أخرجني غير ذلك، قوما معي، فانطلقوا إلى دار أبي ايوب” وكان أبو ايوب
على عادته يوميا يدخر لرسول الله الطعام فإذا تأخر عنه ولم يأت أطعمه لأهله، فلما ذهبوا إلى أبي أيوب خرجت إليهم أم أيوب وقالت:
“مرحبا بنبي الله ومن معه” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت الرسول فأقبل مسرعا
وقال: “مرحبا برسول الله ومن معه” ثم قال: “يا نبي الله ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه” فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقت”.
وانطلق أبو أيوب إلى نخيله وقطع منه تمراً ورطباً فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أردت أن تقطع هذا إلا جنيت لنا من ثمره؟”
قال: “يا رسول الله أحببت أن تأكل من ثمره ورطبه ولأذبحن لك أيضاً” قال الرسول: “إن ذبحت فلا تذبح ذات لبن” فأخذ أبو ايوب
جديا فذبحه ثم قال لامرأته: “اعجني واخبزي لنا”، ثم أخذ نصف الجدي فطبخه، وعمد إلى النصف الثاني فشواه، فلما نضج الطعام
وضعه بين يدي النبي صلى عليه وسلم وصاحبيه، ثم أخذ رسول الله قطعة من الجدي ووضعها في قطعة خبز وقال: “يا أبا أيوب
بادر بهذه القطعة إلى فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام”.
فلما أكلوا وشبعوا قال النبي الله صلى الله عليه وسلم: “خبز ولحم وتمر ورطب” ودمعت عيناه. ثم قال: “إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة”،
ثم التفت إلى أصحابه أبي بكر وعمر وأبي أيوب قائلاً: “فإذا أصبتم مثل هذا فضربتهم بأيديكم فيه فقولوا: بسم الله فإذا شبعتم، فقولوا:
الحمد لله الذي أشبعنا وأنعم علينا فأفضل”. ثم نهض الرسول وقال لأبي ايوب: “ائتنا غدا” فقال أبو أيوب: “سمعا وطاعة لرسول الله”
فلما ذهب أبو ايوب للنبي صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي أعطاه النبي وليدة كانت تخدمه وقال له النبي “استوص بها خيرا فإنا
لم نر فيها إلا خيرا ما دامت عندنا”.
عاد أبو ايوب لبيته ومعه الوليدة، فلما رأتها أم أيوب قالت: “لمن هذه يا أبا أيوب؟!” قال: لنا .. منحنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم”
فقالت: “أعظم به من مانح وأكرم بها من منحة” وقال: “قد أوصانا بها خيرا” فقالت: “كيف تصنع بها حتى ننفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم”
قال: “والله لا أجد لوصية رسول الله بها خيرا من أن أعتقها”. فقالت: “هديت إلى الصواب، فأنت موفق”، ثم أعتقها.
عاش أبو أيوب طول حياته غازيا، لم يتخلف عن غزوة إلى زمن معاوية، وكانت آخر غزواته، غزوة لفتح القسطنطينية كانت بقيادة يزيد بن معاوية،
وكان أبو أيوب في ذلك الوقت شيخا طاعنا في السن يقرب الثمانين، لكنه لم يمض قليل على منازلة العدو حتى مرض أبو ايوب مرضا أقعده عن
مواصلة القتال فجاء يزيد ليعوده وسأله: “ألك من حاجة يا أبا أيوب؟” فقال له: “أقرئ عني السلام على جنود المسلمين وقل لهم يوصيكم أبو أيوب
أن توغلوا في ارض العدو إلى أبعد غاية، وأن تحملوا أبا أيوب معكم، وتدفنوه عند أسوار القسطنطينية” ولفظ أنفاسه الطاهرة،
واستجاب الجنود لرغبة صاحب رسول الله وكروا على جند العدو، حتى بلغوا أسوار القسطنطينية وهم يحملون أبا أيوب معهم،
وهناك حفروا له قبره وواروه فيه.
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
25-2-2005
شكرا اختي لاهتمامك
عن كتاب نجوم في فلك النبوة
اسماء الطباع
سعيد بن عامر
ابن سلمان الجمحي القرشي
(سعيد بن عامر رجل اشترى الآخرة بالدنيا و آثر الله و رسوله على سواهما )
كان يوما مع مشركي قريش الذين شهدوا مصرع خُبيب بن عدي بعد أن ظفروا به غدرا.
لم يكن سعيد بن عامر قد انضم إلى الإسلام بعد . فقيدوا خبيب و وضعوه على خشبة ليثأروا لقتلاهم في ( بدر ) بقتله . و قال خبيب بصوت ثابت : إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا.....
فصلى خبيب ركعتين ثم قتل. فنصرف الناس و سعيد بن عامر و قد تعلم ما لم يتعلمه من قبل :
علمه أن الحياة الحقة عقيدة و جهاد في سبيل العقيدة حتى الموت .
و أن الإيمان الراسخ يفعل الأعاجيب و يصنع المعجزات .
و أن الرجل الذي يحبه أصحابه كل هذا الحب إنما هو نبي مؤيد من السماء.
فشرح الله صدر سعيد بن عامر إلى الإسلام و هاجر إلى المدينة و لزم رسول الله صلى الله عليه و سلم
و شهد معه (خيبر ) وما بعدها من الغزوات . و بوفاته بدأ العهد الراشدي و شارك في حروب الردة في خلافة أبي بكر الصديق و جاءت خلافة عمر بن الخطاب و قد اختار سعيد بن عامر لولاية إمارة حمص .
و كان إذا خرج عطاؤه نظر إلى ما يكفي لقوت أهله من طعا مهم و كسوتهم و ما يصلحهم فيعزله و ينظر إلى بقيته فبتصدق به . فأتاه مرة نفر من قومه فقالوا : إن لأهلك عليك حقا ..... فقال : ما أنا بمستأثر عليهم بعد أن سمعت رسول الله صلى الل عليه و سلم يقول ( يجمع الله عز و جل الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام , فيقال لهم قفوا عند الحساب فيقولون : ما عندنا حساب و لا آتيتمنا شيئا فيقول ربهم : صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلوها قبل الناس بسبعين عاما )) .
قدم عمر بن الخطاب مرة إلى حمص ليطمئن على أحوال الناس فيها فأمرهم أن يكتبوا له كتاباً بأسماء الفقراء فيها فإذا به يجد اسم سعيد بن عامر فسألعم من سعيد بن عامر؟..... فقالوا أمير المؤمنين .....أميرنا !!
فتعجب قائلا : و أين رزقه؟.... قالوا : لا يمسك منه شيئا......
فبكى عمر بن الخطاب تأثرا من أمير فقيرة دنياه ثرية عطاياه و أعماله .
ثم سأل أهل حمص : كيف وجدتم عاملكم ؟
فقالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار.
و لا يجيب أحدا بليل .
و له يوم في الشهر لا يخرج إلينا . و تأخذه غشية في الأيام .
فجمع عمر بينه و بينهم : فقال سعيد : إني كنت لأكره ذكره .
أما الأولى : فليس لأهلي خدم فأعجن عجيني ثم أجلس حتى يختمر ثم أخبز خبزي ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم
و الثانية : إني جعلت النهار لهم و جعت الليل لله عز و جل .
والثالثة : ليس لي خادم يغسل ثيابي و ليس لي غير ثوب فأجلس حتى يجف ثم أدلكه ثم أخرج إليهم من آخر النهار
والرابعة : شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة و قد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعه فقالوا : أنحب أن محمدا مكانك ؟ فقال : و الله ما أحب أني في أهلي و أن محمداً شيك بشوكة ثم نادى يا محمد !! فما ذكرت ذلك اليوم و تركي نصرته في تلك الحال و أنا مشرك لا أؤمن بالله العظيم إلا ظننت أن الله تعالى لن يغفر لي ذلك الذنب أبداً فتصيبني تلك الغَنظَة.
فصدر حكم عمر : الحمد لله الذي لم يخيب ظني به .
ثم بعث له بألف دينار ليستعين بها على حاجته . فرأت زوجة سعيد بن عامر المال فقالت : الحمد لله فاذهب و اشتري لنا مؤونة و استأجر خادما . قال : و هل لك فيما هو خير من ذلك ؟ . قالت : و ما ذاك ؟. قال : ندفعها إلى من يأتينا بها و نحن أحوج ما نكون إليها . قالت : وما ذاك ؟ . قال : نقرضها الله قرضاً حسناً . قالت : نعم و جيت خيرا .فجعلها في صرر و تصدق بالمال كله.
فأحب الله لقاءه فعزله إليه في سنة 20 للهجرة رضي الله عنك و أرضاك و أكرمنا بلقياك .
مشكور ونحن معك متابعين
شكرا فراس
والله يعطيك العافية
[align=center]
( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
[/align]
يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقليوإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتيوإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي*******لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .
من ذات الكتاب
نجوم في فلك النبوة
اختصر واكتب
عبد الله بن حذافة السهمي
ابن قيس بن عدي بن سعد السهمي القرشي
كان من أوائل السابقين إلى الإسلام و كان من المهاجرين الأولين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة و كان له دعابة شهر بها و قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه صاحب مزاح فقال : (( اتركوه فإن له بطانة بحب الله الله و رسوله )). وجمع رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة من الصحابة و قال لهم : (( أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم فلا تختلفوا علي كما اختلفت بنوا اسرائيل على عيسى بن مريم )) و كان ذلك في السنة السادسة للهجرة. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحن نؤدي عنك ما تريد فابعثنا حيث شئت. و كان منهم عبد الله بن حذافة فقد اختير لحمل رسالة النبي إلى كسرى ملك الفرس . دخل عبد الله بن حذافة على ملك الفرس مرفوع الهامة و أعطا كسرى باليد الكتاب و قرأه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس , سلام على من اتبع الهدى فما إن سمع كسرى هذا القدر من الكتاب حتى مزقه .فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخبره ما حدث فما قال إلا : (( مزق الله ملكه )) .و جاءت خلافة عمر بن الخطاب و بعث جيشاً لحرب الروم و فيه عبد الله بن حذافة فظفر الروم ببعض جنود المسلمين و من بينهم عبد الله فأسروهم و أخذوهم إلى قيصر عظيم الروم فنظر إلى عبد الله فرآه شاباً مرحاً قوي النفس لم يرى على وجهه أثر ملاقاة الأسير للملك فقال : يا عبد الله؟ تنصر أشركتك في ملكي و لك ما تحب و تختار فقال الأسير إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعوني إليه .فقال : إني لأراك رجلا شهما فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري و قاسمتك سلطاني .فتبسم عبد الله و قال : و الله لو أعطيتني جميع ما تملك و جميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه و سلم طرفة عين ما فعلت . قال إذن أقتلك !! . قال: أنت و ما تريد ثم أمر به فصلب و قال لقناصته : ارموه قريباً من يديه و رجليه و هو يعرض التنصر فأبى .فأمرهم أن يكفوا عنه و دعا بقدر عظيم من الزيت و رفعت على النار حتى غلت و دعا إحدى أسارى المسلمين فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقي فإذا لحمه يتفتت و إذا عظامه تبدوا عارية . و التفت إلى عب الله فدعاه إلى النصرانية فكان أشد إباء من قبل . فيئس منه فقال ألقوه في القدر فدمعت عيناه فقال رجل لقيصر إنه قد بكى . فقال ردوه إلي فعرض عليه النصرانية فأبى . فقال : ويحك!! مالذي أبكاك إذن؟ فقال : ما بكيت زوجة ولا ولداً ولا دنيا ولا وطنا و إنما بكيت أن لي نفس واحدة تذوب عل هذا اللهب ليت لي مئة ألف نفس تموت هذه الميتة في سبيل الله . فقال الملك : يا عبد الله أتقبل رأسي و تذهب طليقا و أخلي عنك السبيل؟ فقال له عبد الله : و عن جميع أسارى المسلمين أيضاً ؟
قال : و عن جميع أسارى المسلمين أيضاً . ثم دنا منه و قبل رأسه . فانطلق عبد الله بمن معه من المسلمين إلى عمر بن الخطاب فلما قدموا عليه و أخبروه بقصتهم قام عمر بن الخطاب فقبل رأس عبد الله إكراماً و قال : حقا على المسلمين أن يقبلوا رأس عبد الله بن حذافة السهمي .و امتد عمره إلى خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنهما ثم توفي مسلما روحه إلى بارئها مخلداً وراءه ذكراه المشرقة .