أعزائى الأفاضل
كل ما جاء من تعليقاتك به فوائد جمة ، وحتى يسير الحوار فى مسار يثرى النقاش، وحتى يمكننا ان نصل إلى ثمار يمكننا ان نطبقها على الأرض ، دعونا نتفق على بعض الأمور.
أولاّ: هل يمكن إصلاح وإعادة بناء الإنسان فى العالم ، بتقديم نموذج الإسلام له مكتوبا فى مقالات ، دون ان نكون قدوة للأخرين؟ بمعنى أهمية وجود من يمثل الإسلام تمثيلاّ حيا على الأرض.
بناء الإنسان هو تغيير سلوكى ، يأخذ وقتا طويلاّ ، لا يأتى من دراسة مقررات دراسية ، أو قراءة مقالات وكتب . نسبة كبيرة من الناس لا تبحث عن الإسلام فى الكتب. وعندما نريد ان نبنى الإنسان على نموذج الإسلام ، لابد ان نقدم نموذجاّ يحتذى ، نموذج يمثل الإسلام حياّ فى هيئة الناس...إنها القدوة والنموذج هى التى تؤثر.... وليس إعادة ذكر وتكرار ما كتب.
لذلك كان البناء متوجها أساساّ إلى الإنسان العربى...حامل الرسالة...حتى يعطى نموذجاّ حياّ للعالم ليقتدى به ويفكر فى الدين العظيم من وراء هذا السلوك القويم. و من هنا تفسير العنوان:..
الإسلام وبناء الإنسان العربى
ثانياّ: عندما نلاحظ ما يحدث فى حياتنا ، ونرى العديد من الأمثلة الحية التى تظهر الفجوة بين قيم الإسلام وبين سلوك نسبة ملحوظة من الناس ، وهى النسبة التى تلتزم بالشكليات وتبعد عن روح الدين وأهدافه ، ومقاصد الشريعة ، ولا تفكر لماذا أرسل الله الإسلام... عندما نرى ذلك ، نسأل ما هو الحل؟ وكيف يعود الدين مؤثرأّ حقيقياّ فى حياة الناس ، عملا وليس مقالات و مواعظ و خطب؟ هنا علينا ان نأخذ خطوتين ، الخطوة الأولى هى الإتفاق على رؤية محددة واضحة لإعاد بناء الإنسان العربى ، والخطوة الثانية هى وضع مشروعات عملية وخطوات تنفيذية لتحقيق الرؤية التى إتفقنا عليها. مع البعد عن العموميات ،وعدم الإغراق فى التنظير والقصص والروايات. مع ترتيب الأولويات فهى من الضرورات القصوى بسبب قيود الجهد و الوقت والمال المتاح. وعلينا ان نتفق على الأتى:...
ما هى الرؤية المتكاملة لبناء الإنسان؟
كيف نحقق هذه الرؤية؟
ماذا نقول ومتى نقول وكيف نقول؟ ومتى نسكت ؟ و كيف نعمل بهدوء لتحقق قيم الإسلام فى الحياة....
هنا أهمية الأولويات
ثالثاّ: هناك مستويات عدة للعمل من أجل بناء الإنسان: الفرد نفسه والأصدقاء والأسرة والحى والشارع والسوق والمدرسة ووسائل الإعلام و الوزارت، و السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. كل هذه المستويات تتداخل وتتفاعل فى عصرنا الحالى ، وكل منها يؤثر فى الإنسان ، والسؤال هنا كيف يمكن التغلب على كل المعوقات لتحقيق إعادة بناء الإنسان العربى؟ وهل مقولة " إبدأ بنفسك" تصلح هنا؟ وكيف يبدأ الإنسان بنفسه فى جو مملوء بالمغريات والشد والجذب، فيجد كل شاب وشابه ، ورجل وإمرأة (و حتى الطفل أمام شاشة التلفزيون) يجد نفسه تحت جذب وشد و ضغوط من كل إتجاه؟ كل يحاول ان يأخذه معه؟
رابعاّ: فى عمليات البناء علينا ان تسأل ونجيب على الأتى:...
ما هو مشروع البناء ؟
من يقوم بالبناء ؟
كيف نقوم بالبناء ؟
كيف يكون البناء الى الأفضل ولا يكون هدماّ؟
ما هو دورنا فى البناء؟
ما هو دور الكلام ، والخطب ، والمقالات ، والقصص ، والكتب ، والدراسات ، والابحاث فى البناء؟
ما هى خطط ، وخطوات العمل المطلوبه للوصول لهذا الهدف؟
خامساّ: المفروض هو وجود خطط للبناء تربط الفكر بالعمل المنضبط ، ويكون لها أهداف
1 قصيرة المدى
2 متوسطة المدى
3 طويلة المدى
وان يكون التركيز على العمل الجاد من أجل البناء ، العمل المهنى والإحترافى فى مشروع البناء ، وان يعاد التفكير فى أولويات القضايا التى تطرح، وأسلوب الطرح. وان يكون هناك أجراء دورى ( فى نهاية كل عام مثلاّ) لقياس مقدار تحقق الأهداف، وتصحيح الأخطاء، مع الإلتزام بروح العمل الجماعى
وفى المرة القادمة سوف أكمل ، إن شاء الله ، مع توضيح فكرتى من مجال الهندسة
ودمتم
مع أطيب التحيات
عبد الحميد