المبحث الثاني عشر4- حكم ما اجتمع فيه الياءان طرفًا وتحرك ثانيهما
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يُحْـ(ي)ـِيَ الْمَوْتَى (33) الأحقاف.
قال تعالى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يُحْـ(يِ)ـِيَ الْمَوْتَى(40) القيامة.
قال تعالى: (لِنُحْـ(يِ)ـِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَـاـمًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا(49) الفرقان.
ياء يُحْيِيَ حركت بالفتح لأنها نصبت بأن، ونُحْيِيَ نصبت بلام التعليل، والياءان في هذا النوع مختلفتان عن بقية الأنواع الأخرى من حيث أنهما متحركتان، ولم تكن إحداهما ساكنة، وحذفت إحداهما في الرسم، والمتفق عليه هو حذف الياء الأولى؛ لأن الثانية حملت علامة النصب، ولأن الأولى قابلة للإدغام في الثانية إذا سكنت. ما عدا وليّي الآتية لأنها مشددة.
أما (حَيَّ) في قوله تعالى: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيََّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ(42) الأنفال. فقد قرأ قنبل، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وحمزة، والكسائي؛ (حَيََّ)، بالتشديد، وقرأ الباقون: (حَـ(يِ)ـيَ) بتحريك الياءين.
وحيِيَ فعل ماضي مبني على الفتح، وفي مذهب الخليل يجوز في مثلها الإدغام مع التشديد؛ كما وردت في الآية، وعدم الإدغام وهو الأصل.
وأما (وليِّيَ) في قوله تعالى: (إِنَّ وَلِـ(يِّ)ـيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَـاـبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّـاـلِحِينَ(196) الأعراف.
فقد نصبت وليِّيَ بإنّ؛ فكانت الياء الأولى المشددة محركة بالكسر، والثانية بالفتح، ولها نفس حكم وتعليل تحرك الياء الثانية في (يُحيِيَ).
فإثبات لفظ الياء وحذف رسمها في المواضع الثلاثة الأولى إثبات الصفة لله تعالى، واستمرار القدرة له عز وجل على الإحياء مرة أخرى.
وكذلك من حيَّ الإيمان حياة يستمر عليها، ولا يكون كمن هلك على الكفر.
وكذلك من جعل وليه الله تعالى؛ فالمقصود بولاية الله الدائمة له، ودعمت بـ(وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّـاـلِحِينَ) ولم يخرج نفسه من الصالحين.
بهذا انتهت بفضل الله تعالى الأبحاث الأربعة في حذف إحدى الياءين من المكررة.
أبو مُسْلِم/ عبْد المَجِيد العَرَابْلِي