أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 تشرين أول 2014
سلاح البحرية يزعم ان الصيادين في غزة يخططون لتنفيذ هجمات على إسرائيل!
تواصل إسرائيل اختلاق المبررات والمزاعم لتبرير حصارها لقطاع غزة، وممارساتها غير الانسانية. ووصل الامر بسلاح بحريتها الى تبرير منع الصيادين من اكتساب لقمة رزقهم في عرض البحر، بالزعم انهم يخططون لتنفيذ هجمات على اسرائيل. وكتب موقع "واللا" العبري، ان إسرائيل سمحت في نهاية "الجرف الصامد"، للصيادين في قطاع غزة بالوصول الى عمق ستة أميال بحرية (حوالي 9.5 كلم) داخل البحر، ولكن الكثير من الصيادين قالوا انهم لا ينوون الموافقة على هذا المجال الصغير، وانهم ينوون الصيد على مسافة 12 ميلا بحريا. وتم تحويل رسائل بهذه الروح من قبل حماس الى إسرائيل، عبر قناة الاتصال المصرية.
وفي المقابل بدأت تظهر احتكاكات بين جنود البحرية الاسرائيلية والصيادين. وحسب افادات ادلى بها جنود في البحرية، فان الصيادين يحاولون اختراق الخط المحدد بشكل منهجي، ويقومون بحركات بذيئة ازاء الجنود ويتجاهلون تحذيراتهم. وردا على ذلك أمر قائد سلاح البحرية، الجنرال رام روطبرغ، بزيادة عدد الآليات الفاعلة والاجراءات مقابل شواطئ غزة بهدف ابعاد الصيادين عن المناطق الممنوعة! وخلال الأسبوعين الأخيرين يجري تطبيق الأوامر بشكل فاعل في المنطقة. وقام جنود البحرية في اطار ذلك، بمصادرة زورق للصيد واعتقال ثلاثة صيادين والتحقيق معهم في البلاد، واطلاق النيران على زورق آخر من مسافة بعيدة.
وقال مصدر في سلاح البحرية: "لا شك ان الصيادين في غزة اصبحوا اكثر جرأة وصفاقة. من جهة نعرف انهم يريدون القاء شباكهم في مناطق تكثر فيها الأسماك، ولكنهم من جهة اخرى، يتجاهلون التوجيهات بشكل تظاهري. لا اريد القول انه توجد هنا انتفاضة بحرية للفلسطينيين، ولكن في بعض الحالات يتصرفون كأنه ليس لديهم ما يخسرونه. وهذا يثير الاشتباه بأن المقصود هنا ليس فقط خطوة هدفها الصيد، وانما طريقة لدراسة ردود فعل سلاح البحرية ليتم في احد الأيام استغلال اللحظة المناسبة لتنفيذ عمل ارهابي"!!
في المقابل يتزايد تخوف الجهات الأمنية من محاولة تهريب اسلحة الى غزة عبر البحر، وذلك بعد تدمير الجيش للبنى التحتية للتهريب خلال الحرب الأخيرة. ولذلك يزيد سلاح البحرية، بالتعاون مع سلاح البحرية المصري، من الحراسة للخط الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، خشية محاولة انتقال سفن على خط الشاطئ بين المدينتين.
وكالة الاستخبارات الأمريكية حولت معلومات لإسرائيل خلال حرب غزة
ردت الادارة الأمريكية على ما نشره المدعو ستيفن امرسون، في نهاية الاسبوع المنصرم، بشأن طلب اسرائيل من وكالة الاستخبارات المركزية (FBI) تسليمها معلومات، خلال حرب "الجرف الصامد" في غزة، حول حساب الفيسبوك الخاص بالضابط اورون شاؤول في اطار محاولات العثور عليه، وقالت ان الوكالة حولت المعلومات المطلوبة الى الشاباك الاسرائيلي. وذكرت صحيفة "هآرتس" نقلا عن هذه الجهات نفيها لما نشرته بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والتي ادعت بأن وكالة الاستخبارات المركزية رفضت تسليم المعلومات بموجب "أوامر عليا".
وكانت "يسرائيل هيوم" و"جيروزاليم بوست" قد نشرتا، يوم الجمعة، مقالات كتبها ستيفن امرسون رئيس معهد الابحاث الأمريكي (The Investigative Project on Terrorism)، يدعي فيها ان بحثا أجراه حول الموضوع بيّن بأن جهات اسرائيلية توجهت الى وكالة الاستخبارات المركزية بعد تفجير المدرعة في حي الشجاعية في غزة واختفاء شاؤول، وطلبت مساعدتها في تعقب حساب الفيسبوك الخاص بشاؤول، بعد سيطرة رجال حماس عليه ونشر رسائل عبره تشير الى وقوعه في الأسر.
وادعى امرسون ان وكالة الاستخبارات الأمريكية رفضت التعاون مع إسرائيل بتوجيهات من جهات عليا في وزارة القضاء الأمريكية. لكن المسؤولين الكبار في الادارة نفوا هذه الادعاءات، واعتبروا التقرير "خاطئا ومضللا"، وقالوا انه خلافا لادعاء امرسون فان وكالة الاستخبارات قامت بتسليم إسرائيل المعلومات المطلوبة للبحث عن شاؤول. واكد مسؤول رفيع في الادارة الأمريكية بان وكالة الاستخبارات الأمريكية اجرت تحقيقات أخرى، حسب ما يتيح لها القانون، بعد تسلمها طلبات أخرى من إسرائيل للحصول على معلومات.
ضابط اسرائيلي: "لا وجود لانذارات كاذبة"!
يدعي النقيب ران ليفي من سكان اشكلون، في تصريح لموقع السمتوطنين (القناة السابعة) ان الجيش الاسرائيلي كذب عندما صرح بأن صافرات الانذار التي انطلقت صباح امس كانت انذارات كاذبة، وانه تم فعلا اطلاق قذائف على اسرائيل!
وقال: "انا ضابط في الجبهة الداخلية واقول كمواطن في اشكلون انه لا وجود لشيء يسمى انذارات كاذبة، ولم يكن مثل هذا الأمر بتاتا. في اللحظة التي تكتشف فيها المنظومة اطلاق صاروخ، تقوم خلال فترة قصيرة بتحديد المنطقة التي يتوقع سقوط الصاروخ فيها، وهكذا فانه لا وجود لإنذارات كاذبة".
وحسب اقواله فان الجيش يحاول اخفاء الحقيقة عن سكان اسرائيل، وانه قد يحصل على هذه الأوامر من رئيس الحكومة ووزير الأمن، كي لا يحتم ذلك على اسرائيل الرد سيما واننا في فترة وقف لاطلاق النار. للأسف انهم (حماس) يواصلون الحصول على المواد الخام، الباطون والحديد واجراء تجارب ولنا يقولون بأن هذه انذارات كاذبة كي لا نرد".
حملة جديدة على الزعبي بسبب تشبيهها للجيش الاسرائيلي بداعش
شن اليمين الاسرائيلي حملة جديدة من التحريض على عضو الكنيست حنين زعبي، والمطالبة بمحاكمتها وسجنها، بل وطردها من اسرائيل، في اعقاب تصريح لها وصفت فيه جنود الجيش الاسرائيلي بأنهم اكثر قتلة من داعش.
وحسب "يسرائيل هيوم" فقد قالت الزعبي في لقاء اجرته معها القناة الثانية، "هم (داعش) يقتلون في كل مرة الواحد تلو الآخر بالسكين، وفي الجيش (يقتلون) بضغطة واحدة على الزناد عشرات الفلسطينيين. صحيح ان الأمر يتعلق بجندي في الطائرة يقوم بعملية القصف، وصحيح انه لا يرى الضحية لكنه يشعر باهتزاز خفيف في جناحي الطائرة. انه لا يقل ارهابا عمن يحمل سكينا ويقطع الرأس، ومن يتصور الى جانب جثث الفلسطينيين وهو يضحك، لا اعتقد انه أقل ارهابا ممن يقطع الرؤوس. انهم يقتلون اكثر مما تفعل السكين".
وفي تعقيبه على تصريح الزعبي قال الوزير يسرائيل كاتس: "نحن أمام عملية واضحة من القذف والخيانة والتحريض على التمرد. سأطالب خلال جلسة الحكومة المقبلة بتوجيه النظام القضائي لإيجاد السبل القانونية لإخراجها من الكنيست وطردها من البلاد. هناك حدود لما يمكن ويجب على الدولة السيادية والمواطنين تحمله من خائنة مع دبلوم".
وقال النائب داني دانون (الليكود) ان "الزعبي لا تفوت فرصة للإثبات بأن مكانها هو السجن. تصريحاتها التي اجتازت منذ زمن حدود الأخلاق والعدل، تضيف سندا آخر إلى الالتماس الذي قدمته الى المحكمة العليا كي تسمح بمحاكمتها وطردها من الكنيست".
مقتل طبيب من النقب في صفوف داعش!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الطبيب عثمان عبد القيعان (26 عاما) من بلدة حورة في النقب، قتل قبل شهر ونصف في سوريا، في اطار خدمته في تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وحسب المصدر فإن عثمان الذي درس في جامعة اربد في الأردن، أنهى، في ايار الماضي، فترة التخصص في قسم الأمراض الباطنية في مستشفى برزيلاي في اشكلون، وكان يفترض التحاقه بمستشفى سوروكا في بئر السبع لاستكمال تخصصه الطبي، لكنه اختفى قبل ذلك بفترة وجيزة. وعلم رفاقه في المستشفى، امس، ان الطبيب المتميز الذي عرفوه بمهنيته وقدراته الفذة، سافر الى سوريا وانضم الى التنظيم الارهابي.
وقال الدكتور يوسف مشعل، مدير قسم الأمراض الباطنية (ب) في مستشفى اشكلون، ان القيعان كان فتى لامعا ويتمتع بمعلومات واسعة في مجالات كثيرة أخرى غير مهنته الطبية، ووصفه بأنه كان "بارعا، ذكيا وحادا كالسكين، وكانت معلوماته الطبية واسعة جدا، اضافة الى معرفته الواسعة في امور أخرى كالأدب والسياسة والدين والقرآن".
وقال مشعل ان القيعان كان مخلصا في عمله وعالج المرضى بشكل يفوق المتوقع من طالب اختصاص طبي، وكان لطيفا في معاملته لعائلات المرضى ورفاقه في المستشفى، وكان سيسعده استمرار ابو القيعان بالعمل في القسم الذي يديره. واكد رفاق القيعان في المستشفى انه لم يظهر أي سلوك شاذ خلال فترة تخصصه، ولم يتحدث ابدا عما يحدث في سوريا والعراق، ولم يظهر أي سلوك عدائي او عنف جسدي. واضاف مشعل ان القيعان هو آخر شخص يمكن أن يفكر بالقول عنه انه مارس العنف، ولذلك فانه لا يفهم كيف اقدم على فعلته.
يشار الى ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن عشرات الشبان العرب من إسرائيل سافروا الى سوريا للانضمام الى التنظيمات المحاربة هناك، خاصة الميليشيات الاسلامية المتطرفة. وقالت عائلات بعض هؤلاء الشبان ان صور الجثث والأولاد وعدد القتلى الكبير في سوريا أثر على اولادهم.
لفنات تواصل حملة التحريض على ابناء سخنين
انضمت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور لفنات، الى حملة التحريض على فريق ابناء سخنين لكرة القدم، وقالت ان "فرض الغرامة المالية او العقاب باجراء مباريات بدون جمهور، لا تكفي لمعاقبة الفريق على عمله الحقير، وابعاد الفريق من الدوري فقط من شأنه أن يوضح لقادته خطورة قيامهم بتنظيم مهرجان تكريم لعزمي بشارة".
وحسب "يسرائيل هيوم" التي نشرت النبأ فقد قالت الوزيرة انه حسب نظم "الاتحاد العالمي لكرة القدم يمنع على الجهات الحكومية التدخل في ما يحدث في الرياضة، والجهة الوحيدة التي يمكنها معالجة ومعاقبة فريق ابناء سخنين بطريقة شديدة ومؤلمة هي محكمة اتحاد كرة القدم التي ستنعقد لمناقشة الموضوع".
الى ذلك قال الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، امس، ان "التوتر بين اليهود والعرب داخل إسرائيل وصل الى قمة جديدة والعلاقات بين الجانبين وصلت الى انحطاط جديد.. آن الأوان كي نعترف باستقامة بأن المجتمع الاسرائيلي مريض وانه يتحتم معالجة هذا المرض".
نتنياهو يجدد حملة الترهيب من ايران
يبدو ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يترك مناسبة الا ويستغلها لاحياء سياسته الثابتة في الترهيب من ايران. فقد استغل حتى حفلا لتدشين شارع على اسم رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق شمير لشن هجوم على ايران والادعاء بأنها تواصل، بتشريع دولي، العمل على انتاج قنبلة نووية، لا بل حدد انها ستتوصل اليها خلال أشهر!
وكالعادة، وجدت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، في تصريحه هذا محفزا لنشر عنوان بالبنط العريض تدعي فيه ان ايران ستحقق القنبلة خلال اشهر. وكتبت انه في ضوء الحديث عن تقدم المحادثات بين القوى العظمى وايران، حذر نتنياهو من مخاطر تحول ايران الى دولة نووية. وقال "هذا تهديد للعالم كله، واولا تهديد لنا، هذا تهديد خطير لنا جميعا يفوق تهديد داعش".
وقال: "نواجه اليوم خطر اتفاق ستعقده القوى العظمى وسيبقي على ايران على عتبة التسلح النووين مع آلاف أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لايران استخدامها لانتاج قنبلة نووية خلال فترة قصيرة".
وأثنى نتنياهو على شمير وقال انه فهم كرئيس للحكومة بأن علينا الاعتماد على انفسنا أولا، وعلى قوتنا في الدفاع عن انفسنا، ويتحتم علي القول أنه منذ أجيال، تتعزز سياسة شامير".
وقالت الصحيفة ان إسرائيل تبدي قلقها من الاتفاق الذي تقوده الولايات المتحدة مع ايران. وانه حسب المعلومات المتوفرة لدى القدس، فان الخطر يتعاظم ازاء كون هذا الاتفاق سيبقي على ايران على حافة التسلح النووي ويقربها من انتاج قنبلة خلال اشهر قليلة. وحسب القناة الثانية فقد وافقت الولايات المتحدة على احتفاظ ايران بخمسة آلاف جهاز طرد مركزي، ما يعني انه يمكنها خلال سنة او اقل انتاج قنبلة نووية.
"عندما يأتي الذئب لن يصدق العالم نتنياهو"
في هذا السياق يتساءل المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان باستهجان عما حدث في المفاوضات بين القوى العظمى وايران، كي يقفز رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ويستغل حفلا لتدشين شارع ليعيد احياء الذعر؟ وما الذي جعله يعلن فجأة أن الايرانيين سيوقعون قريبا مع الولايات المتحدة والقوى العظمى الأخرى، على اتفاق رهيب وخطير سيحول ايران الى دولة على عتبة التسلح النووي الذي يهدد العالم كله وإسرائيل بشكل خاص؟
ويجب فيشمان على تساؤله: ربما لأن الأعياد انتهت، وربما لأن اعمال داعش لم تعد مرعبة، وربما لأن حمى الإيبولا لم تصل الى هنا بعد، وربما لأن الجمهور يواصل الاصرار على التذمر من غلاء المعيشة. فما العمل؟ نعود الى الاستراتيجية المضمونة لحرف الانظار من خلال التهديد الايراني، فهذا ينجح دائما.
ويضيف: "للحقيقة، تستميت الولايات المتحدة، وكذلك ايران من اجل التوصل الى اتفاق، لكن هذا لا يحدث، فالفجوات لا تزال بعيدة عن التسوية. ولم يحدث خلال محادثات فيينا أي شيء يبرر صرخات التيقظ لدى نتنياهو. التغيير الجوهري الوحيد يتعلق بالتاريخ. ففي الرابع من نوفمبر، يفترض انتهاء المحادثات حول المرحلة الثانية والتوصل الى اتفاق يخفض الى الحد الأدنى القدرات الايرانية في مجال تخصيب النووي. وحسب كل الخبراء فان هذا لن يحدث، وانه سيتم تأجيل الاتفاق حتى كانون الثاني. وعندها، ايضا، من المشكوك فيه انه سيتم التوصل الى اتفاق يرفع العقوبات الاقتصادية عن ايران بشكل جارف.
ويقول فيشمان انه حتى ما نشر عن سماح واشنطن لإيران بمواصلة تفعيل 5000 جهاز طرد مركزي من الطراز القديم، من بين 9000 جهاز كانت تعمل حتى بداية المفاوضات، تم اعتباره من قبل جهات مطلعة، مجرد تكهنات غير موثوقة. وفي هذه الأثناء لم يطرأ أي تغيير جوهري على الاقتراح الأمريكي بأن تتمكن ايران من تفعيل 1500 جهاز طرد مركزي من بين 20 الف جهاز قائمة على اراضيها، ولا تعمل في غالبيتها. وعندما طالب الايرانيون بتفعيل الطراز المتقدم من اجهزة الطرد المركزي IR-2، التي تتمتع بقدرة انتاج اعلى لليورانيوم، لم يعارض الامريكيون ذلك لكنهم قالوا: اذا تم تفعيل الاجهزة المتطورة فسيكون عددها أقل بكثير من الرقم الذي اقترحناه. وفي هذه الاثناء لا يطرأ أي تقدم.
لكن قيادة وزارة الأمن الاسرائيلية تتمسك بالموقف الثابت المنسق تماما مع مكتب رئيس الحكومة، والذي يقول انه لا يمكن توقيع اتفاق جيد مع الإيرانيين، وان الامريكيين ضعفاء وسياستهم الخارجية هاوية، ولديهم حاجة الى التعاون مع ايران في الحرب ضد داعش، ولذلك فان الامريكيين سيتراجعون. وحتى اذا لم يحدث أي شيء ستبقى واشنطن متهمة. الحقيقة هي انه منذ توقيع الاتفاق المرحلي المفصل في كانون الثاني 2014، تم صد نشاطات التخصيب في ايران. وفي المقابل فان العقوبات الاقتصادية الثقيلة لم تتغير بشكل جوهري، والاقتصاد الايراني لا يزال يواجه ضائقة صعبة. وسيبذل كل طرف كل الجهود لتفجير المحادثات ولذلك فانهم يؤجلون الحل المرة تلو الأخرى. بالنسبة لهم، المهم هو انهم يواصلون الحوار، لأن هذا يشكل حاجة سياسية في واشنطن وطهران. انفجار المحادثات سيوجه ضربة صارمة للرئيس الإيراني وكذلك للرئيس الامريكي الذي يقترب من اختبار انتخابات الكونغرس في نوفمبر. ولكن صرخة "الذئب" التي يطلقها نتنياهو، تعتبر ايضا حاجة سياسية، لكنه اذا واصل نتنياهو التهديد بالسوط الايراني في كل حفل تدشين لشارع، فانه لن يصدقه احد عندما يأتي التهديد الحقيقي.
هل عادت حماس الى حفر الأنفاق في غزة؟
تدعي الصحف الاسرائيلية ان صحيفة "الرسالة" التابعة لحركة حماس، نشرت تقريرا حول زيارة مراسلها الى نفق هجومي قام نشطاء الحركة بحفره مؤخرا، في قطاع غزة، ما يعني، حسب الصحف الاسرائيلية، ان حماس بدأت الاستعداد للجولة القادمة من الحرب.
وكتبت "يسرائيل يهوم" انه لم يتم كشف مكان النفق، لكن التقرير يؤكد ان زيارة المراسل اليه تمت بشكل سري وتحت حراسة مشددة من قبل الملثمين المسلحين من حركة حماس. وفاخر نشطاء التنظيم بنجاحهم خلال "الجرف الصامد" بتدمير ستة آليات مدرعة للجيش الاسرائيلي بواسطة نيران تم اطلاقها من الانفاق الهجومية في غزة. كما ادعى التقرير انه يتواصل في غزة حفر الأنفاق منذ انتهاء الحرب، وان يعضها يصل الى الأراضي الاسرائيلية.
واضافت الصحيفة انه في الوقت الذي تعمل فيه حماس مرة أخرى ضد إسرائيل، اكد "التنظيم الارهابي" التقارير التي اشارت الى اجتياز ابنة هنية، خلال فترة الأعياد، لعلاج طبي عاجل في مستشفى "ايخيلوف" في تل ابيب. وقال مسؤول رفيع في حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه تم نقل ابنة هنية الى اسرائيل عبر معبر "ايرز" وامضت عدة ايام في "ايخيلوف" بعد اجراء عملية لها.
ليبرمان يدعو ال الحفاظ على التعاون الاستراتيجي مع واشنطن
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي يهاجم فيه مسؤولون كبار في الحكومة، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مسؤولي وزارته الى وضع مسألة الحفاظ على التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة في مقدمة سلم الأولويات، بصفتها مرساة رئيسية لسياسة الأمن القومي. وبالإضافة الى ذلك يتم تأكيد الرسالة التي تطالب بزيادة التنسيق مع الادارة الامريكية في الحرب ضد النووي الايراني وداعش والمبادرات الهادفة الى عزل إسرائيل على الحلبة الدولية.
وتأتي هذه التوجيهات في اطار وثيقة "الاهداف العليا والأهداف السياسة الخارجية لعام 2015" التي وقعها المدير العام للوزارة نسيم بن شطريت. وتم توزيع هذه الوثيقة على كافة السفارات في العالم، وعلى رؤساء الأقسام والألوية. ويتضح من الوثيقة ان الوزارة ستولي في العام المقبل اهتماما خاصا وموارد لثلاثة قضايا جوهرية: تقوية وترقية العلاقات مع الولايات المتحدة، محاربة نزع الشرعية ووباء اللاسامية، واحباط المشروع النووي الإيراني والتطرف الاسلامي.
مقالات
الأقصى: صوت واحد للسلطة الفلسطينية وحماس
في مقالة تنضح بالتحريض المسموم يكتب المدعو رؤوبين باركو في "يسرائيل هيوم" انه يمكن لمن يشعر بالقلق ازاء مسألة الوحدة الفلسطينية، ان يطمئن، لأن "تحالف الارهاب الفلسطيني بين حماس والسلطة الفلسطينية يتحدث بصوت واحد فعلا."
ويكتب باركو ان رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، دعا يوم الجمعة، كل من يمكنه حمل السلاح في منطقتنا الى استخدامه للدفاع عن الأقصى. وحسب اقواله، فانه على ضوء ممارسات إسرائيل في المسجد، هذا هو المعنى الحقيقي للجهاد. وفي اليوم التالي ترأس ابو مازن مؤتمر المجلس الثوري الرابع عشر لحركة فتح في رام الله، واثناء وقوفه امام كبار مسؤولي "التنظيم الارهابي"، الذي مرّ كما نذكر، بعملية " تنشئة اجتماعية من أجل السلام"، مضى على طريق تصريحات مشعل، وأمر قادة التنظيم بأن عليهم استخدام كل الوسائل لمنع المستوطنين من دخول المسجد الأقصى "لأن المساجد لنا والكنيسة لنا ولا يملكون حق دخولها وتدنيسها".
المصطلح العسكري "منعهم بكل الوسائل" لم يكن مفاجئا. ففي نهاية المطاف دعا رئيس السلطة خلال خطابه امام الأمم المتحدة، الى "مواصلة مقاومة إسرائيل حسب تراث الفدائيين". لم تمض فترة طويلة على قيام حماس – "الشريك الموازن" – بإطلاق الصواريخ باتجاه الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في القدس. والآن، كممثل غير منتخب لشعب خيالي، يفتقد الى أي جزء او ميراث في القدس كعاصمة حسب القانون والدين والتاريخ او القانون الدولي، ينسب الرئيس الى نفسه القلق والملكية على القدس ومقدساتها ويتهم اليهود بخلق الصراع الديني وتدنيسها.
وفي هذه الأثناء يواصل الغرب تجاهل احراق الكنائس واضطهاد المسيحيين من قبل المسلمين في منطقتنا، ويتنكر لهجرة المسيحيين من السلطة الفلسطينية، ويدير ظهره امام تفجير المساجد التاريخية على رؤوس المصلين المسلمين بأياديهم. بالنسبة له لا توجد أي صلة للإرهاب الاسلامي العالمي بطموحات ايران وتركيا وتفكك الدول العربية وتهديد الملكيات او ازمة الشيعة – السنة والمؤامرات الدولية للمتزمتين الاسلاميين من مدرسة "الاخوان المسلمين" او "الحرس الثوري".
وفي هذه الأثناء، من يملك المال يؤثر. فقطر يفترض ان تقدم مليار دولار لجهود اعادة الاعمار الفلسطيني في غزة، ويجب السير حسب توجيهاتها. وفي خدمة قطر التي تدعم حماس والحركة الاسلامية في اسرائيل وتنظيمات الارهاب الاسلامي الأخرى التي تعمل ضد الأنظمة في مصر وسوريا والأردن، اجرت قناة الجزيرة لقاء مع المهندس عبدالله عبادي، مدير قسم شؤون الأقصى في وزارة الوقاف الأردنية.
خلال اللقاء العدواني عرضت الجزيرة الأردن الذي يرعى ادارة الأقصى بموجب اتفاقيات السلام مع اسرائيل، كعاجز وشريك "للإخفاق" و"السيطرة" الاسرائيلية التي تهدف الى تمويه الهوية الاسلامية الفلسطينية للمسجد، وتقسيمه والسيطرة عليه. بالنسبة لمن يفهم اللغة العربية فان هذا القول يشكل ضوء اخضر للإرهاب ضد اسرائيل، ولكن، ايضا، للمس بالأردن، عن طريق طردها من القدس وتدمير نظامها. وهذا ما يسمى باللغة الغربية "عصفوران بحجر واحد". وربما لهذا السبب، سارع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الى تقديم شكوى ضد اسرائيل في الأمم المتحدة.
يوجد في الغرب من يسارعون الى المصادقة على دولة الارهاب الفلسطينية، وفي هذه الأثناء تشاغب الحركة الإسلامية في القدس وتبرر التمويل. وفي هذا المجال يتم التنسيق بين عباس ومشعل، ويجب الآن احراق القدس. لقد تم اشعال الفتيل، وعندما يلتقي المال بقادة الارهاب يحدث الانفجار.
حزب الله يغير سياسته ويجدد عملياته
يكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، ان ما نشرته صحيفة "الاخبار" اللبنانية، حول اعتراف حزب الله بمسؤوليته عن زرع الالغام في مزارع شبعا والتي استهدفت دورية اسرائيلية قبل قرابة اسبوعين، يؤكد ادعاءات السلطات الاسرائيلية بشأن عودة التنظيم الشيعي الى النشاط العسكري العلني في المنطقة الحدودية، خلافا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ويكتب هرئيل انه بالإضافة الى الخطوات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها بشكل رسمي، كتفجير العبوتين في منطقة مزارع شبعا، فان عودة المحاربين الى المنطقة الحدودية يمكنه ان يعكس تغييرا مثيرا للقلق في سياسة حزب الله، والذي قد تكون له على المدى الأبعد، آثار اشكالية بالنسبة لإسرائيل.
وبما أن القرار 1701 الذي صدر في آب 2006، في ختام حرب لبنان الثانية، يمنع تواجد رجال حزب الله المسلحين جنوب نهر الليطاني. فان اعلان حزب الله يؤكد عمليا، خرق القرار. وفي منتصف ايلول الماضي، نشر الجيش الاسرائيلي صورا يظهر فيها رجال حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، كما يبدو خلال قيامهم بجمع معلومات حول قوات الجيش الاسرائيلي.
ويشير هرئيل الى قيام معهد "ممري" الخبير في تعقب وسائل الاعلام في الشرق الأوسط، بترجمة مقال نشرته "الأخبار" في الثامن من تشرين الأول، في اليوم التالي لوقوع الانفجار، جاء فيه ان التنظيم عاد الى العمل جنوب نهر الليطاني بشكل يشبه نشاطه بين سنوات 2000 و2006، التي تلت الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. وتعتبر الصحيفة نشاط حزب الله يشكل ردا حتميا على المؤامرات المشتركة لإسرائيل وتنظيمات السنة في هضبة الجولان، التي تعمل لإسقاط نظام الأسد. ويحذر المقال من تشجيع اسرائيل لدخول المتطرفين السنة الى لبنان عبر منطقة الجولان، والتخطيط للتقدم باتجاه البلدات الدرزية التي تحاول البقاء على الحياد في الحرب الأهلية.
وحسب هرئيل "ينضم الاعتراف غير المباشر، ولكن المفصل، بخرق حزب الله للقرار 1701، الى خطوات أخرى قام بها حزب الله في المنطقة. فلقد كانت العبوات التي فجرها حزب الله في مزارع شبعا متطورة وقاتلة اكثر من العبوة التي قام التنظيم بتفعيلها في المنطقة ذاتها في آذار الماضي، والتي أصابت سيارة عسكرية دون ان تسبب اصابات. ولولا عمل قوات الجيش الاسرائيلي بحذر لكان يمكن للعملية ان تنتهي بعدد كبير من القتلى.
وتحتم هذه التقييمات اعادة فحص المفهوم المتعارف عليه في إسرائيل، والذي يقول انه تم ردع حزب الله من قبل الجيش الاسرائيلي في أعقاب حرب 2006، وتم ردعه، ثانية، امام ضخامة النشاط العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة، خلال الصيف الماضي، وانه، بشكل عام، ليس معنيا بالمواجهة مع اسرائيل بسبب انشغاله حتى قمة راسه في حروب لبنان وسوريا والعراق. ولكن زرع الألغام الأخيرة شكل مغامرة ليست قليلة من قبل حزب الله. فاذا تكهنت قيادة التنظيم بأن العملية ستحقق النجاح، فهذا يعني انها كانت مستعدة لخوض جولة أخرى من العنف، ان لم يكن حربا مع إسرائيل، لو اسفرت العملية عن مقتل جنود.
ويمكن لهذا السلوك ان يعكس الثقة الذاتية المتزايدة في حزب الله على خلفية التجربة العسكرية الكبيرة التي اكتسبها رجال التنظيم خلال الحرب في سوريا. ويمكن ان تكون هناك تفسيرات أخرى لهذه الخطوة، وهي الرغبة بحرف الأنظار عن الصراع الداخلي في لبنان والذي يتسبب للتنظيم بخسائر، وكذلك محاولة لتحديد ميزان ردع جديد مقابل إسرائيل، كي لا تواصل العمل ضده في نطاق لبنان. فحسب الادارة الأمريكية وتقارير صحفية عربية، هاجم سلاح الجو الاسرائيلي، عدة مرات، خلال العامين الأخيرين، قوافل أسلحة كانت في طريقها من سوريا الى لبنان. ويبدو انه على خلفية رفع سقف رد حزب الله، ستضطر إسرائيل الى موازنة ردها بحذر، في حال اكتشاف قوافل اسلحة أخرى.
وتطرح التطورات الأخيرة تساؤلات حول ما الذي يسعى حزب الله الى تحقيقه من عملية مباشرة كهذه. هل سيتم ترجمة الخبرة التي اكتسبها في سوريا الى طرق حرب جديدة ومفاهيم عمل مختلفة، في حال اندلاع مواجهة جديدة مع اسرائيل؟ وكيف يرى التنظيم تلك الحرب على خلفية تسلحه المكثف بالصواريخ قصيرة المدى والمحملة برؤوس متفجرات كبيرة؟ حسب عدد من المسؤولين الإسرائيليين الكبار فان الجهاز الأمني لا يلاحظ، حاليا، تغييرا جوهريا في مصالح حزب الله او مخططاته، وانه لا ينوي المبادرة الى صدام مع الجيش الاسرائيلي. مع ذلك يصعب نسيان ان الثقة الذاتية المبالغ فيها قادت حزب الله الى صفقة خاطئة في عام 2006: اختطاف رجال الاحتياط الذي ادى الى اندلاع الحرب. لا يمكن استبعاد تكرار مثل هذا التفكير الخاطئ.
برأس مرفوعة نحو الدولتين
يكتب عودة بشارات في "هآرتس" عن مشاركته في الجولة التي نظمتها مجموعة "مبادرة جنيف" لطاقم "هآرتس" في المناطق المحتلة، ويقول انه لم يذهب الى هناك للتشجيع، كما يفعل زوار المرضى عادة، وانما للحزن على الوطن المجزأ، على الدولة التي انتهت قبل ان تولد، على حل الدولتين الذي يتبخر. وشعر كما شعر الشاعر عبد الرحيم محمود عندما توجه الى الأمير سعود بن عبد العزيز بعد زيارته الى الاقصى في عام 1935، قائلا: "المسجد الأقصى أجئتَ تزوره... أم جئت من قبل الضياع تودّعه".
لكن انظروا الى الأعجوبة التي حصلت! فما أن انهيت الزيارة حتى تبخرت كل التنبؤات القاتمة. فالكولونيل (احتياط) شاؤول اريئيلي، الذي رافقنا في الجولة، حطم في كلماته كل النظريات المروعة. وحسب اريئيلي فان 87% من المستوطنين وراء حدود 67 يقيمون في "كتل" تقوم على مساحة 6% من اراضي الضفة، وان الفلسطينيين يوافقون على استبدال 2% منها بأراض بديلة. وهناك من يقول انهم سيوافقون على استبدال نسبة اكبر اذا تم تقديم اقتراحات عادلة. اما بقية المستوطنين فيجلسون في مناطق لن يكون هناك أي مفر من اخلائها، والكثير منهم سيوافقون على الاخلاء مقابل تعويضات مناسبة.
وبالنسبة للقدس الشرقية، يتضح عدم وجود أي اختلاط بين الفلسطينيين واليهود. واذا عدنا الى مسار كلينتون، يمكن رسم حدود الأحياء اليهودية والعربية وتحديد شكل ادارة المدينة، وان محاولات اليمين زرع جيوب في المنطقة تواجه الفشل المطلق، وتمكنت قلة فقط من التسلل الى الجيوب التي تتعارض مع كل تطور طبيعي.
في عام 1948ن دفع الشيوعيون الفلسطينيون ثمنا باهظا بسبب دعمهم لخطة التقسيم. ولكن مع مرور السنوات ارتفعت هيبتهم لكونهم فهموا حجم المؤامرة على الشعب الفلسطيني. لقد مر مبدأ الدولتين بتقلبات كبيرة، حتى اعترف به العالم كحل وحيد لتحقيق السلام والعدالة. واليوم، يقوم أناس طيبون، ايضاً، باعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بادعاء أن إسرائيل دمرت بالفعل هذا المبدأ من خلال مواصلة بناء المستوطنات. وللأسف الشديد فقد يئس هؤلاء الناس أمام ستار الدخان الذي ينثره اوري ارييل ورفاقه على شاكلة مستوطنات معزولة. ولكن رغم جهود التخريب هذه، لا تزال الطريق بعيدة – اذا كانت هناك طريق اصلا – لتقطيع اوصال الضفة، خاصة وان التاريخ يعلمنا ان البقاء للأفضل.
في بداية القرن الماضي، سأل ضابط في نظام القياصرة لينين: "هل تعرف ايها الشاب ان سورا يقف أمامك؟"، فرد لينين: "انه سور فعلا ولكنه متصدع وسيسقط بلمسة اصبع". بعد 75 عاما، ورغم قوة الاتحاد السوفييتي الذي اسسه لينين، انهارت الامبراطورية الشيوعية. اذن يمكن التكهن بمصير الاحتلال، بالذات في عهد انهيار الامبراطوريات.
الموضة الدارجة الآن هي عرضنا، نحن الذين نؤيد حل الدولتين، كمقتنيات أثرية انتهى عهدها. ولكننا نقول لمؤيدي الدولة الواحدة ان هذه الدولة قائمة منذ زمن، واذا كان العرب، المواطنون في الدولة الصغيرة والذين يعتبرون متساوون في الحقوق، يتعرضون للتمييز بشكل مخجل في مختلف مجالات الحياة، فأي مصير سينتظر سكان مخيم بلاطة في الدولة الكبيرة؟ الوضع ليس سهلا، ولكن ذلك ليس سببا للتخلي عن المبدأ العادل، سيما أننا وصلنا الى ربع الساعة الأخيرة: حتى بريطانيا سئمت الاحتلال، ونتنياهو يتدحرج من أزمة إلى أخرى.
ذات مرة سئل عنتر بن شداد، اشجع الشجعان، عما تعنيه الشجاعة، فقال ان الشجاعة هي ان تصمد لساعة واحدة أكثر. ليس امام الشعب الفلسطيني الا الصمود. في السابق اقتبس توفيق زياد واميل حبيبي من كتاب المزامير مقولة "الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية" (المزامير 118: 22). هذا الحجر هو حل الدولتين، وحتى اذا القوا به الى اعماق البحر، فإن السلام لن يتحقق من دونه.
المطلوب في القدس اجراء فحص داخلي وليس شجاراً.
كتبت المديرة العامة لجمعية "مدينة الشعوب"، يهوديت اوبنهايمر، في "هآرتس" ان الشجار المدبر بين رئيس بلدية القدس نير بركات، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، كان يمكن ان يشكل فاصلا هزليا، لولا تغطيته على كل المشاكل الصعبة التي تواجهها القدس الشرقية.
قبل قرابة شهرين، اعلنت الحكومة عن خطة "لزيادة الأمن الشخصي والتطوير الاقتصادي – الاجتماعي في القدس". ولكن ما بدا واعداً، في حينه، تبين انه ليس الا خطة لزيادة تطبيق القانون وانتشار الشرطة في القدس الشرقية، بينما كانت عناصر التطوير فيها هامشية ولا تلبي الاحتياجات الواقعية التي تم تحديدها قبل سنوات. وحتى في الشجار الحالي بين بركات واهرونوفيتش، تم التعامل مع الرد على أمراض القدس الشرقية فقط من جانب نشر قوات الشرطة والمراقبة.
لا يوجد أي مبرر للعنف حتى عندما ينمو في ظروف الاهمال والتمييز الشديدين، ولا يمكن التقليل من أهمية تطبيق القانون. ولكن "الأمن الشخصي" لا يمكنه ان يشكل غطاء لتجريم كافة السكان، من خلال تجاهل احتياجاتهم الأساسية. وبدل دخول بركات واهرونوفيتش في شجار مع بعضهما البعض، من المفضل أن يجريا فحصا داخليا في مكاتبهما. فليفحص الوزير سلوك الشرطة في تفريق المظاهرات بشكل قاتل في القدس الشرقية، وتجاهلها لشكاوى الفلسطينيين واعتقال القاصرين والدعم شبه التلقائي للمستوطنين، والتي تحولت الى امور اعتيادية.
وليفحص رئيس البلدية مدى استعداده وقدراته للمواجهة الجدية للمصاعب الحقيقية في القدس الشرقية: الفقر الذي يصل الى قرابة 80%، نقص البنى التحتية للمياه والمجاري والشوارع ومؤسسات التعليم والثقافة، والتقييد الخطير للحريات الشخصية والجماعية.
منذ اختطاف الفتية الثلاثة وقتلهم في غوش عتسيون، وقتل الفتى الفلسطيني في شعفاط، وبشكل أكبر منذ الحرب في غزة، اصبح سكان القدس الشرقية هدفا للهجمات العنصرية العنيفة، ويكاد صوت رئيس البلدية لا يسمع. المظاهر العنصرية ضد الفلسطينيين تحدث كل اسبوع في ساحة صهيون وفي اماكن عامة أخرى، وغالبا يحاول نشطاء التنظيمات الاجتماعية فقط وقف التحريض. لقد اعلن بركات مؤخرا، ان القطار الخفيف يعتبر رمزا للسيادة في القدس، وحوله بلسانه الى هدف للهجمات. وسارع عشية عيد الأضحى الى مساندة المستوطنين في عملية السيطرة الأخيرة على بيوت في سلوان، ودعم دفع البناء في "غبعات همطوس". والرسالة التي يتم نقلها من "ساحة سفرا" هي أن "الأمن الشخصي" يستخدم كأداة سلطوية لترسيخ التمييز في القدس وتعميق الفصل بين المواطنين (اليهود) والسكان (العرب).
ان المطلوب في غياب افق سياسي في المستقبل المنظور، هو انتهاج سياسة حذرة ومسؤولة في العاصمة، تطمح الى تخفيف وتقليص تشوهات الواقع غير المتساوي في القدس. بدل دخوله في شجار مع الوزير، يتحتم على بركات قرع ابواب وزراء التعليم والداخلية والرفاه والمالية والبنى التحتية، ومعالجة المشاكل الحادة في القدس الشرقية. فهذه مسألة تخص المدينة كلها.
Nida Younis
Director of the Press Office and Public Relations Unit
Ministry of Information, Ramallah
T. +972 2 2988 040
F. +970 2 2954 043
M. +970 (0) 599 856 053
@: pressoffice@minfo.ps
@: karmel2010@yahoo.com
URL. www.minfo.ps
--