الأخت الفاضلة ملدا شويكاني
من المؤكد أن للمفاهيم أهميتها في كل حقل من حقول المعرفة ، ولا تخرج الفلسفة بدورها عن هذا الإطار .
وتحضرني الآن قولة للفيلسوف الفرنسي جيل دولوز
"إن الفلسفة بتدقيق كبير هي الحقل المعرفي القائم على إبداع المفاهيم "
وعلى هذا الأساس فليس للفلسفة من خاصية تميزها حسب دولوز أكثر من إبداع المفاهيم .إنها " فن تشكيل وإبداع المفاهيم" فكل الفلاسفة أهتموا بإبداع المفاهيم وكل فلسفة إنما تقاس قيمتها بمقدار تغييرها للمفاهيم وبالمعاني الجديدة التي أعطتها لها ، فمع سقراط نصادف مفهوم الفضيلة ومع تلميذه أفلاطون هناك مفهوم المثال ومع هيجل نجد مفهوم العقل المطلق ومع أرسطونجد مفهوم الجوهر ....وهكذا دواليك
إن الفيلسوف بهذا المعنى هو صديق المفهوم كما يرى دولوز
من المؤكد إذن أن تعلم الفلسفة هو تعلم للمفاهيم وليس فقط تعلم لتاريخها ونظرياتها ومقوماتها كالتأمل والنقد ...لأنها مشتركة بين جميع حقول المعرفة .
يحتاج المتعلم إذن إلى تعلم مفاهيم الفلسفة بقدر كبير وعلى عاتق المدرس تلقى مهمة نقل عشق المفاهيم ومحبتها والبحث عنها لطلابه .والتبسيط ليس هدفا بحد ذاته بل هو في تقديري علامة على نضج المدرس وامتلاكه لأدوات ديداكتيكية كفيلة بتمكين طلابه من بلوغ الأهداف المحددة في المنهاج الدراسي وتطوير كفاياتهم على النحو المطلوب.
شكرا لك.