أيُّها الطَّيْف ..
هاجعٌ بعـدَ سُهـدِهِ و ضِـرارهْ=و من الطَّيـفِ زورةٌ لاختبـارهْ
لمْ يجـدْهُ كمـا أحـبَّ سقيمـاً =أيُّ سقـمٍ ينـالُـهُ بـمـزارِهْ
أيُّها الطَّيـفُ لا سُلـوَّ و لكـنْ =كانَ هذا اللقـاءُ مـن أوطـارِهْ
طلـبَ النَّـومَ جاهـداً لتُواتـي =فابقَ تجزِ القليلَ عـن إكثـارِهْ
وَارْضَ عن حيلةِ الوصالِ و إلاَّ =قالَ يا نـومُ إنَّنـي لـك كـارِهْ
و متى طافَ بالرقادِ سناً منـ =كَ رأى الليـلَ مبصـراً كنـهـارِهْ
طبتَ مجرىً لأدمعـي بدياجيـ =هِ ومسرىً لهـنَّ فـي أسحـارِهْ
نُبتَ عن شخصِكَ اللطيفِ فدمعي =هانـئٌ بعـدَ هتكِـهِ بـقـرارِهْ
رقَّ أهـلاً لـذكـرهِ و هــواهُ =و رقا أهـلَ قدرِكـم وَ وَقـارِهْ
نَبِّني عنْ مُعذِّبي أيُّهـا الطَّيـ =فُ و هاتِ الجديـدَ مـنْ أخبـارِهْ
و ارْوِ عنِّي لـهُ قصائـدَ حـبٍّ =غارَ منهـا الرَّبيـعُ فـي آذارِهْ
حُبَّ إيمانَ قـد غَنِيـتَ بقلـبٍ =فقـدُ إيمـانَ منتهـى إقتـارِهْ
لو تسلَّيتُ مـا تقـرَّحَ جفنـا=يَ لِشـوقٍ و لا اصطليـتُ بنـارِهْ
أيَّ سحرٍ أرى بطرفِـكِ إيمـا =نُ إذا مـا أعرتِـنـي لِـغِـرارِهْ
أنتِ في الحسنِ جَنَّـةٌ و خيـالٌ =ما وعَيتُ الأقـلَّ مـن أسـرارِهْ
أنتِ روضٌ حوى المحاسنَ زاهٍ = شَجـوُ قلبـي عُلالـةٌ لِهَـزارِهْ
لا يُجاريهِ في الملاحةِ شعـري = علـمَ اللهُ لـم أقـلْ : لنُجـارِهْ
إنَّما هُـذِّبَ الرَّجـاءُ علـى أن =يدعَ الوصـفُ فقـرَهُ لِيَسـارِهْ
شعر
زياد بنجر