............السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم ومرحبا فارسا نحترمه ونقدر علمه ومعارفه وبعد
يهمني ردك أستاذ أسامة حول هذا الموضوع الهام بصرف النظر عما ورد سابقا وبدقة:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?33357-هل-في-صحيح-البخاري-أحاديث-موضوعة؟!&p=138841#post138841
سؤال المثقفة العربية "شذى سعد"
يهمني ردك أستاذ أسامة حول هذا الموضوع الهام بصرف النظر عما ورد سابقا وبدقة:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?33357-هل-في-صحيح-البخاري-أحاديث-موضوعة؟!&p=138841#post138841
الإجابة
بعد الاطلاع على تفاصيل الموضوع المنشور في الرابط المرفق، لا أملك إلا أن أقول ما يلي..
أولا.. الإجابة على هذا السؤال عبر إبداء الرأي فيما ورد في ذلك الموضوع، وردت ضمنا في الكثير من إجاباتي على أسئلة سابقة، وبالأخص تلك التي كان يطرحها الأستاذان الكبيران الفاضلان "عبد الرزاق أبو عامر" و"خليل حلاوجي". وبالتالي فإن الإجابة عليه وبدقة كما تطلبين، هو تكرار لما سبق من جهة، وتطبيق له على هذه النصوص من جهة أخرى، ولا أرى في ذلك أيَّ داع. فعودي إلى هناك، وإذا كان لك اعتراض على المنهج المطروح فيما أوردته من ردود وإجابات، أخبريني به كي نتحاور فيه.
ثانيا.. لا يوجد شخص في العالم حتى لو كان "البخاري" أو "مسلم" لا يمكننا أن نناقشه في ما يرويه أو يقوله، فمادام الإنسان اعتمد ويعتمد على منهج في التصحيح والتضعيف هو من صنع البشر، وقائم على توافقهم، فهو قابل للنقاش، ومن يرفض ذلك ينزه البشر عن الخطإ، ويضعهم في مواقع لم يضعهم فيها ديننا أصلا.
ثالثا.. مقولة أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، هي مقولة بلا معنى حقيقي، ولا تنتج معرفة. فـ "الأصح بعد كذا" يعني أنه "أقل صحة من هذا الكذا"، وبالتالي فقد افتقر إلى الكمال، وما افتقر إلى الكمال جاز عليه النقص، وجاز عليه بالتالي إخضاعه إلى معايير أعلى منه وأقوى، كي يُقَيَّم. وبالتالي فمقولة "أصح كتاب بعد القرآن" هي أحد أهم مبررات إمكانية الخطإ في ما سوى القرآن الكريم.
ثالثا.. لا أميل إطلاقا إلى مبدإ المؤامرة الذي يعشقه أهل السنة والجماعة كثيرا – مع الأسف – للرد على كل ما يخالفهم. فالقول بأن "الاعتراض على بعض ما في البخاري هو جراء عجز الباطنية عن إيجاد ما يؤصل لباطنيتهم في هذا الكتاب"، هو قول غير علمي ولا يثبت حقيقة ولا يقيم حجة، ولا ينتج معرفة على الإطلاق. لإننا في النهاية معنيون بمناقشة من يدعي أمرا ما فيما يدعيه، ومراجعة أدلته والتحقق منها، حتى لو كان زعيم الباطنية كلها، ولا يكفي منا القول بأن كلامك يا هذا مردود عليك، لأن الباطنيين مثلا، لم يجدوا فيه ما يدعم باطنيتهم فانتقدوه!!! فهذا ليس ردا على الإطلاق.
رابعا.. الغريب في الأمر أن فكرة التآمر هذه تشبه إلى حد بعيد وكبير، ما تدعيه الأنظمة العربية التي ثارت شعوبها ضدها، من أن هناك مؤامرات تستهدف استقرارها، لأنها مستقرة ولا يراد لها أن تبقى كذلك. وكأن من يمتلك السلطة السياسية أو العقائدية، والضعف المنطقي والحُجَجي، يلجأ إلى تبرير خطإ الآخرين بالمؤامرات فقط!!!!!
خامسا.. كثيرون ضعفوا أحاديث في البخاري ومسلم من المعاصرين، وعلى رأسهم العلامة المحدث "محمد ناصر الدين الألباني"، وغيره، ولا يشكك أحد في علمية وحجية وقوة ونزاهة "الألباني" على الإطلاق، حتى من قبل أكثر أهل الحديث وأتباع السلف تشددا. فهل أن الألباني من الباطنية؟؟!
سادسا.. البخاري نفسه أشار إلى أنه رفض نصوصا وآثارا لم تنطبق عليها شروطه في الصحيح، بينما قبلها غيره ممن لم يقبلوا شروطه هو، وبالتالي فالمسألة كانت نسبية. والبخاري نفسه قبل في "تواريخه" أحاديث واحتج بها لم يوردها في الصحيح بحجة أنها ليست على شروطه. أي أن البخاري نفسه، له شروط في الصحيح تختلف عن شروطه في تواريخه. ألا يعني هذا غير ما يحاول المقدسون والمنزهون للبخاري أن يفعلوه ويتمسكوا به؟!!
سابعا.. ومع ذلك فلدينا منهجا أسسنا له في كتابنا "تجديد فهم الإسلام"، ومن يريد أن يحكم له أو عليه، أن يعود إلى ذلك الكتاب، ويقرأه ثم يناقش ونحن جاهزون للحوار عندئذ.
مع خالص الشكر والتقدير
أسامة عكنان