بسم الله الرحمن الرحيموردت "العظام" معرفة بالألف واللام في ثلاثة مواضع؛ ثبتت في موضع، وحذفت في موضعين؛
الكلمة الثامنة عشرة
حذف وإثبات ألف عظام
في قوله تعالى: (وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا (259) البقرة.
العظام في هذا الموضع هي عظام حمار الذي مر على القرية، وأماته الله مائة عام ثم بعثه؛ فصاحبها معروف، وطال عمرها بإعادة إحياء صاحبها؛ فعلى ذلك كان إثبات ألفها.
وأما الموضعان اللذان حذفت فيها الألف فهي عظام لم يحدد صاحبها، فهي مجهولة؛
في قوله تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَـاـمَ وَهِيَ رَمِيمٌ(78) يس.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَـاـمًا فَكَسَوْنَا الْعِظَـاـمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَـاـهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَـاـلِقِينَ (14) المؤمنون.
فهي عظام مجهولة غير معروف صاحبها لتتميز عن بقية العظام، وعلى ذلك كان حذف ألفها.
وثبتت الألف في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَـاـنُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ(3) القيامة.
أي عظامه هو وليست عظام غيره، فهي معروفة لديه ومحددة بنسبتها إليه، وهي قائمة فيه وهو يخاطب بهذه الآية؛ والحديث عن جمعها كما هي مجموعة اليوم فيه؛ فثبتت لذلك ألفها.
وقد جاءت العظام منصوبة في تسعة مواضع؛
في قوله تعالى: (وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا وَرُفَـاـتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(49) الإسراء.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَـاـتِنَا وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا وَرُفَـاـتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا(98) الإسراء
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَـاـمًا فَكَسَوْنَا الْعِظَـاـمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَـاـهُ خَلْقًا ءاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَـاـلِقِينَ(14) المؤمنون
وفي قوله تعالى: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ(35) المؤمنون
في قوله تعالى: (قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(82)المؤمنون
وفي قوله تعالى: (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(16) الصافات
وفي قوله تعالى: (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ(53) الصافات
وفي قوله تعالى: (وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـاـمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ(47) الواقعة
وفي قوله تعالى: (أَئِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا نَخِرَةً(11) النازعات
والعظام في جميع هذه المواضع؛ إما عظامًا بالية ونخرة، والقائلين جمع وليس أفراد، أو لأحد النطف المجهولة التي لم يحدد من هو صاحبها، وإن كانت صورة تتكرر مع خلق كل إنسان؛ فسقطت الألف فيها لذلك.
</i>