تابع للموضوع اعلاه

الفصل الثالث: حقيقة القضية الفلسطينية كما يصورها بنيامين نتنياهو، فهذا الفصل يعد امتداداً طبيعياً لخلط الاوراق الذي انتهجه في كتابه هذا، فهو يصور الواقع العربي كما يريد ويرتكب جملة من المغالطات يمكن ان نعددها فيما يلي: 1 الصراع العربي الاسرائيل ليس هو السبب في عدم استقرار المنطقة، وانما هناك صراعات اقليمية اخرى هي السبب الكامن في تفجير الوضع الكامن في المنطقة. مثل الصراعات العربية العربية، والصراعات الاخرى التي حدثت في الشرق الاوسط. 2 يصور بنيامين نتنياهو الحروب العربية الاسرائيلية من منطلق عجيب وهو الموقف العدائي العربي لليهود، وان اسرائيل ذهبت لهذه الحروب مرغمة من اجل حق "مشروع" في الدفاع عن النفس. 3 يقارن نتنياهو بين بعض النزاعات العربية العربية، حيث يصور العرب ومن منطلقات خاصة بالبعد عن الديمقراطية، وانهم اهل حروب وفوضى ومشاكل وقلاقل لا حدود لها. 4 في ص 131من الكتاب يعتبر نتنياهو ان مناداة بعض الشعوب العربية بالديمقراطية فيه شيء من الخطأ لان هذه الديمقراطية لا توزع على الشعب، وانما يستحوذ على السلطة حركات اسلامية متطرفة على حد قوله (مصدر هذه المطالبات بشكل عام الحركات الاسلامية المتطرفة، التي لا يربطها بالديمقراطية اية رابطة، انها لا تسعى لتوزيع القوى السياسة والعسكرية في هذه الدول على السكان عامة، انما للسيطرة عليها بصورة كاملة) ص 5.131 حدد نتنياهو ثلاث مرتكزات تميز العالم العربي هي: ازمة الشرعية، الرغبة في الوحدة والاندماج بين اقطاره، العداء للغرب. ص 6.139 يرجع نتنياهو اسباب عدم تسوية الصراع العربي الاسرائيلي الى رفض القومية من قبل العرب لوجود اية سيادة غير عربية في الشرق الاوسط، وسعي الاسلام الاصولي لتطهير المنطقة من اي نفوذ غير اسلامي، عداء العالم العربي الشديد للغرب ص 156.وان القارئ لهذه التصورات يدرك مدى الجهد الذي يبذله اليهود في حشد الرأي العام العالمي ضد العرب والمسلمين، اما صحة هذه العوامل من عدمها، فهذا الامر لا يحتاج تعليقاً كون كاتبها متطرفاً يقر اليهود بتطرفه اليميني قبل العرب، ونتنياهو يوظف كل هذه الادعاءات لتوضيح حقيقة القضية الفلسطينية، فهي ليست حق تقرير المصير لشعب في العيش في وطنه في امن وسلام، لا، هذه القضية انبثقت من صراعات طائفية بين العرب انفسهم، ومن حروب عدائية ضد اليهود، ومن عداء ممقوت لسيادة غير عربية على ارض عربية، ومن كره للغرب، هذا بالضبط ما يفسر به نتنياهو القضية الفلسطينية. لم يجعل من الصراع عربياً واسرائيلياً، لا، حقيقة القضية الفلسطينية صراع بين عرب متسلطين لهم انظمة تمارس العنف ضد مواطنيها (ص 130) وبين الغرب واليهود من جهة اخرى انه يستعدي العالم ضد العرب!في الفصل الرابع من الكتاب ومنذ البدء يصل نتنياهو الى حقيقة مفادها: ان معظم سكان الاردن هم من الفلسطينيين، فيجدر بهم اقامة وطن لهم هناك لا على ارض فلسطين (مطالبة العرب والفلسطينيين بتقرير المصير، مطالبة كاذبة، فسكان الاردن جميعهم من عرب فلسطين ويشكل الاردنيون من اصل فلسطيني "من غرب النهر يقصد نهر الاردن" اغلبية مطلقة من السكان الاردنيين، وحقيقة ان قسماً من عرب فلسطين قد هاجروا عام 1948م الى جزء آخر من فلسطين لا تسمح لاي كان بالقول ان العرب الفلسطينيين ليست لهم دولة خاصة بهم وسلبوا حق تقرير المصير) ص 180.ويذهب بنيامين نتنياهو في هذا الفصل الى ابعد من ذلك حين يتحدث عن اهمية الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967م فهو يرى اهمية تلك الاراضي بالنسبة لامن اسرائيل، ويبرر مسألة اقتطاع هذه الاراضي، حيث يورد امثلة من مناطق في العالم تم اقتطاعها لصالح دول معينة في ظروف معينة.والمتأمل لهذا الكلام يدرك مدى تناقض اقوال نتنياهو في هذا الفصل، فالارض اقتطعت لحماية اسرائيل، والمكان الطبيعي لبناء موطن للفلسطينيين هو الاردن لا فلسطين! ويبرر اقتطاع الاراضي العربية وتشريد مواطنيها تبريراً وقحاً للغاية فمثل هذا الاقتطاعات قد حدثت في العالم، فلماذا يستغرب البعض اقتطاع اسرائيل لاراض عربية كما حدث في نكسة 1967م وهو امر محمود قد حدث والتاريخ يحتفظ بوقائع مماثلة؟؟والفصل الخامس يعنونه ب "حصان طروادة"، هو لا زال يتحدث عن القضية الفلسطينية ويخص الآن بالحديث منظمة التحرير الفلسطينية فهي في وجهة نظره حصان طروادة الذي يخدم الاغراض العربية!فهو يصور بدايات المنظمة بأنها وجدت ابان العهد الناصري لخدمة القومية العربية. يقول ص 222(عبدالناصر اراد ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية اداة لخدمة القومية العربية تحت زعامته. كان من المقرر ان ترفع منظمة التحرير شعارات فلسطينية، وتنفذ عمليات محدودة ضد اسرائيل، بيد انه كان واضحاً ان على المنظمة ان تعمل بإشراف وثيق من الحكومة المصرية للحيلولة دون وقوع ردود فعل غير مرغوبة من جانب اسرائيل). ويصور نتنياهو المنظمة وقد عقد زعماؤها تحالفات لتدمير اسرائيل مثل تحالفات (المفتي هتلر)، (الشقيري عبدالناصر)، (عرفات صدام حسين). ويصف هذا المسار الذي رسم للمنظمة منذ البداية بأنه طريق الدم ص 265والغرض من هذا الكلام واضح وهو تشويه صورة منظمة التحرير التي تكافح من اجل استرداد التراب الفلسطيني لا كما قال نتنياهو تنفيذ مآرب بعض الزعماء العرب فحسب!ويعتبر نتنياهو ان منظمة التحرير منذ انشائها هي حصان طروادة الذي يخدم مآرب العرب ص 272.ويرى نتنياهو ان العرب قد حاولوا اقناع الغرب بقبول المنظمة وجعل اسرائيل تقبل بها.الفصل السادس من الكتاب، وفيه يبدأ نتنياهو كتابة تصوراته عن مبدأ التعايش والسلام مع العرب، وهو الذي تحدث في الفصول الخمسة الاولى عن نشأة الصهيونية، والخلفية التاريخية التي ساعدت على نشوئها من وجهة نظره، وكذلك عن تصوراته عن منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد ان اقنع القارئ بأن اسرائيل كيان يقر به العرب قبل غيرهم يقول عن السلام والتعايش مع هذا الكيان كلاماً جديداً وعجيباً في ذات الوقت، فهو يقسم السلام بين الدول الى نوعين، السلام بين الدول الديمقراطية، وهو على غرار ما يحدث في اوروبا الغربية: حدود مفتوحة، وتجارة حرة، وتسهيلات متعددة، وعدم وجود تحصينات عسكرية، وتعاون على كافة الاصعدة، وعدم وجود النية للنزاعات العسكرية مع الدول المجاورة، اعني الدولة التي تقر بالسلام الديمقراطي المزعوم كما يراه نتنياهو.الفصل السابع: تحدث فيه نتنياهو عن هضبة الجولان المحتلة، فهو يقرن بين اهمية ذلك الموقع بالنسبة لأمن إسرائيل وبين موقع سيناء، لكنه في ذات الوقت يستبعد اعتبار حل سيناء نموذجاً يمكن ان ينطبق عليه حل قضية الجولان، ويخلط الاوراق حيث يتحدث عن الضفة الغربية واهميتها بالنسبة للأمن الإسرائيلي ويقرن ذلك بأهمية الجولان، وهذا كله من اجل تبرير عدم تخليه عن هضبة الجولان المحتلة، والتي قررت اسرائيل ان تبني فيها بعد مجيء نتنياهو للحكم اكثر من الف وحدة سكنية. (أن وجود إسرائيل بالذات في هذه المناطق هو الذي يردع العرب عن شن حرب شاملة عليها، وهو الذي زاد من احتمالات تحقيق سلام حقيقي في المستقبل) ص328.وما يقوله نتنياهو هنا فيه شيء من الصحة، لأن تحرير المناطق التي تم احتلالها عام 1967م هو شغل الزعماء العرب بالدرجة الاولى اكثر من اهتمامهم بتحرير فلسطين كاملة، نعرف ذلك من معاهدات السلام التي ابرمتها إسرائيل مع العرب بدءاً بكامب ديفيد ومروراً بمعاهدتي السلام مع الأردن والفلسطين، فمن يقرأ سياسة إسرائيل في هذه المفاوضات يدرك أن إسرائيل ردت لمصر ما اخذ من سيناء ولا حديث عن بقية التراب الفلسطيني، ومع الأردن والفلسطينيين كان الوضع اقل من ان يقارن بما ابرمته إسرائيل مع مصر في كامب ديفد! في الفصل الثامن من الكتاب تناول موضوع السكان والهجرات اليهودية لأرض فلسطين، فعدد العرب هو اكبر من اليهود في فلسطين بل كانت المقارنة في البداية في صالح العرب بصورة واضحة، ومع تقدم السنين هجر العرب من فلسطين، وفي المقابل تتالت الهجرات اليهودية الى فلسطين، فنتنياهو يعوض هذا النقص بالهجرات المتعددة من أوروبا وما كان يسمى بالكتلة الشرقية الى إسرائيل من يهود العالم. ويعلق نتنياهو آمالاً عريضة على هذه الهجرات الجماعية، فهو يحس بعدم التوازن في التركيبة السكانية. وهو يعرف ايضاً ان الوعود التي تقطعها إسرائيل للمهاجرين لا تتحقق دوماً، لذا كثيراً ما يغير هؤلاء من خط سيرهم باتجاه الغرب او أمريكا بالذات، فهو يؤكد على مسألة هذه الهجرات التي يجب ان تكون الى إسرائيل على حد قوله، وهي سوف (تضع نهاية للحلم العربي برؤية إسرائيل وهي تنهار كدولة الصليبيين التي ظلت تصغر وتتقزم حتى تلاشت نهائياً، ستكون مثل هذه الهجرة اليهودية، خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام) ص348.في الفصل التاسع يتحدث نتنياهو عن السلام والتعايش ولكن على الطريقة اليهودية. فهو يسمي السلام بالسلام الحقيقي، ويركز على نقطة اساسية قبل وضع تصوراته فهو يرى ان النزاع والعداء بين العرب وإسرائيل لسبب بسيط وهو (وجو كيان يهودي مستقل بالذات، وليس له علاقة بالأرض بشكل خاص) ص 361ما معنى هذا؟ نتنياهو يريد أن يقول ان العرب لا يريدون ان يكون لليهود كيان في هذا العالم، والمسألة ليست قيام هذا الكيان في فلسطين العربية. ومحاربة العرب لتغيير الوضع، العرب يكرهون قيام كيان لليهود في اي مكان في هذا العالم، هو بذلك يريد ان يفرغ القضية من مضمونها وهو المطالبة بأرض فلسطين العربية. ومعروف ان مدغشقر كانت ارضاً مرشحة لقيام هذا الكيان الممقوت قبل فلسطين ومن يقرأ بداية الحركة الصهيونية يدرك ذلك، ويدرك ان فكرة قيام دولة لليهود في فلسطين جاءت بعد ذلك. وهو يريد ان يقول ايضاً أن العرب تريد تقويض هذا الكيان اليهودي لكراهيتهم الشديدة لليهود لا لانه قام على ارض عربية! انه يذهب في جملة المغالطات المضللة بعيداً في هذه المرة. (أن معارضة العرب لوجود إسرائيل كانت وما زالت، العقبة الرئيسية، التي تحول دون تحقيق السلام) ص361.فمن يتأمل لكل هذا يدرك ان هذا اليهودي يلفت انظار العالم الى ان جوهر الصراع العربي الإسرائيلي هو كراهية العرب لليهود ومقتهم الشديد للصهيونية، لذا فهم يحاربوننا، ولا علاقة لهذه الحرب بمسألة استرداد التراب العربي، وانا اقول بصفتي عربي: اننا نكره الصهيونية فقرآننا المقدس يحذرنا من اليهود، فكيف نثق باليهود؟ وقبل ان ننتقل الى الباب الاخير من هذا الكتاب نقف على شروط وتصورات نتنياهو بشأن عملية السلام التي نجملها في النقاط التالية: 1 اعتراف العرب وتسليمهم بوجود إسرائيل مباشرة دون شروط.2 التخلي نهائياً من قبل العرب عن فكرة القضاء على الدولة اليهودية.3 اعطاء هذا السلام مصداقية عن طريق ابرام معاهدة السلام معها.4 الغاء المقاطعة ضد إسرائيل.5 وقف التسلح العسكري من قبل العرب ضد إسرائيل.6 ان يعترف العرب بحق إسرائيل في البقاء. اي قبول مبدأ التعايش المتبادل.وماذا سيجني العرب من هذا السلام الفاتر الذي يحق لإسرائيل في ان تتسلح على حساب العرب وتحتفظ بالأرض؟لا شيء البتة في الواقع، فهو في البدء يرفض مبدأ (الأرض مقابل السلام) فعلى العرب الاعتراف بإسرائيل وبالوضع القائم في المنطقة. وستقدم لهم إسرائيل خبرتها في المجالات المتعددة. ويضرب مثالاً طريفاً على هذه الخدمات ص369، هذا المثال يصف كيف يستفيد المزارعون الفلسطينيين من طريقة الري بالتنقيط، فلو تمت العملية في سوريا واستفاد منها المزارعون لضمن وصول 85% من المياه السورية بدلاً من الوضع القائم 40% فقط من الموارد السورية من المياه. يقول ذلك بكل وقاحة وإسرائيل قد سرقت المياه العربية على حدودها مع لبنان ومن فلسطين ومن الأردن!! أما حديثه عن المفاوضات مع السوريين والفلسطينيين واللبنانيين فهو لايختلف عما أوردته في الشروط السابقة، سلاماً فاتراً هشاً يأخذ من العرب كل شيء ولا يعطي لهم اي شيء. وحتى فكرة تقسيم القدس استبعدها تماماً ص382.


أبو بسام
16-08-2001, 08:32 pm

تابع للموضوع اعلاه


الفصل العاشر من الكتاب (الفصل الاخير): اختار بنيامين نتنياهو ان يجعله فصلاً ختامياً لهذه المسرحية الهزلية/العبثية التي اسمها (مكان تحت الشمس)، فهو يتحدث عن القوة اليهودية التي يعتبرها نهاية المطاف، وهو هنا لا يقصد القوة العسكرية، لقد اعتبرها صمام الامان لإسرائيل في فصل سابق، لكنه يقصد القوة اليهودية المهيمنة على العالم، فهو يلوح بهذه القوة اولاً واخيراً ويقول عن الصهيونية (الصهيونية عبارة عن تجربة قومية معروضة لنسج مستقبل لشعب عريق، بخيوط الادارة القومية التي غزلت في فجر التاريخ اليهودي، ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا) ص405، لذا فهو يراهن ان مستقبل إسرائيل مرهون بهذه القوة الصهيونية اليهودية. ومن التوراة يقتطف نتنياهو قول النبي "عموس" (سأبني عريشة داود الساقطة).القوة اليهودية في العالم هو ما يلوح به نتنياهو للعرب اولاً وللعالم ثانياً، فهو يعقد عليها آمالاً في تحقيق احلام الصهاينة، هذه الاحلام التي مهد لها اليهود قبل وبعد مؤتمر بال بسويسرا الذي جسد آمالهم العريضة في قيام وطن قومي لليهود. وكأن نتنياهو يراهن على اتحاد اليهود تحت مظلة هذه الصهيونية الجديدة ممثلة في دولة إسرائيل التي وجدت لتبقى على حد قوله في فصل من هذا الكتاب. وبعد: قبل أن نستخلص النتائج يجدر بنا الوقوف على مقدمة الطبعة العربية والتي حرص نتنياهو ان يكتبها للقارئ العربي بالذات، فالكتاب موجه له بالدرجة الاولى، فهو في البدء يدافع عن حزب الليكود الذي لا يحبذه العرب ويفضلون عليه حزب العمل (ترسخ في الاذهان ان حزب العمل يعمل من اجل السلام، وان الليكود ضد السلام، ان أحد الاهداف الرئيسة لتأليف هذا الكتاب هو ازالة هذه الخرافة) ص 11.فهو هنا يقنع العرب والعالم اجمع بأن حزب الليكود يدعو للسلام مع العرب ايضاً ولكنه سلام من نوع آخر لكن ليت شعري ماذا سيقول نتنياهو بعد ان جاء آرييل شارون اخيراً من حزب الليكود وعين شيمون بيريز من حزب العمل وزيراً للخارجية فأثبت بما لا يدع مجالاً ان الحزبين وجهان لعملة واحدة من الزيف والخداع والمماطلة.أما كيف يكون السلام فهو بدعامتين (الاولى وجود نوايا مخلصة من جانب شركائنا العرب، والدعامة الثانية هي ان الشروط التي ستحمي إسرائيل يجب ان تثبتها تلك النوايا بدرجة لا تقل عن النوايا المسالمة) ص 11ايضاً. والحقيقة ان مسألة النوايا هذه قد استحلاها الزعماء الصهاينة، فشارون في مفاوضاته مع الفلسطينيين حالياً يركز على مسألة النوايا، فلابد من ان يثبت الفلسطينيون حسن نواياهم في مدة لا تقل عن اسابيع عديدة قبل ان تقوم إسرائيل بتنفيذ الاتفاقيات وعلى رأسها ما يراه ميتشل الذي تقصى الحقائق في وقت كانت الدماء الفلسطينية تنزف وهو يتقصى الحقائق!، فشارون يتخذ سياسة سلفه نتنياهو في مسألة النوايا.فهو منذ البدء يقرر ان السلام يجب ان تضع شروطه إسرائيل، فهي المنتصرة والقوة الضاربة وما على العرب الا ان يبصموا على هذه الشروط. ولقد اختار نتنياهو اصدار الكتاب في عام 1995م وهو وقت كانت رياح التغيير من اجل السلام والمفاوضات بين العرب وإسرائيل قد هبت فيها جيداً. لذا كانت رسالته موجهة للعرب بالدرجة الاولى: نحن لن نتنازل ولن نغير من الوضع شيئاً والسلم شروطه بأيدينا لا بأيديكم!