منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 33
  1. #11

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    ثالثا : الأوضاع الاقتصادية :
    لعل مقارنة حجم الملكية الزراعية لكل من العرب واليهود قبل قيام دولة إسرائيل وبعدها تكشف لنا عن الوضع الحقيقي الذي يحيا في ظله الفلاح الفلسطيني فبعد نزوح عدد كبير من الفلسطينيين من الأراضي المحتلة ارتفعت ملكية اليهود من5.6 % من مجموع أراضي فلسطين إلي 77% إذ استولوا علي 1.300.000 دونم من الأراضي الصالحة للزراعة تعود ملكيتها إلي فلسطينيين نازحين كما صادروا جزءا كبيرا من الأراضي الخصبة التي تخص مزارعين عربا بقوا في فلسطين كذلك سيطروا علي جميع الأراضي التي ترجع ملكيتها للدولة هذا في الوقت الذي كان حجم ملكية اليهود وبالذات في عام 1945 حوالي 1.176.645 دونما أي 12.8% من مجموع المساحة المرزوعة في فلسطين بينما كان العرب يملكون 84.2% منها وعلي أية حال فإن مقارنة الأوضاع المادية والمعيشية لكل من العربي واليهودي لا تظهر بجلاء طبيعة التمييز الذي تتجه السلطات الإسرائيلية في علاقتها بالعرب الفلسطينيين. فمن اللافت أن نسبة الوظائف التي يشغلها العرب في إسرائيل 1.5% وهم في هذه المناصب التي يشغلونها في البلاد لا يرتقون إلي المناصب العليا،بالرغم من توفر الكفاءات التي تؤهل بعضهم لذلك وبالرغم من أن نسبتهم العددية تساوي 12% من مجموع سكان إسرائيل وعلي سبيل الدقة فإن عدد الموظفين العرب برتب عالية في الدوائر الرسمية بلغ بموجب إحصائيات أجريت بعد عام 1967 أربعة موظفين عرب فقط .)
    وحيث أن الاحتواء الاقتصادي فتح أمام العمال العرب باب انتساب محدود للهستدروت يمنحهم عضوية ثابتة وفر لهم بعض الخدمات الاجتماعية ، وفي عام 1959 سمح للعمال العرب بعضوية الهستدروت وأصبحت تلك المؤسسة إحدى الأدوات الهامة في تنفيذ السياسة الإسرائيلية . فقد شجعت السلطات الإسرائيلية على الهجرة الداخلية العربية من القرى إلى المدن ، ففي المدن يندمج العمل العربي في الاقتصاد الإسرائيلي بدرجة أكبر وفي فترة زمنية قصيرة ، أما بقاء القرية مركزاً رئيسياً للتجمع العربي فكان يحمل في طياته خطر تحول القرى إلى وحدات اقتصادية واجتماعية وثقافية يصعب اختراقها ويصعب التأثير في عملية تنشئة الأجيال العربية الجديدة داخلها ، أما الهجرة إلى المدن فيقترن بها اكتساب القدرة على التكلم بالعبرية والعمل في إطار المؤسسات الاقتصادية الإسرائيلية والتعرض بدرجة أكبر عن ذي قبل لتأثير أدوات الإعلام الصهيونية ، ونشوء الأجيال الجديدة أقل تأثراً بقيم ومفاهيم المجتمع العربي بكل ما يترتب على هذا من إضعاف تماسك هذا المجتمع ككل في النهاية وازدياد إمكانية تذويب أعضائه في إطار الكيان الصهيوني. وفي معرض تحقيق أهداف هذه السياسة لجأت السلطات إلى نموذجين للمعاملة التفضيلية أولهما على أساس طائفي إزاء الدروز ، وثانيهما على أساس سياسى تجاه عدد من الوجهاء والمثقفين قبلوا أن يكونوا بمثابة الواجهة العربية للأحزاب الصهيونية السائدة في هذا الكيان .
    وفي موازنات التطوير تحصل المناطق العربية علي مبالغ ضئيلة أيضا مقارنة بالمناطق اليهودية التي تشهد تطويرا مستمرا لمرافقها الأساسية فلم يحظ العرب بأي مشروع إسكاني منذ قيام الدولة العربية و حتى عام 1985 وقد اعتمد المواطنون العرب طوال هذه الفترة علي الجهود الذاتية لإقامة مساكن ومرافق وقد وصل التمييز في مجال الإسكان إلي حد تحجيم مساحات المدن العربية مقابل توسيع المدن اليهودية المجاورة وعلي سبيل المثال لم يتجاوز مسطح مدينة الناصرة 7500 دونم(يقطنها 50 ألف نسمة) بينما وصل مسطح مدينة الناصرة العليا اليهودية إلي الضعف رغم أن سكانها أقل من نصف سكان الناصرة العربية .
    أيضا في مجال السياسة الزراعية هناك تمييزا واضحا في إطار سعي هذه السياسات للحيلولة دون وجود تجمع عربي موحد فقد أنشأت السلطات الإسرائيلية مستعمرة الناصرة العليا بالجليل العربي الذي يتركز فيه 60% من العرب كما أقامت مزرعة يهودية في منطقة المثلث الذي يتركز فيه 20% من السكان العرب وقصدت السياسة الزراعية تخفيض المياه المخصصة للأراضي العربية مما جعل عائد الدونم الواحد منخفضا قياسيا بالأراضي اليهودية وقد وصل الفارق بينهما 289% لصالح الدونم اليهودي خلال الفترة من 1920إلي 1970 وذكرت دراسة أجراها هنري روز عالم الأجناس البشرية والمحاضر في الجامعة العبرية أن سياسة الري الإسرائيلية المنحازة للأراضي اليهودية قد أدت إلي نزوح الشباب العربي من قراه وعدم قدرة العمال العرب علي العودة إلي قراهم والاستقرار فيها .
    أيضا يمكن القول إن التمييز يعود أساسا إلي الانتماء القومي غير اليهودي سواء كان عربي أو غير عربي ومما يؤكد هذه الحقيقة أن مجموعة من الجنود الدروز المسرحين من الجيش الإسرائيلي كانوا يعانون من أزمة سكن عام 1989 وطالبوا بالحصول علي قطعة أرض هجرها اليهود في إحدى القرى لكنهم فوجئوا برفض طلبهم لأن الوكالة اليهودية هي التي تقوم بالإشراف علي سكان المنطقة والدروز ليسوا يهودا.
    والعرب يعانون من إهمال متعمد (خصوصا المثقفون منهم)في مجالات التشغيل الحكومي ففي عام 1961 مثلا كان الموظفون العرب 500 موظفا من بين 48792 موظفا حكوميا أي بنسبة 1% وجدير بالذكر أن أول عربي يعين في وظيفة قاض كان في عام 1957 واحتاج الأمر بعدها عشر سنوات أخرى لكي يتم تعيين قاض عربي في المحكمة العليا ولم ينفذ هذا الوعد ويعانون أيضا من الحصار في الجامعات فعلي سبيل المثال قدم الوزير جدعون اقتراحا تبنته حكومة الليكود في 17مايو 1987 نص علي التمييز بين الطالب الذي أدي الخدمة في الجيش والذي لم يؤديها و يذكر أن الجامعات لا تعترف باللجان الطلابية العربية
    وبخصوص إفساح الفرصة للمهجرين اليهود إلي إسرائيل والتي تزداد معها الممارسات التمييزية ضد العرب تؤكد الدلائل علي أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الجماهير العربية علي أنها البطن الرخو الذي تستطيع من خلاله فتح منافذ لأماكن سكن وفرص عمل للمهاجرين الجدد وعلي سبيل المثال ما تحدثت عنه صحيفة الإتحاد في عددها الصادر في 30 يناير 1990 عن حالات رفض إعطاء رسائل الموافقة للعمال العرب من جانب السلطات الإسرائيلية وعلى هؤلاء العمال أن يجدوا أماكن عمل بأنفسهم والتي كان يجب الحصول عليها من مكتب العمل المحلي وقد أخبروا بأن الأولوية للقادمين الجديد وكان يوشي بيلين نائب وزير المالية آنذاك أكثر صراحة عندما قال إن هناك مائة وثلاثين ألف عامل من سكان المناطق (يقصد العرب) يعملون في إسرائيل ومن الممكن طردهم لتوفير عمل للمهاجرين وقد أعلن "شلومو لاحظ"رئيس بلدية تل أبيب إسكان مئات العائلات المهاجرة في مدينة يافا (التي يقطنها نحو 16ألف عربي)وذلك ضمن مخطط لتهويد المدينة وفي رده علي المعارضة العربية ذكر "لاحظ" أن دولة إسرائيل ذات أكثرية يهودية تماما وبمثل ما أؤيد توطين اليهود في الجليل والنقب يجب ذلك علي يافا ، ومن الجدير بالذكر أن انتخاب مجالس عمالية في القرى العربية لم يبدأ إلا عام 1984 بقرار أصدرته اللجنة التنفيذية للهستدروت عير أن ذلك لم يحقق الهدف كاملا فبقاء السيطرة اليهودية علي تلك اللجنة وعلي القطاعات الأهم حرم العرب من الفوز بمساواة واقعية،
    -------------------------------
    رابعاً : الأوضاع الثقافية والتعليمية :
    يتبع


  2. #12

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    رابعاً : الأوضاع الثقافية والتعليمية :
    إذا ما تناولنا الأوضاع الخاصة بالحالة التعليمية والثقافية لكل من الجماعتين الفلسطينية واليهودية لوجدنا أنصع نموذج للتمييز ومن ثم الظلم الواقع علي العرب الفلسطينيين فليس من الغريب إذن أن تولي السلطات الإسرائيلية تعليم اليهود اهتماما خاصا كما وكيفا فيكفينا أن نعلم أنه سنة 62/1963 كان عدد المدارس الثانوية العربية في إسرائيل عشر مدارس يتعلم فيها 1425 طالبا عربيا مقابل 132 مدرسة يهودية تضم41425 طالبا يهودية ويعد اضطهاد المعلمين العرب وإرهابهم من بين الوسائل التي تتبعها السلطات الإسرائيلية لإعاقة العملية التعليمية والتربوية للتلاميذ العرب فيكفي أن نعرف أن عملية التفتيش التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية علي المعلمين العرب توجه أساسا لإرهابهم ولإرغامهم علي الامتثال للمناهج التي وضعتها السلطات وعدم التدخل في الشئون السياسية أو الإدلاء بآراء تتعارض والسياسة العامة للسلطات الإسرائيلية ومن لا يمتثل لذلك يهدد بالفصل أو ينقل من قريته إلي قري اخرى نائية كنوع من العقاب وترفض السلطات الإسرائيلية عادة التعاون مع الشباب العربي المثقف .
    وإمعانا في تعميق الهوة بين الطوائف العربية اتجهت السلطات الإسرائيلية نحو سياسة تعليمية متميزة للطائفة الدرزية منها التشديد في تنفيذ قانون التعليم الإلزامي وهو عكس ما وجدناه لدي الطائفة العربية برمتها حيث تتساهل السلطات الإسرائيلية في تنفيذ هذا القانون كما تقوم السلطات أيضا بتوجيه شباب وشيوخ الطائفة الدرزية وإرشادهم حول وحدة الطائفة الدرزية في إسرائيل والشرق الأوسط وتوطيد علاقتها بالمجتمع اليهودي عن طريق تعليم اللغة العربية للصغار والكبار فضلا عما تقوم به من دورات في المواطنة وتاريخ إسرائيل وجغرافيتها .ويمكن القول أن النظام التعليمي كان من أهم الأدوات التي استخدمتها السلطات الإسرائيلية لتنشئة الأجيال العربية الجديدة في إطار يقوم علي احتقار الثقافة العربية والتاريخ العربي ويزخر بعرض نواحي عظمة التاريخ اليهودي والإسهام الحضاري لليهود في تطور الإنسانية من ناحية وفي تحقيق معجزة إنمائية علي أرض فلسطين من ناحية أخرى وقد لجأ هذا النظام إلي تبني رؤية انتقائية مبتسرة للتاريخ تستهدف دفع الطالب العربي للتنصل من الانتماء إلي أمته وإلي الإحساس بالإعحاب تجاه الكيان الصهيوني والتسليم ليس فقط بمشروعيته بل واستحالة تغيير الأوضاع التي برزت بقيامه علي مستوي المنطقة ذاتها أيا كانت الوسائل .
    وبتحليل مضمون المادة التعليمية التي يجري تدريسها للعرب في إسرائيل وخاصة في سنوات التعليم الابتدائي والثانوي ذات التأثير الملموس في تشكيل الاتجاهات السياسية للفرد يبدو أن أهم المحاور التي تتمركز حولها هي التالية:
    أ-تشويه التاريخ العربي ب-تمجيد التاريخ اليهودي
    جـ-تأكيد مشروعية دولة إسرائيل د- مآثر إسرائيل علي الأقلية العربية
    مما سبق يبدو أن النظام التعليمي للعرب في ظل الكيان الصهيوني يستهدف تنشئة جيل يرفض الانتماء إلي الإطار العربي المحيط به تحت دعوى أنه متخلف وتقليدي ولا يتفق مع ما يطلق عليه في الكتب الدراسية "القيم الجديدة لبلادنا" وبذا يصبح الارتباط بالمجتمع العربي وبالهوية العربية مرادفا للارتباط بالتخلف ويصبح واجب الطالب هو العمل علي التأثير في اسرته وأهله ومحاولة انتزاعهم من الإطار المتخلف الذي يعيشون فيه.وإلي جانب النظام التعليمي اعتمدت السياسة الإسرائيلية في مجال تذويب الأقلية العربية والتأثير علي اتجاهات وعيها الوطني والقومي علي أداة أخرى هي المادة الإعلامية والثقافية التي تقدم للمواطنين العرب ويشمل هذا بصفة خاصة الصحف التي تصدرها الأحزاب والمنظمات في إسرائيل باللغة العربية وفي إحدي الدراسات العربية قدر عدد هذه الصحف بـ16 صحيفة يومية و18 أسبوعية و7شهرية ومن بين هذه الصحف علي سبيل المثال حتي العام1986: صحيفة اليوم وهي صحيفة يومية تصدر باللغة العربية ترتبط بحزب الماباي ويتولي الهستدروت تمويلها منذ إقامة الدولة. و مجلة المرصاد:وهي أسبوعية ناطقة بلسان المابام وتظهر مرتين أسبوعيا في فترات ما قبل الانتخابات بهدف ممارسة مزيد من التأثير علي اتجاهات التصويت لدي العرب وهي تعكس كما يبدو للوهلة الأولي روح الانتقاد لسياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه العرب رغم حقيقة أن المابام كان دائما شريكا في الائتلاف الحكومي .
    و تشير متابعة العديد من الاعمال الأدبية التي عبرت عنها الاقلية العربية في إسرائيل إلى مضمون سياسي ووطني واضح ، ولم يكن التزام الأدب الفلسطيني في ظل الكيان الصهيوني بمضمون سياسي قضية تحتمل النقاش على حد قول الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني بحكم وجود التحدي الصهيوني والمحاولات والسياسات الواضحة لتذويب الهوية العربية ، وبذا أصبح الأدب والثقافة سلاحين من أسلحة المقاومة العربية ضد هذه المحاولات ، ولعل أهم معالم هذه المقاومة في جانبها الثقافي الحرص على الحفاظ على اللغة العربية ، في وجه محاولات مستمرة من السلطات الإسرائيلية لفرض اللغة العبرية . فقد عكس هذا الأدب الإحساس بالهوية لدى الاقلية الفلسطينية وأكدت أعماله على معاني خصوبة التاريخ الفلسطيني في الكفاح ضد المستعمر ، ضد محاولات التذويب وضرورة الارتباط بالأرض والتمسك بالجذور ، ومواجهة التحدي وتأكيد الخصوصية الفلسطينية ، والاغتراب عن القيم الصهيونية ، كما قام الأدباء الفلسطينيون في إسرائيل بالتأريخ للأحداث الهامة التي مر بها شعبهم ولأشكال المعاناة التي تعرض لها . فسجل محمود درويش وحبيب قهوجي وراشد حسين بشاعة مجزرة كفر قاسم في قصائد لهم جرى تداولها وترديدها بين الفلسطينيين داخل الكيان الصهيوني ، شأنها في ذلك شأن قصائد أخرى لهم ولتوفيق زياد وسميح القاسم عن الحكم العسكري ، وسلب الأرض وتهوية المدن العربية .وهو ما يبدو في قول محمود درويش : قصائدنا .. بلا لون ، بلا طعم ، بلا صوت إذا لم تحمل المصباح .. من بيت إلى بيت وهي معان تبدو جميعا في قصيدة توفيق زياد " المستحيل " التي قال فيها : هنا على صدوركم باقون كالجدار . نجوع ، نعري ، نتحدى .. ننشد الاشعار . ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات .. ونملأ السجون كبرياء ونصنع الاطفال جيلاً ناقماً .. وراء جيل .. كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل و كتب توفيق زياد أيضاً قائلاً / في قصيدة له بعنوان " ثلج على المناطق المحتلة " : أي شيء يقتل الإصرار .. في شعب مكافح ؟ وطني – مهما نسو مر ولو مر عليه ألف فاتح .
    و في المجال التعليمي تنحاز السياسة التعليمية لليهود وضد العرب ويمكن تحديد أهم مظاهر التمييز في هذه السياسات فيما يلي: لا تتلقي رياض الأطفال العربية دعما يذكر من وزارة المعارف كما أنها لا تخضع لرعاة أو إشراف من جانب هيئات تعليمية علي مستوي لائق هذا رغم وجود معاهد مختصة بذلك أقامتها وزارة المعارف. وفي مجال التعليم العالي تذكر بعض المصادر أن المتاح أمام العرب حتى عام 66-1967 كان هو الالتحاق بكلية واحدة مقابل 62 كلية لليهود وأن نسبة الطلاب العرب إلي اليهود خلال الفترة من 56إلي 1967 كان حوالي 1.4%رغم أن نسبة السكان العرب إلي اليهود كان حوالي 11.2% .

  3. #13

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    خامساً : الأوضاع السياسية :
    يعد حزب الماباي أول حزب نجح في تشكيل قائمة عربية من بين أعضائه حيث استطاع في أول انتخابات للكنيست عام 1949 أن يشكل هذه القائمة العربية بل وتم انتخاب عضوين من مرشحي هذه القائمة بالكنيست الإسرائيلي أما الحزب الشيوعي الإسرائيلي المعروف بأسم ماكي MAQI فقد حاول منذ بداية نشأته ان يجمع بين العرب وهم أغلبية سكان فلسطين واليهود وهم الأقلية في حزب واحد وكان لابد للحزب أثناء الانتداب البريطاني من الالتفات إلي الأوساط العربية في فلسطين لكسب الأنصار والمؤيدين , وتمثل الأعوام التي سبقت عام 1967 مرحلة النضال السلبي للعرب الفلسطينيين ومنذ أن اندلعت حرب 1967 شعر الفلسطينيون أن هناك ضرورة لكي يتجاوزوا مرحلة النضال السلبي إلي المرحلة الإيجابية من هذا النضال حيث بدأت هذه المرحلة بالمظاهرات والاضرابات ولقد سجلت الصحف الإسرائيلية والمحاكم عدة حوادث داخل البلاد وكان أبطالها عربا في إسرائيل ، فالصراعات الحادة والدائمة بين الدول العربية وإسرائيل فضلا عن التصعيد الدائم للمقاومة الفلسطينية لقد اتخذت بعد عام 1967 أشكالا أكثر إيجابية قد أدت إلي تأكيد الذات الجماعية أو الهوية الكلية للأقلية الفلسطينية في إسرائيل لأن تلك الصراعات سواء قائمة بين الدول العربية وإسرائيل أو بين السلطات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية تعمل علي الإحياء الدائم للذات الفلسطينية وللهوية العربية وفي دراسة أجريت علي عينة من الاقلية العربية في إسرائيل للكشف عن مدي الإحساس بالهوية الفلسطينية العربية يشير حبيب قهوجي إلي أن تحديد الهوية بالإسرائيلي قد هبط بعد حرب يونيو 1967 بينما ارتفع نوعا ما تحديد الشخصية بالعربي مقارنة بين عامي 1967-66 فنجد أن الاقلية العربية في إسرائيل قد أجابت علي سؤال خاص بالانتماء للهوية وفقا للاستجابات الآتية عام 1966:
    1-إسرائيلي 2-إسرائيلي عربي 3 –عربي 4-فلسطيني
    أما الإجابات كما وردت عام 1967 كانت كالتالي :
    1-عربي2-مسلم أو مسيحي3-إسرائيلي عربي 4-فلسطيني 5-إسرائيلي .
    ونلاحظ ان الانتماء الإسرائيلي قد ورد أولا عام 1966 بينما هبط هذا الانتماء نفسه إلي آخر القائمة عام 1967 وبرز مكانه الانتماء العربي أما المرحلة التي تبدأ من عام 1967 إلي عام1973 فقد ازدادت النزعة النضالية للفلسطينيين في إسرائيل وتصاعدت حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي الأمر الذي ساعد على بلورة الهوية الفلسطينية والإحساس بها ولعل البحث السابق يؤكد هذه الحقيقة ومن أبرز ملامح هذه المرحلة زيادة حركات المقاومة والمعارضة وهو الأمر الذي دعا توليدانو أحد المسئولين عن الشئون العربية في إسرائيل أن يصرح (أنه وفقا لتقييمنا فإن المعارضة قد ازدادت بين السكان العرب ومن الآن فصاعدا فإن الحكومة والهيئات العامة سوف تبذل أقصي جهودها لتدعيم العناصر الإيجابية ومن جهة أخرى فأننا سوف نحارب القوي الوطنية. ويمكن إجمالاً التمييز بين ثلاثة أنواع من محددات خصوصية الوضع السياسي للأقلية العربية في إسرائيل بعد عام 1948 : المحدد الأول وهو يتعلق بالمجتمع الفلسطيني في ذاته وحقائقه الديموجرافية وبتنظيمه الاجتماعي والسياسي وفي هذا الصدد لا يوجد خلاف بين الدارسين بغض النظر عن انتمائاتهم القومية أو مناهج البحث التي استخدموها , وفي هذا الصدد يمكن الإشارة كذلك إلى أن الكاتب اليهودي جوزيف شلوسيرج في معرض تحليله لأوضاع العرب في إسرائيل قد اعتبر أن أهم ما فقدوه بعد حرب 1948 هو وضع الأغلبية وأن أهم ما يميز وضعهم الجديد هو تحولهم هو تحولهم إلى أقلية سيما وأن الفارق بين الشعور بالانتماء إلى جماعة أغلبية سائدة ، والشعور بالانتماء إلى أقلية خاضعة يأخذ في التعاظم في ظل ظروف التوتر والمواجهة بين الجماعتين . فالانتماء إلى الأغلبية في هذه الحالة يعطي الفرد حتى ولو كان فقيراً إحساساً بالأمن وشعوراً بالكرامة الوطنية , المحدد الثاني وهو يعود إلى الأساس الأيديولوجي لدولة إسرائيل ، وهو الصهيونية ونظرتها إلى الوجود العربي والإسرائيلي ، ومحور هذا الأساس الأيديولوجي أن إسرائيل تنطلق من دعوى أنها دولة يهودية تتحمل مسئولية " جمع المنفيين " من اليهود أينما كانوا يعيشون في هذا العالم , بطبيعة الحال فإن اكتساب العربي الفلسطيني – وهو صاحب الأرض الأصلي – نفس الصفة لا يتم بنفس هذه السهولة ، بل يتعين عليه ان يثبت تسجيل اسمه في أول مارس 1952 وقبل ذلك كله أنه كان موجودا في إسرائيل منذ 14 مايو 1948 حتى أول مارس 1952 أو أن دخوله إلي إسرائيل خلال تلك الفترة تم وفقا للأسلوب القانوني . ثم سرعان ما أصبحت المسائل أكثر تعقيدا فأصبح يتعين علي الفلسطيني حتى يكتسب صفة المواطنة أن يثبت أنه ولد علي هذه الأرض وأنه عاش فيها طيلة الخمس سنوات السابقة علي تقديمه لطلبة بالحصول علي هذه الصفة وأنه مؤهل للإقامة الدائمة ولديه إلمام باللغة العبرية . كما سعت لاحداث الفتنة حين أصدرت الحكومة الإسرائيلية قراراً يقضي بعدم عرض القضايا الإدارية للدروز من خلال مكاتب الأقليات كما هو الحال بالنسبة لأعضاء المجتمع العربي الأخرين إنما تعرض على الإدارات الحكومية مباشرة كما هو الحال بالنسبة لسكان إسرائيل من اليهود. ومن الواضح أن السماح للدروز بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلي يعني أيضاً خروج الشاب الدرزي عن نطاق مجتمعه المحلي في سن صغيرة ، وتعرضه لتاثير التنشئة الصهيونية في الجيش الذي يعد إحدى الأدوات الرئيسية في تحقيق تكامل الجماعات الأثنية في الكيان الإسرائيلي.وفي عام 1972 أوفدت إسرائيل قنصلاً عاماً درزيا إلى مدينة نيويورك تولى رئاسة مكتب الإعلام الإسرائيلي هناك .
    وحاولت السلطات الإسرائيلية في نفس الوقت أن تقيم صلات مع نخبة فلسطينية محلية تقبل التعاون مع السلطات ، وتكون بمثابة امتداد لها داخل المجتمع العربي ، وواجهة مقبولة لهذا المجتمع ، ومن خلال عضوية هؤلاء في الكنيست أو في بعض مستويات الأحزاب الصهيونية يدلل الكيان الإسرائيلي على مدى ما يتمتع به العرب من علاقات ديموقراطية ومشاركة سياسية , ومقابل تأييدهم لقرارات وممارسات الحكام العسكريين ، فإن هؤلاء الأعيان ، قد حصلوا على بعض المغانم والامتيازات لأنفسهم ولأنصارهم. غير أن التطورات والتي كان من بينها تنظيم اضراب شامل في 30 مارس 1976 ، والذي سمي " بيوم الأرض " ، قد أثارت المناقشة من جديد في إسرائيل حول مدى نجاح سياسة حكومتها في تبني نخبة عربية ذات فعالية ومصداقية تعمل بالتفاهم مع السلطات الإسرائيلية . مما يستدعى البدء فوراً في خلق قيادات جديدة ذات مستوى ثقافي مرتفع ومساعدتهم على إنشاء حزب سياسي عربي جديد يعمل بالتنسيق مع حزب العمل.
    كما قام حزب المابام بتشكيل ما اسمى بالشباب الطليعي العربي ARAB Pioneer Youth وفي إطار هذه الحركة جرت محاولة لتلقين العرب " قيم الريادة " ، لتكون النظير العربي لمنظمة " هاشومير هاتسعير" الصهيونية التابعة للمابايم ، وقد تضمن برنامج التدريب الخاص بالأعضاء العرب الإقامة لفترات في الكيبوتزات والموشاف ، كما جرى ترتيب منح تسهيلات معينة في مجال العمل لمن يتجاوزون هذا التدريب . كما تولى مكتب مستشار رئيس الحكومة للشئون العربية الإشراف على تنظيم ما يسمى دورات دراسية للمواطنة الصالحة تحدد فيها خصائص المواطن الصالح من وجهة النظر الإسرائيلية الحكومية . وحين أخذت حركة التحرر والاتجاهات القومية في المنطقة العربية تتصاعد ، وتدخل في مواجهات مع الاستعمار في أكثر من موقع ، وتحقق الانتصار تلو الانتصار على نحو لم يكن بمقدور أحد عزل الفلسطينيين العرب داخل الكيان الصهيوني عنه ، حتى أن مجلة " الرابطة " التي تصدر في إسرائيل قد أشارت في افتتاحيتها لعدد نوفمبر 1961 إلى الارتباط بين هؤلاء الفلسطينيين والإطار العربي المحيط في فترة صعود حركة القومية العربية ، وذهب إلى " أن كثيرين من العرب قد تأثروا خلال السنوات الأخيرة باتجاهات القومية العربية وعلق البعض منهم آمالهم في انتهاء المشاكل الراهنة على تدخل منقذ منتصر يأتي من خارج إسرائيل . ويسوق الكاتب الشهيد غسان كنفاني في دراسته عن الأدب الفلسطيني المقاومي نماذج تعكس تفاعل هذا الأدب مع أحداث الوطن العربي من حوله ، ومتابعته لحركة التحرر في الوطن العربي ، سواء كان التحرر أو الاستقلال السياسي كما في حالة الحزائر ، أو خطوات التحرر الاقتصادي والتنمية المستقلة كما في حالة بناء السد العالي ، وتشير النماذج التي كتبها محمود درويش وسميح القاسم وحبيب قهوجي ، وغيرهم إلى إحساس بالفخر لهذه الإنجازات ، وإيمان عميق بقدرة الشعوب العربية على تحقيق الانتصارات في معارك تحررها الوطني من خلال الاستعداد والتعبئة المناسبين. كذلك فمن بين الظواهر المعبرة عن استمرار الإحساس بالهوية العربية لدى الفلسطينيين في إسرائيل تعرض الإئتلاف الشيوعي العربي المسمي " الجبهة الشعبية " للانشقاق في أعقاب الخلاف الذي وقع بين الرئيس جمال عبد الناصر – وكان يتزعم حركة القومية حينئذ – وبين الأحزاب الشيوعية في المنطقة والاتحاد السوفيتي مما أدى إلى تبادل حملات إعلامية عنيفة بين الجانبين ، وقد انعكس ذلك على الفلسطينيين في إسرائيل وقد بدا هذا النزوع القومي بوضوح من خلال ميثاق منظمة الأرض الذي جاء فيه أن مؤسسيها يرون أن الشعب الفلسطيني يكون جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية ، ولذا كان من الطبيعي أن يقيم هذا الشعب الوزن للأماني والمصالح العربية في حال تقرير مصيره ، كذلك فإن المادة الرابعة من ميثاق الجبهة تشير إلى تأييد الحركات التحررية والوحدوية والاشتراكية في العالم العربي بجميع الطرق المشروعة ، والنظر إلى هذه الحركات كقوة حاسمة في العالم العربي ، وتأييد حركة القومية العربية التي تعتبر قوة تقدمية بناءة. وبرغم محاولات إسرائيل المستمرة لاعتبار الدروز شعباً منفصلاً ، والتشكيك في انتسابهم للأمة العربية وبرغم بعض الامتيازات التي اسبغتها عليهم الحكومات الإسرائيلية ، إلا أن غالبية المثقفين والشباب الدروز كما يذكر الأستاذ صبري جريس – يرفضون النظر إلى أنفسهم إلا كجزء من الأمة العربية ، ويعتبرون تاريخهم في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي جزءاً من تاريخ نضال العرب ، ويزداد تعرفهم على أهداف السياسة الإسرائيلية الرامية إلى محاولة خلق قومية جديدة لهم في تناقض مع القومية العربية ، ويدركون أن أراضيهم قد صودرت مثل أراضي بقية العرب في الجليل حينما أرادت السلطات الصهيونية تنفيذ مشاريع التهويد والاستيطان . وحتى بالنسبة للجيل الفلسطيني الشاب الذي تلقى تنشئته في ظل الكيان الصهيوني ، فإن الشواهد تشير إلى استمرار إحساسهم بالانتماء إلى الأمة العربية ، التي يتحدثون لغتها ، ويشتركون معها في الإيمان بنفس المعتقدات الدينية ، والتي تضم دولها أفراداً من أسرهم وعائلاتهم الفلسطينية شردوا بعد خلق دولة إسرائيل .
    وفي المجال السياسي وضعت السلطات الإسرائيلية عددا من الخطوط الحمر لمنع العرب من مزاولة أي نشاط سياسي ومنعت العرب من إقامة أي تنظيم سياسي ومن ذلك منع حركة الأرض عام 1964 كذلك استخدمت جهاز إدارة الشئون العربية وهو جهاز يتعامل بتمييز واضح بحيث يقدم الخدمات لمن يرضي عنهم من العرب والعكس صحيح أيضا أفسحت المجال أمام الأحزاب الصهيونية للتغلغل بين العرب والعمل علي اجتذابهم لعضويتها لكن عرب 1948 على لسان نخبة من قاداتهم قالوا :- لقد عشنا وما زلنا نعيش في الخارج بأرواحنا وأفكارنا حتى ولو كانت أجسادنا داخل إسرائيل مرتبطة بمصالحنا الحيوية ، ورزقنا اليومي ومشاكلنا الحقيقية .

  4. #14

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الرابع
    اولا
    التوجهات السياسية لعرب 1948 م
    تقديم
    إن دراسة أشكال وطبيعة المشاركة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل تقتضي تناول مسائل ثلاث :
    المسألة الأولى : تتعلق بموقف العرب في التصويت لانتخابات الكنيست ، والمجالس البلدية والمحلية ، وكذلك الاتحادات الطلابية.
    المسألة الثانية : تتعلق بموقف العرب من الأحزاب الإسرائيلية القائمة سواء الأحزاب الصهيونية كالماباي والمابام أو غير الصهيونية في الحزب الشيوعي ( راكاح ).
    المسألة الثالثة : وتنصرف إلى المحاولات التي بذلت لتشكيل تنظيم سياسي عربي في استقلال كامل عن الأحزاب الإسرائيلية.

    المسألة الأولى : تصويت العرب في الانتخابات العامة والمحلية : -
    1- الكنيست :
    بالرجوع إلى الإحصائيات المنشورة عن انتخابات الكنيست يبدو ارتفاع نسبة العرب الذي يدلون بأصواتهم بالنسبة لإجمالي من لهم حق التصويت ، فحين كانت هذه النسبة عند أدنى مستوى لها في انتخابات الكنيست الأولى عام 1949 ، فإنها بلغت 79.3% ، في انتخابات الكنيست الثاني 1951 . وفي انتخابات الكنيست الرابع عام 1959 بلغت 88.9 % وفي انتخابات الكنيست الخامس 1961 كانت النسبة في المدن العربية 85.8 % ، وفي القرى العربية 89% وبلغت نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست السادس عام 1965 بلغت 87.1% في المدن العربية و 87.9 % في القرى العربية الكبيرة , ويمكن تحديد العوامل التي تفسر نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست متمثلة في الأتي : أن الانتخابات تعد فرصة لأعضاء هذه الأقلية كي يعبروا عن مواقفهم من السياسات المتبعة إزاءهم . ولأن سياسة السلطات الإسرائيلية ذاتها الرامية إلي رفع مستوي تصويت العرب من خلال اختيار أعضاء قوائمها العربية من عائلات وطوائف ذات نفوذ اجتماعي كبير ، وعادة ما كان التنافس بين مرشحي هذه العائلات سببا . ولأن اتساع نطاق المصالح العربية التي تؤثر عليها التشريعات والقوانين المختلفة التى تصدر في دولة إسرائيل, وبخاصة فيما يتعلق بملكية الأراضي والأوضاع للقري العربية . ولازدياد عدد سكان المدن بين الأقلية العربية منذ عام 1948
    2- المجالس المحلية :
    اكتسبت الانتخابات المحلية أهمية مضافة بالنسبة للعرب بصفة خاصة ، لأن تركزهم الجغرافي يمكنهم من التعبير عبر هذا الانتخابات عن إرادتهم السياسية بدرجة أعلي مما هو متاح في الانتخابات العامة .ويمكن التمييز بصدد الانتخابات المحلية بين أوضاع المدن ذات الأغلبية العربية ، وبين القري او المدن العربية الصغيرة ، ففي المدن تعكس الانتخابات المحلية – بدرجة عالية – التنافس بين الأحزاب الرئيسية في الحياة السياسية الإسرائيلية ، أما في المدن والقري الصغيرة ، فيجري التنافس بين أنواع ثلاثة من القوائم : قوائم محلية تستند إلي أوضاع وعلاقات عائلية ، أو ترتبط بعضوية جماعة دينية معينة. و قوائم ترتبط بأحد الأحزاب النشطة علي مستوي الدولة . و قوائم لا ترتبط أساسا بالأوضاع العائلية أو الجماعات الدينية او الأحزاب الكبري بل تستند إلي أساس شخصي. ولعل أهم نماذج الانتخابات المحلية التي حظيت دراستها بإهتمام واسع هي تلك الخاصة بمدينة الناصرة ، ذلك ان الناصرة تعد أكبر مدينة عربية في اسرائيل من حيث عدد السكان ، كما تعود أهميتها إلي تركز النشاط ذلك ان الناصرة تعد أكبر مدينة عربية في اسرائيل من حيث عدد السكان ، كما تعود أهميتها إلي تركز النشاط الثقافي والفكري العربي فيها بدرجة كبيرة ولارتفاع درجة " تسيس" المواطنين العرب فيها ومن هنا فإن من يحصل علي الأغلبية في المجلس المحلي للناصرة ، لابد أن يتمتع بنفوذ كبير في اوساط الأقلية العربية في اسرائيل ككل ، لأن المزاج السياسي في الناصرة علي حد قول الاستاذ لانداو يحدد بدرجة كبيرة السلوك السياسي للعرب داخل الكيان الصهيوني .
    3- الأتحادات الطلابية :
    أن دراسة هذه الانتخابات وتلك الأنشطة تتيح مجالا لتبين الاتجاهات السياسية وأشكال المشاركة التي يتبناها الجيل العربي الشاب ويمكن أن تعد أحد المصادر الرئيسية لتزويد الأقلية العربية بقيادات الحاضر والمستقبل خاصة مع ارتفاع نسبة التعليم بين الشباب العربي والضعف التدريجي للبنية الاجتماعية التقليدية في المجتمع العربي تحت الاحتلال والذي كانت القرية تعد أهم معاقلة . ولعل أهم نماذج المشاركة السياسية العربية علي المستوي الطلابي تتمثل في اللجنة الطلابية العربية في الجامعة العبرية وتكمن أهميتها في حقيقة أنها تعد أقدم الأشكال التنظيمية المعبرة عن المشاركة الطلابية العربية من ناحية وأنها عبرت في انشطتها عن مضمون سياسي بارز يحظي بتأييد غالبية الطلاب العرب الذين قاموا بتشكيلها من خلال انتخابات منظمة ويبدو المضمون السياسي لهذه اللجنة بالنظر الي ميثاقها الذى تعمد إغفال ذكر كلمة إسرائيل .واستعاض عن ذلك بكلمة " البلاد " وفي مقابل ذلك فقد أكثر من الإشارة إلى مصطلح " الأمة العربية " . وفي عام 1971 قامت جماعة من خريجي الجامعات من العرب بتشكيل اتحاد خاص بهم تحت اسم " اتحاد الجامعيين العرب " ، يبدو بوضوح من النظر إلى الأهداف المحددة له التزام الطلاب بالتصدي للمشكلات التي تواجه الاقلية العربية في ظل دولة إسرائيل ، وللسياسة التي تتبناها السلطات إزاء تلك الاقلية أيضاًُ ، فقد كانت هذه الأهداف على النحو التالي : تنظيم جميع الجامعين العرب في إسرائيل من أجل الدفاع عن حقوقهم وحل مشاكلهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية . و العمل على رفع المستوى الثقافي والاجتماعي للمواطنين العرب والقيام بحركة ثقافية واسعة بينهم . والعمل على رفع المستوى التعليمي في المدارس العربية . و العمل على محو الأمية على المستوى العربي. و تشجيع التعليم الثانوي والعالي بين العرب. و تشجيع تعليم الفتاة العربية وتحريرها من القيود . والدفاع عن حقوق المواطنين العرب في البلاد في سائر المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
    4- العرب والأحزاب الإسرائيلية .
    وفي مجال دراسة موقف العرب من الأحزاب الإسرائيلية يجدر التمييز بين الأحزاب الصهيونية من ناحية والأحزاب غير الصهيونية من ناجية أخرى . حيث تفاوت موقف العرب من كليهما ، وتباينت مبررات وأشكال مشاركتهم في أنشطة هذه الأحزاب ، ولكن يمكن القول بصفة عامة أن مشاركة بعض العرب في الأحزاب الإسرائيلية قد استندت إلى عدم وجود بديل أخر لأن نظم الكيان الصهيوني قد حظرت أي خيار غير هذا ، وبذا لها البعض أنه يتعين العمل من خلال القنوات والأطر التي تعد " مشروعة " وفقاً لنظم هذا الكيان من أجل التعبير عن المطالب الخاصة بالاقلية العربية وعرض مشكلاتها ، وأن كان كثير من هؤلاء قد أدرك بالتجربة محدودية النتائج التي يمكن تحقيقها .
    ( أ )- المشاركة في الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية :
    من بين الأشكال التقليدية لمشاركة العرب في الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية ، تكوين قوائم منفصلة خاصة بالمرشحين العرب تضاف أو تلحق بقوائم الحزب في الانتخابات العامة وعادة ما تلجأ هذه الأحزاب إلى ترتيب أسماء المرشحين العرب على نحو يأخذ في الاعتبار انتماءاتهم إلى جماعات أو طوائف دينية بعينها، ومثال هذا ما حدث في انتخابات الكنيست عام 1955 حين رتب الماباي قائمة مرشحيه من العرب فجعل الأول مسلماً والثاني مسيحياً كاثوليكيا والثالث درزيا كما تخضع مشاركة العرب في تلك القوائم إلى اعتبار أخر وهو تمثيل المناطق الجغرافية المختلفة .
    ونظراً لأن حزب المابام كان من أول الأحزاب الصهيونية التي وجهت بعض الانتقادات لنظام الحكم العسكري ورفعت شعارات تدعوا إلى وقف عملية التمييز التي تمارس ضد الأقلية العربية في إسرائيل فقد أقدم بعض العرب على المشاركة في صفوفه ، وخاصة أنه قد سمح للعرب بالحصول على عضوية كاملة فيه منذ عام 1954 . إلا أن درجة المشاركة العربية في المابام ظلت محدودة للغاية إذا ما قيست بالحجم الضخم من المادة الدعائية التي تصدر عن هذا الحزب والتي يبدو فيها باعتباره مدافعاً عن مصالح العرب في إسرائيل، ولعل السبب الأول وراء هذا يعود إلى حقيقة أن المابام كان شريكاً دائماً في جميع الإئتلافات الحكومية في إسرائيل ، إلى جانب أن المابام كان بحكم موقفه منافسا لكل من الماباي ذي النفوذ والسطوة التقليديين والحزب الشيوعي الذي تبنى موقف المعارضة المبدئية لسياسات الحكومة تجاه العرب بل إن معارضة الحزب المتكررة والمعلنة لسياسات مصادرة الاراضي العربية ، لم تحل بينه وبين الشروع في إقامة كيبوتزات له عليها كما في حالة قرية كفر برعم ، وهذا يفسر أيضاً محدودية تأثير الماباي في أوساط العرب في إسرائيل

  5. #15

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    (ب)- المشاركة في الأحزاب الإسرائيلية غير الصهيونية :
    لعل النموذج الوحيد لحزب غير صهيوني يتمتع بالشرعية في إسرائيل هو الحزب الشيوعي ، وقد كانت هذه السمة للحزب الشيوعي أحد أسباب حصوله على تأييد الكثير من المثقفين العرب بصفة خاصة وإقبالهم على اكتساب عضويته والمشاركة في أنشطته السياسية والاجتماعية والثقافية وخاصة في ظل حظر إنشاء أحزاب أو تنظيمات سياسية عربية مستقلة " وهكذا فإن الفئات التي ارادات القيام بنشاط سياسي أو التعبير عن مرارتها لم تجد أمامها سبيلاً لذلك سوى إمكانية واحدة هي الانضمام إلى الحزب الشيوعي أو التعاون معه " . وحين حدث الانقسام في صفوف الحزب الشيوعي عام 1965 وظهر راكاح " القائمة الشيوعية الجديدة " إلى جانب ماكي الذي اتجه بشكل متزايد إلى قبول بعض وحهات النظر والمواقف الصهيونية انضم جميع الأعضاء العرب في الحزب الشيوعي تقريباً إلى راكاح وقدرت نسبتهم بحوالي 70 % من مجموع أعضائه ، وتتكون قاعدة الحزب الانتخابية بين العرب بصفة خاصة من العمال والمثقفين والطلاب. ومن الملاحظ أن مشاركة العرب النشطة في حزب راكاح قد انعكست بوضوح على الصحيفة الناطقة باسمه وهي صحيفة الاتحاد التي يعمل بها عدد كثير من العرب حيث يبدو من متابعة مقالاتها وأسلوب عرض الأنباء على صفحاتها اهتمام كبير بالتطورات السياسية على المستوى العربي والعمل على اذكاء الارتباط بين العرب في إسرائيل والشعب العربي في البلدان المجاورة إلى جانب كشف سائر صور التمييز ضد الاقلية العربية في إسرائيل.
    وقد تمسكت السلطات الصهيونية في إسرائيل دائماً بموقف المعارضة والرفض لتكوين أحزاب أو منظمات عربية مستقلة ، واستندت في ذلك إلى مجموعة من الحجج دأب المسئولون على تكرارها ولخصت دائماً في الإشارة إلى أن هذا يشكل تهديداً لأمن إسرائيل ومصالحها واستقرار الأوضاع فيها ، ولأن قيام حزب عربي غير مرتبط بحزب صهيوني لا بد أن ينتهي إلى تغليب كفة العناصر القومية في هذا الحزب ، وبذا فلن ينتمي إلى دولة إسرائيل ، بل سيرتبط بالدول العربية التي تحيط بها وتهدد أمنها. وقد جرت عدة محاولات خلال السنوات السبع الأولى التي أعقبت إنشاء إسرائيل لتكوين تنظيمات سياسية عربية ، إلا أن هذه المحاولات لم يقدر لها النجاح سواء لحدوث بعضها في مواقع بعيدة عن مراكز التركز السكاني العربية ،أو لتشكك العرب في وقوف حزب صهيوني وراء إحدى هذه المحاولات أو مقاومة السلطات الصهيونية لها .
    إلا أن أهم المحاولات التي بذلت لتشكيل تنظيم سياسي عربي مستقل كانت ولا شك تلك الخاصة بحركة الأرض في نهاية الخمسينات ، وقد حظيت دراسة هذه التجربة باهتمام كبير من الباحثين ، نظراً لطبيعة البرنامج الوطني للحركة ، وتنوع أشكال الكفاح السياسي الذي خاضته ضد السلطات الإسرائيلية ولدلالتها على على استمرار الإحساس بالهوية العربية لدى الفلسطينيين في إسرائيل ، برغم كافة السياسات التي اتبعت للقضاء على هذا الإحساس. وفي الأول من مايو عام 1958 ، وأثناء الاحتفال بعيد العمال خرجت الجماهير العربية بمدينة الناصرة في مظاهرة ضخمة ، رفعت شعارات أثارت حنق السلطات الإسرائيلية لأنها تضمنت المطالبة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، وتأييد حركات التحرر والثورة في العالم العربي ، فحدث صدام واسع النطاق مع الشرطة أعقبته موجة من الاعتقالات والمحاكمات الصورية السريعة . وكانت هذه الأحداث مدعاة للتفكير في تشكيل جبهة تضم العناصر الوطنية الفلسطينية والعناصر الشيوعية وسرعان ما تشكلت لجنة تحضيرية لهذا الغرض وعقدت مؤتمرين في وقت واحد في عكا والناصرة وأسفر المؤتمران عن تكوين الجبهة العربية ، وإقرار دستورها المتضمن لأهدافها وأهمها إلغاء الحكم العسكري بجميع صوره وأشكاله وتحقيق المساواة بين العمال العرب واليهود ، وإيقاف عمليات مصادرة الأراضي العربية وإعادة ما صودر منها لأصحابه ، وتحسين التعليم في المدارس العربية واستعمال اللغة العربية كلغة رسمية في البلاد ، وإلغاء جميع مظاهر التمييز بين العرب واليهود ،وأخيراً المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من ممتلكاتهم . إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت تسجيل الجبهة العربية تحت دعوى أن هذا الإسم ينطوي على عنصرية فما كان من قيادات الجبهة إلا أن غيرت اسمها إلى " الجبهة الشعبية الديمقراطية .وفي إبريل عام 1959 عقدت العناصر العربية التي اتسحبت من الجبهة الشعبية اجتماعاً تأسيسيا انتهت فيه إلى قرار بتكوين تنظيم سياسي وإصدار صحيفة تعبر عن خط هذا التنظيم وتساعد في نشر الوعي القومي لدى المواطنين العرب ، وقرروا أن يطلقوا على هذه الصحيفة اسم " الأرض " تعبيراً عن تصميم العربي على الدفاع عن وجوده في وطنه وفوق أرضه ، ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك المجموعة باسم " جماعة الأرض " . لذا لم يكن من الغريب في شيء ان تحاول السلطات الصهيونية وقف نشاط الحركة بكل الوسائل الممكنة فرفضت هذه السلطات إضفاء صفة المشروعية عليها استناداً إلى أنها قد تشكلت للنيل من وجود دولة إسرائيل وسلامها .وبرغم هذه القيود والصعوبات والإجراءات التعسفية فقد تبلورت لدى قيادة الحركة فكرة محاولة خوض معركة الكنيست عام 1965. ولكن السلطات أقدمت على اعتقال قيادات " القائمة الاشتراكية " وأبعدتهم عن مدنهم وقراهم ووضعت عشرات العناصر النشطة المؤيدة لها قيد الإقامة الجبرية ،ودفعت لجنة الانتخابات المركزية إلى رفض تسجيل القائمة. وبانتهاء محاولة تشكيل قائمة انتخابية تعبر عن حركة الأرض في انتخاب الكنيست هذه النهاية توقف نشاطها على مستوى جماعي وانحصر ذلك على مستوى فردي مثل التوعية بقضية العرب في إسرائيل من خلال المقالات والدراسات والكتب وهذا ما اسهم به الأستاذان صبري جريس وحبيب قهوجي ، حتى وقعت حرب يونيو 1967 ، فقامت السلطات الإسرائيلية باعتقال بعض عناصر حركة الأرض واتهمتهم بتكوين خلية مرتبطة بمنظمة فتح جرت عليهم في يناير 1968 أحكام بالسجن لسنوات طويلة كما جرى إبعاد بعض قيادات الحركة . وهكذا انتهت أهم محاولة لإقامة تنظيم سياسي عربي مستقل في إسرائيل حتى ذلك الوقت .

  6. #16

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    ثالثا : تفاعل عرب 1948 م مع عرب 1967 :
    يري البعض أن العلاقات بين عرب 1948 وفلسطيني الضفة الغربية وغزة قد بدأ بعد 1967 كتعبير عن التحول في الهوية من الهوية القومية (العربية) إلي الهوية الوطنية (الفلسطينية) حيث بدأ شعورهم بالهوية الفلسطينية يؤثر أو ينعكس علي سلوكهم السياسي وقد ساعد علي ذلك عاملان أحدهما تنامي دور منظمة التحرير الفلسطينية علي الساحة السياسية (مع بداية تراجع الدور العربي إزاء القضية الفلسطينية) والثاني هو حالة الحرمان الاقتصادي التي بدأ عرب 1948 يشعرون بها ويعانون منها،ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقد كانت هناك ترجمة عملية لهذا التواصل بين عرب 1948 والفلسطينيين في الضفة والقطاع فقد شهدت الفترة من يناير 1985 إلي ديسمبر 1987 العديد من المظاهرات والاحتجاجات في الوسط العربي وقد استهدف القائمون بهذه العمليات التأكيد علي وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده كذلك تفاعل عرب 1948 مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بتشكيل لجان إغاثة وجمع تبرعات مادية وعينية وقاموا بتنظيم إضراب شامل في يوم السلام في 21 ديسمبر 1987 وقد سبقه إضراب آخر في يوم الأرض في 30 مارس 1987 ونظموا تظاهرات طوال شهر يناير 1988 ورغم أن رد فعل السلطات الإسرائيلية كان عنيفا ورغم أنه جرى تذكير الأقلية العربية من جانب هذه السلطات بأن وجودها في البلد ليس أمرا مسلما به وأن مكتسباتها ما هي إلا منحة من السلطات الإسرائيلية إلا أن ذلك لم يثن عزم الأقلية العربية. وهنا يري البعض أن أحد أهم سمات الانتفاضة الفلسطينية الكبرى بالأراضي المحتلة هي مشاركة عرب 1948 فيها وتحت شعار الانتفاضة نفسها وإن لم يكن إعلان الإضراب والتظاهر جديدا فإن الجديد هو أن يوم السلام في 21 ديسمبر 1987 قد شهد أول إضراب لا يتضمن أية مطالب خاصة بعرب 1948 وأن هذا الإضراب تبني أسلوب الانتفاضة نفسها في مواجهة السلطة الإسرائيلية وكان شعاره "التضامن مع الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس المحتلة " في هذا اليوم:يوم السلام نجح عرب1948 في مواجهة قوات الأمن الإسرائيلية ومدوا احتجاجاتهم إلي جميع أرجاء الجليل بل وامتدت هذه الاحتجاجات للمرة الأولي إلي مدينتي اللد والرملة وذلك بعد هدوء استمر قرابة أربعين عاما علي حد قول بعض المصادر اليهودية وقد أعلن القادة العرب صراحة أنهم يشاركون أهلهم حربهم من اجل الحرية والاستقلال،وبنفس هذا المستوي من التواصل أو من التعاون والترابط تقريبا كانت علاقات عرب 1948 بمنظمة التحرير الفلسطينية ويمكن في هذا الصدد استعراض مواقف (عدد من قيادات) القوي السياسية في الوسط العربي حيث يقول عبد الوهاب الدراوشة "إن علاقاتنا بالشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية متينة وقديمة" وقد حاول عبد الوهاب المشاركة في المجلس الوطني المنعقد في الأردن عام 1948 لكن الملك حسين منعه من ذلك كذلك حاول إجراء محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1985 وتوجه إلي تونس وقد أحدث ذلك ضجة في إسرائيل وأثار غضب حزب العمل وهو الحزب الحاكم في إسرائيل آنذاك. ويتميز الحزب العربي الديمقراطي(أحد أحزاب الأقلية العربية في إسرائيل)بأنه حزب عربي صرف وله علاقات متميزة مع السلطة الفلسطينية فقد تم تأسيس الحزب بعد مشاورات مع القيادة الفلسطينية ولا قي الحزب تأييدا واسعا في الصراع العربي الفلسطيني. أما عبد الله نمر درويش فيقول "إن العلاقات القائمة بين القيادات السياسية العربية في داخل إسرائيل من ناحية والسلطة الفلسطينية من ناحية اخرى تلاقي بعد النقد فخلال زيارتي للأردن وفي محاضرة ألقيتها في مؤسسة شومان وجهت إلي انتقادات عديدة لأنني ممثل الحركة الإسلامية في عرب إسرائيل ويضيف/ يجب علي الفلسطينيين في الضفة والقطاع الاهتمام بتصويت الفلسطينيين في إسرائيل كذلك يهمنا نحن عرب 1948 أمر الانتخابات في الضفة والقطاع وأوضاع السلطة الوطنية والمعارضة ولا يصح لفلسطيني أن يقول لفلسطيني آخر لا تتدخل في أمورنا
    ويقول هاشم محاميد / أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فقد كنت أول من التقي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية حين كان اللقاء محظورا ومحرما ولم يتطرق أبو مازن وللأسف في كتابه حول المفاوضات إلي دورنا بشكل واضح بل علي العكس كانت هناك محاولة لتهميشه وتعيب الجبهة علي السلطة الوطنية قيام بعض قياداتها مثل نبيل شعث ونصر يوسف وغيرهم أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقارنة عرب 1948 مع المستوطنين موضحين أن إسرائيل تحتمل 800 ألف فلسطيني في داخلها مثلما نحتمل 170 ألف مستوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة وتري الجبهة أن عرب 1948 ليسوا أداة بيد أي شخص وترفض مثل هذه المقارنة وبشكل قطعي فعرب 1948 ليسوا مستوطنين ولم يأتوا من خارج إسرائيل فهم في وطنهم ولدوا فيه وفيه عاشوا علي أرضهم وعموما فإن الجبهة تعيب علي البعض في السلطة الوطنية الذين يتبنون توجهات تخدم اليمين الإسرائيلي من حيث أنها تذهب في اتجاه إن تصبح إسرائيل يهودية نقية أو خالصة لليهود
    في المقابل يقول الدكتور أحمد الطيبي وكان مستشار الرئيس عرفات/ فيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية فإنها تريد لعرب 1948 في إسرائيل أن يتوحدوا قدر الإمكان لكي لا تتشتت أصواتهم وحتى ينجحوا في إيصال أكبر عدد ممكن من النواب إلي الكنيست لأن في ذلك مصلحة مباشرة للجماهير العربية في إسرائيل وله أيضا انعكاسات علي العملية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية ويضيف أن السلطة الوطنية لم ولن تتدخل بهذا الحزب أو تلك الحركة. ويري أحمد الطيبى وهو يتحدث هنا باسم السلطة الوطنية الفلسطينية أن السلطة ترفض المقارنة بين عرب 1948 والمستوطنين وما يرتبط بهذه المقارنة من مخططات أهمها المقايضة:مقايضة أرتيل بأم الفحم ويري أنه لا يمكن سياسيا ولا أخلاقيا عقد هذه المقارنة أو وضع عرب 1948 في إسرائيل في نفس مستوي المستوطنين .
    الخلاصة :
    لقد كانت العلاقة بين عرب 1948 والقوي السياسية في إسرائيل علاقات مصالح من الدرجة الأولي حيث يحاول كل طرف استغلال الطرف الآخر لتحقيق أهداف معينة لا تخرج عن حدود نظرة كل طرف للآخر ففي نقاشات حزب الماباي مثلا للشئون العربية في يناير 1952 قدم أمنون لين الذي أصبح خبيرا في الشئون العربية لسنوات اقتراحا بتأسيس حركة سلام ووحدة الشرق من أجل الاستفادة من وجود العرب داخل إسرائيل وعلاقاتهم بالبلدان العربية وعلي حد قوله فإن هؤلاء العرب يمكن أن يكونوا الأداة الملاءمة من أجل تحرير الشعوب العربية من حكامها الرجعيين ورأي أن يتم ذلك من خلال أساليب عدة منها تدريب هؤلاء العرب علي الأنشطة السرية وراء الحدود . ويري البعض في هذا المقام أن تصويت عرب 1948 للحزب الشيوعي لم يكن يعني أنهم ماركسيون بقدر ما كان يعني أنهم يرفضون الأحزاب الأخرى والأيديولوجيا الصهيونية والدولة اليهودية والأرجح أنه التصويت علي المصالح الأعلي أيديولوجيا.
    ولقد كان حزب مابام أول حزب صهيوني يقبل عربا ضمن صفوفه كأعضاء عاملين عام 1954 والحقيقة أن حزب المابام قد وقع إشكالية أثرت علي موقف عرب 1948 تجاهه فهو أولا يؤيد حركات التحرر لكنه لم يستطع إقناع أعضاءه العرب بصحة موقفه من القومية العربية وهو ثانيا يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها لكنه لا يقر بهذا الحق للأقلية العربية في تقرير مصيرها هي أيضا . وقد برز ذلك بوضوح في صحيفتي الحزب علي همشمار وكذلك المرصاد والمعروف أن هناك قسم بحزب المابام خاص بالعرب وله فروع في المناطق العربية تعمل تحت إشراف الإدارة العربية اليهودية . لكن هناك أحزاب اختلفت مناهجها في التعامل مع عرب 1948 ففي حزب الماباي نوقشت لأول مرة في عام 1952 شئون عرب 1948 في اللجنة السياسية للحزب وفيما بعد أدمج هذا البند إحدي عشرة مرة علي جدول أعمال كل من اللجنة السياسية واختلفت حزبا المفدال والهمل في توجيهاتهما بالنسبة لعرب 1948 فكانا من أبرز الأحزاب التي دعمت الوضع العائلي والقبلي في القرى العربية فالمفدال مثلا استغل وزارتي الشئون الاجتماعية والداخلية لتجنيد بعض العملاء من الأقلية العربية وأمام هذا الظلم فقد ظهرت الحركات السياسية العربية بدءاً بحركة أبناء البلد وحركة الأرض واللجان الطلابية ووصولاً إلى إنشاء أحزاب سياسية عربية مستقلة . منذ العام 1988 بعد انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي تفاعل معها عرب 1948 الأمر الذي هدد استقرار النظام السياسي الإسرائيلي ككل وحطم عقيدتهم الصهيونية من أساسها حيث الخلط الشائع في مفاهيم الحركة الصهيونية العلمانية ما بين الحضارة والديانة والدولة والتي حاولت بثها في أذهان اليهود منذ قيامها على يدي هرتزل بدعوتهم إلى شد الرحال إلى فلسطين وعقدت المؤتمرات الصهيونية بدءاً من المؤتمر الأول في بازل عام 1897 ثم الثاني في بازل عام 1898 والثالث أيضاً في بازل عام 1899 ثم في لندن عام 1900 للنظر في المشكلة اليهودية والثقافة اليهودية وللتأسيس لقيام الدولة اليهودية في فلسطين والتي نجحت في إقامتها عام 1948 م . على أن تكون 100% دولة يهودية تجمع كل اليهود في الشتات داخل كيانها المنقسم إلى طوائف وفئات ولكن هذا لم يتحقق بفضل النضال الوطني للشعب الفلسطيني إن كان في حدود 1948 أو 1967.

  7. #17

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الخامس
    ------------------
    ( المتغيرات السياسية علي الساحة الفلسطينية )
    اولاً / انتفاضة الحجارة وفلسطنة عرب 1948
    1-انتفاضة الحجارة اعوام1987/1993:-
    *سيظل التاسع من ديسمبر 1987م واحد من التواريخ ذات الدلالة العظيمة في تاريخ النضال الفلسطينى وبنظرة شاملة يمكن القول ان العنف الفلسطينى استهدف مخاطبة السياسة الدولية ولفت انتباهها وكانت البدايات الحقيقة لممارسة الفعل الفلسطينى العسكرى في اعوام الثورة الكبري الفلسطينية التي بداها الشيخ عز الدين القسام عام 1935 واستمرت من بعد استشهاده اعوام 1936- 1939 ثم بدا الكفاح المسلح الفلسطينى بعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزه عام 1967 وجاءت العمليات الخارجية ضمن هذا التاريخ النضالى الطويل حتى بدا الميل العربى للحلول الانفرادية باتفاقية كامب ديفيد وطرد الثورة الفلسطينية من لبنان وعزلها في تونس لتنطلق الصحوة الفلسطينية من داخل الارض المحتلة حين صدمت شاحنة اسرائيلية سيارة تقل عمال فلسطينيين من جباليا في الثامن من ديسمبر عام 1987 وقتلت اربعة عمال فلسطينيين فجرت اول مواجهة اثناء تشييع جثمانهم في 9/12/1987 بين جماهير المشيعين والجنود الاسرائيليين وانتشرت بعدها المواجهات لتشمل جميع انحاء قطاع غزة وامتدت الي مدن وقري الضفة الغربية لتتزايد يوماً بعد يوم واسبوع تلو الاخر وسجلت خلال الشهور الستة الاولى ما يقارب 42355 حادث ما بين العفوى والمنظم علي ايدي شبان مراهقين هم اطفال الحجارة الذين لا يتجاوز عمر معظمهم الثامنة عشرة عاماً وجوههم مغطاة بالاقنعة والكوفيات لا يخشون المواجهة مع جنود مدججين بالاسلحة الرشاشة وسلاحهم الوحيد هو الحجر وكان الشهيد هو عنوان تلك الفترة من الزمن .
    والي جانب الاشادة بالشهيد والمقاتلين الشبان بشكل عام ، حملت المنشورات تعليمات خاصة الى القوات الضاربة و اللجان الشعبية التي تنظمت في كافة ارجاء المناطق المحتلة لتنفيذ مخططاتها، وكذلك الي السكان بشكل عام . كانت الغاية الاولى المنعكسة في المنشورات محاولة الغاء تعلق سكان المناطق المحتلة باسرائيل كمقدمة لاقامة دولة فلسطينية فنادوا بقطع الاتصال بالادارة المدنية الاسرائيلية واعلنوا عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية وطالبوا باستقالة جماعية لرجال الشرطة وجباة الضرائب الفلسطينيين والتوقف عن العمل في المستوطنات وسعوا للبحث عن بدائل للعمل في اسرائيل وخاصة المشاريع الزراعية ونادوا بالامتناع عن دفع الضرائب وباضراب تجاري جزئي وبتصفية المتعاونين ومهاجمة المستوطنات الاسرائيلية كذلك حاولوا اقامة مشاريع فلسطينية بديلة في الصناعة والزراعة ولم تكن النتائج قاطعة ، صحيح ان رجال الشرطة وموظفي الادارة المدنية استقالوا ازاء ذهول الاسرائيليين الشديد الذين لجأوا عبثاً الي مختلف الوسائل لمحاولة منع الاستقالات الجماعية ، ودفع اصحاب الحوانيت الذين لبوا النداء واغلقوا حوانيتهم ودكاكينهم في الساعات المحددة في المنشورات ثمنا اقتصادياً باهظا ً ونجحت مقاطعة البضائع الاسرئيلية جزئيا فقط لكنها حملت الازدهار لبعض الورش المحلية حيث ازداد الطلب علي منتجاتها ، وعدا الاضرابات العامة المعلن عنها والتي كانت فعالة للغاية واصل قسم كبير من العمال العمل في اسرائيل في ضوء ضائقة العيش وان تناقص عددهم بالتدريج وعكست هذه الظاهرة النجاح الجزئى للانتفاضة فازدادت الثقة بالنفس جراء ذلك ، وعندما اغلق الاسرائيليون المدارس لفترات متواصلة فتح فلسطينيون كثيرون غرف تدريس سرية وواصلوا التعليم ، ومن الناحية الاقتصادية قل تعلقهم بالاخرين بصورة متزايدة في عدة مجالات .
    في الوقت ذاته اضرت الانتفاضة باقتصاد اسرائيل الذي بدا يشهد الفشل قبل ذلك واعلن بنك اسرائيل ان الثمن المباشر بعد سنتي انتفاضة والذي دفعته اسرائيل وصل الي 1.4% من الثروة القومية اى اكثر من ملياردولار بينما كانت الاثمان غير المباشرة اعلي بكثير، لكن الفلسطنيين في ختام سنوات من الانتفاضة مقرونة بالتضحية والشجاعة وبضغوط اقتصادية ونفسيه وقتلي وجرحى واعتقالات وتعذيبات . لم ينجحوا علي المدي القريب بوضع حد للاحتلال او بتحقيق الاستقلال القومي لكن الاسرائيليين ايضاً لم يشعروا انهم حققوا انتصاراً ساحقاً في الحرب وما بدا للفلسطنيين كفشل ذريع كلف دماء كثيرة ادى الى اعادة تعريف غاياتهم التي تلخصت في اعادة القضية الفلسطينية الى جداول الاعمال السياسية الدولية واعادة التاكيد على الهوية الفلسطينية .
    ولم يكن مفاجئا ان تفقد الانتفاضة بعدها جزءاً من عفويتها واستقلاليتها حيث نجحت اسرائيل فى تصفية القيادة الموحده الاصلية ورحلت 69 قائد و قتلت 600 فلسطيني بالرصاص واعتقلت 40.000 شخص وذلك حتى منتصف عام 1991 . ونجحت منظمة التحرير برئاسة عرفات بالاشراف علي القادة المحليين الذين احتلوا اماكن المبادرين الي الانتفاضة . وقد اكتشف اولئك القادة ان عليهم تقليص قسم من مطالبهم تجاه السكان وعمدت منشورات نشرت لاحقاً الي التخفيف من حدة ادانتهم للعمال الذين واصلوا العمل في اسرائيل وبدلاً من ذلك فرضت حظراً انتقائياً علي المنتجات الاسرائيلية . وفرضت فقط علي منتجات كان لها بديل محلى
    بعد الانتفاضة نشأ وضع من التعادل احس فيه كل طرف انه مهزوم وانه لم يكن مستعداً للاعتراف بذلك، تجاه نفسه،وبالتاكيد ليس تجاه الطرف المقابل . و في اوساط الفلسطينيين تبدلت بعد حوالي السنتين حالة النشوة العامة باليأس المتجدد إزاء الطاقة المحدودة في الانتفاضة وغياب المقدرة علي استبدال منجزاتها بالتقدم علي الحلبة السياسية . واوصلهم هذا الاحساس للعودة الي البحث عن طريق بديل لانهاء الاحتلال .
    في صيف 1990طلبت منشورات القيادة الموحدة بوضوح مساعدة وتدخل خارجيين بعد انقضاء مدة من الزمن حيث عكس تأييد الفلسطينيين لصدام حسين في حرب الخليج املهم اليائس بانهم سيتمكنون من وراء ذلك من تحقيق ما كان واضحاً ان الانتفاضة لم تحققه . وبعد هزيمة العراق كتبت "سارة روي" عن قطاع غزة وقالت : "الفلسطينيون الجدد معزولون تماماً لا حول لهم وتتناوبهم المخاوف . الجيش يضايقهم يوميا وهم لا يملكون طريقة قانونية يدافعون بها عن انفسهم والحياة اليومية محبطة الي حد لايطاق والمخلوقات يائسة حقاً من امكانية العثور علي ملاذ"
    كذلك تضاءلت موارد الفلسطينيين الاقتصادية الي حد كبير،بعد ان حولهم تأييد منظمة التحرير الفلسطينية وسكان المناطق المحتلة والفلسطينيين في الغربة لصدام حسين الي اناس غير مرغوب بهم في اجزاء كثيرة من الشرق الاوسط وانهارت الجالية المزدهرة في الكويت التي كان فيها قرابة 400.000 نسمة مع هزيمة العراق واعادة تشكيل حكومة الكويت ،وفي اواخر 1991 بقي اقل من ربع الجالية هناك ،وفي الاردن عاني الاقتصاد كثيراً وقد اثر ذلك علي الفلسطينيين هناك وعلي فلسطينيي الضفة الغربية ايضاً
    مع بداية الازمة في الخليج في آب 1990 تعمقت الازمة ايضاً في الارض المحتلة ذاتها، فالحالة الاقتصادية التي كانت صعبة بطبيعة الحال في الفترة التي سبقت الانتفاضة ساءت مرة واحدة : وبلغت نسبة البطالة في بعض المناطق من 30% الي 40% وازداد الوضع سوءا مع بدء قصف قوات التحالف "العراق" ،وبدء هجمات صواريخ "سكود" العراقية علي اسرائيل في شهر كانون الثاني 1991 .وساهم الجمود في اقتصاد اسرائيل وطرد العمال الفلسطينيين منها في تعميق الازمة الشديدة التي نشأت بعد ان اوقفت دول عربية مساعدتها لمنظمة التحرير ،التي كان جزء منها مخصصاً لسكان الارض المحتلة . وتذمر اصحاب المصالح الاقتصادية الصغيرة من هبوط اعمالهم بنسبة 80% تقريباً . ولم يحسم أى صراع علي ماهية وصورة المجتمع الفلسطيني المستقبلية في سني الانتفاضة ولا مع افولها ، طالما ان اسس العناصر الاسلامية فيها تتقوى من يوم ليوم . حتى اشد الناس علمانية وقوميـة تبنوا رموز ثقـافية ذات دلالات اسلامية واضحة . لكن النـزاع كان اعـمق بـكثير تمـاماً كمـا في ثورة 1936-1939 ، فان عدم اليقين بخصوص التمرد اعادمسألة الدين الي وعي الجماهير .
    ففي الثلاثينيات استخدم المفتي وظيفته الدينيه ومؤسسة المجلس الاسلامي الاعلي كجسر للعبور الي القيادة القومية . واستخدم الشيخ عزالدين القسام مكانته كخطيب دينى لكي يثير الاضراب العام وانتفاضة الفلاحين وكشف التمرد العربي ذاته عن مشاعر عداء قوى للمسيحية في اوساط قسم المحرضين ضد البريطانيين واليهود انذاك . وفي العقدين الاخيرين من القرن العشرين لعب الاسلام دوراً اكثر مركزية في سياسة الشرق الاوسط ، في كل من / الجزائر ومصر والسودان وايران . ومع ان الدين بنظر قسم من السكان المدينين المثقفين كان بمثابة طفرة مشاعر ، ففي زمن الانتفاضة بدا انه بديل واثق بنفسه وفعال . وفي قطاع غزة علي وجه الخصوص رفضت تنظيمات اسلامية تصورات التيارات المختلفة التي كونت منظمة التحرير و القيادة الموحدة بشكل قاطع . ووضعت اهم مجموعة اسلامية ،"حماس" حركة المقاومة الاسلامية الفرع الفلسطيني – الغزي لـ "الاخوان المسلمين" المؤسس فى فلسطين العام 1945، وفصيل اصغر هو"الجهاد الاسلامى" كان هدفهما اقامة دولة اسلامية في "فلسطين" وكان على راس "حماس" شخصية متميزة هى شخصية الشيخ "احمد اسماعيل ياسين" من غزة ، وكانت محكمة عسكرية اسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن 13 سنة في سنة 1984 بعد ان اكتشفت السلطات في بيته ستين بارودة ، لكنه خرج من السجن بعد عام تقريباً في صفقة تبادل اسرى فى 20 آيار 1985 ليُسجن مجددا في العام 1989 . وبدا تاثيره من خلال النشاط المتزايد للاسلام في قطاع غزة بنجاحه في السيطرة علي الجامعة الاسلامية ، وابعاد القوى المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية منها . وعندما اندلعت الانتفاضة عمل الشيخ ياسين علي افشال السيطرة التامة لمنظمة التحرير عليها . وقام بتوسيع قاعدته في الضفة الغربية وخلافاً لعادته سمح لحركته باستخدام قسم من الرموز و الخطابات الجارية علي لسان القوميين العلمانيين لكنه لم ينضم الى القيادة الموحدة ووزع المناشير والتعليمات المستقلة الخاصة بحركة حماس . و قد اسهمت رغبة ياسين وعرفات معاً فى مواصلة اذكاء نار المقاومة وتوجيه غضب الفلسطينيين ضد الاسرائيليين وليس الوحدة ضد الاخر بالتقليل بشكل ملحوظ من الصدامات العلنية بين انصارهم ، وشجعت القوى الاسلامية والقوى القومية معا مقاومة الاسرائيليين ونادى الاسلاميون بشكل عام بنشاطات اكثر عنفاً ، اما القيادة الموحدة فقد ابتعدت عن استخدام السلاح الناري . ونشأت هذه الرؤية عن الرغبة بعدم توفير سبب للاسرائيليين لتفعيل سلاحهم وخاصة للحفاظ علي الطابع الشعبي للانتفاضة ، والصورة المريحة لجيش يحارب سكاناً مدنيين . لكن الحملات المتبادلة تواصلت ، وكانت الخلافات واضحة مباشرة بعد اقامة السلطة وشنت جماعة ياسين التي تاثرت عميقاً بالاخوان المسلمين في مصر – حملة كلامية وجسدية علي منظمة التحرير وحلفائها ، والتي كانت منافسة لها فعليا داخل المجتمع .

  8. #18

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    المبحث الخامس
    ------------------
    ( المتغيرات السياسية علي الساحة الفلسطينية )
    اولاً / انتفاضة الحجارة وفلسطنة عرب 1948
    1-انتفاضة الحجارة اعوام1987/1993:-
    *سيظل التاسع من ديسمبر 1987م واحد من التواريخ ذات الدلالة العظيمة في تاريخ النضال الفلسطينى وبنظرة شاملة يمكن القول ان العنف الفلسطينى استهدف مخاطبة السياسة الدولية ولفت انتباهها وكانت البدايات الحقيقة لممارسة الفعل الفلسطينى العسكرى في اعوام الثورة الكبري الفلسطينية التي بداها الشيخ عز الدين القسام عام 1935 واستمرت من بعد استشهاده اعوام 1936- 1939 ثم بدا الكفاح المسلح الفلسطينى بعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزه عام 1967 وجاءت العمليات الخارجية ضمن هذا التاريخ النضالى الطويل حتى بدا الميل العربى للحلول الانفرادية باتفاقية كامب ديفيد وطرد الثورة الفلسطينية من لبنان وعزلها في تونس لتنطلق الصحوة الفلسطينية من داخل الارض المحتلة حين صدمت شاحنة اسرائيلية سيارة تقل عمال فلسطينيين من جباليا في الثامن من ديسمبر عام 1987 وقتلت اربعة عمال فلسطينيين فجرت اول مواجهة اثناء تشييع جثمانهم في 9/12/1987 بين جماهير المشيعين والجنود الاسرائيليين وانتشرت بعدها المواجهات لتشمل جميع انحاء قطاع غزة وامتدت الي مدن وقري الضفة الغربية لتتزايد يوماً بعد يوم واسبوع تلو الاخر وسجلت خلال الشهور الستة الاولى ما يقارب 42355 حادث ما بين العفوى والمنظم علي ايدي شبان مراهقين هم اطفال الحجارة الذين لا يتجاوز عمر معظمهم الثامنة عشرة عاماً وجوههم مغطاة بالاقنعة والكوفيات لا يخشون المواجهة مع جنود مدججين بالاسلحة الرشاشة وسلاحهم الوحيد هو الحجر وكان الشهيد هو عنوان تلك الفترة من الزمن .
    والي جانب الاشادة بالشهيد والمقاتلين الشبان بشكل عام ، حملت المنشورات تعليمات خاصة الى القوات الضاربة و اللجان الشعبية التي تنظمت في كافة ارجاء المناطق المحتلة لتنفيذ مخططاتها، وكذلك الي السكان بشكل عام . كانت الغاية الاولى المنعكسة في المنشورات محاولة الغاء تعلق سكان المناطق المحتلة باسرائيل كمقدمة لاقامة دولة فلسطينية فنادوا بقطع الاتصال بالادارة المدنية الاسرائيلية واعلنوا عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية وطالبوا باستقالة جماعية لرجال الشرطة وجباة الضرائب الفلسطينيين والتوقف عن العمل في المستوطنات وسعوا للبحث عن بدائل للعمل في اسرائيل وخاصة المشاريع الزراعية ونادوا بالامتناع عن دفع الضرائب وباضراب تجاري جزئي وبتصفية المتعاونين ومهاجمة المستوطنات الاسرائيلية كذلك حاولوا اقامة مشاريع فلسطينية بديلة في الصناعة والزراعة ولم تكن النتائج قاطعة ، صحيح ان رجال الشرطة وموظفي الادارة المدنية استقالوا ازاء ذهول الاسرائيليين الشديد الذين لجأوا عبثاً الي مختلف الوسائل لمحاولة منع الاستقالات الجماعية ، ودفع اصحاب الحوانيت الذين لبوا النداء واغلقوا حوانيتهم ودكاكينهم في الساعات المحددة في المنشورات ثمنا اقتصادياً باهظا ً ونجحت مقاطعة البضائع الاسرئيلية جزئيا فقط لكنها حملت الازدهار لبعض الورش المحلية حيث ازداد الطلب علي منتجاتها ، وعدا الاضرابات العامة المعلن عنها والتي كانت فعالة للغاية واصل قسم كبير من العمال العمل في اسرائيل في ضوء ضائقة العيش وان تناقص عددهم بالتدريج وعكست هذه الظاهرة النجاح الجزئى للانتفاضة فازدادت الثقة بالنفس جراء ذلك ، وعندما اغلق الاسرائيليون المدارس لفترات متواصلة فتح فلسطينيون كثيرون غرف تدريس سرية وواصلوا التعليم ، ومن الناحية الاقتصادية قل تعلقهم بالاخرين بصورة متزايدة في عدة مجالات .
    في الوقت ذاته اضرت الانتفاضة باقتصاد اسرائيل الذي بدا يشهد الفشل قبل ذلك واعلن بنك اسرائيل ان الثمن المباشر بعد سنتي انتفاضة والذي دفعته اسرائيل وصل الي 1.4% من الثروة القومية اى اكثر من ملياردولار بينما كانت الاثمان غير المباشرة اعلي بكثير، لكن الفلسطنيين في ختام سنوات من الانتفاضة مقرونة بالتضحية والشجاعة وبضغوط اقتصادية ونفسيه وقتلي وجرحى واعتقالات وتعذيبات . لم ينجحوا علي المدي القريب بوضع حد للاحتلال او بتحقيق الاستقلال القومي لكن الاسرائيليين ايضاً لم يشعروا انهم حققوا انتصاراً ساحقاً في الحرب وما بدا للفلسطنيين كفشل ذريع كلف دماء كثيرة ادى الى اعادة تعريف غاياتهم التي تلخصت في اعادة القضية الفلسطينية الى جداول الاعمال السياسية الدولية واعادة التاكيد على الهوية الفلسطينية .
    ولم يكن مفاجئا ان تفقد الانتفاضة بعدها جزءاً من عفويتها واستقلاليتها حيث نجحت اسرائيل فى تصفية القيادة الموحده الاصلية ورحلت 69 قائد و قتلت 600 فلسطيني بالرصاص واعتقلت 40.000 شخص وذلك حتى منتصف عام 1991 . ونجحت منظمة التحرير برئاسة عرفات بالاشراف علي القادة المحليين الذين احتلوا اماكن المبادرين الي الانتفاضة . وقد اكتشف اولئك القادة ان عليهم تقليص قسم من مطالبهم تجاه السكان وعمدت منشورات نشرت لاحقاً الي التخفيف من حدة ادانتهم للعمال الذين واصلوا العمل في اسرائيل وبدلاً من ذلك فرضت حظراً انتقائياً علي المنتجات الاسرائيلية . وفرضت فقط علي منتجات كان لها بديل محلى
    بعد الانتفاضة نشأ وضع من التعادل احس فيه كل طرف انه مهزوم وانه لم يكن مستعداً للاعتراف بذلك، تجاه نفسه،وبالتاكيد ليس تجاه الطرف المقابل . و في اوساط الفلسطينيين تبدلت بعد حوالي السنتين حالة النشوة العامة باليأس المتجدد إزاء الطاقة المحدودة في الانتفاضة وغياب المقدرة علي استبدال منجزاتها بالتقدم علي الحلبة السياسية . واوصلهم هذا الاحساس للعودة الي البحث عن طريق بديل لانهاء الاحتلال .
    في صيف 1990طلبت منشورات القيادة الموحدة بوضوح مساعدة وتدخل خارجيين بعد انقضاء مدة من الزمن حيث عكس تأييد الفلسطينيين لصدام حسين في حرب الخليج املهم اليائس بانهم سيتمكنون من وراء ذلك من تحقيق ما كان واضحاً ان الانتفاضة لم تحققه . وبعد هزيمة العراق كتبت "سارة روي" عن قطاع غزة وقالت : "الفلسطينيون الجدد معزولون تماماً لا حول لهم وتتناوبهم المخاوف . الجيش يضايقهم يوميا وهم لا يملكون طريقة قانونية يدافعون بها عن انفسهم والحياة اليومية محبطة الي حد لايطاق والمخلوقات يائسة حقاً من امكانية العثور علي ملاذ"
    كذلك تضاءلت موارد الفلسطينيين الاقتصادية الي حد كبير،بعد ان حولهم تأييد منظمة التحرير الفلسطينية وسكان المناطق المحتلة والفلسطينيين في الغربة لصدام حسين الي اناس غير مرغوب بهم في اجزاء كثيرة من الشرق الاوسط وانهارت الجالية المزدهرة في الكويت التي كان فيها قرابة 400.000 نسمة مع هزيمة العراق واعادة تشكيل حكومة الكويت ،وفي اواخر 1991 بقي اقل من ربع الجالية هناك ،وفي الاردن عاني الاقتصاد كثيراً وقد اثر ذلك علي الفلسطينيين هناك وعلي فلسطينيي الضفة الغربية ايضاً
    مع بداية الازمة في الخليج في آب 1990 تعمقت الازمة ايضاً في الارض المحتلة ذاتها، فالحالة الاقتصادية التي كانت صعبة بطبيعة الحال في الفترة التي سبقت الانتفاضة ساءت مرة واحدة : وبلغت نسبة البطالة في بعض المناطق من 30% الي 40% وازداد الوضع سوءا مع بدء قصف قوات التحالف "العراق" ،وبدء هجمات صواريخ "سكود" العراقية علي اسرائيل في شهر كانون الثاني 1991 .وساهم الجمود في اقتصاد اسرائيل وطرد العمال الفلسطينيين منها في تعميق الازمة الشديدة التي نشأت بعد ان اوقفت دول عربية مساعدتها لمنظمة التحرير ،التي كان جزء منها مخصصاً لسكان الارض المحتلة . وتذمر اصحاب المصالح الاقتصادية الصغيرة من هبوط اعمالهم بنسبة 80% تقريباً . ولم يحسم أى صراع علي ماهية وصورة المجتمع الفلسطيني المستقبلية في سني الانتفاضة ولا مع افولها ، طالما ان اسس العناصر الاسلامية فيها تتقوى من يوم ليوم . حتى اشد الناس علمانية وقوميـة تبنوا رموز ثقـافية ذات دلالات اسلامية واضحة . لكن النـزاع كان اعـمق بـكثير تمـاماً كمـا في ثورة 1936-1939 ، فان عدم اليقين بخصوص التمرد اعادمسألة الدين الي وعي الجماهير .
    ففي الثلاثينيات استخدم المفتي وظيفته الدينيه ومؤسسة المجلس الاسلامي الاعلي كجسر للعبور الي القيادة القومية . واستخدم الشيخ عزالدين القسام مكانته كخطيب دينى لكي يثير الاضراب العام وانتفاضة الفلاحين وكشف التمرد العربي ذاته عن مشاعر عداء قوى للمسيحية في اوساط قسم المحرضين ضد البريطانيين واليهود انذاك . وفي العقدين الاخيرين من القرن العشرين لعب الاسلام دوراً اكثر مركزية في سياسة الشرق الاوسط ، في كل من / الجزائر ومصر والسودان وايران . ومع ان الدين بنظر قسم من السكان المدينين المثقفين كان بمثابة طفرة مشاعر ، ففي زمن الانتفاضة بدا انه بديل واثق بنفسه وفعال . وفي قطاع غزة علي وجه الخصوص رفضت تنظيمات اسلامية تصورات التيارات المختلفة التي كونت منظمة التحرير و القيادة الموحدة بشكل قاطع . ووضعت اهم مجموعة اسلامية ،"حماس" حركة المقاومة الاسلامية الفرع الفلسطيني – الغزي لـ "الاخوان المسلمين" المؤسس فى فلسطين العام 1945، وفصيل اصغر هو"الجهاد الاسلامى" كان هدفهما اقامة دولة اسلامية في "فلسطين" وكان على راس "حماس" شخصية متميزة هى شخصية الشيخ "احمد اسماعيل ياسين" من غزة ، وكانت محكمة عسكرية اسرائيلية قد حكمت عليه بالسجن 13 سنة في سنة 1984 بعد ان اكتشفت السلطات في بيته ستين بارودة ، لكنه خرج من السجن بعد عام تقريباً في صفقة تبادل اسرى فى 20 آيار 1985 ليُسجن مجددا في العام 1989 . وبدا تاثيره من خلال النشاط المتزايد للاسلام في قطاع غزة بنجاحه في السيطرة علي الجامعة الاسلامية ، وابعاد القوى المؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية منها . وعندما اندلعت الانتفاضة عمل الشيخ ياسين علي افشال السيطرة التامة لمنظمة التحرير عليها . وقام بتوسيع قاعدته في الضفة الغربية وخلافاً لعادته سمح لحركته باستخدام قسم من الرموز و الخطابات الجارية علي لسان القوميين العلمانيين لكنه لم ينضم الى القيادة الموحدة ووزع المناشير والتعليمات المستقلة الخاصة بحركة حماس . و قد اسهمت رغبة ياسين وعرفات معاً فى مواصلة اذكاء نار المقاومة وتوجيه غضب الفلسطينيين ضد الاسرائيليين وليس الوحدة ضد الاخر بالتقليل بشكل ملحوظ من الصدامات العلنية بين انصارهم ، وشجعت القوى الاسلامية والقوى القومية معا مقاومة الاسرائيليين ونادى الاسلاميون بشكل عام بنشاطات اكثر عنفاً ، اما القيادة الموحدة فقد ابتعدت عن استخدام السلاح الناري . ونشأت هذه الرؤية عن الرغبة بعدم توفير سبب للاسرائيليين لتفعيل سلاحهم وخاصة للحفاظ علي الطابع الشعبي للانتفاضة ، والصورة المريحة لجيش يحارب سكاناً مدنيين . لكن الحملات المتبادلة تواصلت ، وكانت الخلافات واضحة مباشرة بعد اقامة السلطة وشنت جماعة ياسين التي تاثرت عميقاً بالاخوان المسلمين في مصر – حملة كلامية وجسدية علي منظمة التحرير وحلفائها ، والتي كانت منافسة لها فعليا داخل المجتمع .

  9. #19

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    2- فلسطنة عرب 1948م:-
    كان للانتفاضة تاثيرها الكبير علي فلسطينيي 1948 ويتضح ذلك من مواقف واراء ممثلي عرب 1948 حيث يقول "حنا ابرهيم" – الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي العربي :-
    تأثرنا كثيرا بالأنتفاضة ، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت ايضآ : فأي فخرلنا ؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الأنتفاضة ، وليست الأنتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها ولنتذكر قول شاعرنا محمود دوريش لاتقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود ومعلوم ان الأنتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا أينما وجد. قلت مرة انني أعتبر الكلام عن الأنتفاضة أشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع اخيه .
    ويقول "الشيخ خالد" مهنا – رئيس تحرير صحيفة الصراط الناطقه باسم الحركه الاسلاميه :-
    اولا : عمقت الأنتقاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضي ، واصبح ما يؤلم ابن غزة او نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة اكبر . وثانيا :عملت الأنتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسة داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطا عريضة تلتقي هذه التيارات عليها . وثالثا: أن الأنتفاضة الفلسطينية التي اوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع ،نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينين داخل الخط الأخضر ورابعا: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها . وخامسا: كشفت الأنتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني ، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة"و"عرب القطاع"و"عرب1948 " .
    ويقول "عزيز شحاده" – محامي والناطق بلسان الحرمه التقدميه – رئيس تحرير الوطن :- الانتفاضة " بلاشك ، وضعت (فلسطينية) الفلسطيني فى المكان الأول والأعتبار السباق من خلال الأعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء ، الانتفاضة اعادت الي الفلسطينى ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية فى سبيل الوطن والقضية والمصير بأغلى مايملك الانسان والأنتفاضة ساعدت فى عزل العملاء والاعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم على جماهير العرب داخل أسرائيل منذ نكبة1948ولابد من الاشارة هنا الى أن اوضاع العالم العربى السيئة، انظمة وشعوبا ، وهذه الأوضاع تترك اثراً سلبياً محبطاً فى نفوس فلسطينى الداخل و اذهانهم ,يكاد يوازى تأثير الأنتفاضة فيها ويعادله وهكذا يعيش عرب48فى اوضاع سياسية لايحسدون عليها,تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة فى أن واحد
    ويقول "عوض عبدالفتاح" – رئيس تحرير الميدان وعضو اللجنه المركزيه لحركة ابناء البلد : ان تشخيص تأثيرالأنتفاضة و أنعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة48,تتناوله عدة طروحات متباينة فى التقويم ، لكنها جميعاً تلتقى حول نقطة واحدة:
    هى ان الأنتفاضة عمقت الألتحام الوجدانى والوطن بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967 وهو مايعنى تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الأستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الأنسان الفلسطينى فى الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطينى والعربى ففى ايام الأضراب التى أعلنت منذ أنفجار الأنتفاضة حتى الأن ، في تواريخ21/12/87 و22/5/1990 و9/10/1990 رداً على مجازر الأحتلال ، أرتسمت صور حقيقيه للأنتفاضة الشعبية فى الناصرة والطيبة وام الفحم والطيرة شفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهاوبناء عليه يستدعى هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية فى إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل ،شرط أن يحظى بدعم فعلى لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره،وذلك لكى يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التى يخوضها ، وهى اقامةالدولة الفلسطينية المستقلة على طريق اقامة المجتمع الديمقراطى العلمانى في فلسطين ، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع
    ويقول :- سالم جبران- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي – راكاح – ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد اليوميه الحيفاويه :-
    لقدأثبتت الأنتفاضة أمرين اساسيين هما :
    أولا : الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات،قيادة وجماهير ، مصمم على مقاومة الأحتلال حتى أسقاطه ، وبالتالى تحقيق تقرير المصير و أقامة دولة فلسطين المستقلة .
    وثانياً : الشعب المقاتل الموحد ، حتى وهو أعزل من السلاح ،قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو ، وأقناعه بأن استمرار الأحتلال غير ممكن ولقد أثرت الأنتفاضة فى أسرائيل داخلياً وسياسياً وأقتصادياً وفكرياً وأجتماعياً ونفسياً ، أكثر من جميع ((جيوش العرب)) ودولها ، وأكثر من المقاطعة الأقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الأن وقلنا ونقول : إننا لسنا ((متضامنين)) مع الأنتفاضة ، فالشعب يتضامن مع شعوب أخرى ،نحن نتضامن مع كوبا او نيكاراغوا او مع النضال ضد العنصرية فى جنوب افريقيا . هنا القضية قضيتنا.الدم الذى يسفك هودمنا .دم إهلنا قومياً واهلنا بالمعنى المباشر للكلمة . أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرف والكرامة والحريةهم لحمنا ودمنا ، والنضال للأستقلال الوطنى الفلسطينى هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومى والأنسانى . ومع الأختلاف الجوهرى فى الأوضاع ، فان المواطنين العرب ، العرب الفلسطينون داخل اسرئيل عبروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الأنتفاضة بعدة صور :-
    منها النضال السياسى الجماهيرى ضد الأحتلال وفظائعه ، وقدأنعكس هذا بالأضرابات الوطنية و بالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة . مع تأثيرنا المتزايد فى الرأى العام اليهودى . فى الأحزاب والشخصيات السياسية و الفكرية والثقافية والفنية . وفى الرأى العام البسيط . وأن اختراق الوعى اليهودى وتأليبه على الأحتلال ، تاًييداً للسلام اليهودى – الفلسطينى ، كان ويبقي مهمة اساسية واستراتيجة . وقد قامت بين أهلنا داخل أسرائيل حركة مباركة هى حملات الأغاثة . ومع أن لهذه الحملات طابعاً أنسانياً عاماً,وشارك فيها بعض اليهود ايضاً، إلا أن لحملة الأغاثة بعداًوطنياً فلسطينياً واضحاً ايضاً
    * الراي العام الاسرائيلي :-
    وتبدوالصورة من وجهة النظر الأسرائيلية، قاتمة وباعثة على القلق ففى تقرير لمركز المعلومات ((عافوداه)) جاء ان عدد الحوادث - مثل رجم الحجارةوقطع الطرق - ارتفع الى الضعفين تقريباً :
    اذقفز من 39,411 حادثة في سنة 1989 إلى 71,754 حادثة فى سنة1990. وارتفع عدد المصابين الاسرائيلين ،من جنود ومستوطنين، في هذه الحوادث من1274 شخصا إلى2926 شخصا . كما ازدادالعبوات الناسفة المزروعة من 55 عبوة إلى 99 عبوة ، في حين ازدادت حوادث إطلاق النار من 82 حادثة إلى 153 حادثة في العام الثالث .
    ووفقا لمصدر آخر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي زرعت ضد الجيش الاسرئيلي 83 عبوة في عام الانتفاضة الأول ، قياسا بـ 55 عبوة في عامها الثاني، 90 عبوة في العام الثالث اما حوادث إطلاق النار عاى الجيش وقوات الأمن الاسرائيلية ، فبلغت 15و77و79 حادثة في الأعوام الثلاثة، على التوالي ومن جهة اخرى، ارتفع عدد "العملاء" القتلى من21 عميلا سنة 1988، إلى 134 عميلا سنة 1989 ، ثم إلى 155 عميلا سنة 1990. ومنذ بداية الانتفاضة / الثورة يتابع المراقبون والساسة الاسرائيليون عن كثب - وبقلق - انعكاساتها القائمة والمرتقبة على فلسطينيى الداخل ، باحثين عن إجابة عن السؤال المركب الخطر : هل تفرض الانتفاضة إعادة((الخط الأخضر)) الذى حاولت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة محوه بسياستها التوسعية المنهجية . فتفرض_بالتالى_ انفصالا ًواقعيًًًا للأراضي المحتلة عن اسرائيل ، وتعيد تقسيم "القدس الموحدة"؟ ام تمحو الانتفاضة ذلك الخط ، بزحفها عبره وتوحيدها الشعب الفلسطيني على جانبيه تحت لوائها، فتهدد الوجود الصهيوني برمته؟ ومن هنا، كان الاهتمام دائما منصبا على الظواهر المتصلة بهذا السؤال الأساسي، مثل : انتقال الممارسات الانتفاضية إلى داخل اسرائيل ، ومسار الفلسطنة الذي يمر عرب هذه المنطقة به ، وعلاقة هذا المسار بالانتفاضة
    ويبدو الاهتمام الاسرائيلي في أقوال المستشارين الرسمية التي تجد ترجمتها من أرشيف صحافي ، عن " أعمال العنف والتخريب داخل حدود اسرائيل " من جانب عرب الداخل خلال أول شهرين من سنة 1990 في ما يلي:-
    يوم7/1 : اكتشاف مجموعة من الشبان في عكا تعمل على تخريب سيارات ومركبات اليهود والعملاء العرب.
    ويوم 8/1 : إلقاء قنابل حارقة على منزل شرطي في بلدة الطيبة
    ويوم 29/1: قدم قائد منطقة الشمال في الشرطة الى لجنة الداخلية في الكنيست تقريرا عن زيادة ،نسبتها 54% ، في انتهاكات عربيه على خلفية وطنية خلال نصف العام الاخير.
    ويوم 2/4: اختطاف احد سكان عكا القديمة العرب واحتجازه في مخزن وضربه، بدعوى مشاركته في رجم سيارات اسرائيلية بالحجارة.
    وفي يوم 2/7 : جاء في تقرير لشرطة النقب ان 118 حادث إلقاء حجارة ورفع أعلام فلسطينية وقطع طرق جرت خلال سنة 1989.وفي السنة نفسها واوائل سنة 1990، تم اعتقال 91 شخصا بتهمة تنفيذ هذه الأعمال ، قدم منهم 15 إلى المحاكمة .
    وفي2 /8 : صدر الحكم بالسجن 20 عاما على احد ابناء البدو في منطقة بئر السبع ، لمحاولته قتل سائق اسرائيلي في الرملة لأسباب وطنية .
    وفي25/12: تقدمت مجندة اسرائيلية بشكوى ضد فتى عربي هاجمها بسكين ، وتزايدت " أعمال العنف " خلال العام ، وتصاعدت في اواخر أيار/مايوعام 1991
    واعتبر المستشرق الباحث فى معهد ترومان . "ماتى شتانبرغ" ، الجدال الدائر فى اسرائيل بشأن كيفية فصل المناطق (المحتلة) عنها . بعد أن أسقطت الأنتفاضة اى إمكان للتعايش فى ظل السيطرة الأسرائيلية
    أما المحلل العسكرى "زئيف شيف" فركز فى مقاله له عن الانتفاضة فى الجيش الأسرائيلى، الذى تحول إلى جيش شرطة، كما يوحى عنوان المقالة المعبرة قائلا فالأنتفاضة تحرف هذا الجيش عن مهمته الأساسية ، وهي ( حولت وحدات عديدة إلى شرطة امن كبيرة ) صحيح ان الجنود يتحولون إلى شرطة محترفين لكن ليست هذه مهمتهم . كما ان الكثيرون من سلك كبار الضباط ، مثل قائدى المنطتقين الجنوبية والوسطى و قياداتهما ، يكسرون جزءاً كبيراًمن وقتهم وتفكيرهم للأنتفاضة .وهذا ما يشغلهم اكثر من إى موضوع عسكرى أخر . أما "يسرائيل هارئيل" ، رئيس مجلس مستعمرات الضفة والقطاع ، فينحو منحى جديراً بزعيم مستوطنين وهو يقول :-
    " فمن جهة ، حققت الأنتفاضة إنجازات بارزة على صعيد الراى العام العالمى ، والحوار مع الولايات المتحدة على الرغم من تجميده ،وقيام مناطق محررة ( حيث تتدرب كادرات جديدة من جنود الانتفاضة على مواصلة النضال ضد الجيش الأسرائيلى والمستوطنين اليهود وسكان اسرائيل كلهم ) ، لكن من جهة اخرى ، هناك إنجاز رئيسى مضاد ، هو الأنجاز الحقيقى الوحيد - فى رأى هارئيل - الذى حققه أى طرف فى الأنتفاضة :
    بازدياد عدد المستوطنين اليهود من نحو 78او80 ألف مستوطن الى ما يقارب100 ألف مستوطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية . ويضرب أمثلة فى ذلك . ازدهار المستعمرات التالية :براخا،حومش ،معاليه ليفونا ، عومريم ، ألفيه منشيه ، ارينيل .ويربط هارئيل هذا الأزدهار بهجرة مايتراوح بين 20 ألف فلسطينى و 40 ألف من الأراضى المحتلة ، معظمهم شخصيات مرموقة فى الأقتصاد والتعليم الي خارج الضفة الغربية وقطاع غزة

  10. #20

    رد: المنسيون في فلسطين المحتله

    2- فلسطنة عرب 1948م:-
    كان للانتفاضة تاثيرها الكبير علي فلسطينيي 1948 ويتضح ذلك من مواقف واراء ممثلي عرب 1948 حيث يقول "حنا ابرهيم" – الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي العربي :-
    تأثرنا كثيرا بالأنتفاضة ، لكن الشعوب الاسكندنافية تأثرت ايضآ : فأي فخرلنا ؟ لا أتحدث عن شعبنا الطيب، بل عمن يعتبرون قادة لهذا الشعب لقد سبق أن غالينا في مديح الذات قبل نشوب الأنتفاضة ، وليست الأنتفاضة بحاجة إلى أن ننشغل بامتداحها والتغني بها ولنتذكر قول شاعرنا محمود دوريش لاتقتلوني بالنشيد وخلدوني بالصمود ومعلوم ان الأنتفاضة لا تطلب منا أكثر من أن نكون موحدين فقط ضد السياسة التي تقمع شعبنا أينما وجد. قلت مرة انني أعتبر الكلام عن الأنتفاضة أشبه بالصلاة لدى المسلم لا تجوز إلا للمطهرين، أو بالصلاة لدى المسيحي لا تقبل ممن هو على خلاف مع اخيه .
    ويقول "الشيخ خالد" مهنا – رئيس تحرير صحيفة الصراط الناطقه باسم الحركه الاسلاميه :-
    اولا : عمقت الأنتقاضة روح التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضي ، واصبح ما يؤلم ابن غزة او نابلس أو القدس يؤلم ابن ام الفحم ويافا وطمرة بصورة اكبر . وثانيا :عملت الأنتفاضة على تفتيت بعض مظاهر الخلاف بين مختلف التيارات السياسة داخل الخط الأخضر، وأوجدت خطوطا عريضة تلتقي هذه التيارات عليها . وثالثا: أن الأنتفاضة الفلسطينية التي اوجدت الكثير من القيم والأخلاق الرفيعة، وقضت على الكثير من مظاهر الفساد في الضفة والقطاع ،نقلت عدواها الطيبة والأصيلة إلى الفلسطينين داخل الخط الأخضر ورابعا: استعادت الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر ثقتها بنفسها . وخامسا: كشفت الأنتفاضة وحدة الشعب الفلسطيني ، على الرغم من محاولات التفرقة عبر شعارات "عرب الضفة"و"عرب القطاع"و"عرب1948 " .
    ويقول "عزيز شحاده" – محامي والناطق بلسان الحرمه التقدميه – رئيس تحرير الوطن :- الانتفاضة " بلاشك ، وضعت (فلسطينية) الفلسطيني فى المكان الأول والأعتبار السباق من خلال الأعتزاز بهذه الفلسطينية هوية وانتماء ، الانتفاضة اعادت الي الفلسطينى ثقته بقدرته النضالية والاستعداد للعطاء والتضحية فى سبيل الوطن والقضية والمصير بأغلى مايملك الانسان والأنتفاضة ساعدت فى عزل العملاء والاعوان الذين دأبت الصهيونية على رعايتهم وتنصيبهم على جماهير العرب داخل أسرائيل منذ نكبة1948ولابد من الاشارة هنا الى أن اوضاع العالم العربى السيئة، انظمة وشعوبا ، وهذه الأوضاع تترك اثراً سلبياً محبطاً فى نفوس فلسطينى الداخل و اذهانهم ,يكاد يوازى تأثير الأنتفاضة فيها ويعادله وهكذا يعيش عرب48فى اوضاع سياسية لايحسدون عليها,تتقاذفهم المشاعر والأحداث والمواقف المتضاربة المشجعة والمحبطة فى أن واحد
    ويقول "عوض عبدالفتاح" – رئيس تحرير الميدان وعضو اللجنه المركزيه لحركة ابناء البلد : ان تشخيص تأثيرالأنتفاضة و أنعكاساتها العملية والمعنوية على جماهير منطقة48,تتناوله عدة طروحات متباينة فى التقويم ، لكنها جميعاً تلتقى حول نقطة واحدة:
    هى ان الأنتفاضة عمقت الألتحام الوجدانى والوطن بين هذه الجماهير والأهل في المنطقة المحتلة منذ سنة 1967 وهو مايعنى تسديد ضربة جديدة إلى مجمل الأستراتيجية الصهيونية الهادفة إلى فصل الأنسان الفلسطينى فى الجليل والمثلث والنقب عن محيطه الفلسطينى والعربى ففى ايام الأضراب التى أعلنت منذ أنفجار الأنتفاضة حتى الأن ، في تواريخ21/12/87 و22/5/1990 و9/10/1990 رداً على مجازر الأحتلال ، أرتسمت صور حقيقيه للأنتفاضة الشعبية فى الناصرة والطيبة وام الفحم والطيرة شفاعمرو وغيرها من قرى الجليل والمثلث ومدنهاوبناء عليه يستدعى هذا الوضع إدراج الجماهير الفلسطينية فى إسرائيل ضمن برنامج واضح ومتكامل ،شرط أن يحظى بدعم فعلى لتمكين هذا الجزء من شعبنا من الحفاظ على وجوده وضمان تطوره،وذلك لكى يتسنى له القيام بدوره تجاه المعركة المركزية التى يخوضها ، وهى اقامةالدولة الفلسطينية المستقلة على طريق اقامة المجتمع الديمقراطى العلمانى في فلسطين ، بحيث يستوعب اللاجئين ويضمن المساواة الحقيقية للجميع
    ويقول :- سالم جبران- عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي – راكاح – ورئيس تحرير صحيفة الاتحاد اليوميه الحيفاويه :-
    لقدأثبتت الأنتفاضة أمرين اساسيين هما :
    أولا : الشعب الفلسطينى فى الوطن والشتات،قيادة وجماهير ، مصمم على مقاومة الأحتلال حتى أسقاطه ، وبالتالى تحقيق تقرير المصير و أقامة دولة فلسطين المستقلة .
    وثانياً : الشعب المقاتل الموحد ، حتى وهو أعزل من السلاح ،قادر دائماً على اجتراح البطولات وإيلام العدو ، وأقناعه بأن استمرار الأحتلال غير ممكن ولقد أثرت الأنتفاضة فى أسرائيل داخلياً وسياسياً وأقتصادياً وفكرياً وأجتماعياً ونفسياً ، أكثر من جميع ((جيوش العرب)) ودولها ، وأكثر من المقاطعة الأقتصادية العربية منذ سنة 1948 إلى الأن وقلنا ونقول : إننا لسنا ((متضامنين)) مع الأنتفاضة ، فالشعب يتضامن مع شعوب أخرى ،نحن نتضامن مع كوبا او نيكاراغوا او مع النضال ضد العنصرية فى جنوب افريقيا . هنا القضية قضيتنا.الدم الذى يسفك هودمنا .دم إهلنا قومياً واهلنا بالمعنى المباشر للكلمة . أحباؤنا الشهداء الذين يسقطون على طريق الشرف والكرامة والحريةهم لحمنا ودمنا ، والنضال للأستقلال الوطنى الفلسطينى هو قضية في صميم ضميرنا ووعينا وكرامتنا وشرفنا القومى والأنسانى . ومع الأختلاف الجوهرى فى الأوضاع ، فان المواطنين العرب ، العرب الفلسطينون داخل اسرئيل عبروا عن مواقفهم ونشطوا تفاعلاً مع الأنتفاضة بعدة صور :-
    منها النضال السياسى الجماهيرى ضد الأحتلال وفظائعه ، وقدأنعكس هذا بالأضرابات الوطنية و بالمؤتمرات والندوات والتعبئة السياسية عامة . مع تأثيرنا المتزايد فى الرأى العام اليهودى . فى الأحزاب والشخصيات السياسية و الفكرية والثقافية والفنية . وفى الرأى العام البسيط . وأن اختراق الوعى اليهودى وتأليبه على الأحتلال ، تاًييداً للسلام اليهودى – الفلسطينى ، كان ويبقي مهمة اساسية واستراتيجة . وقد قامت بين أهلنا داخل أسرائيل حركة مباركة هى حملات الأغاثة . ومع أن لهذه الحملات طابعاً أنسانياً عاماً,وشارك فيها بعض اليهود ايضاً، إلا أن لحملة الأغاثة بعداًوطنياً فلسطينياً واضحاً ايضاً
    * الراي العام الاسرائيلي :-
    وتبدوالصورة من وجهة النظر الأسرائيلية، قاتمة وباعثة على القلق ففى تقرير لمركز المعلومات ((عافوداه)) جاء ان عدد الحوادث - مثل رجم الحجارةوقطع الطرق - ارتفع الى الضعفين تقريباً :
    اذقفز من 39,411 حادثة في سنة 1989 إلى 71,754 حادثة فى سنة1990. وارتفع عدد المصابين الاسرائيلين ،من جنود ومستوطنين، في هذه الحوادث من1274 شخصا إلى2926 شخصا . كما ازدادالعبوات الناسفة المزروعة من 55 عبوة إلى 99 عبوة ، في حين ازدادت حوادث إطلاق النار من 82 حادثة إلى 153 حادثة في العام الثالث .
    ووفقا لمصدر آخر، بلغ عدد العبوات الناسفة التي زرعت ضد الجيش الاسرئيلي 83 عبوة في عام الانتفاضة الأول ، قياسا بـ 55 عبوة في عامها الثاني، 90 عبوة في العام الثالث اما حوادث إطلاق النار عاى الجيش وقوات الأمن الاسرائيلية ، فبلغت 15و77و79 حادثة في الأعوام الثلاثة، على التوالي ومن جهة اخرى، ارتفع عدد "العملاء" القتلى من21 عميلا سنة 1988، إلى 134 عميلا سنة 1989 ، ثم إلى 155 عميلا سنة 1990. ومنذ بداية الانتفاضة / الثورة يتابع المراقبون والساسة الاسرائيليون عن كثب - وبقلق - انعكاساتها القائمة والمرتقبة على فلسطينيى الداخل ، باحثين عن إجابة عن السؤال المركب الخطر : هل تفرض الانتفاضة إعادة((الخط الأخضر)) الذى حاولت الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة محوه بسياستها التوسعية المنهجية . فتفرض_بالتالى_ انفصالا ًواقعيًًًا للأراضي المحتلة عن اسرائيل ، وتعيد تقسيم "القدس الموحدة"؟ ام تمحو الانتفاضة ذلك الخط ، بزحفها عبره وتوحيدها الشعب الفلسطيني على جانبيه تحت لوائها، فتهدد الوجود الصهيوني برمته؟ ومن هنا، كان الاهتمام دائما منصبا على الظواهر المتصلة بهذا السؤال الأساسي، مثل : انتقال الممارسات الانتفاضية إلى داخل اسرائيل ، ومسار الفلسطنة الذي يمر عرب هذه المنطقة به ، وعلاقة هذا المسار بالانتفاضة
    ويبدو الاهتمام الاسرائيلي في أقوال المستشارين الرسمية التي تجد ترجمتها من أرشيف صحافي ، عن " أعمال العنف والتخريب داخل حدود اسرائيل " من جانب عرب الداخل خلال أول شهرين من سنة 1990 في ما يلي:-
    يوم7/1 : اكتشاف مجموعة من الشبان في عكا تعمل على تخريب سيارات ومركبات اليهود والعملاء العرب.
    ويوم 8/1 : إلقاء قنابل حارقة على منزل شرطي في بلدة الطيبة
    ويوم 29/1: قدم قائد منطقة الشمال في الشرطة الى لجنة الداخلية في الكنيست تقريرا عن زيادة ،نسبتها 54% ، في انتهاكات عربيه على خلفية وطنية خلال نصف العام الاخير.
    ويوم 2/4: اختطاف احد سكان عكا القديمة العرب واحتجازه في مخزن وضربه، بدعوى مشاركته في رجم سيارات اسرائيلية بالحجارة.
    وفي يوم 2/7 : جاء في تقرير لشرطة النقب ان 118 حادث إلقاء حجارة ورفع أعلام فلسطينية وقطع طرق جرت خلال سنة 1989.وفي السنة نفسها واوائل سنة 1990، تم اعتقال 91 شخصا بتهمة تنفيذ هذه الأعمال ، قدم منهم 15 إلى المحاكمة .
    وفي2 /8 : صدر الحكم بالسجن 20 عاما على احد ابناء البدو في منطقة بئر السبع ، لمحاولته قتل سائق اسرائيلي في الرملة لأسباب وطنية .
    وفي25/12: تقدمت مجندة اسرائيلية بشكوى ضد فتى عربي هاجمها بسكين ، وتزايدت " أعمال العنف " خلال العام ، وتصاعدت في اواخر أيار/مايوعام 1991
    واعتبر المستشرق الباحث فى معهد ترومان . "ماتى شتانبرغ" ، الجدال الدائر فى اسرائيل بشأن كيفية فصل المناطق (المحتلة) عنها . بعد أن أسقطت الأنتفاضة اى إمكان للتعايش فى ظل السيطرة الأسرائيلية
    أما المحلل العسكرى "زئيف شيف" فركز فى مقاله له عن الانتفاضة فى الجيش الأسرائيلى، الذى تحول إلى جيش شرطة، كما يوحى عنوان المقالة المعبرة قائلا فالأنتفاضة تحرف هذا الجيش عن مهمته الأساسية ، وهي ( حولت وحدات عديدة إلى شرطة امن كبيرة ) صحيح ان الجنود يتحولون إلى شرطة محترفين لكن ليست هذه مهمتهم . كما ان الكثيرون من سلك كبار الضباط ، مثل قائدى المنطتقين الجنوبية والوسطى و قياداتهما ، يكسرون جزءاً كبيراًمن وقتهم وتفكيرهم للأنتفاضة .وهذا ما يشغلهم اكثر من إى موضوع عسكرى أخر . أما "يسرائيل هارئيل" ، رئيس مجلس مستعمرات الضفة والقطاع ، فينحو منحى جديراً بزعيم مستوطنين وهو يقول :-
    " فمن جهة ، حققت الأنتفاضة إنجازات بارزة على صعيد الراى العام العالمى ، والحوار مع الولايات المتحدة على الرغم من تجميده ،وقيام مناطق محررة ( حيث تتدرب كادرات جديدة من جنود الانتفاضة على مواصلة النضال ضد الجيش الأسرائيلى والمستوطنين اليهود وسكان اسرائيل كلهم ) ، لكن من جهة اخرى ، هناك إنجاز رئيسى مضاد ، هو الأنجاز الحقيقى الوحيد - فى رأى هارئيل - الذى حققه أى طرف فى الأنتفاضة :
    بازدياد عدد المستوطنين اليهود من نحو 78او80 ألف مستوطن الى ما يقارب100 ألف مستوطن خلال الأعوام الثلاثة الماضية . ويضرب أمثلة فى ذلك . ازدهار المستعمرات التالية :براخا،حومش ،معاليه ليفونا ، عومريم ، ألفيه منشيه ، ارينيل .ويربط هارئيل هذا الأزدهار بهجرة مايتراوح بين 20 ألف فلسطينى و 40 ألف من الأراضى المحتلة ، معظمهم شخصيات مرموقة فى الأقتصاد والتعليم الي خارج الضفة الغربية وقطاع غزة

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نكبة فلسطين وأخلاق سلطات فلسطين الحاكمة/ مصطفى إبراهيم
    بواسطة مصطفى إبراهيم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2016, 06:28 AM
  2. فلسطين حبي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-15-2015, 11:38 AM
  3. اهداء الى ( تسونامي فلسطين ) / لشاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 07:45 AM
  4. طيور فلسطين اول كتاب عن الطيور في ارض فلسطين للباحث سيمون عوض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-18-2010, 12:08 PM
  5. فلسطين
    بواسطة نورا كريدي في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-04-2008, 06:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •