لقاء الفرسان مع المدربة الأستاذة/روعة السمّان

[روعة السمان]

وعليكم السلام .. أهلا بك يا راما وشكرا على سؤالك القيّم
في التاريخ البشري الكثير من النماذج الناجحة عربيا أو غربيا ويمكن الاستفادة من نجاحاتهم وتجاربهم وأفكارهم
والنمذجة حتى تكون بكل معناها تحتاج لشخص ناجح حي نراه أمامنا وهو يمارس مهارته الناجحة فنتعرّّف على استراتيجيته الناجحة بهذه المهارة ثم نحاول نقلها لآخرين يريدون اكتساب نفس المهارة الناجحة
وبعد غرس هذه الاستراتيجية الناجحة فيهم يمكنهم ممارستها ومن ثم إضافة بصمتهم الخاصة لهذا النجاح فيكونون بذلك قد بدؤوا نجاحهم من حيث انتهى الآخرون وليس من الصفر ثم يضعون لمساتهم الخاصة
ولا يمكن لأي نجاح جماعي أن يبدأ إلا من أناس حققوا نجاحاتهم الفردية ثم انتقلوا ليصنعوا نجاحا جماعيا مع أمثالهم, لأن النجاح الفردي لا يمكن أن يُشبع صاحبه بنتائجه الضئيلة بالنسبة للنجاح الجماعي الذي تفوق نتائجه التوقعات ويتجاوز المنطق الذي يقول 1+1+1=3 وتصبح النتيجة 10 أو 100 أو أكثر, لأن تضافر الجهود البشرية تؤدي لنجاح أكبر يتم فيه دمج الخيال والإبداع والفكر الناجح وترجمته على الواقع بتعاون خلاّق.
لذلك أقول أن الوقت دائما مناسب لعمل الشيء الصحيح, والتطوير أمر لابد منه حتى نستطيع أن نواكب التغيير في العالم, والله تعالى يقول:"لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم", لذلك أي تغيير يبدأمن تغيير الذات أولا ومن ثم التعاون والتعاضد لتحقيق التكامل الجماعي.
وما يحدث هذه الأيام هو أمر لا يسهل علينا أن نطيقه, لذلك أقول أن كل إنسان في هذه المرحلة وكل مرحلة مسؤول أمام الله عن عمله ونيته وقلبه وعندما كل إنسان يقوم بما عليه القيام به ضمن ما يطيق نستطيع أن نقدم شيء ولو بسيط لأنفسنا ولمن حولنا, ومع الوقت هذه الأعمال الصغيرة تتزايد وتنمو لترفع من سوية المجتمع وتتحول لأعمال عظيمة بشرط استمرارها
ليعمل كل منا ما يقدر عليه حتى يرضي ضميره ويكون جاهزا للقاء ربه, وبنفس الوقت يرى أعماله كيف تنمو وتتوسع لترسم نجاحا فرديا يلتقي مع نجاحات الآخرين ومن ثم نصبح مؤهلين لإحراز نجاحات على مستوى جماعي
وأعتقد أن أهم شيء نقوم به في هذه المرحلة إلى جانب المساعدات المقدور عليها هو بثّ الأمل ورفع الهمم ودعم العمل والتوكل على الله والتذكير بالصبر على الحق
(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

[أسامه الحموي]

أستاذة روعة جزاك الله خيرا.سؤال ذو شطرين:
الأول: ماهي الجهود المشتركة التي تشترك بها البرمجة مع علم النفس مع النماذج المحطمة نفسيا بعد الحروب والنكبات؟
ثانيا تجدين في قسم البرمجة( هنا في الفرسان في القسم الاجتماعي) مقالات ونصوص تطرح أفكارا متناقضة مطروحة للنقاش منها:
البرمجة ذات جذور دينية إسلامية والغرب بوبها.
البرمجة ضد الدين لأنها لا تتخذه أصلا,بل ربما أدى لأمور ضده.
كيف تشرحين لنا تلك الأفكار المطروحة ولك التحية والتقدير ومتابع بدقة واستمتاع.

[مصطفى السنجاري]

شكرا لك يا روعة على روعتك

أعتز بقلمك وفكرك بيننا وأكتفي بأسئلة الأعزاء

ولن أكون هنا إلا قارئا لردودك الراقية

تحياتي لك واحترامي

وأهلا بك معناااااا

[روعة السمان]

وعليكي السلام راما
سبق وكتبت جواب على سؤالك لكن يبدو أني لم أعرف أن أحفظه
شكرا على سؤالك القيم
لا يمكن للإنسان أن يحقق نصر جماعي قبل أن يحقق نصره الشخصي بداية
والنجاح الجماعي مرتبط بإيماننا بقانون الوفرة الذي يعتمد على وفرة الكون الذي نشبهه بالنبع الذي لا ينضب
وهناك بعض الأشخاص يكتفون بنجاحهم الفردي لأنهم يعتقدون بقانون الشح وهو التنافس على قطعة الكيك
وهناك أشخاص يعيشون دور الضحية لأنهم تركوا النجاح لغيرهم مبررين لأنفسهم بأنهم لم يولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب كغيرهم
ويبررون نجاح غيرهم على حساب الآخرين وأنه ليس لهم فيه أي فضل أو جهد
ويمكن أن نساعد أنفسنا بأن نأخذ خطوة أو أكثر خارج أنفسنا
حتى يمكننا رؤية أنفسنا ضمن المشهد
لأن هذا الجزء من المشهد هو الجزء المسؤولين عنه قبل أي شيء آخر في العالم ..
أي ننفصل عن أنفسنا حتى يمكننا أن نرى أنفسنا ونجمع المعلومات ونقيّم تفكيرنا بعيدا عن مشاعرنا ونسدّد ونقارب تصرفاتنا لما هو مفيد ونسعى ونتوكل على الله ونستمر في محاولة التوازن على الصراط المستقيم
وتجاربنا هذه تحتمل الكثير من الأخطاء التي تتحول مع الوقت إلى خبرات وتجارب تدعم مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا
وحتى نستطيع أن نستمر في رحلة نجاحنا نحتاج أن نشحن طاقتنا بالوقود ونجدد أنفسنا باستمرار كما سبق وتكلمنا
دربوا أنفسكم على التفكير الإيجابي بأن تعوا ذلك الصوت السلبي في رؤوسكم وتبحثوا عن أفكار إيجابية بديلة وفي كل مرة تفعلونها تدربون عقولكم على التفكير الإيجابي حتى يصبح ذلك الصوت يعمل لصالحكم ويدفعكم ويشجعكم
بثوا الأمل وحثوا على الأمل بلغتكم الداخلية مع أنفسكم ولغتكم الخارجية مع الناس
مارسوا نشاطات مفيدة تمتعكم
حافظوا على حالتكم الإيجابية بمراقبة أفكاركم وممارسة نشاطات تحبوها
أحبوا أنفسكم وقدموا لها حتى تصبحوا قادرين على النجاح والعطاء الذي يسعدكم ويسعد من حولكم
كل ما نشعر به هو نتيجة تفاعلنا مع ما يجري بطريقة سلبية إنهزامية سبق وتبرمجنا عليها
وبإمكاننا أن نساعد أنفسنا ونتفاعل بطريقة مفيدة أكثر بإعادة برمجة أنفسنا كما سبق وذكرت
رددوا: أنا ناجح أنا قادر أنا أستحق أنا قوي أنا أكبر من أي تحدي
في البداية يبدو الأمر ساذجا لأنه سيواجَه ببرمجتنا القديمة لسلبية
لكن مع تكرار مثل هذه الكلمات واستشعار معانيها سنبدأ بتصديقها
والأمر يحتاج لوقت وصبر وتصديق وإيمان حتى ينجح
(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وطالما أن الله قدّر علينا ما قدر فهو يعلم أنه بوسعنا
وبإمكاننا أن نوسّع وسعنا بتكبير إعتقادنا عنه والإيمان به
آمنوا وجربوا وأنتم مؤمنين بأنفسكم ثم اهنأوا بنجاحكم
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[روعة السمان]

شكرا يا مصطفى واعتز باعتزازك
وشكرا ياأسامة على سؤالك القيم ومتابعتك
سبق وقلت أن علم النفس يساعد الإنسان لينتقل من الحالة المرضية للوصول للحالة السوية
بينما البرمجة اللغوية العصبية تساعده ليس فقط للحالة السوية بل للوصول لحالة الإمتياز البشري بنمذجة الناجحين
وأنا لا أحب مقارنة العلم بالدين, تعاملوا مع هذا العلم كما تتعاملون مع الرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم
ولأن هذا العلم يهتم بالإنسان يمكن أن نجد نصوص شرعية تؤكد صحة أفكار هذا العلم
استفيدوا من هذا العلم على مبدأ قول النبي عليه الصلاة والسلام (احرص على ما ينفعك) و(اطلبوا العلم ولو في الصين)
وحافظوا على علاقتكم الطيبة بربكم لتصوّب وجهتكم
لا يوجد علم ضد الدين ولكن يوجد إنسان يسخّّر العلم كما يريد فهو سلاح ذو حدين
كونوا منارة للعلم المفيد والتقفوا الحكمة أينما وجدتوها فهي ضالة المؤمن
وبارك الله بكم ولكم وعليكم

[ميسم الحكيم]

بسم الله ماشاء الله لقاء مفيد وقيم أعتقد أن تحويله إلى قوة دفع للأمام في حياتنا العملية شيء ممتع !
ما أريده هو وصفة سحرية لأصحاب المحن الصعبة؟ مالذي يوقفهم من جديد بعد إصابات بليغة ومؤلمة بكل إيمان وتوكل على الله في سبيل البناء والإصلاح ؟
بأمل حماس وقوة ؟

[مؤيد البصري (مرئد)]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو ان الكثير قد فاتني وكان حضوري كمن يجمع بقايا المائدة بعد رحيل الضيوف . ههههه
أولا حياك الله أستاذة روعة ويبدو ان سيدة الفرسان قد عرفت كيف تجلسك في مجلس الممتحن بأسئلة الفرسان . كان الله في عونك ويارب مايدخل مهندسنا الحبوب فراس فأسئلته لن تنتهي ولن يمل لاهو ولاعبارته (منحكي فيها )
سيدتي الكريمة الأستاذة روعة بعد تلطيف الجو . ما رأيك بالإسلوب الذي تنتهجه مدارسنا بل ورياض اطفالنا في تعاملها مع شباب الغد ألا توافقيني الرأي ان اساليبها متخلفة وغير مواكبة لتطور العصر ؟ هل لدينا مربين يستطيعون ان يجعلوا من الطفل محاميا أو ضابطا أو طبيبا وفق مايشاءون ؟ تحيتي لك واحترامي ولي عودة ان شاء الله

[روعة السمان]

هلا بميسم الغالية
إذا كان هناك وصفة سحرية دليني عليها
ويمكن أن أقول أن هناك شيء ما يشبه السحر بنتائجه المذهلة
إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم
الأساس هو الإيمان بقضاء الله مصدر الخير المطلق وأنه لايقدّر علينا إلا ما هو خير لنا
ومن ثم نركّز على أنفسنا وعلى تلقي الرسائل الإلهية خلف كل تقدير إلهي
عندما نركّز على علاقتنا بالله ونثق فيه الثقة المطلقة ونبحث عن المنحة في كل محنة
عندها نحقق حكمة الله في كوننا خليفته على الأرض
انسوا علاقاتكم الأفقية مع البشر وركّزوا على علاقة وحيدة عمودية بين نفسكم وبين الله
تحمّلوا مسؤولية حياتكم وسعادتكم وتخلّوا عن اللوم
لوم الظروف ولوم الآخرين ولوم الأسباب, إنها أدوات اختبار الله لإيمانكم وثقتكم بالله
أحسنوا الظن بالله وستجدوه عند حسن ظنكم
وكل هذا يحتاج إلى تدريب لإعادة برمجتنا لنضع إبرتنا على محطة الله ونبقى معه على تواصل
أخرسوا صوت الشيطان في رؤوسكم لأنه حريص على إتعاسكم وزعزعة ثقتكم بالله
وأعطوا أنفسكم فرصة الاختلاء بالنفس والتأمل والإنصات لصوت الله فيكم
دربوا أنفسكم لتسمعوا صوت الله فيكم وتأكدوا أنه صوت الله عندما يدلكم على ما يفيدكم ويسعدكم
تصدّقوا بالمال والإبتسام والكلمة الطيبة ومسح رأس اليتيم والتعاطف واللطف
ازرعوا الحب والرحمة كما تزرعوا القمح, مارسوا العطاء
احصدوا السعادة والنجاح والنمو
والأساس الصدق مع النفس وتوخي الحق والصبر
وأخيرا أوصيكم بثلاث:
أحسنوا الظن بالله, أحسنوا الظن بأنفسكم, أحسنوا الظن بالآخرين
ثقوا بالله ثقة مطلقة
ثقوا بأنفسكم وبالآخرين ثقة مبصرة
هنا والآن يُصقل جوهرنا
دعوا الله يعمل في حياتكم
ليُخرج افضل ما فيكم إن كنتم مؤمنين
بامان الله

[روعة السمان]

كيفك يا مؤيد
سأجيبك يامؤيد على سؤالك الناقد
أنا لآ أقيّم أحداً ولا أعمم
وبنفس الوقت أقول من خلال تجربتي المتواضعة أجدأننا نحتاج لجهود رهيبة لعقود طويلة وقلب مناهج التفكير قبل مناهج التدريس وتحديث أدواتنا وطرائقنا وأخلاقنا
رغم تقديري لجهود مبذولة رغم تواضعها بالنسبة لما نحتاجه من تطوير
والأساس في التغيير هو تحمل مسؤولية التغيير بدل إلقاء اللوم على الجيل الذي يعكس بأخطائه فساد بذورنا
والتعامل معهم على أنهم بشر وليسوا آلات
القدوة الصالحة هي البداية ليكون التغيير عملي وليس تنظيري
والحديث يطول
سلام

[بنان دركل]

السلام عليكم واهلا بالأستاذة روعة ويبدو انني كما الأستاذ مؤيد فاتني الكثير...
استمتعت بما مضى وارى اننا بمواجهة منجم علمي رائع فاسمحي لنا ان نستفيد منه ونفيد:
كل العلوم النفسية قدمت كثيرا من التجارب للخجل للانطواء..
لكن هناك حالات عكسية:وقاحة,زلات عبر وسائل التواصل الاجتماعية,جيل تربى بلا ضوابط الخ..
كيف تجدين الطريق العكسي للعودة للبراءة الاولى؟امر له بقية وسنناقشه معا لو سمحت,من خلال البرمجة ومادورها هنا.
كل تقديري