المسلمة الأولى: الشعوب العربية هى شعوب فى غالبيتها متدينة، وبالرغم من بعض الإنتقادات التى توجه لبعض مظاهر الدين التى نراها حاضرة ، إلا ان كلا الأديان عندنا تؤمن بالله ولابد ان يراعى هذا فى أى مفهوم للإصلاح، بل على العكس من ذلك لابد ان يستفاد من الإيجابية فى الإيمان بالله ، وبقيم الدين المبنية على هذا الإيمان ، لتساعد فى الإصلاح وتعطينا مزيدا من الطاقة فى مجهودنا للإصلاح. فأى محاولة للتغيير تبدأ بمهاجمة الأديان لن تؤدى إلى تغيير منتج أوإصلاح حقيقى ، أما إذا كانت هناك مشاكل مرتبطة بالدين ، وتأثيرات أتية من الخارج لإلغاء دوره ، فلابد ان يتعاون الجميع من أجل الإعتماد على الذات وأن يقوم اًصحاب الدين وعلماءه أنفسهم ، إعتماداّ على مصادر الدين الأصلية و على إدراك مقاصد الدين وأهداف الشريعة لتغيير ما ظهر و إنتشر و أساء الى الدين.
المسلمة الثانية: فى العالم المعقد الذى نعيش فيه الأن يلعب العلم دورا مهما، لا يمكن الإستغناء عنه، وسيظل كذلك فى المستقبل المنظور. لقد أصبح العلم والتكنولوجيا من أهم الأدوات لحل المشاكل وتسهيل الحياة. والعلم لا يعطى مجاناّ ولا تقدم التكنولوجيا دون مقابل ، فى عالم يحكمة المال والإقتصاد ، لذلك لابد ان يأخذ العلم مكانه الصحيح فى مناهجنا وفى طرق تفكيرنا لحل مشاكلنا. ونحن لا تنقصنا القدرات ولا المهارات العلمية ، ولكن ينقصنا النظام الذى يسهل التعامل مع العلوم ، وتنقصنا الإدارة العلمية ، ونحتاج الهمة والعزيمة والصبر والنفس الطويل والإصرار والمثابرة حتى يمكننا ان نتمكن من العلم والتكنولوجيا حتى لا نظل تابعين ومستهلكين لنتائج العلم والتكنولوجيا الأتية من الخارج. ونحن أيضا ليس عندنا تناقض بين العلم والدين ، فبينما يتعامل العلم مع الطبيعة الجامدة والحية و مع مواد ونبات وحيوان ليفهم قوانينها للإستفادة منها فى حياتنا ، فإننا فى المقابل نجد ان من اهم وظائف الدين هو عمارة الأرض وتحقيق النماء الفردى والجمعى. وهل يمكننا ان نحقق مقاصد الدين فى الإستخلاف دون العلم والتكنولوجيا؟ لذلك لا يصح لنا ان نهمل العلم بأى دعوة من الدعاوى. وحتى الملحدين لا يمكنهم استخدام العلم لهدم العقيدة فى الله لأنه ليس من وظيفة العلم ولا فى طرقه و منهاهجه طرق علمية لنفى وجود الله.
المسلمة الثالثة: التغيير يحتاج إلى من يقوم به، وعادة يقوم بالتغيير عدد قليل ولكنه يلقى مقاومة من عدد قليل أخر، وإذا لم يحدث التغيير إلى الأفضل فستظل الأمور كما هى او تسوء أكثر ، وينفجر الواقع دون إستعداد لتحمل نتائجه. ودون مساعدة من الأغلبية الصامتة فستكون الأمور أكثر صعوبة لأى مجموعة رائدة تريد الإصلاح التعليمى والتربوى.
المسلمة الرابعة: التفريق بين المواطنين الذين يسكنون معا منذ مئات السنين ، ولهم نفس العادات والتقاليد واللغة وغيرها من ملامح مشتركة ، هذا التفريق على اى اساس سوف يعمل تمزيق النسيج الإجتماعى للدولة ويكون بؤر يمكن ان تكون مدخلاّ لعدم الإستقرار وكسر التجانس الوطنى ، وفتح الأبواب لأعداء الأمة لتمزيق الوطن ، بمساعدة فئة ضد الأخرى ، لذلك يجب ان يشارك الجميع فى مشروع إصلاح التعليم حتى نسد مداخل الشيطان، ونمحى بؤر النزاع الداخلى الذى أذا حدث لن يسلم منه أحد.
المسلمة الخامسة: أى تغيير أو إصلاح له كلفة إقتصادية ، ولابد ان تقوم الدولة بدورها الإقتصادى فى الإصلاح التعليمى لأنه إصلاح استراتيجى للمئة سنة القادمة ولذلك فله اولوية قصوى مثله مثل نظام الدفاع والتسليح.، إنه من أولويات الأمن القومى. لذلك فعلى أصحاب روؤس المال الوطنيين ورجال الأعمال المحبين لبلدهم ان يشاركوا فى هذا المشروع المستقبلى.
المسلمة السادسة: من الأمور المعروفة عن المواطن هو أرتباطه بأسرته وعائلته ، والتأثيرات المتعددة ، العالمية والداخلية، تعمل على تفكيك دور الأسرة وتقليل مفاهيم التكافل العائلى وزيادة نسب الطلاق، و عدم إنضبات سلوك الأبناء، لذلك على نظام التعليم ان يكون له دورا فى إعادة مفهوم الأسرة ودورها فى عملية التربية والتعليم من خلال مشاركتها فى كثير من الأنشطة المدرسية وأعمال التقويم الدراسى والتربوى.
المسلمة السابعة: لابد لأى عمل ناجح من ان يكون الفكر المبنى عليه فكراّ منضبطا وقابلاّ للتطبيق. فإذا كان هناك أفكاراّ كثيرة و نظريات وفلسفات و غيرها إلا اننا فى حاجة ماسة لفكر يمكن تطبيقه ، فكر هندسى إجتماعى ، فكر يرشدنا إلى كيف نطبق الأفكار. وبدون هذا الفكر، فكر تنفيذ الأفكار وتحقيقها على الأرض ، سوف نكون كمن يحرث فى البحر.
المسلمة الثامنة: نحن فى فترة إنتقالية وعندما نعمل على التغيير فأنه سوف يأخذ وقتا طويلاّ ، فالتغيير يحتاج وقتاّ طويلاّ حتى تنتج عمليات الإصلاح ، لذلك الصبر مطلوب والمثابرة أيضا. ويجب ان لا نعتمد على أشخاص بل على ثبات المنظومة مع تغير الأشخاص والعمل المستمر لإكمال مشروع الإصلاح.
و هذه هى نهاية
أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية
وإلى لقاء جديد حول
ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم
(يتبع)