( 11 ) قراءة في ديوان «حوار الأبعاد الثلاثة»
بقلم: محمد حسن حسين
...........................
ليس أروع من الإنسان عندما يُحاول إيصال أفكاره إلى الآخرين ليؤدِّي رسالته التي فرضها الله عليه والتي أرادها منه المجتمع، رغم صعوبة التواصل وقلة المنافذ التي يستطيع الدخول منها لتحقيق هذا الهدف.
نقول هذا الكلام وأمامنا ديوان واحد لشعراء ثلاثة، هم: حسين علي محمد، ومحمد سعد بيومي، ومصطفى النجار.
وبالرغم من صغر حجم الديوان واصفرار أوراقه إلا أنه يحمل في ذاته مشكلة تُواجه الشاعر الحديث الذي يود أن ينطلق من ذاته ليُسمع صوته للجميع، فهل نجح هؤلاء؟
وللإجابة على هذا السؤال نتوقف مع شعر كل واحد منهم، لترى إلى أي حد أبدع، وإلى أي درجة أجاد؟
وفي البداية نقف مع الشاعر حسين علي محمد الذي شارك بخمس من قصائده، ذات منطلق وطني، ينطلق عبر شوارع القاهرة وميادينها إلى بقية أنحاء وطنه العربي ليُعلن عن حبه له، ومشاركته لما يدور في داخله ومعرفته الشاملة للأحداث التي تنطلق منه والتي تجري به، فيلون أفكاره ويحاول أن يبسطها واضحة أمام الجميع، لتعبر عن المضمون الذي يريده بألفاظ عادية سهلة حياتية تتكرر يوميا، وبعبارات متماسكة، تجمع وتنظم حسب أصول صحيحة وقواعد مرسومة، رغم قلة صوره ووضوحها، ويبدو أن مواضيعه أوسع من خياله، وظروفه تحتم عليه أن يصور الواقع كما يراه، فبالإضافة لقلة اهتمامه بالموسيقا لطغيان الموضوع عليه، وبالإضافة إلى التجربة التي لفتت الشاعر وجعلته يأخذ أحداثه كما هي، ورغم الصدق الموضوعي عنده إلا أنه لم يستطع أن يطغى عليه، ليُحقق الصدق الفني، وتكون عاطفته الجياشة التي نتمناها، ولكن يكفي الشاعر بعد ذلك كله أنه قد استطاع أن ينفذ إلى معرفة واسعة، وجرأة في الحديث، وقدرة على التعبير.
(…) وبعد؛
فقد استطاع هؤلاء الشعراء بتعاونهم تحقيق أهدافهم، وقد ضربوا أروع الأمثلة في التعاون والمشاركة في الإطار الثقافي والأدبي العربي.
ونود في النهاية إلى أن نشير إلى أن الطبعة الأولى من ديوان «حوار الأبعاد الثلاثة» صدرت في مصر، صيف 1967م مقتصرة على حسين علي محمد ومحمد سعد بيومي ومصطفى النجار، وهي ذات الطبعة التي تدور حولها هذه المقالة. أما الطبعة الثانية من هذا الديوان، فقد ظهرت في سورية بحلب، شتاء 1979م مزيدة ومنقحة بعنوان «حوار الأبعاد»، وقد انضم إلى الطبعة الثانية الشاعر السوري سمير ددم.
محمد حسن حسين
...................................
*أخبار الأسبوع (عمّان) ـ في 6/9/1979م.
</i>