منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    من أجل سيد قطب حقيقي.. بقلم عبد الله الطحاوي

    من أجل سيد قطب حقيقي.. بقلم عبد الله الطحاوي هل يمكن تجريد (في ظلال القرآن)؟..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سيد قطب رحمه الله


    وقفات مع الفكرة
    جدول قطب الاصطلاحي
    مساران متناقضان
    التجريد وبنية الخطاب

    كتب الدكتور أيمن الجندي على موقع إسلام أون لاين تحت عنوان:" تجريد الظلال.. أو فرز مجوهراته من متفجراته" ويعني بذلك تلخيص أو تجريد كتب الظلال ستة مجلدات مما يتصوره أنه يعكر صفو القراءة أو يلبس على المتلقي.
    والدكتور أيمن يرى أن لقطب شخصيتين قديمة وجديدة.. حالمة وناقمة، ومطلوب منا أن نعيد الشخصية القديمة ونستخلصها من بقايا الجديد الذي ورط البعض في عمليات تكفيرية وممارسة العنف..
    وبداية نؤكد أن الدعوة في حد ذاتها ليست جديدة، فمنذ فترة ليست بالقصيرة والدكتور خالص جلبي يلح على ذلك المطلب، وقال في إحدى مقالاته "أذكر أنني ناقشت أحدهم أن كتاب الظلال يمكن اختصاره من 6000 صفحة إلى 600 بسبب كثرة المرادفات والإنشاء اللفظي فضلا عن إعادة النظر في المفاهيم الخطيرة التي ربطها بالقرآن مع تنقيحية الجديد للأجزاء الأحد عشر الأولى، حيث سكب بين الآيات مفاهيمه الجديدة عن الجاهلية والقتال المسلح وتكوين القاعدة الصلبة الواعية، ولكن كلامي لم يلق سوى حساسية مفرطة ودفاع مستميت فكيف يمكن مناقشة أفكاره" وقد نقل نفس المطلب عن الدكتور عبد الحليم أبو شقه، بل ويبدو فعليا أن أحدهم قام بذلك(1).
    ويبدو أن كل من قرأ سيد قطب تطرف في الموقف، ومعظم تلك القراءات مفتتة لا تقرؤه في سياقه الكامل متعللة بالمرحلية، وكأن المرحلية لا تأتي إلا على حساب الاتساق، وكأنه لا يمكن لملمة رؤية موحدة في مشروعه ونسقه الفكري، وبالتالي تصبح المرحلية وسيلتنا في تفتيت رؤية قطب، أو صنع شخصيتين متضادتين.
    إن النص ملك صاحبه، والمطلوب فهمه وتفسيره في سياقه، كما أن المطلوب فهم المشروع ككل.. فليس من العدل أن نحكم مثلا على ابن القيم من خلال كتابه روضة المحبين فقط، لأننا عند ذلك سنتهمه بالتصوف لكثرة إيراده جملا صوفية(2)، الأمر الآخر أن فكرة تغيير نص سيد قطب تعني أنه مازال يؤثر على قرائه، وأن من يحمل فكرة مختلفة معه لا يستطيع أن يقنع بها قراءه، إلا إذا نسبها لسيد قطب، وأن جاذبية نص سيد قطب تؤكد على أن موقفه الحاد من الظروف المحيطة به مازال بالنسبة للبعض هو الموقف المناسب للظروف المحيطة بنا الآن، وتلك هي المشكلة الأساسية، فلقد واجه قطب الواقع بغضب، ومازال البعض منا يريد أن يواجه الواقع بغضب، لأن الواقع في الحقيقة سيء.
    هل كان لقطب رؤية يمكن فهمها من خلال منظوماته؟ الإجابة تقتضي القيام بتحليل المضمون الداخلي لخطابه من أجل اكتشاف كيفية ارتباط عناصر الخطاب بعضها ببعض لنعرف الجوهري منها والمركزي من الهامشي، حتى نصل إلى منطق نفهم به سيد قطب، ونعرف هل بالفعل ترك المدرسة الإصلاحية للمدرسة الثورية؟ وهل كان تكفيريا مناهضا للدولة الحديثة والعمل المدني؟ التساؤلات كثيرة حول قطب ونصوصه، والإشكاليات معقدة، إشكالية الاتباع، وإشكالية العداء، وإشكالية التحليل كما يقول عادل الماجد(3).
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وقفات مع الفكرة
    أول الوقفات مع الدكتور أيمن الجندي نلفت من خلالها إلى أنه كاتب متميز معروف، ولا يستطيع أحد أن يمنعه من القيام بعمل يراه مفيدا، وربما يعتقد البعض أن التخصص لن يقف في وجه تلك الرغبة، وهناك محاولات كثيرة لتلخيص أعمال كبرى تلخيصا مدرسيا للناشئة، حتى يتمكنوا من قراءتها..
    لكن يبقى أن القيام بتنقيح و"تجريد" عمل موسوعي مركب كالظلال، سيجعل من الدكتور أيمن وصيا على نصوص كتبها صاحبها ومات في سبيلها، هذه النصوص قد تم إنتاجها في سياقات مغايرة وخاصة جدا، مما يجعلنا نتساءل: بأي سند أو دعوة أو مبرر شرعي أو علمي سوف يشرع الدكتور أيمن في ذلك؟!
    أساس الدعوة هو "عالم قطب" المبهم لدى البعض والإيحاءات والدلالات التي دفعت بعض التيارات الثورية الإسلامية للقيام بتوظيفه سياسيا ومذهبيا، فهل بالفعل وقف د. الجندي على منظومة سيد قطب وحدد لتلك المنظومة ملامح معينة؟
    السؤال بصيغة أخرى كيف يصنف قطب؟ هل هو فقيه أم مفسر؟ أم أديب؟ أم حركي؟ هل كتاب معالم في الطريق مثلا هو كتاب في العقيدة؟ معني بشرح نواقض الإيمان ومعالم الفرقة الناجية وغيرها؟ ذات المنطق ينطبق بشكل أوسع على الظلال، وبالتالي هل قام بفهم مصطلحات ومفاهيم قطب؟
    إن من المثير مثلا أن يقول د. الجندي إن سيد قطب هو من صك مصطلح الحاكمية.. وهذا ليس صحيحا، فللمصطلح دلالته الأصولية القديمة، أما دلالته السياسية فنمت على أيدي الراحل أبو الأعلى المودودي.
    وحتى نفهم ذلك العالم يجب أن نقف على كيفية استخدامه لمصطلحات مثل الجاهلية والحاكمية؟ وكيف نفهم مقولات مثل انعدام وجود الأمة منذ قرون؟ هل نفهم تلك الأوصاف في سياق الدلالة الشرعية المباشرة؟ أم أن المصطلح تحول مع قطب وآخرين إلى دلالات أخرى؟
    بمعنى أوضح عندما يستخدم باحث مصطلحات معينة مثل التوحيد في علم الكلام مثلا، فما هي الدلالة؟ وعندما يستخدمه علماء السياسة كيف تتسع الدلالة؟ وأي إجابة تجعلنا نقدر تحرك المفهوم والمصطلح وهو يراكم دلالات كثيرة ومركبة، تجعل مسألة التوصيف حالة مركبة هي الأخرى..
    وبالتالي كيف نفهم متى يكون الإنسان موحدا ومتى تكون المؤسسة موحدة "ذات طابع توحيدي"؟ وهل يعني كون المؤسسة موحدة ألا يوجد بها مسيحيون؟ وهل تختلف جاهلية الأفراد عن جاهلية المجتمعات؟ كيف نفهم الجاهلية إذا دخل فيها فرد ودخلت فيها حضارة؟
    وهل إذا قال أحد بانقطاع وجود المسلمين منذ قرون يعني ذلك انتفاء وجود الإسلام عن كل فرد؟ وإذا قال القرآن أن لكل أمة أجل، فهل أجل الأمة يعني موت كل فرد موتا اكلنيكيا أم موتا خلدونيا؟ وعندما يقول بعض المفكرين إن الأمة موجودة وليست حاضرة، ألا يقارب ذلك التوصيف؟
    وببعد آخر.. هل ترتفع تلك المفاهيم لصعيد ما أسماه ابن القيم "فقه الحوادث الكلية"، وهو ما يسميه أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف عبد الفتاح بالفقه الحضاري الذي يستوعب ويسكن داخله جزئيات الفقه الحكمي، وهل يختلف الحكم الفقهي إذا تنزل على الشخصية الاعتبارية "المؤسسة" عن الشخصية الفردية.. الفرد أيا كان.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    جدول قطب الاصطلاحي
    تلك مجرد تساؤلات تحتاج إلى تبيان لفهم طبيعة الجدول الدلالي والاصطلاحي لقطب وحمولاته وتأثيراته وتنزيلاته، والتوظيفات الأيدلوجية التي مست فكره، فذات الأفكار والمقولات تحولت في سياق معين إلى منهج، ملهم للقوة والعنف كما في الجماعات الجهادية السلفية، تم فيه وضع قطب ضمن مدونات تاريخية خطية، خلقا لنموذج تفسيري متسق لدى رواد التيار الجهادي.
    ومن خصوصيات المفكرين الكبار بحسب ما يرى الأستاذ راشد الغنوشي(4) أن يتحولوا مع الزمن إلى رموز لمدارس أكثر من كونهم أفرادا، وذلك بما يتوفر عليه فكرهم من ثراء وتعدد أبعاد تجعله مبعثا لأنواع من الجدل حول تفسير نصوصهم على اتجاهات مختلفة، كلّ يبذل وسعه في سحب المفكر إلى صفه مؤولا تراثه وفق منزعه تأييدا لمذهبه الخاص.
    وبالتالي صار قطب عند البعض ممهدا لحركة التكفير التي جاءت بعده، حيث يقول عبد الله عزام رائد "الجهاد الأفغاني"، "وجهني سيد قطب فكرياً وابن تيمية عقدياً وابن القيم روحياً والنووي فقهياً، فهؤلاء أكثر أربعة أثروا في حياتي أثراً عميقاً"(5).
    وكذلك يذكر أبو قتادة عن الظواهري أنه عاش شبابه "منفعلاً بما كتبه سيد قطب" إلى أن التقى شباباً مثله وأسسوا التنظيم، كما أن أبا قتادة شديد الاحتفاء بفكر سيد قطب ويقول: إن الحركات الإسلامية توقفت عموماً في التقدم نحو الأفضل، ومن الأمثلة الصريحة على ذلك صنيع الإخوان المسلمين، فقد كان سيد قطب رحمه الله تعالى هو النتيجة الجيدة، والموقع المتقدم بعد حسن البنا(6).
    وتصبح "ثورية قطب" مصدرا شاحنا لمصطلحات قديمة لكن بدلالات جديدة كما يقول عبد الغني عماد، وفق منظومة من المفاهيم المتراصة في تسلسل محكم قادر بحد ذاته على إنتاج مفاهيم جديدة مستقاة من مصطلحات قديمة(7).
    ويبدو أن هذا الاتجاه في التحليل والتفسير انساق في ذات الوضعية الجهادية لقطب دون محاولة تحليل مضمون أفكاره، أو الوقوف على الصورة الحقيقية لقطب بعيدا عن ذلك التوظيف، وخلاصة هذا الاتجاه أنه وضع قطب في مخطط تاريخي سلفي جهادي من قبل جهاديين، تم فيه توظيف نصوص لابن تيمية وابن عبد الوهاب ثم سيد قطب في سند تاريخي متصل وأن هذه الوضعية تم قبولها والاستسلام لها من قبل محللين واتجاهات، وبالتالي تم تحليل نصوص قطب بحسب المآل والمصير الذي آلت إليه الفهوم والنصوص والتطبيقات اللاحقة في إطار ليس ما قاله قطب فقط بل أيضا في إطار ما يجب أن يقوله ومن خلال ما تنزل في الشرح والهوامش، لتصبح حدود النص القطبي لا تبدأ بالعنوان وتنتهي عند آخر جملة، بل يتواصل النص بفضل أجيال الشراح والمتؤولين من كافة الاتجاهات(8).
    فضلا عن سياق آخر تم فيه توظيف أفكار سيد قطب توظيفا "إصلاحيا"(9) وسطيا عند جماعة الإخوان، وكثيرون من رموز تيار الاعتدال يصرون على النظر لقطب بعيدا عن "الثورية الجهادية" وأنه قريب من المدرسة الإصلاحية، ويراجع في ذلك الردود والجدل الشديد الذي صنعه ملف مميز نشر على موقع إسلام أون لاين. نت إعداد الزميل معتز الخطيب.
    ويرى هذا الاتجاه أن التلقي الخاطئ عن قطب كان سببا في تلك الفهوم الخاطئة، وهنا تراجع دفوعات المستشار سالم البهنساوي وسيد دسوقي وسيد نزيلي وغيرهم، وأهم أشكال تلك الدفوع أنها لم تبد موقفا جادا من التلفظات الفكرية التي تبدو تكفيرية، وهي تلك المقولات التي تصعب بحسب عبد الغني عماد(10) مهمة المتؤولين، بل وتجعل المهمة شاقة وعسيرة، فلا شك أن الدفاع عن المودودي وسيد قطب وتبرئتهما من تهمة "تكفير المجتمع" مهمة شاقة وصعبة، فهو يقول: "نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم" و"ينبغي أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين، يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون."
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مساران متناقضان
    يبدو أمامنا إذن أنه تم توظيف قطب في مسارين جهادي عنيف وإصلاحي اعتدالي وساعد على ذلك بنية النص القطبي شديدة الأدبية والمجاز، وأحيانا ما يبدو تناقضية في خطابه، وصرنا أمام نص مفتوح قابل للتحميل والتوجيه في أي مسار، تحول فيما إلى نص بلا صاحب غير مكتفي بنفسه.
    والجميع حاول إعادة إنتاجه ليكون ملكا له وحده، مع أنه ليس نموذجا مثاليا للحالة الثورية أو الحالة الإصلاحية، واللافت أن كلا التيارين وافق على قطب بدون تحفظ، وكلا التيارين كانا في حاجة لمرجعيته ورمزيته الموحية لا سيما في السبعينات ومطلع الثمانينات، ومع استمرار التمايز بين التيارات الإصلاحية والثورية، بدا أن ثمة توافقاً على التخفف من مرجعيته خصوصا مع اكتشاف الفوارق بين بعض أفكار تلك التيارات ومدرسة قطب، ولم يعد الآن قطب ملهما للحركات الثورية العنيفة، ولا الحركات الإصلاحية، حيث حلت النصوص السلفية التراثية لدى الأولى، ونصوص الإسلاميين المستلفين لدى الثانية.
    ويقدم المفكر رفيق حبيب رؤية مهمة(11) في سياق توظيف التيارات الإسلامية لنصوص قطب حيث يرى أن إحدى أهم إشكاليات فكر سيد قطب، هي أنه حاول الجمع بين التغيير من أسفل والتغيير من أعلى، وحاول الجمع بين الموقف المتشدد من الواقع الراهن، وبين أساسيات الرؤية الوسطية الحضارية؛ ولذلك أصبح ما كتبه سيد قطب، قابلا للعديد من التفسيرات.
    فهناك من يراه اتجاها داخل المدرسة الإصلاحية المتدرجة، وهناك من يراه مؤسسا لمدرسة التغيير من أعلى، أي التغيير بالقوة، والغالب كما يقول حبيب أن سيد قطب حاول الجمع بين التغيير من أسفل، ولكن في حدود تكوين الطليعة المتميزة، والتي يكون عليها بعد ذلك إحداث التغيير من أعلى.
    وهذا الجمع جعل منهجه الحركي غير قابل للتطبيق واقعيا؛ لذا نجد من انتمى لهذا المنهج إما تحول إلى المنهج الإصلاحي المتدرج، وهو ما حدث لمعظم من انتمى لهذا الفكر داخل جماعة الإخوان المسلمين، أو تحول إلى منهج التغيير بالقوة، وهو ما حدث لمعظم من انتمى لفكر سيد قطب من خارج جماعة الإخوان المسلمين، واشترك في الحركات المسلحة، وبالطبع يرتبط بمنهج التغيير عدد من المواقف الفكرية والعقدية من المجتمع والدولة لدى كل تيار.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التجريد وبنية الخطاب
    ثم نأتي للقضية الأساسية وهي "تجريد الظلال" حيث تنتقل القضية من حيز الأدلجة لبنية الخطاب، وبالتالي تصبح التساؤلات مشروعة عن طبيعة فهم المجرِّد - د.الجندي- للأسس الفكرية للظلال؟ وكيف يفهم المنطق التفسيري والبنية السردية لهذا العمل؟ هل الظلال تفسير عفو الخاطر غير ممنهج؟ وليس له عناصر مكونة ودلالات؟
    إحدى الدراسات القرآنية(12) تحاول كشف الطبيعة النصية لتفسير "في ظلال القرآن" وترى أن ثمة أساسا منهجي التزمه سيد قطب في تفسير كل سور القرآن الكريم، مكيها ومدنيها، طويلها وقصيرها، مع بعض التغييرات التي تفرضها طبيعة كل سورة من سور القرآن الكريم.
    وهذا الأساس المنهجي يسميه الباحث بالوحدة النسقية للسورة القرآنية، عوضا عن الوحدة الموضوعية والعضوية التي لا تفي بوصف حقيقة وواقع الخطاب القرآني، كما يرى ومن خلال دراسته لتفسير "في ظلال القرآن" تمكن الباحث من تحديد معالم الوحدة النسقية للسورة القرآنية عند سيد قطب وتتمثل في ما يلي:
    - السورة القرآنية وهي: نسق كلي ومتكامل وهي تتكون من:
    - المقاطع: وهي تشكل وحدة تصورية، أو فكرة شمولية، أو مشهدا متكاملا حسب طبيعة النص القرآني،
    - البنيات: وهي عبارة عن أفكار ثانوية، أو لقطات من مشهد،
    - العناصر: وهي متضمنة لأساسيات المعنى وحاملة لكل جزئيات السورة القرآنية، ولكل صور المشهد.
    وترى الدراسة أن ذلك النهج ألزمه اتباع خطوات منهجية ثابتة في تفسير كل سور القرآن الكريم عند مباشرة عملية تفسير السور القرآنية، ففي بعض السور، خاصة المدنية، نجده يستخدم مصطلح: المقطع - القطاع - الدرس - المشهد، وفي بعض السور المكية نحو سورة الأنعام، والأعراف، والجزء الثلاثين من التفسير، نجد مصطلحات أخرى وهي: الموجة - الموجات - اللمسة – الجولة، وهذا التغير في المصطلح له دلالته، فهو ليس عملية اعتباطية ولا ارتجالية.
    وبالتالي أمام د. الجندي كثير من التحديات المنهجية التي يجب أن يجتازها سواء على صعيد "عالم سيد قطب" أو مع "البنية التفسيرية"، وعلى الدكتور الجندي أن يعطي مبررات للتعامل معها لاسيما أن التفسير خاضع لأسس علمية وخاضع لبنية شديدة الخصوصية تفرض عليه التحري الشديد.


    1- خالص جلبي ، كيف تنشأ الأساطير، جريدة الشرق الأوسط لعدد 8485 ، 20 فبراير 2002
    2- نواف القديي ، الإسلاميون والقلق السياسي، المركز الثقافي للدراسات، الدار البيضاء، 2008
    3- نفس المصدر
    4- ما مدى مسؤولية قطب عن حركات التكفير والعنف؟ راشد الغنوشي موقع الجزيرة نت http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9...C137D1EF5D.htm
    5- سيد قطب.. وجماعات العنف، معتز الخطيب http://www.islamonline.net/servlet/S...ah%2FSRALayout
    6- نفس المصدر
    7- عبدالغني عماد، إنشاء الخطاب وتفكيك النص ، نشر على موقع الموسوعة الاسلامية
    8- انظر، عبد الله الطحاوي، تحرير محمد عبده من قارئيه المنشور على موقع مدارك على الرابط التالي: http://mdarik.islamonline.net/servle...ayout&ref=body
    9- الحركة الاسلامية وسؤال التغيير،رفيق حبيب موقع اسلام اون لاين
    10- عبد الغني عماد، إنشاء الخطاب وتفكيك النص موقع الموسوعة الاسلامية على الرابط التالي:
    http://www.balagh.com/mosoa/fekr/cy05os26.htm
    11- رفيق حبيب مصدر سابق
    12- أحمد بزوي الضاوي، نسقية السورة القرآنية من خلال تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.

    عبد الله الطحاوي

  2. #2

    سيد قطب

    الأستاذ الفاضل / فراس الحكيم

    أفضل تحية :
    شدني موضوعك المُنزل عن المرحوم / سيد قطب / وأكثر عرضه عن ( في ظلال القرآن ) بست مجلدات ..
    وأكاد أدّعي .. أن : في ظلال القرآن .. لايمكن إعتباره من ( التفاسير ) للقرآن الكريم .
    إنه طروحات روحانية أدبية مضمخة بإستعارات تفسيرية .. سيد قطب ليس بمكانة رجل فقه وتفسير .
    لكن الوقفة مع المرحوم / سيد قطب / .. وهي خطيرة .. هي مع كتابة ( معالم في الطريق ) .. كتبت عنه بعضآ من رأي بعد قراءته :

    -------------------------

    سيد قطب .. ومعالمه
    ============

    كان كتاب ( معالم في الطريق ) للمرحوم / سيد قطب / خلاصة تفكيره وتوجهاته التي بدأت إرهاصاتها منذ عام 1950 . والكتاب يعبر تمامآ عن النهاية والقناعة التي توصل إليها ..
    ومن مجمله وعمومه ، يمكن " تحديده " بالتالي :
    [ تكفير – هجرة وإعتزال – قتال ]
    وهو ماتبنته عدة فرق إسلامية متشددة كان أهمها في مقاربته وتبني أفكاره :
    • جماعة التكفير والهجرة .. وما تناسل عنها .
    • جماعة القاعدة / بن لادن .. وما تناسل عنها .
    وكانت أهم و" أخطر " تلك الأفكار التي دعا إليها / سيد قطب / :
    • تكفير جميع المجتمعات والنظم ووضعها في مرتبة " الجاهلية " .
    • الدعوة إلى " إعتزال " هذه المجتمعات والهجرة لخارجها .
    • نزع الإيمان الإسلامي عن المسلمين بأوضاعهم الحالية ، حتى يعملوا بقناعته وافكاره .
    • تشكيل " العصبة " : الفكرية والفاعلة بتلازم متطابق بين الإيمان لديها ، مع " الفعل " للمواجهة .
    • الجهاد و" محاربة " جميع المجتمعات والنظم الجاهلية : المدعية الإسلام ، والعالمية .. ليشمل ذلك العالم بأسره .
    وسأحاول عرض المفاصل الرئيسية من كتابه ( معالم في الطريق ) الذي شكل " دعوة للفعل الصريح" ، وممارسة تبناها ، قادت في النهاية إلى إعدامه ، وإسالة دماء المسلمين وغيرهم من الأبرياء . فكانت معالمه دعوة على طريق : المغالاة ، والتجريم ، والتكفير ، والقتل .
    ---------------------


    1- جاهلية المجتمعات وتكفيرها :
    ----------------------------
    [ نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ماحولنا جاهلية .. تصورات الناس وعقائدهم ، عاداتهم وتقاليدهم ، موارد ثقافتهم ، فنونهم وآدابهم ، شرائعهم وقوانينهم . حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ، ومراجع إسلامية ، وفلسفة غسلامية ، وتفكيرآ إسلاميآ .. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية ] .
    [ لابد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية والقيادة الجاهلية .. في خاصة نفوسنا .. ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين بالولاء له ، فهو بهذه الصفة .. صفة جاهلية .. غير قابل لأن نصطلح معه . إن مهمتنا أن نغيّر من انفسنا أولآ لنغيّر هذا المجتمع أخيرآ . إن مهمتنا الأولى هي تغيير واقع هذا المجتمع . مهمتنا هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه . هذا الواقع الذي يصطدم إصطدامآ أساسيآ بالمنهج الإسلامي ، وبالتصور الإسلامي ، والذي يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهي أن نعيش] .
    [ تدخل في إطار هذا المجتمع الجاهلي ، جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلآ . تدخل فيه:
    المجتمعات الشيوعية .
    المجتمعات الوثنية . المجتمعات اليهودية والنصرانية .
    واخيرآ يدخل في إطار " المجتمع الجاهلي " تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها " مسلمة " ] .
    [ الإسلام لايعترف إلا بنوعين من المجتمعات .. مجتمع إسلامي ، ومجتمع جاهلي .. وليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناسآ ممن يسمون أنفسهم " مسلمين " ، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون المجتمع ، وإن صلى وصام وحج البيت الحرام .. وبذلك يكون" مجتمعآ جاهليآ " ولو أقر بوجود الله سبحانه ، ولو ترك الناس يقدمون الشعائر لله ، في البيَع والكنائس والمساجد ..
    و " المجتمع الإسلامي " هو وحده " المجتمع المتحضر " ، والمجتمعات الجاهلية بكل صورها المتعددة ، مجتمعات متخلفة .. ] .
    -----------------------
    ** توضيح معاكس :
    ----------------
    قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرآ منهم ، ولا نساء من نساء عسى أن يكّن خيرآ منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ) .. الحجرات 11 .
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( انه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع . قالوا يارسول الله : ألا نقاتلهم . قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) .. رواه مسلم
    --------------------------------
    2- الهجرة والإعتزال :
    ------------------
    [ إنه لابد من " طليعة " تعزم هذه العزمة ، وتمضي في الطريق . تمضي في خضم الجاهلية الضاربة الأطناب في أرجاء الأرض جميعآ . تمضي وهي تزاول نوعآ من " العزلة " من جانب ، ونوعآ من " الإتصال " من الجانب الآخر بالجاهلية المحيطة .. وعليها أن تعرف أين تلتقي ومع من، وكيف تلتقي .. ] .
    [ لابد إذن في منهج الحركة الإسلامية ، أن نتجرد في فترة " الحضانة والتكوين " من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منها . ] .
    [ إن المجتمع المسلم إنما ينشأ من إنتقال أفراد ومجموعات من الناس من العبودية لغير الله – معه أو من دونه – إلى العبودية لله وحده بلا شريك ، ثم من تقرير هذه المجموعات أن تقيم نظام حياتها على أساس هذه العبودية .. وعندئذ يتم ميلاد لمجتمع جديد . ] .
    [ في الطريق تكون " المعركة " قد قامت بين المجتمع الوليد الذي إنفصل بعقيدته وتصوره ، وإنفصل بقيمه وإعتباراته ، وإنفصل بوجوده وكينونته ، عن المجتمع الجاهلي – الذي أخذ منه أفراده – وتكون " الحركة " من نقطة الإنطلاق إلى نقطة الوجود البارز المستقل ، قد ميزت كل فرد من أفراد المجتمع ... " الحركة " هي طابع العقيدة الإسلامية وطابع هذا المجتمع الذي إنبثق منها .. إن كل فرد من أفراد هذا المجتمع لابد أن يتحرك .. الحركة في عقيدته ، في دمه ن في مجتمعه .]
    ----------------------
    ** توضيح معاكس :
    --------------------
    - قال تعالى : ( إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) القصص 56
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استُنفرتم فإنفروا ) رواه البخاري .
    - قال الله تعالى : ( وقولوا للناس حسنآ ) . البقرة 83 .
    - قال الله تعالى : ( وتعاونوا على البقر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) المائدة2 .
    - قال الله تعالى : ( وإعتصموا بحبل الله جميعآ ولا تفرقوا ) النساء 175 .
    -----------------------
    3- العصبة والفعل :
    -------------------
    [ إن التصور الإسلامي للألوهية ، وللوجود الكوني ، وللحياة ، وللإنسان .. تصور شامل كامل . ولكنه كذلك تصور واقعي إيجابي . وهو يكره – بطبيهته – أن يتمثل في مجرد تصور ذهني معرفي .. ويجب أن يتمثل في اناسي ، وفي تنظيم حي ، وفي حركة واقعية .. وطريقته في التكون أن ينمو من خلال الأناسي والتنظيم الحي والحركة الواقعية ، حتى يكتمل نظريآ في " نفس الوقت " الذي يكتمل فيه واقعيآ ... وكل نمو نظري يسبق النمو الحركي الواقعي ، ولا يتمثل من خلاله ، هو خطأ وخطر كذلك .. ] .
    [ نحن ، حين نريد من الإسلام أن يجعل من نفسه " نظرية " للدراسة ، نخرج به عن طبيعة منهج التكوين الرباني ، وعن طبيعة منهج التفكير الرباني كذلك ، ونخضع أفسلام لمناهج التفكير البشرية ! كأنما المنهج الرباني أدنى من المناهج البشرية ! وكأنما نريد لنرتقي بمنهج الله في التصور والحركة ليوازي مناهج العبيد ! والأمر من هذه الناحية يكون خطيرآ ، والهزيمة قاتلة . ] .
    [ ومرة أخرى أكرر أن التصور الإعتقادي يجب أن يتمثل من فوره في تجمع حركي ، وأن يكون التجمع الحركي في الوقت ذاته تمثيلآ صحيحآ وترجمة حقيقية للتصور الإعتقادي . ]
    [ لايتحقق المجتمع المسلم بمجرد قيام القاعدة النظرية .. ولا يتمثلون في تجمع عضوي متناسق متعاون له وجود ذاتي مستقل ، يعمل أعضاؤه عملآ عضويآ على تأصيل وجوده وتعميقه وتوسيعه ، وفي الدفاع عن كيانه ضد العوامل التي تهاجم وجوده وكيانه ، ويعملون هذا تحت " قيادة " مستقلة عن قيادة المجتمع الجاهلي .. تجمع عضوي حركي ، مستقل منفصل عن المجتمع الجاهلي ومواجه لهذا المجتمع ] .
    -----------------------------------
    ** توضيح معاكس :
    -------------------
    قال الله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين ) البقرة 190 .
    -------------------------

    4- الحاكمية :
    --------------
    [ إن العالم يعيش اليوم في " جاهلية " من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها . جاهلية لاتخفف منها شيئآ هذه التيسيرات المادية الهائلة ، وهذا الإبداع المادي الفائق . هذه الجاهلية تقوم على أساس الإعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية .. وهي " الحاكمية " .. إنها تُسند الحاكمية إلى البشر – الجاهلية - ، فتجعل بعضهم لبعض أربابآ ، لافي الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى ، ولكن في صورة إدعاء حق وضع التصورات والقيم ، والشرائع والقوانين ، والأنظمة والأوضاع ، بمعزل عن منهج الله للحياة ، وفيما لم يأذن به الله .. فينشأ عن هذا الإعتداء على سلطان الله إعتداء على عباده .. ومهانة " الإنسان " عامة في الأنظمة الجماعية ] .
    [ يجب أن تكون السلطة التي تنظم حياتهم ، هي السلطة التي تنظم وجوده – الكون - . فلا يشذوا هم بمنهج وسلطان وتدبير غير المنهج والاسلطان والتدبير الذي يصّرف الكون كله ، بل الذي يصرّف وجودهم هم أنفسهم .. ] .
    [ والقاعدة النظرية التي يقوم عليها الإسلام – على مدار التاريخ البشري – هي قاعدة " شهادة أن لا إله إلا الله " ، أي إفراد الله سبحانه بالألوهية والربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية .. ومعنى هذه القاعدة من الناحية النظرية .. ان تعود حياة البشر بجملتها إلى الله ، لايقضون هم في اي شأن من شؤونها ، ولا في اي جانب من جوانبها ، من عند أنفسهم ، بل لابد لهم أن يرجعوا إلى حكم الله فيها ليتبعوه .. ] .
    [ والأصول المقررة للإجتهاد والإستنباط كذلك ومعروفة وليست غامضة ولا مائعة .. فليس لأحد أن يقول لشرع يشرعه : هذا شرع الله . إلا أن تكون الحاكمية لله معلنة . وأن يكون " مصدر السلطات" هو الله سبحانه ، لا " الشعب " ولا " الحزب " ولا أي من البشر . ] .
    [ في هذا الفصل .. نوضح مدلول " الحاكمية " وعلاقته " بالثقافة " .. إن مدلول " الحاكمية " في التصور الإسلامي لا" ينحصر" في تلقي الشرائع القانونية من الله وحده ، والتحاكم إليها وحده ، والحكم بها دون سواها .. إن مدلول " الشريعة " في الإسلام لا"ينحصر" في التشريعات القانونية ، ولا حتى في أصول الحكم ونظامه وأوضاعه . إن هذا المدلول " الضيق " لايمثل مدلول " الشريعة " والتصور الإسلامي ! إن " شريعة الله " تعني كل ماشرعه الله لتنظيم الحياة البشرية .. وهذا يتمثل في أصول الإعتقاد ، واصول الحكم ، وأصول الأخلاق ، واصول السلوك ، وأصول الثقافة أيضآ .
    ------------------------------
    ** توضيح معاكس :
    --------------------
    قال الله تعالى : ( الله وحده هو الذي يحكم بين الناس يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون )
    وقال تعالى : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيئ وقالت النصارى ليست اليهود على شيئ ، كذلك قال الذين لايعلمون مثل قولهم .. فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا يختلفون ) البقرة 113
    ---------------------------

    5- الجهاد :
    -----------
    [ تتجلى سمات أصيلة وعميقة في "المنهج الحركي " لهذا الدين جديرة بالوقوف أمامها طويلآ ، ولكننا لانملك هنا إلا أن نشير إليها إشارات مجملة :
    السمة الأولى : - تواجه الحركة ألإسلامية واقعآ بشريآ ، تواجه جاهلية إعتقادية وتصويرية تقوم عليها أنظمة واقعية عملية تسندها سلطات ذات قوة مادية .. فتواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع كله بما يكافئه .. تواجهه بالدعوة والبيان لتصحيح المعتقدات والتصورات ، وتواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها ...
    السمة الثانية : - في منهج هذا الدين : هي الواقعية الحركية .. والذين يسوقون النصوص القرآنية للإستشهاد بها على منهج هذا الدين في الجهاد ، ولا يراعون هذه السمة فيه .. الذين يصنعون هذا يخلطون خلطآ شديدآ ويلبسون منهج هذا الدين لبسآ مضللآ ، ويحمّلون النصوص مالا تحتمله من المبادئ والقواعد النهائية . ويقولون – وهم مهزومون روحيآ وعقليآ – تحت ضغط الواقع اليائس .. أن الإسلام لايجاهد إلا للدفاع !نهم يسدون إلى هذا الدين جميلآ بتخليه عن منهجه وهو إزالة الطواغيت كلها من الأرض جميعآ ... ويجب تحطيم الأنظمة السياسية الحاكمة ، أو قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن إستسلامها ، والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة ..
    السمة الثالثة : - هي أن هذه الحركة الدائبة ، والوسائل المتجددة ، لاتخرج هذا الدين عن قواعده المحددة ، إنما يخاطبهم بقاعدة واحدة ، ويطلب منهم الإنتهاء إلى هدف واحد هو إخلاص العبودية لله ، لامساومة في هذه القاعدة ولا لين ..
    السمة الرابعة : - هي ذلك الضبط التشريعي للعلاقات بين المجتمع المسلم ، وسائر المجتمعات الأخرى ، وقيام ذلك الضبط على أساس أن الإسلام لله هو الأصل العالمي الذي على البشرية كلها أن تفيئ إليه ، أو أن تسالمه بجملتها فلا تقف لدعوته بأي حائل من نظام سياسي ، أو قوة مادية ، وأن تخلي بينه وبين كل فرد يختاره أو لا يختاره بمطلق إرادته ، فلا تقاومه ولا تحاربه ! فإن فعل ذلك أحد كان على الإسلام أن يقاتله حتى يقتله أو يعلن إستسلامه ! ] .
    [ وقيام مملكة الله في الأرض ، وإزالة مملكة البشر ، وإنتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد ورده إلى الله وحده .. وسيادة الشريعة الإلهية وحدها وإلغاء القوانين البشرية .. كل أولئك لايتم بمجرد التبليغ والبيان ، لأن المتسلطين على رقاب العباد ، والمغتصبين لسلطان الله في الأرض ، لايسلمون في سلطانهم بمجرد التبليغ والبيان ] .
    [ والذي يدرك طبيعة هذا الدين – على النحو المتقدم – يدرك معها حتمية الإنطلاق الحركي للإسلام في صورة الجهاد بالسيف – إلى جانب الجهاد بالبيان - .. ] .
    [ إن الجهاد ضرورة للدعوة .. سواء كان الوطن الإسلامي – بالتعبير الإسلامي الصحيح : دار الإسلام – آمنآ أم مهددآ من جيرانه . فالإسلام حين يسعى إلى السلم لايقصد تلك السلم الرخيصة ،وهي مجرد أن يؤمّن الرقعة الخاصة التي يعتنق أهلها العقيدة الإسلامية .. إنما هو يريد السلم : التي يكون الدين فيها لله ] .
    [ إن المعسكرات المعادية للإسلام قد يحيئ عليها زمان تؤثر فيه ألا تهاجم الإسلام .. ولكن الإسلام لايهادنها ، إلا أن تعلن إستسلامها لسلطانه في صورة " اداء الجزية " ، ضمانآ لفتح أبوابها لدعوته بلا عوائق .. ]
    -----------------------------------
    ** توضيح معاكس :
    --------------------
    - قال الله تعالى : ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة 8 .
    - قال تعالى ك ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير ) الحجرات 13 .
    - قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) العنكبوت 46
    --------------------------

    6- الإستعلاء .. ونفي الأوطان :
    ------------------------------
    [ الإستعلاء .. على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان . وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من أصل افيمان . وعلى تقاليد الأرض التي لم يصغها الإيمان ، وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان ، وعلى أوضاع الأرض التي لم ينشئها الإيمان ... افستعلاء .. مع ضعف القوة ، وقلة العدد ، وفقر المال ، كالإستعلاء مع القوة والكثرة والغنى ، سواء ..
    [ وطن المسلم .. الذي يحن إليه ويدفع عنه ليس قطعة أرض ، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم ، وعشيرة المسلم التي يأوي إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم ، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم ، وإنتصار المسلم الذي يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش ] .
    [ فلا وطن للمسلم إلا الذي تقام فيه شريعة الله ، فتقوم الروابط بينه وبين سكانه على أساس الإرتباط بالله ، ولا جنسية للمسلم إلا عقيدته التي تجعله عضوآ في " الأمة المسلمة ط في " دار الإسلام ط ، ولا قرابة للمسلم إلا تلك التي تنبثق من العقيدة في الله ، فتصل الوشيجة بينه وبين أهله في الله .. ليست قرابة المسلم : أباه وأمه وأخاه وزوجه وعشيرته ، مالم تنعقد الآصرة الأولى في الخالق .. ]
    --------------------------------
    ** توضيح معاكس :
    -------------------
    - قال تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) البقرة 195 .
    - قال تعالى : ( ومالنا لانقاتل وقد أخرجنا من ديارنا .. ) البقرة 246 .
    - ومما يؤكد عظم حب الأوطان في نفوس البشر .. قال تعالى حين ذكر الديار ، يخبر عن موقعها في قلوب الناس : ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ) النساء 66 .
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد مغادرته مكة مهاجرآ إلى المدينة : ( والله إني لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله ، وأكرمها على الله ، وإنك لأحب أرض الله إلي ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك قهرآ ما خرجت من بلادي ) .
    - وفي المدينة يعاود الرسول – صلعم – وصحبه الكرام الحنين حينآ بعد حين والشوق مرة بعد مرة ، حتى يدعوا ربه قائلآ : ( اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ) .
    - وعن حب الأهل والقربى : قال تعالى : ( وآتى المال على حبه ذوي القربى .. ) البقرة 177 .
    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على أكبر الكبائر ؟ قالوا بلى يارسول الله ، قال : الشرك بالله وعقوق الوالدين ) .
    - و .. الجنة تحت أقدام الأمهات ..

    ================
    الإحتمالات من وجهة نظري :
    • إما أنه يعتقد نفسه نبيآ .
    • وإما أنه في مغالاته ، تحول إلى خارج تعاليم الإسلام وسماحته وما ورد في : القرآن الكريم ، والحديث الشريف والسنة المؤكدة ، وممارسات وأفكار الخلفاء الراشدين ، مضافآ إليهم / عمر بن عبد العزيز / ، وما قال به المفكرون الداعون والفقهاء المسلمون في جمعهم الأغلب .
    • لايأتي تصريح الفتنة والقتل ، إلا من متشدد خرج حتى عن دينه وإنسانيته ..
    هنيئآ لنا أيها المسلمون ( جهنم ) التي وعدنا وحكم علينا بها كدار إستقرار في الآخرة ، بعد أن أخرجنا عن ديننا وإيماننا .. فلا مكان في الجنة يتسع لنا .. إنها مأوى الأنبياء فقط .

    =======================
    فائز البرازي / كاتب سوري
    12/2/2008

  3. #3
    السلام عليكم
    من الطبيعي انني لا استطيع تقييم او الاضافة امام الدكاترة والمفكرين هنا ولكن مداخلة بسيطة فقط:
    اولا: كما ان تفاسير القران كثيرة فنحن قوم لدينا مقدرة على تحوير الكلام والافكار بقدرة فظيعهه لتسخيرها لصالحنا العام واي صالح؟
    قد عقدت العزم على استضافة مفكرة كبيرة عربية سورية الشهر القادم فقالت لاتفاجئوني باسئلتكم فلااريد ان تفهم عبارات غير فهما واحدا فقط..فماذا يعني هذا؟
    سيد قصب رحمه الله كان مصلحا كبيرا واجه الغرب لذلك تخلصوا منه لانه الوحيد الذي قصم ظهر فكرهم...
    ورغم هذا لايمكن ان نأخذ كل ماقدم اي داعية واي مفكر كما واحدا فلن ننسى تكفير اين تيمية لابن عربي لشططه في افكاه وتاويلاته ثم عدل عن ذلك!!!!
    ماذا يعني هذا؟؟؟
    اقتبس من جديد من النص اعلاه واترك غيري يكمل التعقيب :
    ************************

    وبالتالي صار قطب عند البعض ممهدا لحركة التكفير التي جاءت بعده، حيث يقول عبد الله عزام رائد "الجهاد الأفغاني"، "وجهني سيد قطب فكرياً وابن تيمية عقدياً وابن القيم روحياً والنووي فقهياً، فهؤلاء أكثر أربعة أثروا في حياتي أثراً عميقاً"(5).
    سياق آخر تم فيه توظيف أفكار سيد قطب توظيفا "إصلاحيا"(9) وسطيا عند جماعة الإخوان، وكثيرون من رموز تيار الاعتدال يصرون على النظر لقطب بعيدا عن "الثورية الجهادية" وأنه قريب من المدرسة الإصلاحية، ويراجع في ذلك الردود والجدل الشديد الذي صنعه ملف مميز نشر على موقع إسلام أون لاين. نت إعداد الزميل معتز الخطيب.
    ويرى هذا الاتجاه أن التلقي الخاطئ عن قطب كان سببا في تلك الفهوم الخاطئة،

    ويقدم المفكر رفيق حبيب رؤية مهمة(11) في سياق توظيف التيارات الإسلامية لنصوص قطب حيث يرى أن إحدى أهم إشكاليات فكر سيد قطب، هي أنه حاول الجمع بين التغيير من أسفل والتغيير من أعلى، وحاول الجمع بين الموقف المتشدد من الواقع الراهن، وبين أساسيات الرؤية الوسطية الحضارية؛ ولذلك أصبح ما كتبه سيد قطب، قابلا للعديد من التفسيرات.
    وهذا الأساس المنهجي يسميه الباحث بالوحدة النسقية للسورة القرآنية، عوضا عن الوحدة الموضوعية والعضوية التي لا تفي بوصف حقيقة وواقع الخطاب القرآني، كما يرى ومن خلال دراسته لتفسير "في ظلال القرآن" تمكن الباحث من تحديد معالم الوحدة النسقية للسورة القرآنية عند سيد قطب وتتمثل في ما يلي:
    - السورة القرآنية وهي: نسق كلي ومتكامل وهي تتكون من:
    - المقاطع: وهي تشكل وحدة تصورية، أو فكرة شمولية، أو مشهدا متكاملا حسب طبيعة النص القرآني،
    - البنيات: وهي عبارة عن أفكار ثانوية، أو لقطات من مشهد،
    - العناصر: وهي متضمنة لأساسيات المعنى وحاملة لكل جزئيات السورة القرآنية، ولكل صور المشهد.
    وترى الدراسة أن ذلك النهج ألزمه اتباع خطوات منهجية ثابتة في تفسير كل سور القرآن الكريم عند مباشرة عملية تفسير السور القرآنية، ففي بعض السور، خاصة المدنية، نجده يستخدم مصطلح: المقطع - القطاع - الدرس - المشهد، وفي بعض السور المكية نحو سورة الأنعام، والأعراف، والجزء الثلاثين من التفسير، نجد مصطلحات أخرى وهي: الموجة - الموجات - اللمسة – الجولة، وهذا التغير في المصطلح له دلالته، فهو ليس عملية اعتباطية ولا ارتجالية.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الفيسبوك مرض حقيقي
    بواسطة محمد إقبال بلو في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-04-2017, 01:38 PM
  2. اعتقال الناشطة منى الطحاوي في أمريكا يثير جدلا كبيرا على الانترنت
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-28-2012, 04:59 AM
  3. جديد /الروائية ميرال الطحاوي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2010, 07:40 AM
  4. نرحب بالاستاذة/نسرين الطحاوى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-21-2009, 12:36 AM
  5. حلم حقيقي
    بواسطة فتى الشام في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-16-2008, 03:51 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •