أستاذة رغد.
أسعدك الله
مسيرة الأدب لم تنقطع ولم تتوقف, منذ امرء القيس إلى الآن. تخيلي أننا الآن نقرأ الشعر القديم ابتداء من الجاهلي, لا يمكننا فهم الكثير من المفردات إلا بعد الرجوع للمعجم, يعني أننا ابتعدنا كثيراً عن مناهل اللغة الأساسية, فمنذ فترة كان أحدهم يقرأ قصيدة( البردة –كعب بن زهير) قال أحد السامعين الحمد لله اليوم صرت أعرف أحكي بالفارسي.
لأنه لم يفهم شيئاً من القصيدة.
بالطيع أغراض الشعر وأسلوبه تتغير بتغير الزمان والمكان, ولنا في قصة الشاعر علي بن الجهم, عندما أتى من البادية وافداً على المأمون الخليفة العباسي, وأراد مدحه فقال " أنت كالكلب في حفظك الود = و كالتيس في قراع الخطوب " غضب الوزير وهمّ بضرب الشاعر, فقال المأمون دعه فإنه لم يعرف في البادية غير الكلب الوفي, والتيس يتقاتل مع التيوس الأخرى, فأمر المأمون, بأن يأخذوه فترة من الزمان, إلى الرصافة, حيث كانت الضاحية الجديدة لبغداد, فجلس فترة وعاد لمدح المأمون, فقل علي بن الجهم " عيون المها بين الرصافة و الجسر= جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري".
فاليوم دخلت حياتنا التقنيات الجديد, وكمراقب لما يكتب على الفيس بوك اليوم, لوجدت لفظة موبايل وكمبيوتر و أنترنت .. هذه أدوات جديدة بدأت تتسرب إلى قلب الأدب عنوة عنا.