منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15
  1. #11
    من أماسي إبن ماء السماء . المادة السادسة . ويملك إبن ماء السماء في يده اليوم مفتاح حظوظ قوادم الأيام . ويهتف في قرارة ذاته وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تسطعه الأوائل . إنه وقع على ماء كماء صداء في كسبه شروة الحظوظ في شراء تلك الأراضي و الزواج من مدرارج الشرف, زواج بنت خويلد, بيد أن طريقه إلى المجد لا زال دون طريق هرشي . إنه لا زال عرضة إلى التنكب والذباح . ولعل ذلك مرده أن رهطه الأقربون لهم في شعابهم ما يشغل جدواهم . إن شأن إبن ماء السماء لا يشدهم ولا يهبون حمية من أجل سواد عينيه .ولعل مرده أيضا طبيعة التنافر والتناحر القائمة بين بطون صغار الأقوام . هذا التناحر الذي لا يعرف بداية ولا نهاية . ولعل مرده أيضا حسد بعض الأقوام إبن ماء السماء لسيره على طريق المجد والغنى . رغم أنه في عين القدر ورعايته وفي أعيين كرام القوم ممن يربطه وأياهم صلة المصاهرة والمناكحة . وبعض البلية تكمن في أن هؤلاء لا يقطنون على صقب منه وإنما على بعد . فلا يصلهم نبأ تنكب إبن ماء السماء إلا بعد أن علم به الضبع وسرى به القمر . ويهيم الليل على إبن ماء السماء . وما أدريك ما الليل . الليل وأهضام الوادي .ويشنف لصوص الأقوام أمرهم ليسرقوا داره وما خزن فيها من ثمين الأموال . إن لصوص الأقوام تسطو . ولتصبح أنت على أمر جلل . نبأ سرقة كرام أموالك . ويظل إبن ماء السماء آمادا وإلى دهر الدهارير وهو يحاول فك طلسم هوية اللصوص . وتتكهن وتتكهن وإلى ما لا نهاية . ولا يهتدي إلى معرفة هوية هؤلاء الأوباش ولا إلى هوية من يقف وراءهم ومن يبعثهم عليه أو يستعين بشرهم نكاية به . وكان إبن ماء السماء دريئة لمثل هذه الشنائع والشناعات أكثر من مرة . وراح يعمل إبن ماء السماء فكره . ما الحيلة إلى التعرف على هوية اللصوص . وما الرأي والمشورة إلى إيقاف التنكب والتذبح . وعجز إبن ماء السماء عن إسترداد أمواله المسروقة وعن كشف هوية السراق . فلا دولة يلوذ بها ولا شرطة تمسك بإضبارة التحقيق . وعجز وعجز وهو يخشى أن تدور عليه الدائرة دورة أخرى . و أصبح همه الآن منصبا على التمترس والظهور بمظهر المستفز الحامي .ودلته الحيلة إلى سبيل ووسيلة تبعث في قلوب المتربصين به من اللصوص الخوف والرهبة . وشنف إبن ماء السماء أمره في شراء بندقية من الحاضرة . وكان إستخدام السلاح الناري بين الأقوام في تلك الحقبة من الزمن أمر غير مسموع به ولا مسموح به . وهكذا كان إبن ماء السماء سباقا إلى كل جديد وإلى إدخال كل جديد في حياة الناس . وكانت تلك أول تجربة له في اللوذ بالسلاح الناري . سلاح يقتنيه برضاء الدولة . وسيعرف في قوادم الأيام صفقات سلاح أكثر تطورا وأكثر حداثة . وأبتاع إبن ماء السماء تلك البندقية من الحاضرة مقرنة بترخيصة وإجازة من دوائر الدولة مقابل دفع بعض الإجور عن الترخيصة . وكانت للبندقية رهبتها وبأسها . وذاع نبأ أمر تلك البندقية بين الأقوام . ولم تعد أمرها مخفيا على القمر. وكان إبن ماء السماء لا يضيع على نفسه فرصة في إستعراض بندقيه تلك وإظهار فرادتها وتميزها . ومن ثم التحدث عنها والترويج لها . وأصبحت البندقية تلك شوكة في عين المتربصين به . وكل ذلك إلى حين . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .

  2. #12
    من أماسي إبن ماء السماء . المادة السابعة . وأصبحت البندقية تلك تميمة ويتيمة سلاح إبن ماء السماء .لا بل شوكة في أعيين صغار اللصوص وكبارهم . يدا له على أعداءه . يدالدولة تشد على يديه وتشدد من أزره . خاتم سليمان تسهم في بناء الملك وتزينه وتخلق هالة من الرهبة في أعيين حاسديه . وكل حاسد لإبن ماء السماء اليوم في جريض وهم عريض . إن دار إبن ماء السماء اليوم حرم آمن . تغشاها أنفاس إبراهيم وإسماعيل أو تمسها أنامل أياديهم . وإعتاد إست إبن ماء السماء المجمر في تواصله مع دوائرأهل الحل والعقد في الحاضرة . ولم يك تحاككه مع تلك الدوائرإبان شراءه تلك البندقية أول تحاكك له ولن يكون آخر تحاكك . إن واقع حاله يمهد للمزيد . ويحتم عليه التقرب شيئا فشيئا مع دوائرالنفوذ سواء كانت تلك الدوائر في الحاضرة أو في نواحيها القريبة . وأحب إبن ماء السماء ميلته تلك وهو راكب . إن إبن ماء السماء وبدون أدنى ريب من محبي الوفادة والريادة . يستميله مقايضة الناس ومزايلتهم . وله مبادءه في كيفية التعامل معهم . وأول مبدأ له إن الناس أخياف . نفوس من معادن شتى . وحتى يفلح المرء في الحياة فعليه أن يريض نفسه على فن معاملة الملأ . وما يستميل إبن ماء السماء على نحو خاص كيفية التعامل مع علية الأقوام . إنه يحب التحاكك بجذيل أولي الرأي والنفوذ . ورغم أن مثل أناس مثل عصام إبن بشير يتمثل أمامه إلا أنه لا يضطلع بأي حال من الأحوال أن يضطلع بمهام أو دور عصام إبن شهير . فما له والجلوس على باب النعمان , هذا إذا فهمنا أن الحاجب بواب , أو مجرد التحدق في وجوه زائريه أو التحقق من هوياتهم أو صدق نواياهم أو جدارتهم بلقاء النعمان إبن المنذر. إنه يزمع أن يكون جليس النعمان ونديمه ومن نصحائه . ومهما يكن من أمر فإن إبن ماء السماء اليوم يتطلع إلى ملك كبير وشأن أكبر. ويزداد شأنه ويعلو كعبه في ناحيته وفي الحاضرة . ويتسع مدار ملكه . وهو على دأبه وهيفه . ناصح و حافظ و أمين . وكأنه يوسف من طرف ونبي العرب من طرف آخر. ولا تتوق نفسه ولا تصبو إلى شئ قدر توقها وصبوها إلى ملاقاة أهل الحل والعقد والتعرف على اسلوب إنزالهم الناس منازلهم ولهجة خطابهم وأسرار ما بلغوه من شأو ومكانة ومنزلة . و يتعدى في حرصه على ذلك إلى حرص في معرفة مبادئ الدولة في التعامل مع أهلها . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .

  3. #13
    من أماسي إبن ماء السماء . المادة الثامنة . ورمى القدر إبن ماء السماء بريشه على غاربه . أو يكاد . ويجمع إبن ماء السماء اليوم في يده مقاليد الأمر وأسباب الأرتقاء والتوسع في ملكه . وكبر عمرعن الطوق . وأصبح يطرق طريق الحاضرة و الناحية . غاديا آيبا . وهو يطمع إلى أن يكون قطب الرحى . به لا عبرة بي ولا باكيا . يلتقي ويزايل . له قدم راسخ في الثرى وآخر في الثريا . كل شئ يأذن بميلاد دعيميص الرمل والبرم . وكيما يضع أقوام ناحيته في عين الأحداث ذهب إبن ماء السماء يعقد مجلسه . ليركب القوم في كل حال سيساءه . مجلس مساءي . هذا أول عهد إبن ماء السماء بالجلوس في أماسيه . وفي التفرس في وجوه أناسيه . يلقى القوم صحرة بحرة . ليتفرس في وجوه القوم من وراء متكئه ومجمر ناره .إن العبرة لا تكمن في الإلتقاء بوجوه التعاسة والنخاسة وإنما بالإلتقاء بهم في مجلس طقوسي يهبه الهيبة . مجلس يرفع من شأن إبن ماء السماء أنجدا وينزل من شأن الأقوام أنجدا . إنها أماسي في غاية الطقوسية والتراتيلية . وكل شئ بحق إبن ماء السماء آية . ولو رأيت إبن ماء السماء وقد إستتب له المجلس . كليب بن وائل وقد بعث من رماده أو نفخ في طائره . ولو رأيت الناس بشريفهم و وضيعهم وهم يعشون إلى مجلسه بعد إطباق الغسق وإحكام الظلام . ليستقصوا أنباء واديهم . ما شنف في أمره وما لم يشنف . ما قضي في أمره وما لم يقضى . وما ينتظر قضاءه في قوادم الأيام . أيام حاسمات في عمر الوادي وعمر إبن ماء السماء . أعود والعود أحمد .

  4. #14
    أماسي إبن ماء السماء . المادة التاسعة . أن تصدر المجلس لا ريب يتطلب قدرة على الريادة والقيادة والإدارة ضمن أطر المجلس نفسه . في هذا المجلس الفسيفساءي . أسوت لم تتعود المجمر . نفوس لا تعرف بأصول فن الجلوس في مجلس وجيه القوم وعينه . بعضها مضطربة وبعضها أربة . بعضها تحذق وبعضها تخنق . أناس كل نجار الإبل نجارها . إن إبن ماء السماء هو السفين . وعليه أن يمسك بالدفة في هذا البحر المظطرب . وكل ذلك يتطلب حنكة لم يشب عليها إبن ماء السماء ودراية لم يكتسبها لا في نعومة أظافره ولا في أوائل يفاعته . إن الأيام حتما ستنجذه والتجارب ستحنكه . إن إبن ماء السماء يحظى بقصب السبق في كل مضمار. دون أن تتوق نفسه إلى ذلك ودون أن يحركه نوازع ناهيك عن نازعة الطقس والطقوسية . نازعة التحنك بآداب الإلقاء والكلام . وإلى أن يكون مكيثا على صقب من أهل الشرف . كل يتساءل هل أن إبن ماء السماء كليب إبن وائل المنتظر . وكل من ناحيته يرنو إليه ليعرف أي صنع صنعه وأي خير خيره . كيف يصنع هذا السيد . وأي فصد فصده . لا أحد يشك بإن إبن ماء السماء على طرر طريق السؤدد وما يشك فيه الناس ويمارى فيه ساعة سؤدده . الكل ينظر إليه نقابا ويتملاه صفاحا . فهو تحت أعين حليلته . وتحت أعين قوم حليلته . وتحت أعين قومه بالذات وأخيرا وليس آخرا هو تحت أعين بقية الأقوام . و أخيرا إنه تحت أعين وبصائر الدولة . إن حليلته تنتظر كل مساء وبفارغ الصبر ساعة إنقضاء مجلسه . وإذا ما إنصرم المجلس وإنفرط عقده سارع إبن ماء السماء إلى حليلته لينقل لها صحائف وبروتوكولات المجلس . أو صحائف ما ورد فيه وما صدر . لتدلي حليلته بدورها بدلوها في كل صغيرة وكبيرة . وكل ذلك بحكمة قل نظيرها وحصافة رأي كالتبر في مكنونها . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .

  5. #15
    من أماسي إبن ماء السماء .المادة العاشرة . وشرعت ريح إبن ماء السماء بالهبوب .ريح الشمال تارة وريح الجنوب تارة أخرى . إنه لا زال في حمية عقد مجلسه الليلي .وله الآن رجل من أبناء العشيرة الأقربين من عهد إليه إعداد القهوة لمجلس مترامي الأطراف . إذ الأقوام كلها تدافع في طريقها إلى المجلس لتحسوا القهوة العربية . المرة بمرارة الدفلي . ولتجتمع إلى وجهاء القوم وأولي الرأي . ولتحتمي أو تصطلي بنار الغضا . بنار ربما لا يجدوه في ديارهم. ولم تك إعداد القهوة في كل عشية بالأمر الهين ولا اللين. إذ لم تك الكهرباء قد دخلت في حياة الناس . ولم تعرف أهل الشرف طريقة آلية في طحن حبوب القهوة . وكذا أقتضى الأمر أن يجلس صاحب القهوة على الهاون ويدق باليد في الهاون زهاء ساعة . هذا بعد تحميص الحبوب على النار في طاوة . ولم يك في المتناول أو الهين حتى إشعال نار من الغضا أو من الخشب . إلا أن المشقة في كل هذا وذاك أعطى لصاحب القهوة حرمة ومكانة .لا بل إشراقة وشرفا . وحظا من حظوظ إبن ماء السماء ودروجه على مدارج الشرف . والحدث كله يأذن بتحول في الفجر, وتبدل, أو ببزوغه تارة أخرى. وكل يستشعر وقعه ودقه . وربما إبتهج له البعض وإمتعض منه البعض الآخر . والحدث بعد هذا كله ينقش في عقل القوم سيته وسيماءه ومعلمه . ويحدث رجعا في نواحي سواء نأت تلك النواحي أم دنت. فلم يك على الشرف طخاء يحجب . ولرمزيات الحدث هيبتها وطيبتها . وكل رمزية تنطق بحق إبن ماء السماء في السؤدد والسيادة . لدق الهاون رمزيته .ولإشعال نار الإصطلاء رمزيته . ولعقد المجلس رمزيته وزباءه . هذا رجع دق الهاون يسمع على صقب وبعد .ويبعث الأمن قبل الأنس في نفوس سكنة الحي القربة. في ليالي شتاء مكفهرة ومتشحة بالسواد . في زمن لا يأمن فيه الناس لا الليل ولا أهضامه . في زمن لم يك فيه الإنارة العامة سنة متبعة . في زمن لا زال صغار الأقوام وكبيرها تغير على بعضها البعض . لذا كان في إنعقاد مجلس إبن ماء السماء مبعث حس الأمن والأمان في قلوب أهل الدومة وردع وزجر لصغار اللصوص اللذين كانوا يتلصصون وراء غنيمة باردة في بطن الليل وأهداجه .أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي.

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. 9-باب السلام--
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-26-2016, 05:53 AM
  2. موسى عليه السلام لما دفن أخاه هارون عليه السلام
    بواسطة رنوة في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-11-2013, 03:59 AM
  3. ولا في علو السماء
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-05-2012, 07:45 AM
  4. ردوا السلام والا السلام غالي
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-23-2010, 02:51 AM
  5. النتن للاسد لا ننوي مهاجمة سوريا / الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-30-2010, 10:14 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •