أنا الجزائري العربي طبيعيا وبيولوجيا وتاريخيا ، وبربريا ـ كما يسوق الإخوة في زمن الإستعلاء هناك ـ إن كانت البربرية الأمازيغية عيبا ، وإن كانت عيبا فمرحبا بزمن انقلبت فيه الموازين ، وانفلتت فيه القيم .
إنك يا أستاذ ـ تدفع بصوت العقل والحكمة ـ من عراق التاريخ والحضارة ـ وهذا تشكر عليه أيما شكر ، وليس جديدا من شعب عرفه التاريخ ، ولم يسوق لنفسه ، بل التاريخ يشهد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، أن العراق عريق بحضارته ، برجاله ، وهاهو الصوت العراقي المغرد بالحق ينشد الخير في أمة تشتت أوصالها ، فهل يستجيب من استعلى أم يقول مثل سلفه " أنا ربكم الأعلى "
لست أقطع الطريق أمام محاولات الخير وانشاد الصلح ، بل أمدد عنقي تحت أقدامه لأجل تحيا أمتي شامخة .
لكن معذرة ...أظن الموازين مقلوبة، ودخل الخارق والعجائبي والغنوصي والهرمسي والإشراق بدل العقلانية ، والمسألة مطروحة منذ لحظة محمد عابد الجابري و : " نحن والتراث " والقطيعة الإبستمولوجية ، التي كنت في أحد بحوثي قد نقدتها ، لكنها مع الأسف ترغمني الأحداث هنا وهناك للتسليم رغم صم أذناي عنها .
نعم دخل الفعل الخارق والعجائبي والخرافي والسحري ، وكل ماهو راء طبيعي .
أليس الإعتداء على وفد رسمي شقيق جزائري مغاربي في المطار القاهري المحروس والمؤمن جدا، فعل يُشجب ويُتبرأ منه ، ورغم أنه تقصير إلا أن الجزائر ـ البربرية !ـ تعاملت معه باحترافية وأبقته في نطاق الكرة والمنافسة
وفي السودان كانت المصرحية الخيالية ذات الفعل الخارق والشخصيات الأشباح ، ورغم نفي السودان لكل إخلال ونفي أي تجاوزات ، ورغم انعدام الأدلة ـ إلا أن الصوت النشاز مايزال يصرخ من هناك ، حتى دخل ابن الزعيم القيّم على العروبة ، ليتهم الشعب الجزائري بالإرهاب والهمجية ، ويطالب كل متدخل ـ كل من امتلك هاتف للإتصال في القنوات ـ بحقه من الجزائر ، فالحق على مصرحية مطلوب ، والحق من جريمة وكمين مدبر في مطار القاهرة شيىء غير مرغوب تناوله أو الحديث عنه ، لأنه ببساطة جنون الجزائريين ، نطحوا برؤسهم زجاج الأوتوبيس ، هكذا هم شعب ارهابي همجي بربري غير عربي ، كلمات موجعة مؤلمة تناولها الفضاء الاعلامي في البلد العروبي الوحيد ، أم العرب وربهم الأعلى !.
لا أقطع الطريق على المقال ـ يشهد الله ـ لكن الجزائريين ليسوا أغبياء لدرجة أن تتحامل عليهم أمهم ـ إن صحت أمومتها ـ فقد نفرتهم لبربريتهم ـ ، معذرة إخوة العرب الشرفاء ، معذرة للمنتدى الكريم ، معذرة للجبوري وكل الجبوريين القبيلة الكبيرة في عراقنا الأشم .
لكن الأمر انفلت وخرج من الدائرة الشعبية الغوغائية التي دبر أمرها بليل إلى دهاليز السياسة والتغطية على مشاكل الداخل ، ولا أظن مصالحة تتم بين رئيس ورئيس متعالى فوق اللزوم ، وإن تصالحا فهل يعتذر الإبن الموعود بالخلافة ، ويقبل بزلة اللسان ، أم تبقى الفحولة المهدورة على الإخوة تدور رحاها .
تحياتي من الجزائر
جزائر الود والمحبة
جزائر العروبة والجهاد
وإن قال من شنأ بربر فتحياتي لطارق بن زياد وعباس ابن فرناس ويوسف ابن تاشفين وعبد الحميد ابن باديس وهواري بومدين وعميروش والعربي بن مهيدي وغيرهم الكثير ...فكل هؤلاء امازيغ لكنهم أثروا في زخم التاريخ
تحياتي لهذا المنتدى ومنتسبيه
ومعذرة على الرد لكنه لا يحمل الحقد إنما يوضح جزءا من الرؤيا
والسلام عليكم