===================
الأستاذ الفاضل / الهادي الزغيدي
حياك الله :
لاشك ان ماتفضلت به حضرتك ، يعبر عن الصورة والقناعة العامة التي تعتنقها معظم " الشعوب " وخاصة العربية اليوم .. نتيجة فقدان عوامل كثيرة .
لكن المشكلة أعمق وليست بهذه البساطة التي نعبر عنها .
وعندما طرحت مداخلتي .. فإنني اقصد تمامآ ماذكرت عن " تغيب " الشعوب لحكم نفسها بنفسها أو بواسطة ممثلين عنها .. وإن كان بجزء منه " فلسفي " إلا أن الحقيقة انه : إجتماعي - سياسي - إقتصادي .. بالدرجة الأولى ، مع اشكال متعددة ، ومضامين مختلفة لهذه " النتيجة " .
وإن بقيت في ساحة الوطن العربي تحديدآ .. فالإشكالية أكبر من موضوع : الديمقراطية.
الإشكالية في الحكم هنا ، تشتمل مناحي ومحاور عديدة ، منها :
أنماط التفكير العربية - الثقافة المجتمعية - التكون السياسي للمجتمع منذ قرون - مفهوم الدولة ، أو شبه الدولة .. التي انتجتها العلاقات : الإجتماعية ، والإقتصادية ، والفكرية .
هذا أولآ .. واساسآ ..
ثانيآ :
ونحن اليوم بما نحن عليه : مجتمعات ، ونخب سياسية وثقافية ، ونظم .. لابد أن نواجه سؤالآ يطرح نفسه بحدة ، أنتجته مقاربة في مقال للأستاذ / سعد محيو / نتيجته :
[ هل تنجح الديمقراطية في ظل مجتمع من المواطنين " قرروا " الإبتعاد عن السياسة ؟؟ ] .. وطبعآ مع تعدد الأسباب لذلك ، إلا أن النتيجة هذه .
هذا لدينا ونحن لانزال نعيش عصر ماقبل الدولة / الأمة المواطنة .
وهذا لدينا ، يختلف عما لدى " الغرب " ، مع النتائج المتقاربة .
ففي ظل : نظرية / ليو شتراوس / فيلسوف المحافظين الجدد الأمريكيين ، التي تدعو إلى :
[ ممارسة الخداع و " الكذب النبيل " على المواطنين بهدف منحهم هدفآ وإنطباعآ وشعورآ خادعآ بأنهم هم الحاكمون .. ولأنهم " قطيع هائج " يحتاج إلى من يقوده دائمآ ] .
موضوع عميق لايمكن أن نختزله " بديمقراطية معلبة " ..
مودتي وإحترامي .