منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 19 من 19
  1. #11
    موضوع عصري هام ومرتب بجودة أستاذنا العزيز وعندما نقول لا يلزمنا هذا بإيجاد حل بديل.
    دمت نبراسا هاما.

  2. #12
    رابعا:حوار مع فقهاء الثورات
    إني لأعجب بل أحار من فقهاء الثورات الداعين الساعين إلى خروج الغوغاء والعامة وانفلات الأمن بفتنة عمياء يُقْتَلُ فيها الطفل والعجوز والشيخ والخباز والحمّال ومن لا ثقافة له ولا دراية عن المجتمع المدني والحكومة ونظام الحكم في بلده لتطاير شررها إلى ما وراء الثوار وأعوان الحكام أي هي فتنة تتخلل البيوت لا تدع بيتا إلا لطمته.
    إن فقهاء المذاهب السنية عبر التاريخ منذ ابتدأ تدوين المتون الفقهية مجمعون على شرطين اثنين لجواز الخروج على الحاكم وهما:
    1. أن يكفر الحاكم كفرا بواحا صريحا لا يقبل التأويل ثم تشترط:
    2. القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر وفساد أكبر منه، فإن خيفت مفسدة مع الخروج أكبر من المفسدة قبله حَرُمَ الخروجُ.
    وأتفق مع فقهاء الثورات وفقهاء القاعدة وأخواتها وعامة المثقفين والسياسيين والعوام على انتشار الفساد في الحكام وفي الشعوب وفيما بينهما وأتفق معهم على ضرورة الإصلاح وأختلف معهم في كيفية ووسيلة الإصلاح.
    ورغم مخالفتي كثيرا من الاجتهادات في المتون الفقهية ومخالفتي تأصيلها فإني أعجب من تدليس فقهاء الثورات على العامة ومن الْتِفافِهم على متون وتأصيل الفقه المالكي والشافعي والحنبلي وغيره في هذه الجزئية بالذات دون غيرها رغم دورانهم في فلك تلك المتون الفقهية وأصولها لا يتجاوزونه قيد أنملة ومنه اعترافهم أن الجهاد إنما يصح تحت راية سلطان المسلمين.
    وما يكون لي أن أعترض على تربص فقهاء الثورات بالحكومات الوطنية ولا بتربص التكفيريين والتفجيريين بكل من الحكومات الوطنية وبالمجتمع الجاهلي ـ كما يتصورونه ـ لولا أنهم تقنّعوا و تلبّسوا برداء حماية بيضة الإسلام.
    ولعل من الإنصاف الإقرار بأن العامة في أفغانستان وباكستان وجزيرة العرب وفي المغرب العربي قد عانت من أحداث الحادي عشر من سبتنبر أكثر مما عاناه حكام الغرب وحكام العرب تحديدا،معاناة تجرّعها العوام ومن لا ناقة له ولا جمل في الحرب بين الأطراف المتصارعة.
    ولقد كنت قبل حادثة البوعزيزي التونسي مستغرقا في تتبع الكتاب المنزل تبيانا لكل شيء والهدْيِ النبوي لاستنباط حلول تشفي جرحا في أمة مسّها قرح عانى منه الأسرى الفلسطينيون في السجون اليهودية وأسرى القاعدة في جزيرة اكوانتانامو وغيرهم ممن غررت بهم فتاوى فقهاء الورق المعاصرين الذين يسقطون فتاوى القرن الثاني والثالث مثلا على أجيال تأخرت عنهم ألف سنة وأكثر،ويصرّ فقهاء الورق على إسقاط تلك الفتاوى على حاضرنا الذي جهله بحيثياته وجبرياته وتسمياته السادة الفقهاء قبل ألف سنة.
    وانشغلت ـ إلى حين ـ وأذهلني بل أفزعني أن سمعت ورأيت دعاةً وفقهاءً يباركون تزكية منهم شبابا أحرقوا أنفسهم بالنار رغم قوله تعالى﴿ولا تقتلوا أنفسكم عن الله كان بكم رحيما﴾ النساء، ويعني أن من قتل نفسه فقد حرمها من رحمة الرحيم أي أدخلها في عذاب الله وغضبه،ورغم الأحاديث النبوية الصحيحة السابقة ومنها الحديث القدسي في الصحيحين :"بادرني عبدي بنفسه حرّمت عليه الجنة" ويحتج فقهاء الثورات بالحديث النبوي عن ابن عباس مرفوعا "إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" في الترمذي وصححه الألباني وغيره،وإنما وجه المدح فيه خروجه للجهاد في سبيل الله بنفسه وماله فيَقتُلُه العدو لا أن يَقْتُل هو نفسَه ومتى احتاج قاتل نفسه إلى أن يخرج إلى العدو بنفسه وماله ؟
    وأفزعتني فتاوى تشجع الغوغاء والعامة نساء وأطفالا إلى الثورات وانفلات الأمن ليصبح كل محتلم أو موشك على الاحتلام حاملا سلاحه رغم الأحاديث النبوية ومنها:
    ـ "إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا ؟ قال كونوا أحلاس بيوتكم" اهـ في سنن أبي داوود وصححه الألباني ، والحلس هو الكساء الذي يغطي ظهر البعير وفوقه القتب أو الراحلة.
    ـ "تكون فتن النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي،فمن وجد ملجأً أو معاذا فليستعذ" متفق عليه
    ـ "إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة القاعد خير من الماشي فيها،والماشي فيها خير من الساعي إليها،ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كان له غنم فليلحق بغنمه ومن كان له أرض فليلحق بأرضه" قال رجل يا رسول الله: أرأيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال "يعمد إلى سيفه فيدق على حدِّه بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ؟ قال فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى يُنطلَقُ بي إلى أحد الصفين أو إلى إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال:" يبوء بإثمك وإثمه ويكون من أصحاب النار" أخرجه مسلم.
    وخالف فقهاء الثورات بدعوتهم العامة والغوغاء إلى الفتن والهرج الهدْيَ النبويَّ الذي دعا العامة والخاصة أيام الفتن إلى اعتزالها وإلى أكثر من اعتزالها كما في صريح الأحاديث المتواترة عن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم.
    ولن يسلم لفقهاء الثورات دعاة الغوغاء والعامة إلى الفتن الزعم أنهم على هُدًى أهدى من هُدَى الله في القرآن ومنه تكليفه موسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون ﴿ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد﴾ الفجر، ورغم استضعاف بني إسرائيل واستعبادهم وقتل الأبناء واستحياء النساء لم يتضمن الهدْيُ الذي أرسلهما به رب العالمين إنشاء التنظيمات السرية ولا القتل والاغتيال ولا الثورات والهرج والمرج وإنما بإنصاف جميل لا يتأتى معه الهرج والمرج والقتل والاغتيال كما في قوله تعالى:
    ـ ﴿فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم﴾ طه
    ـ ﴿فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتياه فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل﴾ الشعراء
    وأعرض فرعون عن الاستجابة وازداد تنكيله وبطشه بقومهما وأصرّ موسى على الفرار من الفتنة موصيا قومه بالاستعانة بالله وبالصبر وكما في قوله ﴿وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنُقَتِّل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من عباده والعاقبة للمتقين ﴾ الأعراف.
    وأتمنى على فقهاء الثورات والهرج والمرج إثبات كفر الحكام الوطنيين وإفسادهم في الأرض مثل فرعون ذي الأوتاد ولِنُلْزِمَهم باتّباع هدْيِ رسول رب العالمين موسى وهارون وقد كلّف الله النبي الأمي بالاهتداء بهدْي من قبله من النبيين ومنهم موسى وهارون.
    وأتمنى عليهم إثبات كفر حكام العرب أكثر من فرعون ذي الأوتاد ولِنستبْصِرَ بالقرآن البصائر من ربنا وبالهدْي النبوي ولا تنافر بينهما ولم يتضمنا في مرحلة الفتن والهرج والمرج غير التكليف بالفرار منها واختيار سبيل ابن آدم الأول المقتول الذي منعه دينه من بسط اليد لقتل أخيه .
    ولا اعتراض لي على صراع طلاب الدنيا والمناصب وكراسي الحكم وما أنا عليهم برقيب ولا حفيظ ولا وكيل،أما أن يتقوَّل بعضهم أو يتغوّل على الآخر باسم الإسلام فللإسلام أقلام تذُبُّ عنه وتدافع.
    ولا مناص من توسعة الحوار ليشمل الحكام وأجهزة المباحث السياسية.
    يتواصل

  3. #13
    هي الفتنة بكل الوانها وتفاصيلها وانماطها بلا دراسة ولا عقل ولاتخطيط...والا لم تهديم البنية التحتية؟
    لتفوز أمريكا والغرب ويتقاسموا الكعكة و غدا تسيطر بنفطها المشترى ومخازنها التي ستذل العالم...؟؟
    ام هناك اكثر من هذا بكثير؟
    شكرا لك ولبحثك الهام.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #14
    حوار مع الحكام والأحزاب الإسلامية
    حوار مع الحكام والأحزاب الإسلامية
    وأسارع قبل الحوار إلى إعلان براءتي من موالاة أو ممالأة أو مؤازة طائفة الحكام الذين سفكوا الدماء لتثبيت كراسيهم، وإلى إعلان براءتي من الذين اعتمدوا التفجير والخطف وترويع العامة والخاصة لبسط نفوذهم وفرض فكرهم سواءٌ باسم الإسلام زورا أو غيره، وأعلن وأخفي أكثر من البراءة من الذين تلبّسوا بالفقه زورا واستنصروا بالأحزاب من جيوش الكفار فجعلوا للكافرين على المؤمنين سبيلا يقتلون ويغتصبون وينهبون.

    وأخاطب في حواري هذا كلا من:
    1. الحكام النقية أياديهم من سفك الدماء
    2. الإسلاميين الساعين إلى سدة الحكم عبر الانتخابات.
    أما الإسلاميون الديمقراطيون فلسعيهم إلى التمكين والسلطنة أي هم مشاريع حكام.
    وأما الحكام فلأن القرآن لم يتضمن تكليف العباد بتجاهل الواقع ولو كان غير شرعي بل أقرّ لابن الزنا حقه في الحياة والتربية وسائر حقوق بني آدم، وأقرّ للمشركين حرمة معتقداتهم ومنها الأصنام رغم عدم شرعيتها كما في قوله ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله﴾ الأنعام.
    وخاطب موسى فرعونَ بقوله ﴿وتلك نعمةٌ تَمُنُّها عليّ أن عبّدتَّ بني إسرائيل﴾ الشعراء، اعترافا منه بواقع غير شرعي.
    وتضمن القرآن تفصيل استرقاق الطفل يوسف بن يعقوب وكيف انقطعت به الأسباب فبِيعَ بثمنٍ بخسٍ، وكان من فقهه تعاملُه مع الرق كأمرٍ واقعٍ رغم عدم شرعيته.
    وسجّل التاريخ والسيرة النبوية استرقاق سلمان الفارسي الباحث عن الحق الذي انقطعت به السبل وهو في طريقه إلى يثرب وباعه من غدروا به فاشتراه يهودي في المدينة، وتعامل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الهجرة مع واقع غير الشرعي فأعان سلمان الفارسي على فداء نفسه من الرق.
    ولعل التطرف هو التعامل مع الواقع باعتباره وَهْمًا أو خَيَالًا بحجة عدم شرعيته، سلوك أوتي المسلمون عبر التاريخ من قِبَلِه، ذلكم أن لكل مرحلة فقهُها الذي أهملته المتون الفروعية فجعلت تكاليفَ ـ الإسلام سواء منها الفردي والجماعي ـ واجبةَ التمثّل في كل مصر وعصر على كل مسلم وحده أو مع قلة مسلمة مستضعفة لا سلطان لهم وعلى كل حاكم مسلم يحكم غير المسلمين.
    وتطرف بتأثير المتون الفقهية الفروعية آلاف من الإسلاميين بتصورهم وجوب تطبيق التكاليف الجماعية في صورتها الأخيرة بعد فتح مكة على كل جماعة من المسلمين ولو كانوا أقلية في بلد يحكمه المجوس أو اليهود أو النصارى أو غيرهم، بسبب تجاهلهم الواقع وترك اعتباره.
    وقَلَّ فِقهُ الإسلاميين في شعب فلسطين المبتلى فأبعدوا الناشئة عن تصور الواقع المرير واستنباط فقه المرحلة وجعلوا مَوْبِقا بين موازينهم وبين الواقع الذي تجاهلوه وتعاموا معه كَوَهْمٍ أو خيالٍ بل كرُؤْيَا منام مفزعةٍ لا تأثير لها في سلوك صاحبها بعد استيقاظه.
    وإنه يشترط لوقوع التكليف على العاقل شرطان اثنان هما:
    1. العلم بالخطاب
    2. والاستطاعة
    ويتفاوت التكليف حسب مَبْلَغِ المكلَّف من الشرطين، وسقط الخطاب عن النائم حتى يستيقظ وعمن أغميَ عليه حتى يفيق وعن المكره لانتفاء الشرط،وسقط الخطاب عن المجنون والصبي لانتفاء العقل ابتداء.
    ولم يستوعب فقه الأوراق أن الملك النجاشي حاكم الحبشة ( ت 9ه) وكذا القلة المؤمنة رجال ونساء مؤمنون في مكة قبل الفتح ( سنة 8ه) قد سقط عن كل منهم الخطاب بالتكاليف الجماعية كلها كالجمعة والقضاء والحدود والجهاد والقتال والصلح والمعاهدات...
    ولا يخفى وصف النجاشي بالإيمان إذ صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب يوم موته في التاسعة من الهجرة.
    ولا يخفى وصف المؤمنين المستضعفين في مكة قبل الفتح بالإيمان كما في قوله ﴿ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات﴾ الفتح.
    ولقد كانت التكاليف الجماعية في نفس الفترة نافذةً مُتَمَثَّلَةً في المدينة النبوية ومعلقةً لم يقع خطابها على الملك النجاشي ولا على القلة المؤمنة، سقط التكليف الجماعي عن حاكم مسلم لا يؤمن شعبه بإيمان وتصورات الحاكم، وسقط عن القلة المؤمنة في مكة قبل الفتح بمانعي الاستضعاف والأقلية.
    وكانت القلة المؤمنة في مكة تحت سلطان غير المسلمين مثل الملك النجاشي الذي يحكم شعبا غير مسلم، ووسع الإسلام الحالات الثلاثة لصلاحيته لكل زمان ومكان.
    وأسقط الاستضعاف عن الرسول النبي هارون معاقبة عبدة العجل كما في قوله ﴿قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني﴾ الأعراف، وأقرّه موسى، وجعل الله عذره عبرة لأولي الألباب كما في قوله ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب﴾ يوسف.
    وأسقط الاستضعاف عن بني يعقوب الوفاء بموثقهم فلم يرجعوا بأخيهم كما في قوله ﴿قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنّني به إلا أن يُحاط بكم﴾ يوسف،فكان وجودهم في ظل حاكم أقوى منهم من الإحاطة بهم.
    وأكبر مظاهر التطرف: هو تقديس المرء نفسه، مكتفيا برأيه وفكره ومذهبه وسلوكه، اكتفاء تتعطل معه أدوات العقل والعلم فلا ينتفع بها.
    وابتليَ المتطرفون بالأمراض التالية:
    ـ بالعجب: إذ يزكِّي المتطرف نفسه فيحسبها بلغت الكمال في العقل والعلم والهداية فيحتقر المخالفين ويمقتهم ويطعن فيهم ويعرض عن الاستماع إليهم، وقد يبتلى بالعجب كل من الجاهل والمثقف.
    ـ بالحسد: فيكره لغيره أن يتميّز عنه برأي أو علم ويطعن في مخالفه .
    ـ بالإحباط: إذ يُعمِيه فشلُه في تناول أسباب النجاح أو النجاة فيهرب من شماتة الناس إلى تدمير مجتمعه أو تدمير نفسه، وذلكم الإرهاب بتحوُّله من تطرف الفكر إلى تطرف السلوك.
    إن تقديس النفس هو الذي ينأى بصاحبه بعيدا عن فضيلة الإنصاف، ومن حرم الإنصاف فقد حرم الاعتدال والاعتداد بموازين العقل والنقل، ومن يحرم الاعتداد بموازين العقل والنقل فقد قام بتعطيل سمعه وبصره وعقله وفكره وهوى في هوّة الجهل والغفلة فأضحى كالأنعام بل هو أضل سبيلا، إذ لا تسعى الأنعام إلى جريمة الإفساد في الأرض.
    وكانت الأمة قبل مرحلة الثورات العربية في درك من التمزق والانحطاط والذل والصغار وضياع الأموال والعقول وتضييع الحاضر والمستقبل رغم وفرة الموارد.
    وإن آلاف الأسرى الفلسطينيين وآلاف المواطنين في السجون المحلية والأجنبية وهجرة العرب إلى أفغانستان وغيرها بحثا أو فَلْيًا عن مواطن الجهاد لقرائن واضحة على أن الأمة في انحطاط بعيد قبل مرحلة الصفر.
    مرحلة ما تحت الصفر مهما انغمس الأسير في اللهو أو السكر لتعطيل التأمل والتفكر في طرق الخلاص، إذ تعتبر أولى خطواته خارج بوابة السجن هي منطقة أو نقطة الصفر قبل البدء في البناء.
    وظل الخرق ضيِّقا محصورا في مجموعات سياسية أو عقائدية دون الغالبية والسواد العظيم من الشعب حتى جاءت الثورات العربية فشردت الناقة بخطامها وامتنع ظهرها وضرعها وغرقت السفينة بمن فيها من الولدان والنساء والعوام.
    وأضيع من هذه الوضعية عدم فقه فقهاء الورق في البلاط وفي البرلمانات والأحزاب وفي التنظيمات الجهادية أنهم في مرحلة تحت الصفر وأنّهم مخاطبون فورا بالبدء باستنباط فقهها من الكتاب المنزل والهدي النبويّ.
    مرحلة ما تحت الصفر عبست واكفهرّت وتميّزت بظهور الشذوذ والتغوّل في سلوك ضباط المخابرات الداخلية لدرايتهم أنهم في منزلة بين المنزلتين وأنّ عليهم أن يجعلوا من أنفسهم مرآة ذات وجهين : وجه لا يعكس للحاكم غير تربص الشعب، ووجه لا يعكس للمتهمين والمعتقلين غير ما يتجرعونه باسم الحاكم من بطش وتنكيل وإهانة وتمزيق في ظلمات الزنازين المشهورة والمغمورة والمجهولة.
    وظهر العور فالعرج في سلوك الحكام باكتفائهم عن فقه المرحلة باتّكائهم على المباحث السياسية فزادوهم رهقا.
    وأضحت القيود في ظلمات السجون وسياط الجلاد أقصر الطرق وأيسرها لتخرّج الناقمين على الحكام والمجتمع المدني، نقمة اختلت معها موازين الأطراف المتصارعة،وغلب التطرف.
    وكان بالإمكان تدارك خطر تطرف وإرهاب المحكومين سياسيين وإسلايين بتصحيح المفاهيم والبحث في فقه المرحلة.
    وتدارك تطرف الحكام بتصحيح المفاهيم ومنها إشعارهم أن من المحرقة عليهم وعلى شعوبهم اتخاذُهم فرعون ذي الأوتاد سَلَفًا ومَثَلًا بالاقتداء بسياسته في تثبيت الحكم كما في قوله ﴿فاستخفّ قومه فأطاعوه﴾ الزخرف، ذلك أن من حسنات ثورة المعلومات تجاوز العامة والشباب حاجز الخوف.
    ويقف الحكام اليوم بعد مرحلة الثورات العربية أمام خيارين غير متوازيين بين الشعب وبين الجلادين.
    ويعني خيار التمسك بسيرة فرعون ﴿فاستخفّ قومه فأطاعوه﴾ ترتيب الأجواء والظروف لخروج الغوغاء وانفلات الأمن والسلم والتمهيد لعودة المستعمر الغربي.
    ولا يزال الحكام في فسحة من الأمر قبل أن يحملهم رجال الأمن على سفك دماء الأطفال والنساء والعامة.
    وكان حريا برجال المباحث السياسية أن يقتصر عملهم على الإصلاح بين المحكومين وبين الحاكم والمحكومين.
    ولا يزال الإسلاميون كغيرهم في فسحة من الأمر ما لم يسفكوا الدماء أو يدعوا إلى فتنة خروج الغوغاء والعامة في ثورات ينتفي معها الأمن والسلم الاجتماعي وينفرط العقد.
    ويحسب الإسلاميون الديمقراطيون أن تمكنهم من مقاليد الحكم عبر الديمقراطية أو الثورة بلسم شاف لجرح الأمة النازف ولعله الحدث المنتظر قبيل اجتياح بلاد العرب والمسلمين بالأحزاب من الغرب الاستعماري.
    وأتعهد بمؤازرة كل حاكم يبدأ بالإصلاحات التالية:
    1. فَكُّ رقاب السجناء السياسيين في بلده والسعي الجاد إلى فَكِّ رقاب الأسرى الفلسطينيين في سجون اليهود وغيرها.
    2. اعتماد مراكز لأجل البحث العلمي المجرد لاستنباط فقه المرحلة من الكتاب المنزل والهدي النبوي
    3. إطلاق الحريات الفكرية والسياسية والدينية أيا كان اتجاهها
    ولا أتصور جهادا أكبر في هذه المرحلة من سعي حاكم مسلم إلى رفع محنة الروهينكا المسلمين وإخراج القاصرين في سجون اليهود والنساء ثم سائر الأسرى ولو اضطر إلى افتدائهم بجميع كنوز المسلمين وإني إذا لمن الموالين لذلك الحاكم أي مسرٌّ إليه بالمودة.
    ولا أتصور جهادا أكبر في هذه المرحلة من نفير المنتسبين إلى العلم الشرعي ثم الإسلاميين السياسيين خفافا وثقالا إلى القرآن والهدي النبوي لاستنباط فقه المرحلة وتلك دلالة صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان

    الباحث /
    الحسن محمد ماديك

  5. #15
    دراسة هامة وعاقلة تذب عنا ماسوف نخسره ان لم نكن خسرناه فعلا ..
    كل ما طرح ماكان فيه تخطيط ولا دراسة متانية ,انما فوضى فوضى كله.
    وحسبنا الله ونعم الوكيل..
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  6. #16
    لاأدري ماذا أقول....فالمفكرين يعرفون يبحثون وماذا بعد ذلك؟
    لك التحية والتقدير.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17
    نقل الموضوع للابحاث حسب طلب صاحبه
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18
    نأمل من الله العفو والعافية , وأن يوحد كلمة المسلمين وينصرهم على الظالمين , أشكرك على البحث القيم , وبارك الله بك أخي , تحاياي

  9. #19
    سأتابع دراسة هذا الموضوع , وأشكر كل من قدم رأيه , تحياتي
    غالب الغول

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. دراسة نقدية حول أصول التفسير
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-01-2014, 07:14 PM
  2. دراسة نقدية/قصص قصيرة 14
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-21-2009, 08:11 AM
  3. دراسة نقدية /قصص قصيرة جدا 10
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-23-2009, 08:49 PM
  4. دراسة نقدية لمجموعة القصص القصيرة 12
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2009, 01:46 PM
  5. هذا ابي..(دراسة نقدية)
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-27-2008, 04:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •