النمل والحصى
شعر : مصطفى حسين السنجاري
نشتاقُ عروبةَ وادينا
***بشذى عزَّتنا تُشجينا
*
تخضرّ معالمُها ورداً
***وأزاهيراً ورياحينا
*
يكفي ما ذقنا من جدبٍ
***عشعشَ في التاريخ وفينا
*
حتّامَ سنطوى داجيَها
***كم نشتاقُ سناً يطوينا
*
اشتقنا للضحكة زمناً
***كلّ دقائقه تبُكينا
*
أصبحتِ القدسَ عواصمُنا
***وبلادُ العُرْب فلسطينا
*
منحَتْنا أجيالٌ مجداً
***مَنْ ذا للأجيالِ تَلينا؟
*
تُربتُنا الباري يَحميها
***مَن مِن أنفسنا يحمينا؟
*
إذ ضيّعنا اليرموكَ على
***مائدةِ اللهوِ وحطّينا
*
وقتلنا (خالدَ) في دمنا
***كي نحيا..و(صلاح الدينا)
*
بِعْنا أسيافَ أحبَّتنا
***برمالٍ نُثرتْ في مينا
*
مَن ذا سيصدّق .. أنصلُها
***كانت بالأمس طواحينا
*
لسوانا العلمُ تركناهُ
***نستبعد في الطلب الصينا
*
آهٍ لو بالنوم تجشّمُه
***ما عدم الغافي تموينا
*
تبحثُ عن صحوٍ غفوتُنا
***ما أضيعَ جهدَ تَحَرّينا
*
ضاقت بمشاكلنا الدنيا
***ترصفُ في (لا حلّ لدينا)
*
ضيَّعْنا خلدونيَّتَنا
***أينَ إبانا وتفانينا..؟
*
فتَجَمُّعُنا كتقرُّقِنا
***وتباعُدُنا كتدانينا
*
فلأنّا أصبحنا نملاً
***نبصر أيّ حصى (حمرينا)
*
*
*
من ديوان ( عِرق النجوم ) *المعد للطبع قريبا
19/7/2012