انطلاقة الثورة الفلسطينية

كانت مشاعر العرب بعد نكبة 1948 مزيجا بين الشعور بالذنب وتململ اتسم بالعفوية، فبعد أن أخذت بعض الأعمال طريقها في الفترة ما بين عامي 1953 و 1956، تجاه العدو الصهيوني، وما رافق ذلك من منع من قبل الحكومات المجاورة التي كانت تبرر منعها لتلك الأعمال، بردة الفعل الصهيونية على أراضيها بعدوان لم تكن تلك الدول لتستطيع صده.


وما أن جاء عام 1964 حتى كان قد ظهر أكثر من 40 تنظيم فدائي صغير، منها (قيادة العمل الفلسطيني) التابعة لحركة القوميين العرب، و (فرع العمل الفلسطيني) الذي كان معظم أعضاءه من المنتمين لحزب البعث.

وكان بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أن أخذ التفكير في البحث عن شكل من التنظيم المتطور قد شغل تفكير كثير من القوى الفلسطينية، وقد خلقت فكرة نواة منظمة سياسية عام 1959 بين الأوساط المثقفة الفلسطينية، وتطورت تلك الفكرة عام 1962 لتصبح (حركة التحرير الوطني الفلسطيني) التي أصبحت تعرف اختصارا باسم (فتح) وأصبح لها جناح عسكري حمل اسم (العاصفة).

نشاط الجانب الرسمي العربي

كانت اللجنة السياسية التابعة للجامعة العربية قد اتفقت في اجتماع (شتورا ـ لبنان) في آب/ أغسطس 1960، على الحفاظ على الشخصية الفلسطينية، وتهيئة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه بمساندة عربية.

استمرت المداولات العربية الرسمية زهاء ثلاث سنوات، حتى جاء مؤتمر القمة الأول في القاهرة بين 13 و16/1/1964، والذي انعقد بسبب المحاولات الحثيثة من الكيان الصهيوني لتحويل مجرى (نهر الأردن). وتمخضت الجهود عن توجه عربي لتأسيس (منظمة التحرير الفلسطينية)، وتخويل (أحمد الشقيري) مندوب فلسطين في الجامعة العربية لتشكيل لجان تحضيرية لعقد مؤتمر فلسطيني لهذه الغاية.

المؤتمر الفلسطيني الأول

انعقد في القدس بتاريخ 28/5/1964 بحضور ممثلين عن ملوك ورؤساء الدول العربية (عدا المملكة السعودية). وفي هذا المؤتمر تم تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ليقود الشعب الفلسطيني الى معركة التحرير كما جاء في البيان.

وكان من بنود الميثاق القومي الفلسطيني الذي أقر في المؤتمر:

1ـ جاء في المادة الأولى ((فلسطين وطن عربي تجمعه روابط القومية العربية بسائر الأقطار العربية التي تؤلف معها الوطن العربي الكبير.

2ـ جاء في المادة الثالثة (الشعب العربي الفلسطيني " صاحب الحق الشرعي في وطنه، وهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، يشترك معها في آمالها وآلامها، وفي كفاحها من أجل الحرية والسيادة والتقدم والوحدة " .

3ـ جاء في المادة الرابعة (أن جميع الفلسطينيين أعضاء طبيعيون في منظمة التحرير الفلسطينية، يؤدون واجبهم في تحرير وطنهم قدر طاقاتهم.

4ـ جاء في المادة السابعة (المجلس الوطني الفلسطيني هو السلطة العليا لمنظمة التحرير، وهو الذي يصنع سياسة المنظمة ومخططاتها وبرامجها)

5ـ جاء في المادة التاسعة على أولوية تحرير الأرض ( إن المذاهب العقائدية سياسية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية، لا تشغل أهل فلسطين عن واجبهم الأول في تحرير وطنهم، والفلسطينيون جميعا جبهة واحدة يعملون لتحرير وطنهم بكل مشاعرهم وطاقاتهم الروحية والمادية).

6ـ جاء في المادة 12 (الوحدة العربية وتحرير فلسطين هدفان متكاملان).

7ـ جاء في المادة 13 (إن مصير الأمة العربية، بل الوجود العربي بذاته، رهن بمصير القضية الفلسطينية)

مؤتمر القمة الثاني في الإسكندرية 5/9/1964

رحب مؤتمر القمة الثاني المنعقد في الإسكندرية بقرارات المؤتمر الفلسطيني، واعتمد قرارا بتأسيس جيش التحرير الفلسطيني والذي ابتدأ ب 12 ألف مقاتل.

مؤتمر القمة الثالث في الدار البيضاء 13ـ 17/9/1965

طور مؤتمر القمة الثالث المنعقد في المغرب بالدار البيضاء من الالتزام العربي بالسماح للشعب الفلسطيني أينما كان بمزاولة نشاطه في تحقيق أهدافه المقرة في المؤتمر التأسيسي، وتهيئة الأراضي العربية المحيطة بفلسطين لذلك.

يتبع