قِرَاءَةٌ
... حتى دخل عليه في يوم شاتٍ، فوجده جالساً يقرأ في كتاب، ثم أعاد النظر إليه ثانية، فأبصر يديه ترتعشان، وداهمته عينا صاحبه وقد أثقلهما دمع جاثم، وقذفت جِلستهُ الرهبة في قلبه، فلما هم بالسلام عليه والتحدث إليه في الذي جاء من أجله، لاح له عنوان الكتاب الذي كان يضطرب بين يديه، فما إن قرأ حروفه حتى انعقد لسانه في فمه، وجمدت قدماه حيث وقف ينظر ...
على مقربة منه جلس صامتاً لا يحرك ساكناً، وأخذ يترقب الذي سيكون من شأن صاحبه عندما يفرغ من القراءة، لكن انتظاره طال وصبره نفد، وما إن فتح عينيه بعد أن أغمضهما هنيهة لإراحتهما من تعب الانتباه، حتى رأى صاحبه قد وضع الكتاب جانباً، وأمسك برأسه مطرقاً، وهو يميل به ذات اليمين وذات الشمال ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com