رغم أنى بلغت من العمر ثلاثة عشر عاما الا اننى كنت مولعا بالفوانيس , فوانيس رمضان , وقد كان جميلا من خالتى انها أحضرت لى فانوسا كبيرا وجميلا معها بعد عودتها من امتحانات الجامعة فى مصر ف العام الماضي , كان عندي فانوس صغير , لم أكن أحمله فى الشارع لأن هناك من يحمل فوانيس أفضل واجمل , ولكنى فى هذا العام سأحمل الفانوس وأقود جميع صبيان الحي وخاصة بعد السحور , عندما نذهب للمسجد , والانوار مطفأة فى الطريق اليه 000 كنت فى العام الماضي لا ارغب فى الذهاب مع اصحابى بعد السحور لأننى لم اكن املك فانوسا جيدا , ولكنى فى هذا العام سأكون أول من يوقظ الجميع لنذهب الى المسجد , ولقد صح ما توقعته فالجميع أطرى على هذا الفانوس الجميل , ولكنى لم أحافظ عليه , فبعد عودتنا من المسجد تعودنا ان نلعب الكرة فى الحي ووضعت الفانوس على حائط صغير بجواري وأنا العب , وبدون قصد ضرب أحد زملائي الكرة فأوقعت الفانوس وكسرته , وشعرت وكأن قدمي او يدى هى التى كسرت, وغضبت غضبا شديدا , وتشاحنت مع زميلي الذي القى الكرة ناحية الفانوس والتف حولي باقي الزملاء والاصدقاء وكأنهم قد اتفقوا على كلمة واحدة , المسامح كريم , وهزتنى كلمتهم من الداخل , ولم أشعر بنفسي الا وأنا أتوجه الى زميلي طالبا منه ان يسامحنى على غضبي فنحن فى شهر رمضان , شهر التسامح , ولو أخطأ أحدنا فى حق الاخر , يجب ان يرد عليه بكلمتين فقط 000 سامحك الله 000 هكذا تعلمنا فى المدرسة , وفى الحي الذي نعيشه .. وان نتسامح فى هذا الشهر 000 الفضيل
---------------------------------------