المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيقولا_ديب
في قناعتي أن
ربط العروبة بالإسلام فرضه
الواقع الجيوسياسي لسورية آنذاك . والقضية ليست آيات قرآنية نفهمها , بل
قضية مصالح البلد الذي حكم من قبل معاوية آنذاك , وأنا لا يهمني موقع معاوية في الإسلام بل في التاريخ ,
والتاريخ سياسة ومصالح .
فإذا تسائلنا , لماذا مشت
أليسار الكنعانية الفينيقية وأسست قرطاج في تونس , ومن ثم قام
هاني بعل القرطاجي بالاستمرار والتقدم إلى أن حاصر روما بكل عظمتها آنذاك ؟
إنها الجيوسياسة لسورية الكنعانية ,
ومشت على نفس الطريق الجيوش الإسلامية لكنها لم تستطع تجاوز فرنسا , ومن ثم
حاول بولس الرسول التبشير بالمسيحية في الطريق المعاكس
فلم يقدر الوصول إلى روما إلا عن طريق البحر لا البر . وهذا يعني أن
الطريق الذي مشت عليه أليسار وهاني بعل نفسه الطريق الذي مشت عليه الجيوش الإسلامية وهو نفسه مجال انتشار فكرة العروبة وهو نفسه ما يسمى العالم القديم . والمحاولات الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية الرأسمالية اليوم لإنهاء العالم القديم عبر إنهاء مراكزه الحضارية وتفتيتها إلى دول صغيرة عبر تصعيدالصراعات المذهبية والأثينية وغيرها , ولهذا السبب عينه رفعت شعار نهاية التاريخ لفوكوياما وتبنته السياسات الأمريكية .
المراكز الحضارية : سورية مصر اليونان ايران روما فرنسا روسيا
ولننظر السياسات الأمريكية على هذا الأساس
ولا أستطيع أن أرى الحراك السياسي العسكري الأمريكي إلا
تفريغ لمشروع هاني بعل وصلاح الدين فيما بعد , فقد كان هاني بعل في موقع هجومي بينما كان صلاح الدين في موقع دفاعي , وإلا كيف نفهم الهجوم الأوربي سابقا" بواسطة سايكس-بيكو والأمريكي حاليا" على دول سورية ولبنان وفلسطين والعراق التي هي نفسها بلاد اللبن والعسل في التاريخ الإسلامي ! ! ! لأنها أهم مركز حضاري تاريخي , ثقافي - اقتصادي - ديني , والسعودية هي خارج المعادلة الأمريكية لأن واقعها يفرض دورها في مجال الطاقة ودعم البنوك الأمريكية فقط ولا تستطيع إنشاء استراتيجيا بحكم موقعها البعيد عن بؤرة الصراع الحقيقية
علينا أن ننظر سياسيا" إلى المصالح لا إلى المذاهب والأثينيات , ننظر فكريا" إلى الجيوسياسة والوقائع اليوم لا إلى الماضي , ننظر إلى التاريخ لا إلى الماضي .
فالإسلام لن ينجح إلا إذا كان محمولا" على هذا التاريخ , وتجريد الإسلام عن التاريخ مشروع أمريكي صهيوني من أجل إنهاء التاريخ والسيطرة على الإسلام . فالقضية ليست شرح ماذا قال القرآن الكريم وشرحه فربما أفهمه أكثر من الكثيرين , القضية هي في القدرة على رسم الواقع السياسي والجيوسياسي الذي هو لمصلحتنا , ومصلحتنا هي في بلاد اللبن والعسل التاريخية .
ملاحظة : علينا أن نميز بين :
معاوية - الفرد - الشخص
وسورية التاريخ والجيوسياسة