الفصل الثالث
المشهد الاول
البركان. كازوس. كاهن. رئيس الجند. جنود . جمهور
( المكان هو ساحة المدينة كما في الفصل الاول).
( يدخل البركان وبصحبته الحاكم).
البركان: وماذا في الامر ؟ تقول ان الامر خطير . أين الخطر؟.
الحاكم: ألم تسمع الضجة بين هذه الجمهرة؟
البركان: ( مستهزئا ) منذ متى تزعجك الضجة؟
كازوس: مازال العزم في خلقي.
البركان : ربما.
( تحدث الدمدمة مرة اخرى تواكبها موسيقى ملائمة حجارة تمطر الساحة . يجول كاهن بين الجماهير. بضعة أفراد من الجمهور على المسرح).
الكاهن:اقتربوا ! وليعترف كل منكم بخطاياه . ادهروا باسراركم ايها الخاطئون . اعترفوا بها ايها الملعونون ! ليفصح كل واحد فيكم للآخر بما نصبه له من فخاخ وما اضمره له من مكائد .
وليستسمح كل واحد من الآخر قبل ان يعم البلاء ويجرفكم جميعا بنفس الطريقة التي يسيطر فيها البركان على بلدكم . الى الهيكل . الى الهيكل.
لقد جاءالعقاب بأسرع مما كنتم تتصورون . ان حساب إيل لعسير , فالبركان النائم يستيقظ أنه هذه الآفات هي التي كانت ومازالت السماء ترسلها منذ القديم الى المدن الفاسدة لتجعلها عبرة للبشر .
لسوف تنصب على السنتكم الحمم المحرقة لتخرسها عن الساقط من الكلام . ولسوف تخيم الادخنة الخانقة على قلوبكم لتخنق فيها النزعات الشريرة واحابيل المكر .
صلوا الآن للاله بعل العادل القادر كي يصفح عنكم . الى الهيكل . الى الهيكل .
(الحاكم والبركان ينظر كل منهما اليه صامتين , في الوقت ذاته يظهر موكب الكهنة كل واحد يحمل رمحا في رأسه جمجمة وهم حليقوا الرؤوس السوداء . قرون على جانبي رؤوسهم وريش في وسطهم .
وصدورهم وسيقانهم عارية وهم يهزجون ويرقصون ويهمهمون . الجميع ينظرون الى الموكب).
( ( تحدث الدمدمة من الجو مرة أخرى تواكبها الموسيقى الملائمة , حجارة تمطر الساحة . تسقط صخور على مبنى السجن فينهدم جداره . يخرج نقماد ).
كازوس: ( مضطربا ينظر يمينا ويسارا . ينادي الجنود ) اطلقت الحمم سراح نقماد .. او ثقوه من جديد و احبسوه !.
البركان:من اطلقت الحمم سراحه لن تحبسه الجدران ..
كازوس: كيف تقول هذا؟وانت مقبل على السلطة؟.
البركان: لم يعد في مدينتك جدار سليم.
( الجنود يركضون بعضهم وجهه الى يمين المسرح ويسيرون بغير نظام , يصطدم بعضهم ببعض . احدهم يقع الأرض . ثم يتوقفون ).
كازوسيصرخ ) أوغاد !
( يضطرب الجنود لهذا الصراخ ثم يبدأ المشهد من جديد يركضون بعضهم وجهة الى يمين المسرح وبعضهم الى يسار المسرح , يسيرون بغير نظام يصطدم بعضهم بالبعض الآخر).
كازوس: ( يصرخ) رئيس الجند أين رئيس الجند؟..
( يهرع رئيس الجند مسرعا).
رئيس الجند : سيدي!
كازوس: هل انت راض عما يحدث ؟
رئيس الجند : ماذا يحدث يا سيدي ؟.
كازوس: انا أعلف هذه العلوج منذ سنين وأدفع الوراتب لهؤلاء المهازيل ليقفوا مكتوفي الايدي امام هذا المخرب ؟..
( يشير الى نقماد الذي انتهى في تلك اللحظة من تخليص يديه ورجليه من القيود ثم اختفى مع الجمهرة التي كدسها عبدولانا).
رئيس الجند: لم نجد في المدينة بيننا سليما لنصنع منه سجنا .
كازوس: أي بيت!
رئيس الجند: أي بيت يا سيدي أرجو التوجيه.
كازوس: تحت الأرض.
رئيس الجند: فهمت! الويل له( يخرج باحثا عن نقماد).
كازوس: ( موجها كلامه الى البركان) هل نحن رشركاء في الحكم؟
البركان: قل شركاء في الأرض ( مستهزئا)انقلب الوضع الآن.ولكن مازلت انت مرصدا لباطن الأرض ان بقيت في المدينة..
الحاكم : ( بسرعة النبرات وبحزم ) النتيجة واحدة ( يبدو انه لايفهم غمز البركان به).
البركان :وكيف؟
كازوس: حفظ الأمن والنظام .
البركان: يختلف مفهومه في الزمان والمكان . وربما من إنسان لانسان.
كازوس: ليس للسلام إلا مفهوم واحد.
البركان: اتحداك ان تعرف هذا المفهوم وتحدد عناصره.
كازوس: هو ما يمسكني حاكما بلا معارض.
البركان: وانت تمد يديك إلى جيوب الآخرين.
كاوزوس: تغيرت لهجتك, وخوفي من ان يتغير تفكيرك.
البركان: انا لاأتغير تشهد بذلك السماء والأرض . ما الذي تقصده ؟.
كازوس: يجب ان تذكر انك حاكم.
البركان: ( ضاحكا) لن يتغير تفكيرك.
**
يتبع