منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 46
  1. #11

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا ..دخل الجيش !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كنت في موعد غرامي مع بنت من بنات الجامعة احتفالا بالتخرج عندما فضحني (ابن الجيران) في الحرم الجامعي :
    - يا موس ، يا موس ..لقد جاء الدرك إلى بيتكم ، ومعهم أمر أداء الخدمة وإلا سيكون يومك أسود في المحاكم العسكرية ، وهناك (ماعندهمش يا ماما ارحميني !)...
    التفت إلى صديقتي كمن يريد أن يرمي يمين الطلاق على زوجته ..وقلت لها بصوت مبحوح ( جاءك الموت يا تارك الصلاة !)...
    وقفت عن المقعد الخشبي الذي كانت تجلس عليه ، وارتفعت بقامتها تماما مثلما في أفلام الأبيض والأسود الرومانسية ، تنهدت وقالت ( سأنتظرك يا موس ، وإن تمكنت من زيارتك سوف أحضر لك خبزا وبيضا وجبنا قديما ) .
    أجبتها مفزوعا : - خبز وبيض ، هل أنا ذاهب إلى المعتقل ؟ ، روحي وأنت طالق بالثلاث .
    وما إن دخلت الحارة حتى بدأت النساء بالزغاريد ، والرجال يصرخون "الله أكبر"...ركض عمي رشيد وهو يبشرني ( لقد جاء الدرك وأحضروا لك أمر الالتحاق بالجيش وإلا سوف يكون يومك أسود في المحكمة العسكرية ..)
    فقاطعته قائلا :- وهناك (ما عندهمش ياماما ارحميني )
    فقال لي مصححا : - لا طبعا (ماعندهمش يا بابا ارحمني !) ..
    دخلت إلى البيت ، فوجدت والدتي تجهز لي الحقيبة ودمعتها تفر من عينها .
    ابتسمت ساخرا : - يا أمي تضعين العباية في الحقيبة ، هل أنا ذاهب للختان ؟، في الجيش لا نأخذ شيئا سوى الملابس الداخلية ..
    وفي الخيوط الأولى من الفجر ، خرجت من البيت متسللا حتى لا يراني الجيران ، ووالدتي تمشي ورائي وتدعو " روح يا ابني ، الهي يجعلها أمامك خضراء ووراءك خضراء ..روح يا ابني إلى جنة الخلد يا موس يا ابن بطني "
    فأجبتها ساخرا : - جنة الخلد ، هل أنا ذاهب إلى الشيشان لأستشهد ؟.
    لا شيء كان يحز في نفسي سوى البنت التي سيعلقها مني الغرماء والمنافسون .( تأخذونها على صحتكم وعافيتكم ، إلهي من يقترب منها يسخط إلى قرد ) .
    كان السفر طويلا إلى الثكنة ، وكانت رسائل العزاء تصل إلى هاتفي المحمول
    ( يا موس يا جامد خليك في خدمة الوطن ) ، ( يا موس يا أسد المعارك هل أخذت صورة بشعرك قبل أن يحلقوه لك عالزيرو .؟..يا أقرع ) .
    أما عمي رشيد فكتب لي ( يا موس لا تشرب لبنا في الجيش لأنهم يضعون فيه مادة تجعل منك ياء ياء ياء ..) .
    وصلت إلى الثكنة العسكرية ، استقبلني جندي عند البوابة ..تلقف هويتي وحقيبتي ، وقال في لهجة حازمة ( مالك تنظر إلى البوابة ؟، هيا فوت ، يبدو أنك فوضوي ، سوف نقوم بنفخك ) ..
    قادني أحد الجنود إلى العيادة ..حتى لمحت طابورا من الشباب يقفون عرايا ..
    - هيا انزع ثيابك وقف في الطابور !
    - لا طبعا ، أهلي لو يعرفون سيقطعونني ، أهلي من الفلاحين والشرف عندنا لا يكيل بالناذنجان !!.
    - هيا اخلع ملابسك ، وإلا خلعناها لك بالقوة !
    - سأبلغ عنكم مجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية ، وقناة الجزيرة ، ثم إني أخاف أن يلتقط أحدهم صورتي وأنا طرزان ، وينشرها في الهواتف المحمولة ومواقع النت ، ويكتب شاهدوا فضيحة موستافا الملط !.
    - يا ابني من تظن نفسك ، نانسي عجرم؟ ، انزع ملابسك وخلصنا في يومك الأسود .
    طلب مني الطبيب أن أقرأ لوحة الحروف المعلقة على الجدار ..( اقرأ) .
    فسألته ( ماذا اقرأ ؟).
    -اقرأ الحروف المكتوبة على اللوحة ؟
    -أية لوحة يا دكتور .؟
    - اللوحة المعلقة على الجدار .
    - أين الجدار يا دكتور .؟ ..أنا كفيف قديم .
    ورغم الاستهبال ولعب العيال ، كتب الطبيب ، في تقريره أن نظري 10/10.
    سألني طبيب آخر : - ما فصيلة دمك يا ابني ؟
    فأجبته بصوت مختنق - أنا ماعنديش دم يا دكتور !.
    ثم لا أدري أين وضع طبيب آخر يده وقال لزميله ( اثنتان ..أكتب عندك ).
    ومن كونصولتو الأطباء ..توجهوا بي إلى الحلاق ..
    جثوت على ركبتي أمام قامته كأنني خادم بين يدي الملك . أخرج آله عجيبة أشبه بالمنشار الكهربائي ...ررررررر..رررررر..كان شعري يتساقط ، وأنا أنظر إليه وأغني ( أي دمعة حزن لا لا لا لأ) .
    لبست البزة العسكرية ، ووقفت شامخا وسط الساحة ، وتخيلت نفسي للحظات بأنني أنا الوحيد الذي بإمكانه أن يحرر الأقصى ..ورحت أمشي متبخترا ، وأنا أفكر في انقلاب عسكري ضد النظام ..ووسوس لي شيطاني الرجيم أن أسطو على دبابتين وقطع سلاح ، وأتوجه إلى مقر الرئاسة في العاصمة ، ثم أتلو البيان رقم 1 ، على شاشات روتانا سنيما ( أيها الشعب العزيز بيان رقم 1 / لقد قمنا بتطهير بلدنا بعد أن حكمه إما مرتش أو فاسد أو قليل أدب ، وقررنا نحن جماعة الضباط العزاب تصحيح الأوضاع ..) حتى قاطعني أحد ضباط التدريب ( إلى أين أنت ذاهب يا حيوان ؟، خذ مكانك في الطابور واستمع إلى كلمة السيد النقيب أبو كلوة بلوة ) .
    كانت بطن حضرة النقيب تسبقه بيومين ، كأنه بلع بطيخة كبيرة بمعرفته ، وتساءلت كيف لنقيب في الجيش أن يكون بمثل هذه البطن العجيبة ، ما الذي سيفعله بها عندما تشب معركة حقيقية .؟ ، وسرعان ما قادني ذكائي إلى إجابة مقـنعة وهو أن هذه البطن واقية من الرصاص ) .
    راح النقيب يخطب فينا خطبة ابليس في أهل جهنم ( اليوم أنتم هنا ، لا ينفعكم شيئ ، سوى حبكم للوطن ، سوى إخلاصكم للوطن الذي قدم لكم كل الخير ولقد حان الوقت لكي تردوا شيئا من جميله ، فأنتم حماته ، وبواسله ، عليكم أن تذودوا عنه بأرواحكم ، وشبابكم...من أجل ذلك عليكم أن تودعوا شهواتكم ، امسحوا من ذاكرتكم الجامعة وبنات الجامعة ، هنا عندكم زملائكم الجنود من رجال الصاعقة ، انظر إليهم فقط سوف تنسى بأن الله قد خلق الإناث أصلا...
    لا مجال لنانسي عجرم أو روبي ..هنا الالتزام ...أحذركم أن كل من معه شريحة هاتف محمول سوف نجعله يبلعها ...)
    فخطر في بالي أن كل من سيحاول الاتصال بي ستقول له الرسالة الصوتية ( إن مراسلكم قد يكون ممسكا أو مسهلا ..اقفل أنفك ) .

    واصل النقيب خطبته العصماء في حب الوطن الذي هو من الإيمان ، وذكرنا بمآثر جدودنا وجدود جدودنا وبطولاتهم التي لم يورثوا شيئا منها إلى الأجيال التي لحقتهم .
    رفعت صوتي فجأة بعد أن فقدت السيطرة على نفسي ( أين هي بطولات الشهداء الذين ماتوا لرفع الظلم عنا ونحن مظلومون ليل نهار ، ماتوا ليرفعوا الجوع والفقر عن الشعب ..فأصبحنا أكثر فقرا ؟ ، عن أي وطن وكرامة تتحدثون ونصف الشعب يمد يده للتسول والنصف الآخر يركب قوارب الموت هربا إلى أوروبا ؟ ، عن أي وطن سندافع وهو يدار بكعب حذاء عاهرة .؟ ، عن أي كرامة ووطن تتحدث والغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقرا ؟ ، هل تتصورون بأن الشعب سيحمل السلاح حقا ليدافع عن الوطن بعد الذي رآه من القهر والظلم والبؤس والجوع ؟..هل تتوقعون من شباب يركبون قوارب الموت هربا إلى أوروبا أنهم سيحملون السلاح دفاعا عن الوطن .؟)
    نظر إلى النقيب نظرة الكافر لمن صبأ ..وأمر الجنود بسحبي إلى السجن ثم ترحيلي إلى المحكمة العسكرية ..وهناك (مفيش يا ماما ويابابا ارحماني ) .
    حين خرجت من المحكمة .. وضع الطبيب يده لا أدري أين ، وقال لصاحبه أكتب
    (واحدة فقط ) .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  2. #12

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستافا ..دخل الجيش !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    كنت في موعد غرامي مع بنت من بنات الجامعة احتفالا بالتخرج عندما فضحني (ابن الجيران) في الحرم الجامعي :
    - يا موس ، يا موس ..لقد جاء الدرك إلى بيتكم ، ومعهم أمر أداء الخدمة وإلا سيكون يومك أسود في المحاكم العسكرية ، وهناك (ماعندهمش يا ماما ارحميني !)...
    التفت إلى صديقتي كمن يريد أن يرمي يمين الطلاق على زوجته ..وقلت لها بصوت مبحوح ( جاءك الموت يا تارك الصلاة !)...
    وقفت عن المقعد الخشبي الذي كانت تجلس عليه ، وارتفعت بقامتها تماما مثلما في أفلام الأبيض والأسود الرومانسية ، تنهدت وقالت ( سأنتظرك يا موس ، وإن تمكنت من زيارتك سوف أحضر لك خبزا وبيضا وجبنا قديما ) .
    أجبتها مفزوعا : - خبز وبيض ، هل أنا ذاهب إلى المعتقل ؟ ، روحي وأنت طالق بالثلاث .
    وما إن دخلت الحارة حتى بدأت النساء بالزغاريد ، والرجال يصرخون "الله أكبر"...ركض عمي رشيد وهو يبشرني ( لقد جاء الدرك وأحضروا لك أمر الالتحاق بالجيش وإلا سوف يكون يومك أسود في المحكمة العسكرية ..)
    فقاطعته قائلا :- وهناك (ما عندهمش ياماما ارحميني )
    فقال لي مصححا : - لا طبعا (ماعندهمش يا بابا ارحمني !) ..
    دخلت إلى البيت ، فوجدت والدتي تجهز لي الحقيبة ودمعتها تفر من عينها .
    ابتسمت ساخرا : - يا أمي تضعين العباية في الحقيبة ، هل أنا ذاهب للختان ؟، في الجيش لا نأخذ شيئا سوى الملابس الداخلية ..
    وفي الخيوط الأولى من الفجر ، خرجت من البيت متسللا حتى لا يراني الجيران ، ووالدتي تمشي ورائي وتدعو " روح يا ابني ، الهي يجعلها أمامك خضراء ووراءك خضراء ..روح يا ابني إلى جنة الخلد يا موس يا ابن بطني "
    فأجبتها ساخرا : - جنة الخلد ، هل أنا ذاهب إلى الشيشان لأستشهد ؟.
    لا شيء كان يحز في نفسي سوى البنت التي سيعلقها مني الغرماء والمنافسون .( تأخذونها على صحتكم وعافيتكم ، إلهي من يقترب منها يسخط إلى قرد ) .
    كان السفر طويلا إلى الثكنة ، وكانت رسائل العزاء تصل إلى هاتفي المحمول
    ( يا موس يا جامد خليك في خدمة الوطن ) ، ( يا موس يا أسد المعارك هل أخذت صورة بشعرك قبل أن يحلقوه لك عالزيرو .؟..يا أقرع ) .
    أما عمي رشيد فكتب لي ( يا موس لا تشرب لبنا في الجيش لأنهم يضعون فيه مادة تجعل منك ياء ياء ياء ..) .
    وصلت إلى الثكنة العسكرية ، استقبلني جندي عند البوابة ..تلقف هويتي وحقيبتي ، وقال في لهجة حازمة ( مالك تنظر إلى البوابة ؟، هيا فوت ، يبدو أنك فوضوي ، سوف نقوم بنفخك ) ..
    قادني أحد الجنود إلى العيادة ..حتى لمحت طابورا من الشباب يقفون عرايا ..
    - هيا انزع ثيابك وقف في الطابور !
    - لا طبعا ، أهلي لو يعرفون سيقطعونني ، أهلي من الفلاحين والشرف عندنا لا يكيل بالناذنجان !!.
    - هيا اخلع ملابسك ، وإلا خلعناها لك بالقوة !
    - سأبلغ عنكم مجلس الأمن ، وجامعة الدول العربية ، وقناة الجزيرة ، ثم إني أخاف أن يلتقط أحدهم صورتي وأنا طرزان ، وينشرها في الهواتف المحمولة ومواقع النت ، ويكتب شاهدوا فضيحة موستافا الملط !.
    - يا ابني من تظن نفسك ، نانسي عجرم؟ ، انزع ملابسك وخلصنا في يومك الأسود .
    طلب مني الطبيب أن أقرأ لوحة الحروف المعلقة على الجدار ..( اقرأ) .
    فسألته ( ماذا اقرأ ؟).
    -اقرأ الحروف المكتوبة على اللوحة ؟
    -أية لوحة يا دكتور .؟
    - اللوحة المعلقة على الجدار .
    - أين الجدار يا دكتور .؟ ..أنا كفيف قديم .
    ورغم الاستهبال ولعب العيال ، كتب الطبيب ، في تقريره أن نظري 10/10.
    سألني طبيب آخر : - ما فصيلة دمك يا ابني ؟
    فأجبته بصوت مختنق - أنا ماعنديش دم يا دكتور !.
    ثم لا أدري أين وضع طبيب آخر يده وقال لزميله ( اثنتان ..أكتب عندك ).
    ومن كونصولتو الأطباء ..توجهوا بي إلى الحلاق ..
    جثوت على ركبتي أمام قامته كأنني خادم بين يدي الملك . أخرج آله عجيبة أشبه بالمنشار الكهربائي ...ررررررر..رررررر..كان شعري يتساقط ، وأنا أنظر إليه وأغني ( أي دمعة حزن لا لا لا لأ) .
    لبست البزة العسكرية ، ووقفت شامخا وسط الساحة ، وتخيلت نفسي للحظات بأنني أنا الوحيد الذي بإمكانه أن يحرر الأقصى ..ورحت أمشي متبخترا ، وأنا أفكر في انقلاب عسكري ضد النظام ..ووسوس لي شيطاني الرجيم أن أسطو على دبابتين وقطع سلاح ، وأتوجه إلى مقر الرئاسة في العاصمة ، ثم أتلو البيان رقم 1 ، على شاشات روتانا سنيما ( أيها الشعب العزيز بيان رقم 1 / لقد قمنا بتطهير بلدنا بعد أن حكمه إما مرتش أو فاسد أو قليل أدب ، وقررنا نحن جماعة الضباط العزاب تصحيح الأوضاع ..) حتى قاطعني أحد ضباط التدريب ( إلى أين أنت ذاهب يا حيوان ؟، خذ مكانك في الطابور واستمع إلى كلمة السيد النقيب أبو كلوة بلوة ) .
    كانت بطن حضرة النقيب تسبقه بيومين ، كأنه بلع بطيخة كبيرة بمعرفته ، وتساءلت كيف لنقيب في الجيش أن يكون بمثل هذه البطن العجيبة ، ما الذي سيفعله بها عندما تشب معركة حقيقية .؟ ، وسرعان ما قادني ذكائي إلى إجابة مقـنعة وهو أن هذه البطن واقية من الرصاص ) .
    راح النقيب يخطب فينا خطبة ابليس في أهل جهنم ( اليوم أنتم هنا ، لا ينفعكم شيئ ، سوى حبكم للوطن ، سوى إخلاصكم للوطن الذي قدم لكم كل الخير ولقد حان الوقت لكي تردوا شيئا من جميله ، فأنتم حماته ، وبواسله ، عليكم أن تذودوا عنه بأرواحكم ، وشبابكم...من أجل ذلك عليكم أن تودعوا شهواتكم ، امسحوا من ذاكرتكم الجامعة وبنات الجامعة ، هنا عندكم زملائكم الجنود من رجال الصاعقة ، انظر إليهم فقط سوف تنسى بأن الله قد خلق الإناث أصلا...
    لا مجال لنانسي عجرم أو روبي ..هنا الالتزام ...أحذركم أن كل من معه شريحة هاتف محمول سوف نجعله يبلعها ...)
    فخطر في بالي أن كل من سيحاول الاتصال بي ستقول له الرسالة الصوتية ( إن مراسلكم قد يكون ممسكا أو مسهلا ..اقفل أنفك ) .

    واصل النقيب خطبته العصماء في حب الوطن الذي هو من الإيمان ، وذكرنا بمآثر جدودنا وجدود جدودنا وبطولاتهم التي لم يورثوا شيئا منها إلى الأجيال التي لحقتهم .
    رفعت صوتي فجأة بعد أن فقدت السيطرة على نفسي ( أين هي بطولات الشهداء الذين ماتوا لرفع الظلم عنا ونحن مظلومون ليل نهار ، ماتوا ليرفعوا الجوع والفقر عن الشعب ..فأصبحنا أكثر فقرا ؟ ، عن أي وطن وكرامة تتحدثون ونصف الشعب يمد يده للتسول والنصف الآخر يركب قوارب الموت هربا إلى أوروبا ؟ ، عن أي وطن سندافع وهو يدار بكعب حذاء عاهرة .؟ ، عن أي كرامة ووطن تتحدث والغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقرا ؟ ، هل تتصورون بأن الشعب سيحمل السلاح حقا ليدافع عن الوطن بعد الذي رآه من القهر والظلم والبؤس والجوع ؟..هل تتوقعون من شباب يركبون قوارب الموت هربا إلى أوروبا أنهم سيحملون السلاح دفاعا عن الوطن .؟)
    نظر إلى النقيب نظرة الكافر لمن صبأ ..وأمر الجنود بسحبي إلى السجن ثم ترحيلي إلى المحكمة العسكرية ..وهناك (مفيش يا ماما ويابابا ارحماني ) .
    حين خرجت من المحكمة .. وضع الطبيب يده لا أدري أين ، وقال لصاحبه أكتب
    (واحدة فقط ) .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  3. #13

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستــافا ...مجروح وحزيـــن !!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    حتى الحزن لم يعد متاحا مثل الزمن الماضي ، زمن أفلام الأبيض والأسود ، عندما كان البطل الحزين يتوجه إلى أقرب حانة ، ويضرب بها كأسين كوكتيل ، ويخرج إلى شاطئ البحر مترنحا وهو يغني ( ظلموه ، القلب الخالي ، ظلموه ) !
    حدث لي أن قلدت عبد الحليم في فيلم ( حكاية حب ) ، عندما أخبره محمود المليجي بأنه مصاب في قلبه ولا بد له من عملية جراحية لا يمكن أن تنجح بأي حال ..ولا بد أن يقطع علاقته بمريم فخر الدين ...توجه عبد الحليم وهو يلبس معطفا أسودا إلى شاطئ الإسكندرية ، وراح يغني في جو دراماتيكي ( في يوم ، في شهر ، في سنة ..تهدى الجراح وتنام ..وعمر جرحي أنا أطول من الأيام ..) .
    أما أنا عندما أخبرني والد خطيبتي بأنه سيفسخ الخطوبة إذا استمر وضعي على ما هو عليه لأسبوع آخر ..لبست معطفا أسودا استلفته من جاري محمود ، وتوجهت إلى الشاطئ...لم أستطع أن أهنأ بجلسة رومانتيكية ..بسبب روائح المزابل المنبعثة من هنا وهناك ..ومع ذلك دست على قلبي المجروح ، وجلست على صخرة عالية ، وبدأت أجتهد في إخراج الدموع ..ورحت أغني للبحر الذي كان منظره زبالة ..ويرمي إلى الشاطئ علب سردين ..لدرجة أنني اقتنعت بأن السمك يأتينا معلبا ومصبرا من البحر ..أمسكت أنفي ورحت أغني ( في يوم ..في شهر ..في سنة ..)...وعشت دور موستافا الحزين ...حتي سمعت صوتا من أسفل الصخرة .." أتركنا ننام وإلا سأرسم على وجهك شوارع بهذه السكينة ..يا ابن ال..وال...وال..."...كان صوتا لرجل سكير ينام تحت الصخرة .
    نزلت وأنا ألعن سنسفيل حظي التعس .." ماهذا البلد الذي لا نجد فيه مكانا نحزن فيه ! "
    جلست في مكان آخر أمام الشاطئ ، ورحت أتلقى نسائم البحر التي هي أقرب إلى رائحة الأحذية القديمة ...أغمضت عيني ورحت أغني ( جبار ...في قسوته جبار )..ولم أنته من المقطع الأول حتى كسر على رأسي أحدهم زجاجة سبرتو ..
    أين كان يذهب رشدي أباضة ، وفريد شوقي عندما يلم بهما حزن عميق كحزني ؟
    الحانة...هل سأذهب إلى الخمارة ..وأجلس بين السكارى ، أمسك كأس الكوكتيل وأنا أغني ( تخونوه ، وعمره ما خانكم ، ولا انشغل عنكم ).؟.
    دخلت الحانة ..وأطلقت السلام على الجالسين كمن يدخل عرسا ..( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جماعة (
    فرد الجميع في نفس واحد ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) .
    وقف عجوز طاعن في السن ، أكل الدهر على ظهره وشرب ، ثم قال لي " تعال يا حاج اشرب معنا ، الخير كثير هنا ، من هنا الطريق السريع إلى جهنم ..ادخل جهنم وأنت تغني وسعيد )...ثم سقط مغشيا عليه !
    اقترب مني النادل: " ماذا ستشرب يا مولانا ؟ "..
    همست له " أعطني أذنيك أريد أن أقول لك شيئا " ...
    دنا منى بذقنه ..قائلا " نعم ماذا تريد في يومك اللي مش فايت ؟" ، فأدركت أن الرجل لم يعد قادرا على التفريق بين أذنيه وذقنه ...فقلت له " هات ذقنك كي أقول لك شيئا "
    فوضع النادل أذنه في فمي قائلا في ضجر " نعم ، ماذا ستشرب ؟".
    تنتحنحت قائلا : " أريد شاي بنعناع من غير سكر " ..انتفض النادل كأنني شتمت أمه " هل تحسب نفسك جالس على مقهى شعبي ؟..أنت في حانة محترمة ".
    هدأت من روعه : - آسف أنا آسف يا عمي الشيطان ، احضر لي كوكتيلا شاي بنعناع بقرنفل على حلبة حصى ..على الحب الأسود كأيامك السوداء !
    وفجأة أطلق كائن كأنه أنثى قهقة هستيرية ..نظرت إليها فإذا بها امرأة عجوز.." دمك مثل العسل يا مضروب !"...تأسفت على حظي التعس ، رشدي أباضة يصادف في الحانة سامية جمال ، أما أنا في أول دخلة لي إلى هذا المكان أصادف العجوز التي حضرت طهور كريستوف كولمبس ....(نعم ماذا تريدين أيتها الحيزبون ؟).
    - احكي لي آخر نكتة !
    استغربت لهذا الكائن العائد من التاريخ والذي ارتسم عليه غضب الله ثم قلت لها " يقولون أن عجوزا طاعنة في السن ضحكت فماتت مختنقة ، لماذا ؟" ..
    وضعت يدها على كتفي ثم قالت : - لماذا ؟ .
    فأجبتها : - لأنها بلعت طقم أسنانها !.
    أطلقت العجوز ضحكة هستيرية ، ثم سقطت ..يبدو أنها بلعت طقم أسنانها !!
    وما هي إلا سويعة حتى وجدت كل السكارى يتحلقون حولي يستمعون إلى قصة حياتي .
    " أنا مؤدب ، أنا مثقف ، أنا ابن عائلة ، لست مثلكم من زبالة القوم ، درست في أحسن الجامعات ، كان الأساتذة يقولون لي مستقبلك زاهر يا موس !، لا لم يكونوا يقولون لي يا موس ..كانوا يقولون يا موستافا .." ، أتوقف وأنظر حولي ، ثم أسألهم " أين توقفنا ؟"
    فيقولون في نفس واحد " مستقبلك زاهر يا موستافا !".
    أواصل " أنا محامي ..ومستواي لا يسمح لي بأن أجلس مع حثالة من أمثالكم ، عندما كنت في الجامعة كنت أخرج مع ملكات الجمال ، ثم جار علي الزمان لأجد نفسي أجلس مع هذه الولية التي حضرت ختان عباس العقاد ...لولا أن نقابة المحامين ..أستغفر الله العظيم ، لا مش أستغفر الله العظيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ " ..فيقولون في نفس واحد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! "
    أواصل مستهزئا " أنتم تعرفون الله يا لقاطة المجتمع يا حثالة البشر ، عندما تخرجت من الجامعة خطبت فتاة مثل القمر ، أحببتها أكثر من حب قيس بن الملوح لابنة عمه عبلة ، وأكثر من حب عنترة لابنة عمه ليلى .."
    استفاقت العجوز من غيبوبتها وصححت الخطأ " أنت تقصد حب قيس لابنة عمه ليلى العامرية ، وعنترة لابنة عمه عبلة "
    ابتسمت ساخرا : - ألم أقل لكم بأنها ولية قادمة من العصر الحجري ؟ .
    أواصل " كنت أشتري لها آخر ألبومات تامر حسني ، وأجمل العطور ، كنت أذهب معها إلى مطعم البيتزا ، وأطعمها بيدي الشمال هذه ...لا..لا ..لا حتى لا أكذب عليكم كنت أطعمها بيدي اليمين هذه ، لكن والدها الشرير يريد أن يتراجع عن الخطوبة ويزوجها لابن عمها قيس ..تيس ..حمار معه مليار ..حمار مثلكم يا حثالة ، أنتم لا تساوون كلكم فردة حذائي اليمنى ..لا مش اليمنى ..اليسرى " ..أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ "
    فيجيبون في نفس واحد " حذاء رجلك اليسرى .. "
    ثم أخرج من الحانة مترنحا ، على الرغم من أنني لم أشرب شيئا ...
    أقف في وسط ميدان البلد .." أنا مؤدب ، أنا مثقف ..أيام زمان كان الناس كلهم مثلي مؤدبون ، مثقفون ، كان مالك بن نبي يقدم محاضراته في الجامعات وكان الطلبة يجتمعون حوله ، الآن الجامعات أصبحت كلها ساحات وكافيتريات والأستاذ الجامعي بدل أن يدرس طلابه ، يتحرش بهم جنسيا ، أيام زمان كان الناس مؤدبين ، كانت المساجد مفتوحة في الليل والنهار ، تدخلها فتجد علماء وأئمة يفرجون الكرب والهم عن الناس ، كانت وجوههم تشع نورا ، تشع حبا وأملا ..كان الشيخ محمد الغزالي يطبطب على الناس ويزوج الشباب من ماله الخاص ، أما الآن أصبحت المساجد مغلقة ، وإذا دخلتها فغالبا ما تجد إماما ، يشتغل مخبرا عند الدولة ..وأشجع إمام منهم يعترض على ثبوت رؤية هلال العيد ...
    أنا مؤدب أنا مثقف ...أيام زمان كان الناس مؤدبين ومثقفين ، كان الأخ يحب أخاه ، يزوره ، ينصره بماله وبقوته ..الآن الأخ يذبح أخاه من أجل جهاز هاتف محمول ، أو فتاة ليل ،ويرمي أمه في دار المسنين ...كان الناس يحبون فلسطين ويدعمون المقاومة الآن الناس يبيعون القدس من أجل السلطة ، ليتها كانت سلطة كاملة ..نصف رجال لنصف سلطة ..
    أنا مؤدب أنا مثقف ..أيام زمان كان رئيس الدولة يطمئن على الناس بنفسه ، يتجسس عليهم في بيوتهم فيطعم الفقير ويعطي المحتاج ويداوي المريض ، كان صديقا للفقراء ..الآن رئيس الدولة أصبح رئيس عصابة من اللصوص يسرق أموال الناس وفرحة الناس ويبيع الوطن قطعة قطعة ، وأفراد الشعب فردا فردا .. كان رجال الشرطة كالأطباء ملائكة للرحمة ..الآن صاروا بلطجية وزبانية عذاب .."
    حتى توقفت أمامي سيارة شرطة ..أخذوني إلى المخفر ، وحرروا محضر ضبط مواطن مثقف في حالة سكر ، مع أنني والله لم أشرب سوى كوكتيل شاي بنعناع وقرنفل وحلبة حصى ...


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  4. #14

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    موستــافا ...مجروح وحزيـــن !!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    حتى الحزن لم يعد متاحا مثل الزمن الماضي ، زمن أفلام الأبيض والأسود ، عندما كان البطل الحزين يتوجه إلى أقرب حانة ، ويضرب بها كأسين كوكتيل ، ويخرج إلى شاطئ البحر مترنحا وهو يغني ( ظلموه ، القلب الخالي ، ظلموه ) !
    حدث لي أن قلدت عبد الحليم في فيلم ( حكاية حب ) ، عندما أخبره محمود المليجي بأنه مصاب في قلبه ولا بد له من عملية جراحية لا يمكن أن تنجح بأي حال ..ولا بد أن يقطع علاقته بمريم فخر الدين ...توجه عبد الحليم وهو يلبس معطفا أسودا إلى شاطئ الإسكندرية ، وراح يغني في جو دراماتيكي ( في يوم ، في شهر ، في سنة ..تهدى الجراح وتنام ..وعمر جرحي أنا أطول من الأيام ..) .
    أما أنا عندما أخبرني والد خطيبتي بأنه سيفسخ الخطوبة إذا استمر وضعي على ما هو عليه لأسبوع آخر ..لبست معطفا أسودا استلفته من جاري محمود ، وتوجهت إلى الشاطئ...لم أستطع أن أهنأ بجلسة رومانتيكية ..بسبب روائح المزابل المنبعثة من هنا وهناك ..ومع ذلك دست على قلبي المجروح ، وجلست على صخرة عالية ، وبدأت أجتهد في إخراج الدموع ..ورحت أغني للبحر الذي كان منظره زبالة ..ويرمي إلى الشاطئ علب سردين ..لدرجة أنني اقتنعت بأن السمك يأتينا معلبا ومصبرا من البحر ..أمسكت أنفي ورحت أغني ( في يوم ..في شهر ..في سنة ..)...وعشت دور موستافا الحزين ...حتي سمعت صوتا من أسفل الصخرة .." أتركنا ننام وإلا سأرسم على وجهك شوارع بهذه السكينة ..يا ابن ال..وال...وال..."...كان صوتا لرجل سكير ينام تحت الصخرة .
    نزلت وأنا ألعن سنسفيل حظي التعس .." ماهذا البلد الذي لا نجد فيه مكانا نحزن فيه ! "
    جلست في مكان آخر أمام الشاطئ ، ورحت أتلقى نسائم البحر التي هي أقرب إلى رائحة الأحذية القديمة ...أغمضت عيني ورحت أغني ( جبار ...في قسوته جبار )..ولم أنته من المقطع الأول حتى كسر على رأسي أحدهم زجاجة سبرتو ..
    أين كان يذهب رشدي أباضة ، وفريد شوقي عندما يلم بهما حزن عميق كحزني ؟
    الحانة...هل سأذهب إلى الخمارة ..وأجلس بين السكارى ، أمسك كأس الكوكتيل وأنا أغني ( تخونوه ، وعمره ما خانكم ، ولا انشغل عنكم ).؟.
    دخلت الحانة ..وأطلقت السلام على الجالسين كمن يدخل عرسا ..( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جماعة (
    فرد الجميع في نفس واحد ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) .
    وقف عجوز طاعن في السن ، أكل الدهر على ظهره وشرب ، ثم قال لي " تعال يا حاج اشرب معنا ، الخير كثير هنا ، من هنا الطريق السريع إلى جهنم ..ادخل جهنم وأنت تغني وسعيد )...ثم سقط مغشيا عليه !
    اقترب مني النادل: " ماذا ستشرب يا مولانا ؟ "..
    همست له " أعطني أذنيك أريد أن أقول لك شيئا " ...
    دنا منى بذقنه ..قائلا " نعم ماذا تريد في يومك اللي مش فايت ؟" ، فأدركت أن الرجل لم يعد قادرا على التفريق بين أذنيه وذقنه ...فقلت له " هات ذقنك كي أقول لك شيئا "
    فوضع النادل أذنه في فمي قائلا في ضجر " نعم ، ماذا ستشرب ؟".
    تنتحنحت قائلا : " أريد شاي بنعناع من غير سكر " ..انتفض النادل كأنني شتمت أمه " هل تحسب نفسك جالس على مقهى شعبي ؟..أنت في حانة محترمة ".
    هدأت من روعه : - آسف أنا آسف يا عمي الشيطان ، احضر لي كوكتيلا شاي بنعناع بقرنفل على حلبة حصى ..على الحب الأسود كأيامك السوداء !
    وفجأة أطلق كائن كأنه أنثى قهقة هستيرية ..نظرت إليها فإذا بها امرأة عجوز.." دمك مثل العسل يا مضروب !"...تأسفت على حظي التعس ، رشدي أباضة يصادف في الحانة سامية جمال ، أما أنا في أول دخلة لي إلى هذا المكان أصادف العجوز التي حضرت طهور كريستوف كولمبس ....(نعم ماذا تريدين أيتها الحيزبون ؟).
    - احكي لي آخر نكتة !
    استغربت لهذا الكائن العائد من التاريخ والذي ارتسم عليه غضب الله ثم قلت لها " يقولون أن عجوزا طاعنة في السن ضحكت فماتت مختنقة ، لماذا ؟" ..
    وضعت يدها على كتفي ثم قالت : - لماذا ؟ .
    فأجبتها : - لأنها بلعت طقم أسنانها !.
    أطلقت العجوز ضحكة هستيرية ، ثم سقطت ..يبدو أنها بلعت طقم أسنانها !!
    وما هي إلا سويعة حتى وجدت كل السكارى يتحلقون حولي يستمعون إلى قصة حياتي .
    " أنا مؤدب ، أنا مثقف ، أنا ابن عائلة ، لست مثلكم من زبالة القوم ، درست في أحسن الجامعات ، كان الأساتذة يقولون لي مستقبلك زاهر يا موس !، لا لم يكونوا يقولون لي يا موس ..كانوا يقولون يا موستافا .." ، أتوقف وأنظر حولي ، ثم أسألهم " أين توقفنا ؟"
    فيقولون في نفس واحد " مستقبلك زاهر يا موستافا !".
    أواصل " أنا محامي ..ومستواي لا يسمح لي بأن أجلس مع حثالة من أمثالكم ، عندما كنت في الجامعة كنت أخرج مع ملكات الجمال ، ثم جار علي الزمان لأجد نفسي أجلس مع هذه الولية التي حضرت ختان عباس العقاد ...لولا أن نقابة المحامين ..أستغفر الله العظيم ، لا مش أستغفر الله العظيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ " ..فيقولون في نفس واحد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! "
    أواصل مستهزئا " أنتم تعرفون الله يا لقاطة المجتمع يا حثالة البشر ، عندما تخرجت من الجامعة خطبت فتاة مثل القمر ، أحببتها أكثر من حب قيس بن الملوح لابنة عمه عبلة ، وأكثر من حب عنترة لابنة عمه ليلى .."
    استفاقت العجوز من غيبوبتها وصححت الخطأ " أنت تقصد حب قيس لابنة عمه ليلى العامرية ، وعنترة لابنة عمه عبلة "
    ابتسمت ساخرا : - ألم أقل لكم بأنها ولية قادمة من العصر الحجري ؟ .
    أواصل " كنت أشتري لها آخر ألبومات تامر حسني ، وأجمل العطور ، كنت أذهب معها إلى مطعم البيتزا ، وأطعمها بيدي الشمال هذه ...لا..لا ..لا حتى لا أكذب عليكم كنت أطعمها بيدي اليمين هذه ، لكن والدها الشرير يريد أن يتراجع عن الخطوبة ويزوجها لابن عمها قيس ..تيس ..حمار معه مليار ..حمار مثلكم يا حثالة ، أنتم لا تساوون كلكم فردة حذائي اليمنى ..لا مش اليمنى ..اليسرى " ..أتوقف وأنظر إليهم ثم أسألهم " أين توقفنا ؟ "
    فيجيبون في نفس واحد " حذاء رجلك اليسرى .. "
    ثم أخرج من الحانة مترنحا ، على الرغم من أنني لم أشرب شيئا ...
    أقف في وسط ميدان البلد .." أنا مؤدب ، أنا مثقف ..أيام زمان كان الناس كلهم مثلي مؤدبون ، مثقفون ، كان مالك بن نبي يقدم محاضراته في الجامعات وكان الطلبة يجتمعون حوله ، الآن الجامعات أصبحت كلها ساحات وكافيتريات والأستاذ الجامعي بدل أن يدرس طلابه ، يتحرش بهم جنسيا ، أيام زمان كان الناس مؤدبين ، كانت المساجد مفتوحة في الليل والنهار ، تدخلها فتجد علماء وأئمة يفرجون الكرب والهم عن الناس ، كانت وجوههم تشع نورا ، تشع حبا وأملا ..كان الشيخ محمد الغزالي يطبطب على الناس ويزوج الشباب من ماله الخاص ، أما الآن أصبحت المساجد مغلقة ، وإذا دخلتها فغالبا ما تجد إماما ، يشتغل مخبرا عند الدولة ..وأشجع إمام منهم يعترض على ثبوت رؤية هلال العيد ...
    أنا مؤدب أنا مثقف ...أيام زمان كان الناس مؤدبين ومثقفين ، كان الأخ يحب أخاه ، يزوره ، ينصره بماله وبقوته ..الآن الأخ يذبح أخاه من أجل جهاز هاتف محمول ، أو فتاة ليل ،ويرمي أمه في دار المسنين ...كان الناس يحبون فلسطين ويدعمون المقاومة الآن الناس يبيعون القدس من أجل السلطة ، ليتها كانت سلطة كاملة ..نصف رجال لنصف سلطة ..
    أنا مؤدب أنا مثقف ..أيام زمان كان رئيس الدولة يطمئن على الناس بنفسه ، يتجسس عليهم في بيوتهم فيطعم الفقير ويعطي المحتاج ويداوي المريض ، كان صديقا للفقراء ..الآن رئيس الدولة أصبح رئيس عصابة من اللصوص يسرق أموال الناس وفرحة الناس ويبيع الوطن قطعة قطعة ، وأفراد الشعب فردا فردا .. كان رجال الشرطة كالأطباء ملائكة للرحمة ..الآن صاروا بلطجية وزبانية عذاب .."
    حتى توقفت أمامي سيارة شرطة ..أخذوني إلى المخفر ، وحرروا محضر ضبط مواطن مثقف في حالة سكر ، مع أنني والله لم أشرب سوى كوكتيل شاي بنعناع وقرنفل وحلبة حصى ...

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  5. #15

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    لماذا أصبحت ساخرا ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بلا شك فأنا أعرف تماما أنني لست (كاتبا كبيرا) ، ولا ( كاتبا صغيرا) ، ولم يسبق لي بأنني تصورت في نفسي العقاد ولا طه حسين .
    بعد حصولي على الليسانس بدأت رحلة ( الصيف والشتاء) ، البحث عن وظيفة ...
    قال أصدقائي وهم ينصحون :
    - يا موس العب كرة قدم ، فنحن في بلد يعيش فيه اللاعب حياة أعز وأكرم من حياة دكتور في الفيزياء النووية .
    وبعد وساطات وعلاقات هنا وهناك ..نجحت في الدخول إلى أحد نوادي كرة القدم.
    كنت ألعب لدرجة أن الفريق الخصم كان يعتبرني واحدا منهم.
    أمسكني المدرب من رقبتي قائلا ( يا موس يا ابني هل تعرف بأن كلتا قدميك شمال ؟، ابحث عن قدمك اليمين وتعال لتلعب معنا ) .
    وكاد المدرب أن يكسر قدمي لولا أنني خرجت مسرعا من الملعب .

    نصحني الأصدقاء ( يا موس ، الغناء مكسبه جيد ، نحن في زمن يعيش المغني حياة كلها عزة وكرامة ، أفضل من العلماء والمفكرين ) .
    - ولكن صوتي ، من أنكر الأصوات ..أكرمكم الله !.
    - يا موس ، عن أي صوت تتحدث ، الغناء هذه الأيام يكون بالجسم الجميل والقوام المتناسق ...و برامج الكمبيوتر بإمكانها أن تجعل من صوت الحمار كصوت البلبل !
    - ولنفرض أن برامج الكمبيوتر نجحت في تحويل صوتي إلى عندليب ، ماذا نفعل في حكاية الجسم المتناسق ..لا أحب أن ينصحني أحد أن أضحي بختم جودة الرجولة لأغيرها بمؤهلات نانسي أو روبي !!.
    وبعد أخذ ورد ...أخرجوني بنيو لوك ..على طريقة حيلة أمه ( تامر حسني)..
    وإذا كان العندليب قد بدأ مشواره بأن قذفته الجماهير بالبيض الفاسد والطماطم لأن الجماهير في حينها كانت مرفهة ...فأنا الجماهير المستضعفة في القرن 21التي تحارب في لقمة عيشها ضربتي بالجزم والشباشب القديمة !!.
    خرجت من المسرح وأنا أغني ( فطريقك مسدود مسدود مسدود ) .

    وقفت إحدى الفنانات على المسرح وهي ( لابسة من غير هدوم) ..تحت هتاف الجماهير ..ثم أدارت لهم ظهرها ...
    صرخت ( ما الذي ستفعله هذه المجنونة ..؟؟)
    فقال لي صاحبي ( لا شيئ ستغني لنا رائحة ليه بيداري كده ).
    انحنت الفنانة ..إلى الجماهير ووجهها نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت تعزف بشكل هستيري ...
    - يا ست ، الحمام من هناك ...ما الذي ستفعله بالضبط هذه المجنونة ؟.
    خرجت من المسرح هاربا ..بعد أن وصل ريح الأغنية إلى أنفي قبل أن يصل إلى أذني !!....لأننا في زمن نعرف فيه الأغنية من رائحتها ، لا من كلماتها ولا ألحانها ، وكلما كانت الرائحة أقرب إلى رائحة الحمام ، كانت الأغنية أفضل ، ويوزع لها أكبر عدد من الأشرطة ( الورقية طبعا ) .

    نصحني أصدقائي ( لماذا لا تعمل داعية ؟، يقولون أن المكسب منها مثل الشهد ، وأنت شاب مثقف ، ومهنة الداعية في هذه الأيام لا تتطلب سوى صوتا قويا يخرم الميكروفون ..ورأس مالها لحية كثيفة ، وعباءة ..لا داعي للمسبحة لأنها بدعة ).
    - يا جماعة ، هل تعرفون ما الذي يحدث للدعاة ، هل قرأتم كتاب ( البوابة السوداء )؟ ، وماذا حصل للدعاة أيام الكشك ، والقرضاوي والغزالي ، كان الأمن ينتف لحاهم بمقص الأظافر ...ثم أنا شاب على باب الله ، عندما أرى عسكري المرور يصفر ، يصفر وجهي و أصاب بتلبك معوي ...ولو طلب مني أحدهم بطاقة الهوية في لجنة تفتيش يرتفع لي الضغط والسكر ...واحتمال لو قالوا لي قل ( يعلوا هبل ) سأقولها من الخوف ...العمل في الدعوة يقتضي الشجاعة والتضحية وأنا شاب لا يريد أن يقابل الله بدون زواج ..!!.

    ضحك أصحابي وقالوا : " إطلاقا ..الدعاة اليوم في رخاء ونعيم ، يمتلكون الفضائيات ...كل الحكاية أن تجلس على مكتب وخلفك صورة للكعبة المشرفة ، وتحتك شريط لرسائل الجوال ..وأنت تفتح كتابا وتقرأ منه ...
    فإذا ربطوا الاتصال بالخليج العربي ..وسألك المتصل في مسألة فابتسم في وجهه وقل له حلال ...أما إذا سالك متصل من مصر أو المغرب كشر في وجهه و اقفل الخط وقل له حرام وبدعة ...ولك نصف مداخيل رسائل الجوال ، وعقاقير القوة الجنسية ، وعسل السدر الجبلي ...الذي ستقوم بالترويج له ، وإياك أن تذكر الحكام بسوء ...أو أن تدعو عليهم ، أدع على أهلك ، على هذا الشعب الفاسق المارق ..أما الحكام ورجال الأعمال ..فلا ! " .
    عزيزي القارئ ...أنا هنا لا أعمم ...!
    طبعا ...لا أستطيع أن أكون داعية دون أن أدعو على الحكومات العربية ،إلهي وأنت جاهي ننام في الليل ونصحو في الصبح فنجدك قد أخذتها أخذ عزيز مقتدر !

    ذهبت إلى المقهى ...وجلست أتأمل التلفزيون ...وبينما كان صاحب المقهى يقلب القنوات الفضائية ...أدركت أن الشعب العربي إما لاعبون ، أو مطربون بخلفياتهم...فالمطرب الجيد يعرف بخلفيته الحضارية ، أو دعاة فضائيات !!
    ومن يومها ...قررت أن أصبح ساخرا .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  6. #16

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف


    لماذا أصبحت ساخرا ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    بلا شك فأنا أعرف تماما أنني لست (كاتبا كبيرا) ، ولا ( كاتبا صغيرا) ، ولم يسبق لي بأنني تصورت في نفسي العقاد ولا طه حسين .
    بعد حصولي على الليسانس بدأت رحلة ( الصيف والشتاء) ، البحث عن وظيفة ...
    قال أصدقائي وهم ينصحون :
    - يا موس العب كرة قدم ، فنحن في بلد يعيش فيه اللاعب حياة أعز وأكرم من حياة دكتور في الفيزياء النووية .
    وبعد وساطات وعلاقات هنا وهناك ..نجحت في الدخول إلى أحد نوادي كرة القدم.
    كنت ألعب لدرجة أن الفريق الخصم كان يعتبرني واحدا منهم.
    أمسكني المدرب من رقبتي قائلا ( يا موس يا ابني هل تعرف بأن كلتا قدميك شمال ؟، ابحث عن قدمك اليمين وتعال لتلعب معنا ) .
    وكاد المدرب أن يكسر قدمي لولا أنني خرجت مسرعا من الملعب .


    نصحني الأصدقاء ( يا موس ، الغناء مكسبه جيد ، نحن في زمن يعيش المغني حياة كلها عزة وكرامة ، أفضل من العلماء والمفكرين ) .
    - ولكن صوتي ، من أنكر الأصوات ..أكرمكم الله !.
    - يا موس ، عن أي صوت تتحدث ، الغناء هذه الأيام يكون بالجسم الجميل والقوام المتناسق ...و برامج الكمبيوتر بإمكانها أن تجعل من صوت الحمار كصوت البلبل !
    - ولنفرض أن برامج الكمبيوتر نجحت في تحويل صوتي إلى عندليب ، ماذا نفعل في حكاية الجسم المتناسق ..لا أحب أن ينصحني أحد أن أضحي بختم جودة الرجولة لأغيرها بمؤهلات نانسي أو روبي !!.
    وبعد أخذ ورد ...أخرجوني بنيو لوك ..على طريقة حيلة أمه ( تامر حسني)..
    وإذا كان العندليب قد بدأ مشواره بأن قذفته الجماهير بالبيض الفاسد والطماطم لأن الجماهير في حينها كانت مرفهة ...فأنا الجماهير المستضعفة في القرن 21التي تحارب في لقمة عيشها ضربتي بالجزم والشباشب القديمة !!.
    خرجت من المسرح وأنا أغني ( فطريقك مسدود مسدود مسدود ) .

    وقفت إحدى الفنانات على المسرح وهي ( لابسة من غير هدوم) ..تحت هتاف الجماهير ..ثم أدارت لهم ظهرها ...
    صرخت ( ما الذي ستفعله هذه المجنونة ..؟؟)
    فقال لي صاحبي ( لا شيئ ستغني لنا رائحة ليه بيداري كده ).
    انحنت الفنانة ..إلى الجماهير ووجهها نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت تعزف بشكل هستيري ...
    - يا ست ، الحمام من هناك ...ما الذي ستفعله بالضبط هذه المجنونة ؟.
    خرجت من المسرح هاربا ..بعد أن وصل ريح الأغنية إلى أنفي قبل أن يصل إلى أذني !!....لأننا في زمن نعرف فيه الأغنية من رائحتها ، لا من كلماتها ولا ألحانها ، وكلما كانت الرائحة أقرب إلى رائحة الحمام ، كانت الأغنية أفضل ، ويوزع لها أكبر عدد من الأشرطة ( الورقية طبعا ) .

    نصحني أصدقائي ( لماذا لا تعمل داعية ؟، يقولون أن المكسب منها مثل الشهد ، وأنت شاب مثقف ، ومهنة الداعية في هذه الأيام لا تتطلب سوى صوتا قويا يخرم الميكروفون ..ورأس مالها لحية كثيفة ، وعباءة ..لا داعي للمسبحة لأنها بدعة ).
    - يا جماعة ، هل تعرفون ما الذي يحدث للدعاة ، هل قرأتم كتاب ( البوابة السوداء )؟ ، وماذا حصل للدعاة أيام الكشك ، والقرضاوي والغزالي ، كان الأمن ينتف لحاهم بمقص الأظافر ...ثم أنا شاب على باب الله ، عندما أرى عسكري المرور يصفر ، يصفر وجهي و أصاب بتلبك معوي ...ولو طلب مني أحدهم بطاقة الهوية في لجنة تفتيش يرتفع لي الضغط والسكر ...واحتمال لو قالوا لي قل ( يعلوا هبل ) سأقولها من الخوف ...العمل في الدعوة يقتضي الشجاعة والتضحية وأنا شاب لا يريد أن يقابل الله بدون زواج ..!!.

    ضحك أصحابي وقالوا : " إطلاقا ..الدعاة اليوم في رخاء ونعيم ، يمتلكون الفضائيات ...كل الحكاية أن تجلس على مكتب وخلفك صورة للكعبة المشرفة ، وتحتك شريط لرسائل الجوال ..وأنت تفتح كتابا وتقرأ منه ...
    فإذا ربطوا الاتصال بالخليج العربي ..وسألك المتصل في مسألة فابتسم في وجهه وقل له حلال ...أما إذا سالك متصل من مصر أو المغرب كشر في وجهه و اقفل الخط وقل له حرام وبدعة ...ولك نصف مداخيل رسائل الجوال ، وعقاقير القوة الجنسية ، وعسل السدر الجبلي ...الذي ستقوم بالترويج له ، وإياك أن تذكر الحكام بسوء ...أو أن تدعو عليهم ، أدع على أهلك ، على هذا الشعب الفاسق المارق ..أما الحكام ورجال الأعمال ..فلا ! " .
    عزيزي القارئ ...أنا هنا لا أعمم ...!
    طبعا ...لا أستطيع أن أكون داعية دون أن أدعو على الحكومات العربية ،إلهي وأنت جاهي ننام في الليل ونصحو في الصبح فنجدك قد أخذتها أخذ عزيز مقتدر !

    ذهبت إلى المقهى ...وجلست أتأمل التلفزيون ...وبينما كان صاحب المقهى يقلب القنوات الفضائية ...أدركت أن الشعب العربي إما لاعبون ، أو مطربون بخلفياتهم...فالمطرب الجيد يعرف بخلفيته الحضارية ، أو دعاة فضائيات !!
    ومن يومها ...قررت أن أصبح ساخرا .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  7. #17

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    "موستــــافا "في دولته العباسية !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ما الذي سيحدث لو أن أحدا حدث وأن ثقل في الأكل ..( طول عمرنا جيعانين)؟
    وضع أمامي صاحبي صحنا من الفواكه موز وعنب ورمان ..كتلك التي نشاهدها في الأفلام أمام ملوك العصر العباسي ...ضربت الصحن ، واستلقيت على السرير ..ثم غطست في نوم عميق !.
    أجلس على العرش وحولي القوم ...يأكلون ويشربون .
    ( أهلا بكم في مجلس موستافا ابن الحاج حسين !)
    دنت مني جارية حسناء ، وهمست في أذني ،" شاعرنا الكبير يستأذنك في الدخول" .
    - أدخليه أيتها الجميلة !
    دخل الشاعر يحمل في يده (هيدورة ) ..والهيدورة هي الجلد الداخلي في فرو النعجة...
    فرد الشاعر هيدورته وراح يقرأ
    الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم !
    انتفضت من مكاني ..( هل هذا أنت المتنبي ؟ )
    فأجاب بكل كبرياء :
    أنا من نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم .
    فصرخت : " الله يخرب بيتك يا شيخ مثلما خربت بيتي في امتحان الإعدادية ، أنت سبب سقوط كثير من الطلبة في امتحان اللغة العربية !"
    أمرت الحرس بإخراجه من مجلسي ..
    دخلت الجارية مطرقة الرأس وهمست في أذني ، لدينا مفاجأة لك يا مولاي !
    - هل جئتني بأبي تمام ...أرجوك دعينا من شعراء المقرر !.
    ضحكت الجارية وقالت : " جئناك بمطربة من الشام ، اسمها نانسي ، من قبيلة بني عجرم .
    دخلت المطربة وفي يدها العود ، وانحنت ..ثم قالت في خجل ( مولاي !) ..
    فاضت من عيني الدموع ..
    - ما بك يا مولاي ، خير إن شاء الله ؟
    - صعبت علي نفسي ، هذه أول مرة يقال لي يا مولاي ، طوال عمري وأنا يا مولاي كما خلقتني .

    جلست مطربة بني عجرم ، ووضعوا أمامها طشت غسيل ، وراحت تغني ( مفيش حاجة تيجي كده ) .
    أخرجت من حزامي صرة( دنانير ) ورميتها في الصحن الذي بين يديها ..أخذت
    الصرة وانحنت ثم خرجت بعد أن أخذت رقم موبايلها ...( خليك يا رنة يا ابنة عجرم ..) .

    دخلت الجارية ..هديتنا الآن هي غلام جميل .
    فهمست لها : وما معنى (غلام ) يا امرأة !
    ابتسمت : - شاب جميل ، فأنت لا تستغني عنهم في مجلسك دائما ، وهاهم حولك يخدمونك ويسهرون على راحتك .
    صرخت مذعورا : - أعوذ بالله ، سيفهمني الناس بالغلط ( الله يخرب بيوتكم ) ..هذا يعني أن كل هؤلاء الشباب الذين حولي ( بينهم بينهم فيهم فيهم )
    غيري طاقم العمال في القصر حالا ، لا أريد جنس ذكر ...( نهز عرش الرحمن ، لتهتز عروشنا نحن أيضا ، مشيها نظام جواري ، لا داعي لنظام الغلمان جاتك القرف ) ....هؤلاء الغلمان أرسليهم للعمل في دائرة المخابرات وأمن الدولة فورا .
    دخلت الجارية وهمست : - هناك رسول من دولة الروم في الانتظار خارجا .
    فهمست لها : - هل هذا الرسول غلام أيضا ؟.
    - إنها امرأة ، السيدة هيلاري كلينتون .
    - كلينتون ، صاحب قضية مونيكا ، الرئيس الذي فضحه بنطلونه ؟.
    - نعم يا مولاي .
    - مع أنني نصحته أن لا يلبس البنطلون ويكتفي بالعباية ..هذا من حيل أصحابنا في الجزيرة العربية ،( البس العباية ولا يهمك ) ...أدخليها علينا .

    دخلت السيدة هيلاري ...( جود ايفنينغ يا مولاي موستافا !)
    - أجبتها ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    ثم همست للجارية : ( هل هذه السيدة هيلاري ، كأنني شاهدتها ترقص وراء عاصي الحلاني في فيديو كليب !)
    واصلت السيدة كلامها : - جئنا للنقاش حول التعاون في قضية التوسع الفارسي ، والتهديد الذي يشكله أحمدي نجاد على المنطقة ...
    - عن أي تعاون تتحدثين يا سيدة كلينتون ؟ ، دولة نصفها جواري والنصف الآخر غلمان ..تريدون منها تعاونا ...كل الذي نستطيع أن نعاونكم به هي دعواتنا ، و كتيبة رفع معنويات ...
    استغربت كلينتون : ( كتيبة رفع المعنويات ..وااات ؟؟)
    ناديت الجارية ..يا مرجانة ، يا مرجانة !
    - نعم يا مولاي !
    - جهزي الغلمان ..للذهاب مع كلينتون ..إلى قطر والكويت ، وحدودنا مع دولة الفرس .، ولفي لها فراخ وبطاطس وكوكا كولا وفواكه تأخذها معها ، لأن الأخ أبوماما ..في أزمة مالية عالمية ...
    ابتسمت للسيدة كلينتون " طبعا الخنازير حرام ، أنتم ربيتم الخنازير لتأكلونها ، حتى أصابها دور أنفلونزا خربت بيوتكم .." .
    وفجأة ...
    اهتزت الأرض تحتي ، المزهريات تسقط هنا وهناك ، ومصابيح النجف تتأرجح في السقف ..انفض المجلس هلعا ..( زلزال ، زلزال ..)
    صرخت مذعورا : - منذ أن عرفت أن هناك ( غلمانا) في القصر تأكدت بأننا لن نرسو إلا على مصيبة ...هذا ليس إلا من أفعال رئيس الوزراء ووزرائه ..هزوا عرش الرحمن ...فاهتزت الأرض من تحت أقدامنا ...!

    أيقضني صاحبي ..من نومي ، وقال لي ( يبدو أنك ثقلت في الأكل يا موس )!!


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  8. #18

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    البارح كان في عمري ( عشرين) !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أقف أمام المرآة أتأمل ملامحي الثلاثينية المرهقة ...هل سأحلق لحيتي التي جعلتني أشبه رجلا يطارده الدائنون فلم يجد حق موس حلاقة ، أم أتركها ؟
    قررت أن لا أحلقها !!.
    توجهت إلى دولاب ملابسي ..هل سألبس القميص الأبيض ، أم الأسود...؟
    وقررت أن ألبس الأسود !!.
    خرجت إلى المقهى كعادتي ، حيث يجلس عمي رشيد .
    - لماذا لا تتزوج يا موس ؟
    - إذا عندك بنت زوجها لي ، المهم أن لا تكون شبيهة لك .
    أطلق عمي رشيد قهقة عالية : عندي ابني جعفر ، هل تحب أن أزوجه لك ؟.
    ثم راح يحكي لي عن زواجه في سنوات الرخاء ، عندما كان كيلو اللحم بدينار ، عندما كان الفقير ابن محظوظة .
    " ..يا ابني في زمننا كان الزواج سهلا ، أتذكر بأن والدي كان مزواجا ، يطلق أربعة في الخريف ، ويتزوج أربعة في الربيع ..لدرجة أنني لا أعرف من هي أمي من ضمن زوجات أبي ...لدرجة أنني سألته ( من هي ماما من ضمن جيش النساء الذي تزوجته يا أبي ؟) ، فقال لي ( أمك زليخة يا ابني )...بحثت فوجدت أن أبي تزوج سبع نسوة كلهن باسم زليخة !!.
    وذات صباح عندما بلغت سن العشرين ، وبينما أنا ذاهب للعمل في الحقل ، أخبرني أبي أنه يرغب في أن يزوجني ..وبأنه اختار لي العروسة ...
    رجعت في آخر اليوم مهدود الحيل ..فوجدته في انتظاري عند الباب ..
    - لماذا تأخرت يا رشيد ، اذهب فورا إلى غرفة نومك ؟
    دخلت غرفة نومي فوجدت - خير اللهم اجعله خيرا- فتاة تلبس أبيضا في أبيض ،
    - سلاما قولا من رب رحيم من أنت ؟
    فأجابت في خجل : أنا زوجتك سعدية ابنة عمك سعيد ، سأجهز لك الحمام !
    .."
    نظرت إلى عمي رشيد وعيوني ترمي شررا من الحسد ( يا ابن المحظوظة ، دخلت غرفة نومك وجدتها مقشرة ...! ).

    ولكي يغيظني أكثر واصل عمي رشيد " ليس الزواج الذي كان سهلا فقط ، حتى الإنجاب ..في زماننا كان الرجل ينفخ في وجه الست ، تنتفخ بطنها بالحمل .."
    -تصدق وتآمن بالله يا موس يا ابني !
    - آمنت بالله يا عمي رشيد !
    - كنت نائما مع زوجتي سعدية ، استيقظنا صباحا وجدنا بيننا رضيعا يصرخ .
    سألت سعدية عنه ، فقالت لي : مبروك جاء لك ولد .
    سحب نفسا من السيجارة : - إنه ابني البكر محمود البغل الذي يعمل في البنك .

    نظرت إلى عمي رشيد وأنا أتمنى أن تصيبه عيني بسكتة قلبية تأخذه .

    واصل قائلا " ولأننا عائلة مزواجة .، وتعدد الزوجات من مبادئ عائلتنا ..
    تزوجت أربعة ...!"
    صرخت مذهولا : - أنت تزوجت أربعة بوجهك الذي يشبه المروحة ! ، أين البقية ، أنا لا أعرف سوى زوجتك خالتي سعدية أم محمود ؟؟
    فأجاب : - قضين في حادث انتحار جماعي ...
    ثم سحب نفسا من السيجارة وواصل وهو يضحك " تزوجت أنا أربعة ، ووالدي متزوج هو الآخر من أربعة ...فيختلط عليه الأمر أحيانا ...
    يصرخ : " يارشيد يا ابني ضع إشارة على زوجاتك حتى لا أقع على حقك ، ضع بين عيونهن نقطة حمراء مثل النساء الهنديات مثلا "
    فأجيبه :- يا أبي النساء البيض زوجاتي ، والسمر زوجاتك يا بابا .
    فرد غاضبا : - لماذا تتزوج أنت بنساء بيض وأنا لا؟ ، فرمى عليهن يمين الطلاق ، وتزوج من أربعة نساء بيض .
    لدرجة أنني كنت أمشي في البيت واسأل : ( هل أنت زوجتي أم زوجة أبي ؟).
    - يا ابني يا رشيد ، النساء النحيفات زوجاتك أما السمينات زوجاتي . "

    وحتى لا أصاب بجلطة ..دفعت ثمن الشاي الذي طفحه عمي رشيد وذهبت إلى مقهى آخر ، حيث يجلس عمي الطاهر .
    سألني : " هل وجدت وظيفة ، أم لا تزال عالة على أبيك ؟"
    - لا أزال عالة على أبي يا عمي الطاهر والله لو يفتون لي بأن الانتحار حرام في مثل هذه الحالة لانتحرت .
    سحبا نفسا من سيجارته وقال :- الانتحار في مثل حالتك حلال ، حلال ، حلال .
    قالها وكأنه يغني قارئة الفنجان ( فطريقك يا ولدي مسدود ، مسدود ، مسدود ) .
    وراح يحكي لي عن فرص العمل في زمنه " فرص العمل في زمننا يا موس يا ابني كانت متاحة للجميع ...كان المسؤولون يأتون إلينا في البيوت ويقبلون أقدامنا للعمل في مصالحهم ...كان الوزير ينزل إلى الشارع ، ويجلس بين الشاب والفتاة في الحديقة ويقول ( سنوفر لكما راتبا محترما ، وسكنا لائقا ، وسيارة خاصة ، ورحلة شهر العسل ..إذا قبلتما العمل أنت مدير عام وأنت مديرة عامة ...
    وكانت الحكومة تعلن عن منصب عمل إضافي لكل من يقبل منصب عمل يعرض عليه ..لقد كنت مساعدا لوزير المالية ، ومديرا للجامعة ، وسفيرا في نفس الوقت ثم اشتغلت مديرا لتحرير إحدى الصحف ، ومديرا عاما لشركة بترول ، ومحافظا للشرطة ، قبل أن يأتيني وزير الخارجية ويقبل أقدامي كي أمسك منصب سفير البلد في باريس ..لكنني رفضت لأني كنت حريصا على دكان البقالة الذي ورثته عن أبي الحاج سليط رحمه الله " .
    وقبل أن يرتفع ضغطي ...دفعت ثمن القهوة التي طفحها عمي طاهر ابن الحاج سليط ..
    ذهبت إلى المسجد ، صليت ركعتين ، وجلست في انتظار صلاة العصر .
    اقترب مني عمي مبروك ، وقال بصوت خافت مليئ بالوقار :- تقبل الله منكم يا ابني .
    أجبته : - منا ومنكم صالح الأعمال .
    - ما شاء الله أنت بدأت الصلاة في شبابك ، عندما كنت في سنك كنت شابا طائشا ، أقضي كل وقتي في المجون واللهو ...كنت أذهب إلى ( حانة اشرب واهرب)
    أشرب الكونياك والفودكا والويسكي والشامبانيا ..وكل الموبقات .
    تنهد وقال : أستغفر الله العظيم . ثم واصل : وأحيانا أطلب من النادل أن يخلط لي كل هذه الأصناف في كأس واحد ..كوكتيل . ، أشرب الكوكتيل من هنا ، أتحول إلى صاروخ من هنا ...كانت كل الحارة تحسب لي ألف حساب .
    تنهد وقال : - أستغفر الله العظيم .
    واصل قائلا : - كنت أذهب إلى الكباريهات ، كانت هناك مطربة اسمها الشيخة جنية .
    سألته مستغربا : شيخة جنية ، هل هي إنسان أم عفريت ؟
    فأجاب : الشيخة جنية في وقتنا مثل نانسي عجرم في وقتكم .
    تنهد وقال : رحمها الله هي صاحبة أغنية ( قلبي وقلبك عند الجزار معلقين ) ..
    أستغفر الله العظيم .
    وواصل : أما الراقصات ،....
    خفت أن يسقط علينا سقف المسجد ...صرخت في وجه عمي مبروك مقاطعا" هل أنت شيطان ، كونياك وشيخة جنية ، وراقصات ..أستغفر الله العظيم "

    خرجت إلى الشارع وأنا أفكر ...لم أشهد يوما جميلا في هذا الوطن منذ ولادتي ، فتحت عيوني على الحرب الأهلية ...والأزمات ...الفقر ، والعنوسة ، والبطالة لم أحضن في حياتي سوى الوسادة الخالية ..
    دخلت على والدتي : - أمي أريد أن أتزوج !
    فأجابت مصعوقة : - ومن أين ستطعمها يا روح أمك ، هل جننت ؟، وهل ستسكن معها في الحمام ، فلا نجد أين نقضي حاجتنا ؟ .
    خرجت إلى الشارع وأنا أقول في نفسي...صدق عمي طاهر حين أفتى بجواز الانتحار .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  9. #19

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    اخلع ملابسك واقرأ هذا المقال !

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    درجة الحرارة أخرجت الناس من ملابسها ، لا أحد يستطيع أن يضع قطعة قماش فوق جسمه ..الجو حر جدا ..جدا ! ، والذي يستطيع أن يلبس الشورت في مثل هذا الجو سيكون هو البركة !.
    خرجت إلى الشارع وصدمني منظر الناس وهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم يتنقلون هنا وهناك ..في الأسواق ووسائل المواصلات والمصالح الحكومية ..لا أحد يستر عورته ...كلهم ( يا مولاي كما خلقتني) .
    دخلت إلى أحد المقاهي الشعبية ، الجميع هناك (ملط) ، سألت عمي السعيد صاحب القهوة " هل قلبت المقهى إلى حمام ؟ " .
    فأجابني : " الجو حر يا أخي ، لست أدري كيف استطعت أن تخرج بملابسك "
    جلست على طاولتي المعتادة ، وطلبت شاي بنعناع ...فصرخ (فلفة ) النادل : " شاي في مثل هذا الحر يا أستاذ ، لا يوجد لدينا إلا المشروبات الباردة ، الكولا والبيبسي ..والأرونجينيا ".
    خرجت من القهوة وأنا أحوقل ...ولم يضحكني سوى منظر بطن عمي سعيد وهو يتدلدل أمامه ( كنت أعتقد في السابق أنه يضع مخدة تحت ملابسه حتى يرعب الناس ، ولكنني الآن فقط تحققت بأنها بطن حقيقية ، وكأنه ابتلع بطيخة بكاملها ).
    ذهبت إلى صديقي يوسف أبو نجاة ، فتح علي الباب ..طرزان .
    نظرت إليه مندهشا..( حتى أنت يا أبو نجاة استغنيت على ملابسك ؟).
    ابتسم في بلاهة ، ثم قال لي : " أدخل يا موس ، ودعك من البحلقة في جسمي بهذه الطريقة ".
    - أنا أبحلق في جسمك ، هل تعتقد نفسك نانسي عجرم ؟.، لم أكن أعرف بأنك أجريت عملية على كليتك اليمين .
    فقال : - نعم أجريتها قبل سنتين .
    فقلت متعجبا : على الرغم من صداقتنا القديمة ، لكنني لم أسمع أبدا بأنك أجريت عملية جراحية . عموما حمدا لله على سلامتك .
    - تشرب حاجة يا موس ، بيبسي ، كولا ، أورانجينا ؟
    - شاي بالنعناع من فضلك .
    - أعوذ بالله ، شاي بالنعناع في مثل هذا الجو ، هل أنت مجنون ؟ .
    - أريد شاي بنعناع ، مزاجي وأنا حر .
    صرخ يوسف ( شاي بالنعناع يا أم العيال !) .
    فأجابت زوجته "حاضر يا أخويا !".
    فهمست له ساخرا : " هل جميع من في البيت ملط مثلك ؟"
    فأجابني " استيقضت من النوم وجدتهم عراة ، قلت أنزع ملابسي أنا أيضا ".
    وقبل أن تدخل علينا زوجته بصنية الشاي ، قفزت إلى الباب ، وسلم البيت ، ونزلت مهرولا .."عيني تجي على عورتك أوكيه ، لكن عورة زوجتك لأ " .
    خرجت إلى الشارع أقلب كفا على كف .." لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا جرى في الدنيا يارب ؟ ".
    وفجأة صدح الآذان من المسجد " الله أكبر ، الله أكبر " ....إنه آذان العصر .
    دخلت إلى الجامع ، فوجدت المصلين بثيابهم ، ساترين عوراتهم وهم بين يدي الله . صلينا العصر ، ورفع الإمام يديه بالدعاء " اللهم استرنا بسترك يوم القيامة ". فقلت في نفسي " يسترنا في الدنيا قبل الآخرة ".
    خرجت مع الإمام من باب المسجد ، وأنا أستنكر ظاهرة العري ، فمن المفترض أن يتحمل الناس الحرارة ، بدلا من كشف عوراتهم ، " أليس كذلك يا شيخ ؟".
    لكن الشيخ كان يتجاهلني تماما ، كأنني لست موجودا ، وقبل أن يفتح باب سيارته ، خلع عباءته ، وبقي " يا مولاي كما خلقتني " ...هالني منظر جسم الشيخ الذي يغطيه شعر كثيف ، فقلت له في قرف " هل توحمت أمك على قرد شامبانزي ؟".
    وقبل أن يشق رأسي بالعصا التي كانت يحملها ، أسرعت إلى قسم الشرطة ، لأبلغ عن حالة فضح علني في الشوراع العربية .
    قسم الشرطة كله سلط ملط ...حتى أنني لم أستطع التفريق بين المخبر ، والضابط والشرطي ..بل لم أستطع التفريق بين الشرطي واللص .
    سألت الشرطي الذي يقف عند البوابة " هل من الممكن أن أكلم الضابط ، وإذا كان ممكنا خذني إليه؟ "...فجأة وقف الشرطي احتراما لرجل طويل عريض ، عضلاته مفتولة ..ومضروب بغزتين سكين على مؤخرته . فأدركت بأنه اللواء أمين القسم .، خرجت من القسم وأنا أتمنى أن أعرف سر ضربتي السكين على مقعد هذا الرجل الفخم .
    الشباب في الشوارع ، عراة ..كنت أتوقع أنهم سوف يستغلون الموقف في النظر ومعاكسة البنات ...تمر أمامهم الفتاة كما خلقها الله ، لا أحد يتجرأ ويقول لها كلمة ...وأقصى ما يمكن أن يفعله (أجدع شاب) ..هو أن يقول صباح الخير لفتاة تمر أمامه ...يطأطأ رأسه بعد أن كشفت عورته ، والمستخبي بان .
    وعلى صفحات الجرائد الأولى ، صور مجلس الوزراء ، وهم يجتمعون بغير ملابسهم الرسمية .
    ينفجر رئيس الوزراء ضاحكا على مجلسه : " أنتم وزراء ، هل هذه أجسام تقابلون بها ربنا ؟" .
    دخلت إلى البيت ..مهدودا ، مهزوما مكسور الوجدان .
    توجهت إلى الحمام ، ووقفت أمام المرآة ، ورحت أتحاور معها " الوزارة خرجت من ثيابها ، المجتمع كله نساءا ورجالا خرجوا إلى الشارع يا مولاي كما خلقتني ، إمام المسجد ونزع ثيابه كلها بعد الصلاة ، ومن المحتمل أن عمرو موسى يقرأ بيانه وهو عار ...ثم لماذا ترفض يا موس أن تخلع ثيابك ، هل هناك عيب تريد أن تخفيه عن الأنظار ؟ ...لا لا يوجد أي عيب في جسمي سوى ال15 ضلع التي تستطيع أن تحسبها على بعد 18 كيلو ...وال..."
    نزعت قميصي ، وبنطلوني ...وغرقت في البانيو ...حقا شعور مختلف وأنت تكتب للناس عاريا .

    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

  10. #20

    رد: الأعمال الكاملة لمصطفى بونيف ( الساخر)

    كتب مصطفى بونيف

    عندما صافحت رئيس الجمهورية !!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حدث سنة 2001 عندما كنت طالبا في الكلية أن صافحت السيد رئيس الجمهورية ...بعد أن دفعتني جموع الطلاب الراغبين في النظر إليه ، كنت أصرخ ( ذراعي يا بهايم ، ذراعي ..آآآي ) ، لا أحد يسمعني كلهم يهتفون ( بالروح بالدم نفديك يا بو ..) !.
    شعرت بأن ذراعي سوف يطير مني ، كنت أطارده و أصرخ ( ذراعي يا بهايم ، يلعن أبوكم وأبو ال...) ، فجأة ...شعرت بيد ناعمة تمسك يدي ...رفعت رأسي لأجدها يد الرئيس شخصيا !!
    يا إلهي كيف عرفني ؟؟ ، وصافحني أنا بالذات !
    هذه فرصة لا يمكن أن تتكرر ...قررت أن أستغلها ...أمسكت في يد الرئيس ...رغم ضربات عناصر الحراسة ليدي بأجهزة الإتصال التي بأيديهم .
    وأخيرا أنا أقف أمامه ويدي تمسك يده بحرارة ، لدرجة ان الذي يرانا يعتقد بأننا أصدقاء أنتيم من زمان !!
    وفجأة ...
    فجأة ...
    ما هذا ...لقد نسيت كل الكلام الذي كنت أنوي أن أقوله للسيد الرئيس !؟
    - الحمد لله كل شيئ تمام يا سيادة الرئيس ، بفضل حكمتكم !
    ابتسم الرئيس وقال لي : هل لديكم مشاكل معينة ؟

    حاولت أن أتذكر مشكلة واحدة من ضمن الثلاثين مليون مشكلة التي كانت في رأسي ، لم أتذكر منها ولا واحدة !..

    - مشاكل ؟؟ لا توجد أية مشاكل طالما أنت رئيسنا !
    سحرتني رائحة عطره الجميلة . فهمست له ( رائحة برفانك رائعة !).
    ابتسم الرئيس خجلا لمغازلتي المباغتة ، ثم كرر وهو يحاول أن يسحب يده الناعمة من يدي الخشنة ( هل لديكم مشاكل ؟ ) ..
    فقلت بلهجة الواثق ( ومن أين تأتي المشاكل طالما أنت موجود في قصر الرئاسة ؟...يا سيدي الخير لم يأت إلا على يديك ) وضممت يده بحرارة .
    سحرني لون الكرفتة التي يضعها ...
    ( لون كرافتكك أحمر ، أوروجينال ...يسلم ذوقك يا سيادة الرئيس ) .
    ابتسم الرئيس وهو يحاول سحب يده التي كانت تبدو في يدي كعصفورة رقيقة وقعت في الفخ !.
    كنت أعصر مخي عصرا ، ومع ذلك لم أستطع أن أتذكر جزءا من المشاكل التي كانت تطحنني طحنا ...أين ذهبت المشاكل ، طوال عمرها تكتم على أنفاسي ، وتطير النوم من عيني ، كانت لا تفارق رأسي حتى عند الأكل فتسد نفسي ، أو في الحمام ..فترفع من حالة الإمساك ...أين ذهبت تلك المشاكل التي كانت تخنقني ، فجأة طارت ولم يعد لها وجود ؟ ) .

    نظرت إلى وجهه فوجدته يشع نورا ( من شدة العز والدلال الذي يعيشه ) ثم قلت له : - أنت أجمل من صور التلفزيون ، والله إن الصور ظلمتك !
    ضحك الرئيس وقال لي : - الله يسلمك يا ولدي .
    لم أجد ما أقوله للرئيس ..الذي أخيرا استطعت أن أراه جسما حقيقيا وأمسك يده ، بينما كان ينتظر مني أن أشتكي له عن مشاكلنا ...
    فقلت له : ما رأيك في التطبيع ؟
    فأجابني بسرعة : - الطبيعة في بلادنا جميلة ، يجب أن نحافظ عليها ، وأنتم يا معشر الشباب من يجب أن تسهموا في الحفاظ على البيئة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...ثم سحب يده بقوة وبسرعة ، ولسان حاله يقول ( الحمد لله ) !
    اختفى سيادة الرئيس بين الجموع التي كانت تهلل وتهتف بحياته ...
    فجأة ...
    فجأة ...
    صفعتني إحدى مشاكلي ..( ستتخرج من الجامعة إلى المقهى ، يا عاطل عن العمل يا بطال ، وستقضي بقية حياتك يا ولدي تطارد خيط دخان ..)
    فصرخت ..البطالة يا سيادة الرئيس ...البطالة !
    لا أحد يسمعني .

    ثم ضربتني المشكلة الثانية على قفايا .. غلاء السلع وارتفاع الأسعار ، ( لن تجد نقودا تكفيك لشراء رغيف الخبز ، ولا لشراء كتاب أبيض ينفعك في اليوم الأسود للتخرج ..)

    فصرخت ..( غلاء الأسعار ..!) ...لا أحد يسمعني !

    مشاكل السكن ، الصحة ، الأمن ، الأكل ، ال...وال .... كلها تجمعت حولي تضربني ، في كل ناحية .
    حتى شعرت بضربة قوية أخرى على قفايا ...لم تكن مشكلة بل كان صاحبي حسين ...وهو يقول لي ( سوف نرى صورتك مع رئيس الجمهورية في أخبار الثامنة ، هنيئا لك يا عم !) .

    فأجبت صاحبي حسين وأنا أمسح قفايا ( الكهرباء مقطوعة عن الحي منذ ثلاثة أسابيع !).


    مصطفى بونيف
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

    للتواصل مع الكاتب مصطفى بونيف :
    bounif_fw@hotmail.com

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 08:33 AM
  2. الأعمال الأدبية الكاملة لـ دوستويفسكي
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-20-2015, 07:17 AM
  3. الأعمال الكاملة - يوسف إدريس
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-15-2014, 03:24 AM
  4. الأعمال الكاملة ... خمس مجلدات
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-25-2013, 01:42 PM
  5. أجمل ترحيب بالقلم الساخر والساحر مصطفى بونيف
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-18-2009, 07:27 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •