منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    لغة اليوم.. مسخ لا أم له ولا أب..!!

    لغة اليوم.. مسخ لا أم له ولا أب..!!
    * بقلم – أميمه العبادلة:
    لطالما رثينا احتضار اللغة العربية واندثارها بين جيل الشباب واعتبارها موضة قديمة لا تتناسب مع العصر.. ولست أدري من ذا الذي يحق له تحديد مميزات كل عصر وما قد يصلح وما لا يصلح له..؟!! ومع أن هذا الأمر أقدم من التهمة الحالية، والمنسوبة بشدة لوسائل الإعلام الحديثة، والمختلفة، والتي تفتح عبر جدرانها قنوات ترسل إشارات الصوت والصورة بكل أبعادها الممكنة.. فاختلط علينا بها حابل المغرب مع نابل الشام.. وتوحدت لغة الخطاب العامي بدلا من الفصحى التي كان من السهل وصولها للجميع على اختلاف اللهجات حينا وصعوبتها حينا آخر.. فصارت العامية سهلة سلسة والفصحى لا يفهمها سوى المثقفين جدا أو المتدينين جدا.. وفقط..
    ما زلت حتى اليوم اذكر دروس اللغة العربية عندما كنت في المرحلة الإعدادية وكيف أن المدَّرسة وهي متثاقلة على كرسيها وتتثاءب، والتي كانت بدورها تنقل لنا بذلك عدوى النعاس، كيف أنها كانت تشرح لنا بملل لا يضاهيه ملل أن مجمع اللغة العربية في مصر شن هجوما على اختلاط العامية بالفصحى، خوفا من تولد هجين الفصحى المودرن السلسلة، القريبة من العامية وكيف أنها بدأت تتسلل عبر أسطر في كتب الأدب..
    كان الخوف آن ذاك من انقلاب ثقافي لتلك "العامية" اللقيطة على سيدتها ربة الصون والعفاف والدين "الفصحى"، واستبدادها عليها بشراسة.. لم يكن رفض مجمع اللغة العربية للأمر حينها لمجرد بعد قومي، وإنما تعداه لبعد ديني أيضا.. فتلك العربية الأصيلة سليلة الحسب والنسب لغة القرآن الذي إن ضاع ضعنا معه جميعا..
    لكن لم يقف الأمر ها هنا للأسف الشديد، بل تعداه لما لا يحمد عقباه.. وهنا لب الموضوع الذي أتمنى أن يعيره الجميع كثيرا من الاهتمام..
    لست أنوي بمقالي هذا، أبداً، أن أكرر ما يركز عليه أهل اللغة، وأولئك الغيورين عليها مرارا وتكرارا من اختلاط انساب اللهجات، واللغات.. وتغولها في صميم حياتنا اليومية بأشكالها المتعددة: سياسيا، واجتماعيا، ودينيا، وفنيا، وعلميا، وثقافيا.. والخ.. حتى أننا تعودنا نحيبهم هذا، وما عاد يجدي أو يغير من واقع الحال شيئا.. بل أنه ما زاد إلا من تجاهل الجهلة أكثر.. واستفحال عناد ذوي الأهداف الخبيثة، وإصرارهم على بث المزيد، كلما تأكدوا من خلال تلك الولولة أنهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه.. وأن جهودهم تؤتي أكلها بخصاب تام..
    هناك أمر آخر للأسف أغفله كثيرون.. وهو أن اللغة الفصحى، والعامية، واللكنات الدخيلة، وحتى اللغات الأجنبية التي باتت تمثل جزأ أصيلا في قواميسنا دون أن نشعر، تبقى مقبولة جداً مادام استخدامنا للكلمات ومدلولاتها، ومعانيها صحيحا دون أي تشويه.. فعلى سبيل المثال: عندما أعمد أن أصف أمرا طيبا أو حسنا فلا بأس إن قلت عنه بالفصحى بأنه رائع.. أو بالعامية أنه حلو.. أو باهي.. أو زين.. أو حتىgood .. وnice.. فكلها كلمات تدل على جمال الشيء وحسنه.. بغض النظر عن حقيقة كينونته.. لكن الكارثة والمصيبة أن نستخدم كلمات معاكسة تماما فنحرف بها المعنى، ونشوه الجمال بالقبح.. فهذا ما لست أدري كيف يطيقه أهل اللغة ويسكتون عنه..؟!! فكروا معي كيف أننا أصبحنا بين عشية وضحاها نصور الجمال بكلمات على شاكلة: فظيع.. أو رهيب.. أو دمار.. أو قلق.. أو terrible.. فهو أمر أجده مثيرا للدهشة.. بل ويستحق منا وقفة طويلة في البحث والاستقصاء عن سبب تكون تلك الطفرة الجينية لحروف اللغة، ونواة المعاني.. وليس للأمر أبدا أي علاقة بطفل هجين لزواج مختلط بين بغل وفرس.. بل هو مسخ لا يعرف أم له، ولا أب.. ومهما كان السبب من باب تغير إن دل فإنه يدل على عصر قلبت فيه المعاير والأخلاقيات كلها.. أو محاولة لدخول التاريخ بغوغائية نكراء كنوع من رفض على نار هادئة لكل ما يجري حولنا.. فلا مبرر لقلب لغة ومعانٍ توجع القلب على أطفالنا الجالسين بصمت خلف ضباب مستقبل ينتظر بشغف أن نرسل عربات الحاضر محملة بما لذ وطاب علما وعملا.. ويل لأهل المستقبل.. أي حاضر ينتظرون..!! اللهم أصلح الحال.. اللهم آمين..
    * كاتبة صحافية- فلسطين- قطاع غزة

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    رد: لغة اليوم.. مسخ لا أم له ولا أب..!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ماشاء الله ياأخت رغد، المقالات التي اخترتيها اليوم بغاية الجمال.
    لعل هناك شيئاً لايعلمه الناطقين باللغةالعربية، وهو الذي ذكرته الكاتبة أميمة العبادلة لكن الكارثة والمصيبة أن نستخدم كلمات معاكسة تماما فنحرف بها المعنى، ونشوه الجمال بالقبح.. فهذا ما لست أدري كيف يطيقه أهل اللغة ويسكتون عنه..؟!! فكروا معي كيف أننا أصبحنا بين عشية وضحاها نصور الجمال بكلمات على شاكلة: فظيع.. أو رهيب.. أو دمار.. أو قلق.. أو terrible.. فهو أمر أجده مثيرا للدهشة.. بل ويستحق منا وقفة طويلة في البحث والاستقصاء عن سبب تكون تلك الطفرة الجينية لحروف اللغة، ونواة المعاني..
    ياسيدتي أنا وبكل ألم أجيبك على تساؤلك عن كيف أصبحنا نصور الجمال بتلك الكلمات البشعة: إن هذا الكلام إنما هو ترجمة للطريقة الإنكليزية في الكلام، فأنا أعيش في إنكلترا منذ مايقارب من سبع وعشرين عاماً، و في البداية لما كنت أسمع تعليق على شيء عملته "ويكِدْ" يعني شرير، كنت أظنهم يشتمونني، لكن علمت فيما بعد أنه إطراء وإطراء شديد الحرارة!!
    أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستتبعونهم ولو دخلوا جُحر ضبٍّ لدخلتموه وراءهم". والمعروف أن للضب وبيته رائحة كريهة لاتحتمل..هذا هو أحد جحور الضب الذي تبعناهم إليه، وهو "إستعمال اللغة الكريهة والألفاظ البشعة للتعبيرعن الأشياء الجميلة".
    فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    منى ناظيف الراعي

المواضيع المتشابهه

  1. انواع و اسباب الحول و علاج الحول و الحول الكاذب
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-23-2016, 09:27 AM
  2. العراق يحكم اليوم بالنار والقتل والحديد من بعد ذي قار اليوم البصره والعماره
    بواسطة الحمداني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-20-2015, 08:58 AM
  3. ماواجب الثقافة اليوم ؟ وماواجب المثقفون اليوم .؟
    بواسطة أ. زيناء ليلى في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-05-2014, 12:13 AM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-13-2012, 01:13 AM
  5. اليوم هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأم والطفل.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-25-2009, 06:50 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •