اولا ارحب بك معنا استاذنا الكبير
واعتذر لمداخلتي رغم ان هناك من هو اولى مني وسبق سؤاله ولكن ربما جاء دوري:
ابوفراس الراقي ادبا وخلقاً.. شكرا لحضورك البهي...
بصراحه تؤرقني امورا عدة:
انتم كطبقة مثقفين :
هل تجد ان الحرف والنصوص والجهد الثقافي لشعب الهته اللقمه تكفي لايجاد حل ؟
ان ممن يؤمن بالفعل اكثر من القول ايها العزيز..دائما اقولها القول انما لحظة ربما انفعالية مصلحوية اكثر ، لكن الفعل هو الحقيقي المعبر عن الداخل الانساني ، الكلمة تصنع في الكثير من المرات للتعبير عن حدث ما ، وهي غير مهملة عندي بل ضرورة ، لكن الاهم والاكثر ضرورة ان تجد الكلمة فعالية والفعالية لاتتم بدون فعل ملموس لماهيتها ، لذا فشعوبنا تعيش على الكلمة منذ عصور طويلة ، وهي التي اسميها ويسميها الكثيرين بالابائية ، حيث ليس لديهم الان انما اللغة التي تبين للاخرين ما كان، وحال شعوبنا لاتفرق عن هذا الحال.
هل شعبنا يقرا ولديه الوقت والفكر النهم؟
شعبنا يعمل ليعيش ، والقليل من لديه الوقت ليقرأ ولايعيش ، لااظن بان الحاضر يمجد القراءة بقدر ما يمجد الكدح ، وهذا ما نحن بجهلنا نرجعه الى الظروف ونظرية التآمر وغيرها من الشعارات البراقة التي نسفت عقول الامة وابدعتها عن اوطانها ، نحن بارعون في امور اكثرها لامعانا التحوير ، والابتعاد عن الموضوعية في كل شيء ، وعدم التخطيط ، ليس لدينا الا قلة قليلة من يقرأ ومن يفكر بعقل الحاضر دون تقليد او اقتباس ، وهولاء من يتيسر له الحال ماديا ، ام البقية الباقية فيكدح ليعيش..!
وهل المفكر الشريف يجد من يطوع جهده للتفعيل وايجاد حلولا حقيقيه؟ واذن ماهو الحل للخروج من عنق الزجاجه؟
المثقف الجاد مهمش اجتماعيا فكريا ماديا ، لذا نجد الاغلبية منهم يعيشون بصورة تكاد تكون مزرية ، وليس هناك من يمد لهم يد العون ابدا من اجل خلق عوالم حياتية افضل لهم وبالتالي النهل من ثقافتهم التي اراها ضرورة لاستمرارية نهج الحياة القويم ، فبدون مثقفين يردعون التخاذل والمذلة ويرفضون ويشكلون حالة وعي ديناميكية في الاجتماع لاتستمر الحياة بشكلها الطبيعي ، لكن للاسف لانجد في مجتمعاتنا مقومات صناعة الحياة ابدا ، فالمثقف الجاد ان لم ينتمي لتيار او دين او مذهب او فكرة او او.. يبقى مهمشا تماما..والحلول هي غبيبة اكثر ، فعلى المثقف ان يعيش ..؟
وماهو تقييمك للامور السياسيه والاحداث الحاليه باختصار شديد؟
السؤال من اكون لاقيم ، والجواب ربما يكون صعبا..وبين الاثنين ، ارجدني اقول بان الاوضاع لاتبشر بالخير..وسبق وان نفيت كلمة الخير من القاموس الانساني لكون الانسان فقد كل مقمومات انسانيته ، والحدث السياسي الحالي انما يدل على ميكافيلية الواقع ، لذا من يريد ان يعيش ويستمر عليه ان يتبنى ذلك والا عاش خاضعا ذليلا تابعا ، وهذا لايتم الا بوجود قيادات مفكرة واعية وليست قيادات اعلامية تحب الظهور على شاشات التلفزة وتلقي الخطابات الطويلة وترفع الشعارات ابراقة ، وفي الخفاء تعيش مجونا فضيعا.
ولكم كل الدعاء بالتوفيق رعاكم الله وسدد خطاكم
ولكم مني كل المحبة والاحترام
جوتيار