هناك ظاهرة تُسمى (الخاصية الأسموزية) يعرفها الجميع، حيث تسمح بانتقال السوائل من وسط الى آخر عندما تكون نسبة الملوحة في الوسطين متفاوتة.
وقد أسقطت تلك الظاهرة على مواطننا العربي، الذي تسربت الى داخله الهموم المتعددة (ثقافية، سياسية، اجتماعية الخ)والمنتشرة حوله، فتشبع منها، ومع ذلك لم يفقد كبريائه رغم انكساره وشعوره بعبثية ثورته وارتكاسها.
من يعرف طبيعة حركة السوائل المنقولة في (حاويات) خاصة يستطيع تصور ما قصدته في ارتباكه في الوقوف بدقة عند النقاط التي يجب أن يقف عندها، وتتجلى هيئة ارتباكه في ردود أفعاله المتنوعة والتي يرصدها المراقبون فيكتشفون أنه فضح عجزه من خلال ما يقول أو يكتب.. هذا كل شيء ..
ويبقى التعبير واكتناهه من قِبل الآخرين، متوقفا على استشعار المؤثر (الإبستمولوجي) للنص .. وهذا يحدث شعبيا في (البكائيات) أو (نثر النواح) التي يُرتجل من قبل النساء عندما يفقدن غاليا، فالإحساس بمصيبة النائحة، قد يكون مؤثرا عند من يسمعنها من النسوة واللواتي يبادرن بالنواح على قضية تختلف عن قضية المناسبة، فيرتجلن بدورهن بكائيات تجعل من المناسبة مهرجانا للتناوب على ابتكار النصوص الشعبية المرتجلة..
الأخت الفاضلة ريمه الخاني
شكرا لاستحسانكم النص
الأخت الفاضلة ماجدة
لست شاعرا ولست قديرا .. بل قد أزعم القدرة على جعل فن النواح ميالا للفصحى
احترامي وتقديري لكما