منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 10 من 17 الأولىالأولى ... 89101112 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 162
  1. #91

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    المعرب بالحروف من الأسماء

    المعرب بالحروف من الأسماء ثلاثة أنواع: المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة.

    فالمثنى يُرفع بالألف، مثل: أفلح المجتهدان. ويُنصب ويجر بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها مثل: أكرمتُ المجتهدَيْنِ، وأحسنت الى المُجتهدَيْنِ.

    ومن العرب من يُلزم المثنى الألف، رفعاً ونصباً وجراً، وهم بنو الحارث ابن كعب، وخثعم، وزبيد وكنانة وآخرون، فيقولون: جاء الرجلان ومررت بالرجلان ورأيت الرجلان. وعليه قول الشاعر:

    تزوَّدَ منا بين أُذناهُ طعنةً
    دعته الى هابي التراب، عقيمُ
    [هابي التراب: تراب القبر.. طعنة عقيم: أي تلك الطعنة النافذة التي لا تحتاج غيرها].

    وجمع المذكر السالم يرفع بالواو، مثل: أفلح المجتهدون، ويُنصب ويُجر بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها، مثل: أكرمتُ المجتهدِينَ، وأحسنتُ الى المجتهدِينَ.

    والأسماء الخمسة هي (أبٌ وأخٌ وحمٌ وفو وذو) وهي ترفع بالواو مثل (جاء أبو الفضل)، وتُنصب بالألف، مثل: أكرِم أباك. وتُجر بالياء، مثل عامل الصديق معاملة أخيك.

    وهي لا تُعرب كذلك إلا إذا كانت مفردة مضافة الى غير ياء المتكلم. فإن كانت مثناة، أو مجموعة، فتعرب إعراب المثنى أو الجمع، مثل: أكرِم أبويك، واقتدِ بصالح آبائك واعتصم بذوي الأخلاق الحسنة.

    وإن قُطعت عن الإضافة كانت معربة بحركات ظاهرة، مثل: هذا أبٌ صالحٌ، وأكرِم الفمَ عن بذيء الكلام، وتمسك بالأخِ الصادق.

    وإذا أُضيفت الى ياء المتكلم كانت معربة بحركات مقدرةٍ على آخرها، يمنع من ظهورها كسرة المناسبة [سُميت مناسبة لتناسب الياء، وهي تمنع من ظهورها]، مثل: أبي رجلٌ صالح، وأكرمتُ أبي، ولزمت طاعة أبي.

    ومن العرب من يُلزم الألف في حالات الإعراب الثلاث، ويعربه إعراب الاسم المقصور، بحركات مقدرة على الألف، سواء أضيف أم لم يُضف، فيقول: هذا أباً ورأيتُ أباً ومررتُ بأباً. ومنه القول (مُكرهٌ أخاك لا بطل).

    إعراب الملحق بالمثنى

    ويُعرب (اثنتان واثنان) إعراب المثنى.

    ويُعرب (كِلا وكِلتا) إعراب المثنى، إذا أُضيفا الى ضميرٍ، مثل: جاء الرجلان كلاهما والمرأتان كلتاهما، ورأيت الرجلين كليهما والمرأتين كلتيهما، ومررت بالرجلين كليهما والمرأتين كلتيهما. فإن أضيفتا الى غير الضمير أعربا إعراب الاسم المقصور، بحركاتٍ مقدرة على الألف رفعاً ونصباً وجراً، مثل: جاء كلا الرجلين وكلتا المرأتين، ورأيت كلا الرجلين وكلتا المرأتين، ومررت بكلا الرجلين وكلتا المرأتين.

    وكلا وكلتا: اسمان ملازمان للإضافة. ولفظهما مُفردٌ ومعناهما مُثنى: ولذلك يجوز الإخبار عنهما بما يحمل ضمير المفرد، باعتبار لفظهما، وضمير المثنى باعتبار معناهما، فنقول: كلا الرجلين عالم، وكلاهما عالمان. و قد اجتمعا في قول الشاعر:

    كلاهما حين جَدَّ الجريُ بينهما
    قد أقلعا، وكِلا أنفيْهما رابي

    إلا أن اعتبار اللفظ أكثر، وبه جاء القرآن الكريم، { كِلتا الجنتين أتت أُكلها}، ولم يقل: أتتا.

    إعراب الملحق بجمع المذكر السالم

    يعرب الملحق بجمع المذكر السالم وهو (ما جمع هذا الجمع على غير قياس) إعراب جمع المذكر السالم.

    ويجوز في نحو: بنين وسنين وعِضين وما أشبهها أن يعرب إعراب هذا الجمع، وهو الأفصح فيقال: (مرت عليَّ سنون واغتربت سنين، وأنجزت هذا العمل في سنين). قال تعالى { ألكم البنات وله البنون؟}. ويجوز أن تلزمه الياء مع التنوين، فنقول: مرت علي سنينٌ كثيرةٌ، ومكثت مغترباً سنيناً كثيرة.

    إعراب الملحق بجمع المؤنث السالم

    تُعرب (أولاتُ) كجمع المؤنث السالم، بالضمة رفعاً، وبالكسرة نصباً وجراً، قال تعالى { وإن كُنَّ أولاتِ حملٍ}. ونقول: أولاتُ الأخلاق الطيبة محبوباتٌ. وارجُ الخير من أولاتِ الحياء والإصلاح والعلم.

    ويُعرب ما سُمي به من هذا الجمع إعرابه، فنقول: هذه عَرَفَاتٌ وقال تعالى: {فإذا أفضتم من عرفاتٍ}. ويجوز فيه مذهبان آخران: أحدهما أن يُعرب إعراب ما لا ينصرف، للعَلَمية والتأنيث: فيُرفَع بالضمة، وينصب ويجر بالفتحة. ويمتنع حينئذٍ من التنوين. فنقول: هذه عرفاتُ ومررتُ بعرفاتَ. والثاني أن يُرفع بالضمة، ويُنصب ويُجر بالكسرة، فنقول: هذه عرفاتُ وصعدتُ الى عرفاتِ.

  2. #92

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    الباب الثامن

    مرفوعات الأسماء

    مرفوعات الأسماء تسعةٌ: الفاعلُ، ونائبهُ، والمبتدأ، وخبرهُ، واسم الفعل الناقص، واسم أحرفِ (ليس)، وخبر الأحرف المشبهة بالفعل، وخبر (لا) النافية للجنس، والتابع للمرفوع.

    ويشتمل هذا الباب على سبعة فصول:

    1ـ الفاعل

    الفاعل: هو المُسنَدُ إليه بعد فعلٍ تام معلوم أو شبهِِهِ، نحو (فاز المجتهدُ) و (السابقُ فرُسُهُ فائزٌ).

    فالمجتهد: أسند الى الفعل التام المعلوم، وهو (فاز)؛ والفرس: أسند الى شبه الفعل التام المعلوم، وهو (السابق) فكلاهما فاعل لما أسند إليه.

    والمُرادُ بشبه الفعلِ المعلوم اسمُ الفاعل، والمصدرُ. واسمُ التفضيل، والصفةُ المُشبهة، ومبالغة اسم الفاعل، واسم الفعل. فهي كلُّها ترفع الفاعلَ كالفعل المعلوم. ومنه الاسم المستعار، نحو: أكرِمْ رجلاً مِسكاً خُلُقُه.

    (فخُلُقُه فاعل لمسك مرفوع به، لأن الاسم المستعار في تأويل شبه الفعل المعلوم والتقدير: أكرم رجلاً كالمسك. وتأويل قولك: رأيت رجلاً أسداً غلامُه: رأيتُ رجلاً جريئاً غلامه كالأسد.

    أحكام الفاعل

    للفاعل سبعةُ أحكامٍ:

    1ـ وجوبُ رفعه. وقد يُجرُّ لفظاً بإضافته الى المصدر، نحو: (إكرام المرءِ أباهُ فرضٌ عليه) [ إكرام: مضاف. والمرء مضاف إليه، من إضافة المصدر الى فاعله: مجرور لفظاً بالإضافة، مرفوع حكماً، لأنه فاعل المصدر].

    أو الى اسم المصدر، نحو: (سَلمْ على الفقيرِ سلامَكَ على الغني)، [ سلام: مضاف، والكاف: مضاف إليه، من إضافة اسم المصدر الى فاعله. ولها محلان من الإعراب: قريب، وهو الجر بالإضافة، وبعيد، وهو الرفع على أنها فاعل].

    أو (من)، أو (الباء) أو (اللام) الزائداتِ. نحو: ( ما جاءَنا من أحدٍ، وكفى باللهِ شهيداً، وهيهات هيهات لما توعدونَ). [ والأصل: ما جاءنا أحدٌ، فأحد فاعل جاء، فهو مجرور لفظاً بمن؛ وكفى الله شهيداً، فلفظ الجلالة كُسر لفظاً بالباء الزائدة؛ وهيهات هيهات: أصلها هيهات ما توعدون، و (ما) اسم موصول فاعل لاسم الفعل وهو هيهات، ومحله القريب الجر باللام الزائدة ومحله البعيد الرفع على أنه فاعل هيهات، وهيهات الأخرى توكيد الأولى].

    2ـ وجوب وقوعه بعد المسند، فإن تقدم ما هو فاعلٌ في المعنى كان الفاعل ضميراً مستتراً يعود إليه، نحو (زهير قام) وزهير: مبتدأ، وقام (جملة: خبر). وإما مفعول لما قبله نحو: (رأيتُ علياً يفعل الخير)، وإما فاعل لفعل محذوف، نحو: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره}، فأحد: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور.

    3ـ أنه لا بد منه في الكلام. فإن ظهر في اللفظ فذاك. وإلا فهو ضمير راجعٌ إما لمذكور، نحو (المجتهدُ ينجحُ) أو لما دل عليه الفعلُ، كحديث (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ. ولا يشرب الخمرة حين يشربها وهو مؤمن). [ أي: لا يشرب هو، أي الشارب. ففاعل يشرب ضمير مستتر تقديره: هو يعود على اسم الفاعل المفهوم من يشرب].

    أو لما دلَّ عليه الكلام، كقولك في جواب هل جاء سليمٌ؟ (نعم جاء) [أي: نعم جاء هو، أي سليم، فالفاعل ضمير مستتر يعود على سليم الذي دل عليه الكلام.

    أو لما دلَّ عليه المقام، نحو { كلاَّ إذا بلغت التراقي} [ الضمير يعود على الروح المعلومة في المقام]

    أو لما دلت عليه حال المشاهدة، نحو (إن كان غداً فائتني) [ أي: إن كان ما نحن عليه الآن من سلامة وإمكان اللقاء غداً فائتني، فاسم كان ضمير مستتر يعود الى ما دلت عليه الحال المشاهدة. وحكم اسم كان كحكم الفاعل كما ستعلم].

    4ـ أنه يكون في الكلام وفعله محذوف لقرينةٍ دالةٍ عليه: كأن يُجاب به نفيٌ، نحو (بلى سعيدٌ) في جواب من قال: (ما جاء أحدٌ؟) [أي: بلى جاء سعيد].

    أو استفهام، نقول: (من سافر؟) فيُقال (سعيدٌ). قال تعالى { لئن سألتهم من خلقهم؟ ليقولن الله}

    أن الفعل يجب أن يبقى معه بصيغة الواحد، وإن كان مثنى أو مجموعاً، فكما تقول: اجتهد التلميذُ، تقول: اجتهد التلميذان، واجتهد التلاميذ.

    6ـ أن الأصل اتصال الفاعل بفعله، ثم يأتي بعده المفعول، وقد يُعكس الأمر، فيتقدم المفعول، ويتأخر الفاعل، نحو (أكرمَ المجتهدَ أستاذُهُ)

    7ـ أنه إذا كان مؤنثاً أُنث فعله بتاءٍ ساكنة في آخر الماضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع، نحو (جاءت فاطمةُ، وتذهبُ خديجةُ).

  3. #93

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    متى يجب تذكيرُ الفعلِ مَعَ الفاعل؟

    يجب تذكير الفعلِ مَعَ الفاعل في موضعين:

    1ـ أن يكون الفاعل مُذكراً، مُفرداً أو مُثنى أو جمع مُذكرٍ سالماً. سواءً أكان تذكيره معنىً ولفظاً، نحو: (ينجحُ التلميذُ، أو المجتهدان، أو المجتهدون)، أو معنى لا لفظاً، نحو: (جاء حمزة). وسواءً أكان ظاهراً، كما مُثلَ أم ضميراً، نحو: (المجتهدُ ينجحُ، والمجتهدان ينجحان، والمجتهدون ينجحون، وإنما نجح هو، أو أنتَ، أو هما، أو أنتم).

    (فإن كان جمع تكسير: كرجال أو مذكراً مجموعاً بالألف والتاء، مثل: طلحات وحمزات، أو ملحقاً بجمع المذكر السالم كبنين، جاز في فعله الوجهان: تذكيره وتأنيثه كما سيأتي.

    2ـ أن يُفصل بينه وبين فاعله المؤنث الظاهر ب (إلا)، نحو: (ما قام إلا فاطمة). (وذلك لأن الفاعل في الحقيقة إنما هو المستثنى منه المحذوف إذ التقدير: ( ما قام أحدٌ إلا فاطمة). فلما حُذف الفاعل تفرغ الفعل لما بعد (إلاّ): فرفع ما بعدها على أنه فاعلٌ في اللفظ لا في المعنى. فإن كان الفاعل ضميراً منفصلاً مفصولاً بينه وبين فعله بألا، جاز في الفعل الوجهان كما سيأتي.

    متى يجب تأنيث الفعل مع الفاعل؟

    يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثلاثة مواضع:

    1ـ أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقياً ظاهراً متصلاً بفعله، مفرداً أو مثنى أو جمع مؤنث سالماً نحو: (جاءت فاطمةُ، أو الفاطمتان، أو الفاطماتُ).

    2ـ أن يكون الفاعل ضميراً مستتراً يعود الى مؤنثٍ حقيقي أو مجازي، نحو: (خديجة ذهبت، والشمس تطلع).

    3ـ أن يكون الفاعل ضميراً يعود الى جمع مؤنث سالم، أو جمع تكسير لمؤنث أو لمذكر غير عاقل، غير أنه يؤنث بالتاء أو بنون جمع المؤنث، نحو: (الزينبات جاءت، أو جئن، وتجيء أو يجئن) والفواطم أقبلت أو أقبلن) و( الجِمَالُ تسيرُ أو يسرْنَ).

    متى يجوز الأمران: تذكير الفعل وتأنيثه؟

    يجوز تذكير الفعل وتأنيثه في تسعة أمور:

    1ـ أن يكون الفاعل مؤنثاً مجازياً ظاهراً (أي: ليس بضمير)، نحو: (طلعت الشمس، وطلع الشمسُ). والتأنيث أفصح.

    2ـ أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقياً مفصولاً بينه وبين فعله بفاصل غير (إلا) نحو: (حضرت، أو حضر المجلسَ امرأةٌ) والتأنيث أفصح.

    3ـ أن يكون ضميراً منفصلاً لمؤنث، نحو: (إنما قامَ، أو إنما قامت هي)، ونحو: (ما قام، أو ما قامت إلا هي). والأحسن ترك التأنيث.

    4ـ أن يكون الفاعل مؤنثاً ظاهراً، والفعلُ (نِعم) أو (بِئس) أو (ساء) التي للذم، نحو (نِعمت أو نِعم، وبئست، أو بِئسَ، وساءت، أو ساء المرأة دَعدُ). والتأنيث أجود.

    5ـ أن يكون الفاعل مذكرا مجموعا بالألف والتاء، نحو: (جاء، أو جاءت الطلحات). والتذكير أحسن.

    6ـ أن يكون الفاعل جمع تكسير لمؤنث أو لمذكر، نحو: (جاء، أو جاءت الفواطم، أو الرجال). والأفضلُ التذكير مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث.

    7ـ أن يكون الفاعل ضمير يعودُ الى جمع تكسير لمذكر عاقل، نحو: (الرجالُ جاءوا، أو جاءت). والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصحُ.

    8ـ أن يكون الفاعلُ ملحقاً بجمع المذكر السالم، أو بجمع المؤنث السالم. فالأول، نحو: (جاء أو جاءت البنونَ). ومن التأنيث قوله تعالى { آمنتُ بالذي آمنتْ به بنو إسرائيل} والثاني نحو: (قامت، أو قام البنات). ويرجح التذكير والتأنيث مع المؤنث.

    9ـ أن يكون الفاعل اسم جمع، أو اسمَ جنسٍ جميعاً. فالأول نحو: (جاء، أو جاءت النساء، أو القومُ، أو الرهط، أو الإبل). والثاني نحو: (قال، أو قالت العرب، أو الرومُ، أو الفُرس، أو التُرْك)، ونحو: (أورق، أو أورقت الشجر).

  4. #94

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    أقسام الفاعل

    الفاعل ثلاثة أنواع: صريح وضمير ومؤول.

    فالصريح مثل: (فاز الحقُّ)

    والضمير، إما متصل كالتاء من (قمت) والواو من (قاموا) والألف من (قاما) والياء من (تقومين)، وإما منفصل: أنا ونحن من قولك (ما قام إلا أنا، وإنما قام نحن) وإما مستتر نحو: (أقوم، وتقومُ، ونقومُ).

    والمستتر على ضربين: مستتر جوازاً. ويكون في الماضي والمضارع المُسنَدَينِ الى الواحد الغائب والواحدة الغائبة. ومستتر وجوبا، ويكون في المضارع والأمر المسندين الى الواحد المخاطب، وفي المضارع المسند الى المتكلم، مفرداً أو جمعاً. وفي اسم الفعل المسند الى متكلم: كأفٍ، أو مخاطب: ك (صه) وفي فعل التعجب، الذي على وزن ( ما أفعَلَ) نحو: ما أحسنَ العلمَ [ ما: اسم نكرة معناه التعجب. وهو في محل رفع لأنه مبتدأ. وأحسنَ فعل ماضٍ فعل تعجب أول. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره (هو) يعود الى (ما) التعجبية والعلم مفعول به لأحسن، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع لأنها خبر المبتدأ].

    ونحو: (جاء القوم ما خلا سعيداً)، والتقدير: (جاؤا خالين من سعيد).

    والفاعل المؤول: هو أن يأتي الفعل ويكون فاعله مصدراً مفهوما من الفعل بعده، نحو: (ويَحسُنُ أن تجتهد).

    فالفاعل هنا هو المصدر المفهوم من تجتهد. ولما كان الفعل الذي بعد (أن) في تأويل المصدر الذي هو الفاعل، سمي الفعل مؤولاً.

    ويتأول الفعل بالمصدر بعد خمسة أحرف، وهي: (أن،إن، كي، وما ولو المصدريتين).

    فالأول مثل: (يُعجبني أن تجتهد)، والتقدير: (يعجبني اجتهادك).
    والثاني مثل: (بلغني أنك فاضلٌ) والتقدير: (بلغني فضلُك).
    والثالث مثل: (أعجبني ما تعمل) والتقدير: (أعجبني عملُك).
    والرابع مثل: (جئت لكي أتعلمَ) والتقدير: (جئت للتعلم). و (كي) لا يتأول الفعل بعدها إلا بمصدرٍ مجرورٍ باللام.
    والخامس مثل: (وَدِدتُ لو تنتبه) والتقدير: (وَدِدتُ انتباهَك). و(لو) لا يتأول الفعل بعدها إلا بالمفعول.

    والثلاثة الأُوَلُ يتأول الفعل بعدها بالمرفوع والمنصوب والمجرور.

    والجملة المؤلفة من الفاعل ومرفوعه تُدعى جملة فعلية.

    فائدتان

    1ـ إن وقع بعد (لو) كلمة (أن) فهناك فعل محذوف بينهما تقديره: (ثَبَت). فإن قلت: (لو أنك اجتهدت لكان خيراً لك) فالتقدير: (لو ثَبَت اجتهادك). فيكون المصدر المؤول فاعلاً لفعل محذوف، تقديره (ثبت).

    2ـ الهمزة الواقعة بعد كلمة (سواء) تُسمى همزة التسوية، وما بعدها مؤول بمصدر مرفوع على أنه مبتدأ مؤخر، و (سواء) قبله خبره مقدماً عليه. فتقدير قوله تعالى { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}: (إنذارك وعدم إنذارك سواء عليهم) أي الأمران سيان عندهم. فهمزة التسوية معدودة في الأحرف المصدرية، التي يتأول الفعل بعدها بمصدر. فتكون الأحرف المصدرية، على هذا ستة أحرف.

  5. #95

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    نائب الفاعل

    نائب الفاعل: هو المسند إليه بعد الفعل المجهول أو شِبْهه، نحو: (يُكرَمُ المجتهدُ، والمحمودُ خُلُقُهُ ممدوحٌ).

    فالمجتهد أسند إليه الفعل المجهول، وهو (يكرم). وخلقه أسند الى شبه الفعل المجهول وهو (المحمود) فكلاهما نائب فاعل لما أسند إليه.

    والمراد بشبه الفعل المجهول اسم المفعول، والاسم المنسوب إليه، فاسم المفعول (المحمود)، والاسم المنسوب إليه، نحو: (صاحب رجلاً نبوياً خلقه).

    فخلقه نائب فاعل لنبوي مرفوع به، لأن الاسم المنسوب في تأويل اسم المفعول. والتقدير: صاحب رجلاً منسوباً خلقه الى الأنبياء.

    ونائب الفاعل قائمٌ مقام الفاعل بعد حذفه ونائبٌ منابَهُ.

    وذلك أن الفاعل قد يُحذف من الكلام، لغرضٍ من الأغراض، فينوب عنه بعد حذفه غيره.

    وفي هذا الفصل ثلاثة مباحث:

    1ـ أسباب حذف الفاعل

    يحذف الفاعل إما للعلم به، فلا حاجة لذكره، لأنه معروف، نحو (وخُلِق الإنسانُ ضعيفا).

    وإما للجهل به، فلا يمكنك تعيينه، نحو: (سُرِق البيتُ)، إذا لم تعرف السارق.

    وإما للرغبة في إخفائه للإبهام، نحو (رُكِبَ الحصانُ)، إذا عرفت الراكب غير أنك لم تُرِد إظهاره.

    وإما للخوف عليه نحو: (ضُرب فلانٌ) إذا عرفت الضارب غير أنك خفت عليه، فلم تذكره.

    وإما للخوف منه، نحو: (سُرِق الحصانُ) إذا عرفت السارق فلم تذكره، خوفاً منه، لأنه شرير مثلاً.

    وإما لشرفه، نحو: (عُمِلَ عَملٌ مُنكرٌ)، إذا عرفت العامل فلم تذكره، حفظاً لشرفه.

    وإما لأنه لا يتعلق بذكره فائدةً، نحو: (وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدّوُها). فذكر الذي يُحيي لا فائدة منه، وإنما الغرض وجوب رد التحية لكل من يُحيي.

    2ـ الأشياء التي تنوب عن الفاعل

    ينوب عن الفاعل بعد حذفه أحد أربعة أشياء:

    أ ـ المفعول به، نحو: (يُكرم المجتهدُ) والأصل: يكرم الأستاذُ المجتهدَ.

    ب ـ المجرور بحرف الجر، نحو: (نُظر في الأمر)، والأصل: نَظَر الناس في الأمر. وقوله تعالى: { ولما سُقِط في أيديهم) [سقط في يده: زَلّ وتحير وندم].

    ج ـ الظرف المتصرف المختص، نحو: (مُشيَ يومٌ كاملٌ، وصيم رمضانٌ)

    د ـ المصدر المتصرف المختص، نحو: (اُحتُفِل احتفالٌ عظيمٌ).
    والمتصرف من المصادر: ما يقع مسنداً إليه كإكرام واحتفال وإعطاء وفتح ونصر ونحوها. وغير المتصرف منها ما لا يصح أن يقع مسنداً إليه. لأنه لا يكون إلا منصوباً على المصدرية، أي: على المفعولية المطلقة، نحو: (معاذَ الله وسبحانَ الله). فلا ينوب مثل هذا عن الفاعل، لأنه لا يجوز الرفع فيسند إليه، كما يصح الإسناد الى إكرام وفتح ونصر، نحو (إكرام الضيف سنة العرب)، ونحو {إذا جاء نصر الله والفتح).

    والمصدر المتصرف لا ينوب عن الفاعل إلا إذا كان مع تصرفه مختصاً. والمراد باختصاصه أن يكون مقيداً غير مبهم، ويختص بالوصف، نحو: (وُقِف وقوفٌ طويلٌ) أو بيان العدد، نحو: (نُظِر في الأمر نظرتان، أو نظرات). أو بيان النوع، نحو (سِير سَيْر الصالحين)

    فائدة

    متى حُذف الفاعل، وناب عنه نائبه، فلا يجوز أن يذكر في الكلام ما يدل عليه، فلا يقال: (عوقب الكسول من المعلم) أو (الكسول مُعاقب من المعلم) بل يقال (عوقب الكسول) أو (الكسول معاقب) وذلك لأن الفاعل يحذف لغرض، فذكر ما يدل عليه مناف لذلك.

    3ـ أحكام نائب الفاعل وأقسامه

    كُل ما تقدم من أحكام الفاعل يجب أن يُراعى مع نائبه، لأنه قائم مقامه، فله حكمه.

    فيجب رفعه، وأن يكون بعد المسند، وأن يذكر في الكلام. فإن لم يذكر فهو ضمير مستتر، وأن يؤنث فعله إن كان هو مؤنثاً، وأن يكون فعله موحداً، وإن كان مثنى أو مجموعا، ويجوز حذف فعله لقرينة دالة عليه.

    ونائب الفاعل، كالفاعل، ثلاثة أقسام: صريح وضمير ومؤول. فالصريح نحو: (يُحب المجتهد).

    والضمير إما متصل كالتاء من (أُكرِمتَ) وإما منفصل نحو: (ما يُكرَمُ إلا أنا). وإما مستتر نحو (أُكرَمُ، ونُكرَمُ)

    والمؤول نحو: (يُحمَدُ أن تجتهدوا)، والتأويل: يُحمدُ اجتهادكم.

  6. #96

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    المبتدأ والخبر

    المبتدأ والخبر: اسمان تتألف منهما جملةٌ مفيدةٌ، نحو: (الحقُ منصورٌ) و (الاستقلالُ ضامنٌ سعادةَ الأمة).

    يتميز المبتدأ عن الخبر بأن المبتدأ مُخْبَرٌ عَنه، والخبرَ مُخَبَرٌ به.
    والمبتدأ: هو المُسند إليه، الذي لم يسبقهُ عاملٌ.
    والخبرُ: ما أُسندَ الى المبتدأ، وهو الذي تتمُّ به مع المبتدأ فائدة. والجملةُ المؤلفةُ من المبتدأ والخبر تُدعى جملةٌ اسميّة.

    ويتعلق بالمبتدأ والخبر ثمانية مباحث:

    1ـ أحكام المبتدأ

    للمبتدأ خمسةُ أحكامٍ:

    الأول: وجوب رفعهِ. وقد يُجرُّ بالباء أو من (الزائدتين)، أو ب (رُبَّ)، التي هي حرف جر شبيه بالزائد. فالأول نحو (بِحَسبِك الله) [ ب: حرف جر زائد وحسب مجرور لفظاً بالباء الزائدة، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ، والله خبره]. والثاني: {هل من خالقٍ غيرُ الله يرزقكم؟!} [ من: حرف جر زائد، وخالق مجرور لفظاً بمن الزائدة، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ]. والثالث نحو: (يا رُبّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامة). [ رب: حرف جر شبيه بالزائد وكاسية مجرور لفظاً برب، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ. وعارية خبره].

    الثاني: وجوب كونه معرفةً نحو: (محمدٌ رسول الله)، أو نكرةً مفيدةً، نحو: (مجلسُ علمٍ يُنتفعُ به خيرٌ من عبادة سبعين سنةًً).

    وتكون النكرة مفيدة بأحدِ أربعةَ عشر شرطاً:
    1ـ بالإضافة لفظاً نحو: (خمسُ صلواتٍ كتبهنّ الله)، أو معنىً، نحو: (كلُّ يموتُ)، ونحو: (قُلْ كلٌّ يعمل على شاكلته)، أي: كل أحدٍ.

    2ـ بالوصف لفظاً، نحو: (لعبدٌ مؤمنٌ خيرٌ من مُشْرِك)، أو تقديراً نحو: (شرٌ أهرَّ ذا ناب)، ونحو: (أمرٌ أتى بك)، أي: شرٌ عظيم وأمرٌ عظيم. أو معنىً: بأن تكون مصغرة، نحو: (رُجَيْلٌ عندنا) أي: رجل حقير.

    3ـ بأن يكون خبرها ظرفا أو جاراً ومجروراً مقدماً عليها، نحو: {وفوق كل ذي علم عليم، ولكل أجلٍ كتاب}.

    4ـ بأن تقع بعد نفيٍ. أو استفهام. أو (لولا)، أو (إذا) الفجائية.
    فالأول نحو: (ما أحدٌ عندنا)، والثاني نحو: (أإلهٌ مع الله؟)، والثالث كقول الشاعر:
    لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ
    ولزرت قبركِ والحبيب يُزارُ

    والرابع نحو: (خرجتُ فإذا أسدٌ رابضٌ)

    5ـ بأن تكون عاملةً، نحو: (إعطاءٌ قرشاً في سبيل العلم ينهض بالأمة)، ونحو: (أمرٌ بمعروفٍ صدقةٌ، ونهيٌ عن منكر صدقةٌ).

    6ـ بأن تكون مبهمة، كأسماء الشرط والاستفهام و (ما) التعجبية و(كم) الخبرية. فالأول نحو: (مَنْ يجتهدُ يُفلحْ) [ مَن: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. وجملة الشرط مع الجواب خبره]، والثاني نحو: (مَنْ مجتهد؟) [مَن: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. ومجتهد: خبره]. و (كم عِلماً في صدرك)، [كم: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وعلماً: تمييز منصوب، وفي صدرك: متعلق بالخبر المحذوف]، والثالث نحو: (ما أحسن العلمَ!) [ما: تعجبية في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبر]. والرابع نحو: (كم مأثرةٍ لك!) [كم: خبرية في محل رفع مبتدأ، وهي مضافة الى مأثرة. ولك متعلقة بخبرها]

    7ـ بأن تكون مفيدة للدعاء بخير أو شر، فالأول نحو: (سلامٌ عليكم). والثاني نحو: { ويلٌ للمطففين}.

    8ـ بأن تكون خَلفاً عن موصوف، نحو: (عالمٌ خيرٌ من جاهل)، أي: رجلٌ عالم.

    9ـ بأن تقع صدر جملة حالية مرتبطة بالواو أو بدونها: فالأول كقول الشاعر:
    سرينا ونجمٌ قد أضاء، فمذ بدا
    محياك أخفى ضوؤه كل شارق

    والثاني كقول شاعر:
    الذئب يطرقها في الدهر واحدةً
    وكلَّ يومٍ تراني مُديةٌ بيدي
    [مدية: مبتدأ. وبيدي: خبره، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على الحال من ضمير المفعول في تراني].

    10ـ بأن يراد بها التنويع، أي التفصيل والتقسيم كقول امرئ القيس:

    فأقبلتُ زحفاً على الركبتينِ
    فثوبٌ لبِستُ، وثوبٌ أجُرّ

    [ ثوبٌ: مبتدأ. وجملة لبست خبرها. وثوب الثاني: مبتدأ وجملة أجر خبره. والمفعول محذوف والتقدير: فثوب لبسته وثوب أجره. ويقرأها البعض فثوباً أجر، وعندها يكون مفعولاً مقدماً للفعل بعده].

    11ـ بأن تُعطف على معرفة، أو يُعطف عليها معرفة. فالأول نحو: (خالدٌ ورجلٌ يتعلمان النحو)، والثاني نحو: (رجلٌ وخالدٌ يتعلمان البيان).

    12ـ بأن تُعطف على نكرة موصوفة، أو يعطف عليها نكرة موصوفة. فالأول نحو: (قولٌ معروفٌ ومغفرة خيرٌ من صدقة يتبعها أذىً) والثاني نحو: (طاعةٌ وقولٌ معروف) [ طاعة: مبتدأ. وقول: معطوف عليه فهو مبتدأ مثله. والخبر محذوف والتقدير: طاعةٌ وقولٌ معروف أمثل من غيرهما].

    13ـ بأن يُراد بها حقيقة الجنس لا فرد واحدٌ منه، نحو: (ثمرةٌ خيرٌ من جرادة) و (رجلٌ أقوى من امرأة).

    14ـ بأن تقع جواباً، نحو: (رجُلٌ) في جواب من قال: (مَن عندك؟).

    الثالث: جواز حذفه إن دل عليه دليل، تقول: (كيف سعيدٌ؟)، فيقال في الجواب: (مجتهدٌ) أي: هو مجتهد، ومنه قوله تعالى: { من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها} و قوله {سورةٌ أنزلناها}.

    والتقدير في الآية الأولى (فعمله لنفسه، وإساءته عليها)، فيكون المبتدأ، وهو العمل والإساءة، محذوفاً، والجار متعلق بخبره المذوف. والتقدير في الآية الثانية: (هذه سورةٌ).

    الرابع: وجوب حذفه وذلك في أربعة مواضع:
    1ـ إن دل عليه جواب القسم، نحو: (في ذمتي لأفعلن كذا) أي: في ذمتي عهدٌ أو ميثاقٌ.
    2ـ إن كان خبره مصدراً نائباً عن فعله نحو: (صبرٌ جميلٌ) و (سمعٌ وطاعةٌ)، أي: صبري صبر جميل، وأمري سمع وطاعة.
    3ـ إن كان الخبر مخصوصاً بالمدح أو الذم بعد (نِعم وبِئس)، مؤخراً عنهما، نحو: نِعم الرجل أبو طالب، وبئس الرجل أبو جهل، فأبو، في المثالين، خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره: (هو).
    4ـ إن كان في الأصل نعتا قُطع عن النعتية في معرض مدح أو ذم أو ترحم، نحو: (خذ بيد زهيرٍ الكريم) و(دع مجالسة فلان اللئيم) و (أحسن الى فلان المسكين).
    فالمبتدأ محذوف في هذه الأمثلة وجوباً. والتقدير: هو الكريم وهو اللئيم، وهو المسكين.

    الخامس: إن الأصل فيه أن يتقدم على الخبر وقد يجب تقديم الخبر عليه. وقد يجوز الأمران (وسيأتي الكلام على ذلك).

  7. #97

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    أقسام المبتدأ

    المبتدأ ثلاثة أقسام: صريح، نحو: (الكريمُ محبوبٌ)، وضمير منفصل، نحو: (أنت مجتهد)، ومؤول، نحو: (وأن تصوموا خيرٌ لكم)، [والتأويل: (وصومكم خير لكم)، فيكون الفعل في تقدير مصدر مرفوع على أنه مبتدأ]. ونحو: (سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)، [والتأويل: (إنذارك وعدم إنذارك سواء)، فما بعد همزة التسوية مؤول بمصدر مرفوع مبتدأ. وسواء قبله خبره.

    أحكام خبر المبتدأ

    لخبر المبتدأ سبعة أحكام:

    الأول: وجوب رفعه.

    الثاني: أن الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة. وقد يكون جامداً. نحو: (هذا حجرٌ).

    الثالث: وجوب مطابقته للمبتدأ إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً.

    الرابع: جواز حذفه إن دل عليه دليل، نحو: (خرجتُ فإذا الأسدُ)، أي: فإذا الأسدُ حاضرٌ، وتقول: (من مجتهدٌ؟) فيقالُ في الجواب: (زهيرٌ) أي: (زهيرٌ مجتهدٌ)، ومنه قوله تعالى: {أُكلها دائمٌ وظِلُها} أي: وظلها كذلك.

    الخامس: وجوب حذفه في أربعة مواضع:

    1ـ أن يدل على صفة مطلقة، أي: دالة على وجود عام. [وذلك بأن تكون بمعنى كائن أو موجود أو مستقر أو حاصل]. وذلك في مسألتين، الأولى: أن يتعلق بها ظرفٌ أو جار ومجرور، نحو: (الجنة تحت أقدام الأمهات) و (والعلم في الصدور). [أي: الجنة كائنة أو موجودة، والعلم كائن أو موجود]. والثانية: أن تقع بعد لولا أو لوما، نحو: (لولا الدِّين لهلك الناسُ) و (لوما الكتابةُ لضاع أكثرُ العلم). [ أي: لولا الدين موجود، ولولا الكتابة موجودة].

    2ـ أن يكون خبراً لمبتدأ صريح في القسم، نحو: (لعَمُرك لأفعلنَّ)، [والتقدير: لعمرك قسمي، أي: حياتك هي قسمي].

    فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم (بمعنى أنه يستعمل للقسم وغيره) جاز حذف خبره وإثباته.

    3ـ أن يكون المبتدأ مصدراً، أو اسم تفضيل مضافاً الى مصدر، وبعدهما حلٌ لا تصلح أن تكون خبراً، وإنما تصلح أن تسدُ مسدّ الخبر في الدلالة عليه. فالأول نحو: (تأديبي الغلامَ مسيئاً)، [والتقدير: تأديبي الغلام حاصل عند إساءته]. والثاني نحو: (أفضل صلاتِكَ خالياً مما يشغلك).

    4ـ أن يكون بعد واوٍ متعين أن تكون بمعنى (مع)، نحو: (كلُّ امريءٍ وما فعل)، أي: مع فعله.

    السادس: جواز تعدده، والمبتدأ واحد نحو: (خليلٌ كاتبٌ، شاعرٌ، خطيبٌ).

    السابع: أن الأصل فيه أن يتأخر عن المبتدأ. وقد يتقدم عليه جوازاً أو وجوباً وسيأتي الكلام على ذلك.

  8. #98

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    الخبر المُفرَد

    خبر المبتدأ قسمان: مُفردٌ وجملةٌ.

    فالخبر المفرد: ما كان غير جملةٍ، وإن كان مثنى أو مجموعاً، نحو: (المجتهدُ محمودٌ، والمجتهدان محمودان، والمجتهدون محمودون).

    وهو إما جامدٌ، وإما مُشتقٌ.

    والمُرادُ بالجامدِ ما ليس فيه معنى الوصفِ، نحو: (هذا حجرٌ). وهو لا يتضمنُ ضميراً يعودُ الى المبتدأ، إلا إذا كان في معنى المشتق، فيتضمنه، نحو: (عليٌّ أسدٌ).

    (فأسد هنا بمعنى شجاع، فهو مثله يحمل ضميراً مستتراً تقديره (هو) يعود الى علي، وهو ضمير الفاعل. وقد سبق في باب الفاعل أن الاسم المستعار، يرفع الفاعل كالفعل، لأنه من الأسماء التي تشبه الفعل في المعنى.

    وذهب الكوفيون الى أن خبر الجامد يحتمل ضميراً يعود الى المبتدأ، وإن لم يكن في معنى المشتق. فإن قلت: (هذا حجرٌ)، فحجر يحمل ضميراً يعود الى اسم الإشارة (تقديره هو)، وما قولهم ببعيد من الصواب. لأنه لا بُد من رابطٍ يربط المبتدأ بالخبر، وهذا الرابط معتبر في غير العربية من اللغات أيضاً).

    والمُراد بالمشتق ما فيه معنى الوصف، نحو: (زهيرٌ مجتهد). وهو يتحمل ضميراً يعود الى المبتدأ، إلا إذا رفعَ الظاهرَ، فلا يتحمله، نحو: (زهيرٌ مجتهدٌ أخواه).

    (فمجتهد في المثال الأول، فيه ضمير مستتر تقديره هو يعود الى زهير، وهو ضمير الفاعل. أما في المثال الثاني فقد رفع (أخواه) على الفاعلية فلم يتحمل ضمير المبتدأ).

    ومتى تحمَّل الخبرُ ضميرَ المبتدأ لزمتْ مطابقته له إفراداً وتثنية وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً، نحو: (عليٌ مجتهد، وفاطمةُ مجتهدةٌ، والتلميذان مجتهدان، والتلميذتان مجتهدتان، والتلاميذ مجتهدون، والتلميذات مجتهدات).

    فإن لم يتضمن ضميراً يعود الى المبتدأ، فيجوز أن يطابقه، نحو: (الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات الله)، ويجوز أن لا يطابقه، نحو: (الناسُ قسمانِ: عالمٌ ومتعلمٌ ولا خيرٌ فيما بينهما).

    الخبر الجملة

    الخبر الجملة: ما كان جملةً فعلية، أو جملةً اسميةً، فالأول نحو: (الخُلقُ الحسنُ يُعلي قدرَ صاحبه) [ الخُلقُ: مبتدأ، والحسن: صفة. وجملة يعلي: جملة فعلية خبر]. والثاني نحو: (العاقلُ خُلُقُهُ حسنٌ)، [العاقل: مبتدأ أول، وخُلقهُ مبتدأ ثان، وحسن: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: جملة اسمية، خبر المبتدأ الأول].

    ويُشترطُ في الجملة الواقعة خبراً أن تكون مُشتملةً على رابطٍ يربطها بالمبتدأ. والرابط إما الضمير بارزاً، نحو: (الظلمُ مرتعُهُ وخيمٌ)، أو مستتراً يعودُ الى المبتدأ، نحو: (الحقُ يعلو). أو مُقدراً، نحو: (الفضةُ، الدرهمُ بقرشٍ) [الفضة مبتدأ أول. والدرهم بقرش: مبتدأ ثان، وحسن: خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: جملة اسمية، خبر المبتدأ الأول]. وإما إشارةٌ الى المبتدأ، نحو: (ولباس التقوى ذلك خيرٌ) [لباس: مبتدأ أول، وذلك مبتدأ ثان وخبره، والجملة خبر المبتدأ الأول: والرابط اسم الإشارة]. وإما إعادة المبتدأ بلفظه، نحو: (الحاقةُ ما الحاقة؟) [الحاقة: مبتدأ أول. و (ما): اسم استفهام مبتدأ ثان، والحاقة خبره والجملة خبر المبتدأ الأول]. أو بلفظٍ أعم منه، نحو: (سعيد نعم الرجلُ).

    (فالرجلُ يعم سعيداً وغيره، فسعيد داخل في عموم الرجل، والعموم مستفاد من (أل) الدالة على الجنس).

    وقد تكون الجملة الواقعة خبراً نفسَ المبتدأ في المعنى، فلا نحتاج الى رابطٍ، لأنها ليست أجنبيةً عنه فتحتاجَ الى ما يربطها به، نحو: {ُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ}، ونحو: (نُطقي اللهُ حسبي}.

    (فهو: ضمير الشأن. والجملة بعده هي عينه، كما تقول: (هو علي مجتهد) وكذلك قولك: (نطقي الله حسبي) فالمنطوق به، (وهو الله حسبي) هو عين المبتدأ. وهو (نطقي) وأما فيما سبق فإنما احتيج الى الربط لأن الخبر أجنبي عن المبتدأ، فلا بد له من رابط يربطه به).

    قد يقعُ ظرفاً أو جارّاً ومجروراً. فالأولُ نحو: "المجدُ تحتَ عَلمِ العلمِ"، والثاني نحو: (العلم في الصدور لا في السطور).

    (والخبر في الحقيقة إنما هو متعلق الظرف وحرف الجر. ولك أن تقدر هذا المتعلق فعلاً كاستقر وكان، فيكون من قبيل الخبر الجملة، واسم فاعل، فيكون من باب الخبر المفرد، وهو الأولى، لأن الأصل في الخبر أن يكون مفرداً).


    ويُخبرُ بظروف المكان عن أسماء المعاني وعن أسماء الأعيان. فالأول نحو: (لخيرُ أمامك). والثاني نحو: (الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهاتِ).

    وأما ظروف الزمانِ فلا يُخبَّرُ بها إِلا عن أسماء المعاني، نحو: (السفرُ غداً، والوصولُ بعد غدٍ). إلا إذا حصلتِ الفائدةُ بالإخبار بها عن أسماء الأعيان فيجوزُ، نحو: (الليلةَ الهلاُل)، و (نحن في شهر كذا) و (الوردُ في أيار). ومنه: (ليومَ خمرٌ، وغداً أمرٌ).

  9. #99

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    جزيت الخير كله وارشيف ثمين ودقيق,تشرفنا به وبمتابعتك له والإضافة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #100

    رد: من موسوعة (جامع الدروس العربية)

    أشكركم أختنا الفاضلة على دوام التشجيع

صفحة 10 من 17 الأولىالأولى ... 89101112 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موسوعة اللغة العربية واللسانيات
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-25-2015, 09:06 PM
  2. الدروس المستفادة من الثورات العربية الحالية
    بواسطة د.مهندس عبد الحميد مظهر في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 03-23-2013, 07:14 PM
  3. موسوعة من الخطوط العربية
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان التصميم والابداع.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 02:17 AM
  4. موسوعة شهداء الأمة العربية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-08-2011, 10:33 AM
  5. موقع التعليم الإلكتروني باللغة العربية يقدم كافة الدروس مجانا
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-29-2008, 10:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •