نتابع الموضوع:

بالنسبة للسؤال عن إيران، وإنشداد الشيعة للحكم فيها، نوضح.

الشيعة ليست منشدة لإيران، ولاللحكم فيها. فعندماكانت ملكية شاهنشاهية، ورغم الغالبية العظمى من سكانهاشيعة، كان الشيعي العربي يناوئهاويعادي ملكهاوشاهها.

نعم. لكن الشيعة منشدة لإسلام إيران، وخاصة قيام الحكم فيهاعلى أساس ديني، يستمد شرعيته من تطبيق نهج آل بيت الرسول(ص). فتعاطف الشيعي ليس مع إيران وحكام إيران. بل تعاطفه مع النهج الإسلامي القائم على أساس من مدرسة أهل البيت(ع).

وهناك دليل حديث ماثل أمامنا، ومستمد من الحرب العراقية الإيرانية، فرغم الظلم الذي كان يفرضه المقبورصدام على العراقيين بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة، ورغم قيام حكم إسلامي في إيران، وتعاطف الشيعة معه.

لكن عندماقامت الحرب بين البلدين، وتحت شعارإستردادأراضي عراقية، تنازل لهاالحكم العراقي البعثي في وقت ضعفه، وأيضابدعوى تدخل إيراني في شؤون العراق الداخلية، وهمجية حاكمه المجنون، وبسبب غياب الوعي الديني، والدافع الإيماني، عند السواد الشيعي!!

إنساق ذلك السواد الشيعي مع توجهات الحاكم المجنون، لينخدع بشعارات، التلبية لنداء الوطن والمواطنة، فيصبحوا وقود تلك الحرب العبثية المفتعلة، ألتي أشعلهاصدام ولمدة أكثرمن ثمان سنوات.

وحتى الحوزة العلمية،في النجف الأشرف، لم تصدربياناأوفتوى تدعواالشيعة فيه إلى الثورةعلى الحكم البعثي، مساندة لأيران!!! نعم بقت الحوزة العلمية والمرجعية الشيعية العامة ساكتة، لكونهالايمكن أن تؤيد القتال بين مسلمين سواء أكانوا عرباأو عجم.

ولمن يحاول الإصطياد في الماء العكر، ويبررسكوت مراجع وعلماء الشيعة بالخوف والجبن، من شراسة وهمجية الحاكم المجنون صدام. نذكره بإن الحكم البعثي، وقبل هجومه على إيران الإسلام. شن حربه على الإنفصاليين المسلمين السنة الأكراد ، في شمال العراق.

فرغم كون المحاربين للحكم العراقي كانوا من أهل السنة. بقت مرجعية النجف الشيعية العامة ساكتة، ولم تصدرأي فتوى بتأييد صدام في حربه ضد الأكراد السنة، بل بالعكس الإمام الراحل السيد محسن الحكيم(طيب الله ثراه، وجعل العليين مثواه) ويومهاإنتهت إليه المرجعية العامة للمسلمين، أفتى بحرمة القتال مع الأكرادالمسلمين السنة.

الحكم القائم في إيران الإسلام، يقوم على أساس إسلامي من مدرسة أهل البيت، والمتمثل في نظرية ولاية الفقيه. وغالبية مراجع الشيعة، والمرجعية العامة في النجف الأشرف، لاتؤمن بنظرية ولاية الفقيه.

الفقيه المرجع الشيعي الذي لايؤمن بولاية الفقيه، يكتفي بالنصح والإرشاد، وبيان مايوافق الدين ومايخالف الدين. لكنه لايمارس دورالحاكم والقائدالسياسي، لإيمانه بغياب القائد المعصوم، والمسدد بالعصمة الإلهية في عدم السماح بمالا يرضي الله.

بينماالمؤمن بولاية الفقيه، من المراجع، يتعدى ذلك إلى ممارسة الحكم بنفسه، وتطبيق شريعة الإسلام كنهج حياة، ليس فقط على نفسه بل على مجتمعه، والحاكم الذي يحكم البلد.

فالذين يؤمنون بنظرية ولاية الفقيه من الشيعة أومراجعهم، نعم ملزمون بتأييد سياسة إيران وحكم إيران، لأن الحكم فيها مستوفي لشرائط الحكومة الإسلامية.

وهذا مانراه عمليا في التأييد المتبادل بين حركة حزب الله في لبنان ونظام الحكم في الجمهورية الإسلامية. أوفي حركة التيارالصدري في العراق، ومعارضته المسلحة المفتوحة للإحتلال الأمريكي. وأيضانلاحظ ذلك في فتوى المفكرالعظيم، وشهيد الإسلام الخالد السيد محمد باقرالصدر، في تصديه لعصابة البعث، ومن ثم إستشهاده.

ومادمناقد أتيناعلى ذكرالأحتلال الأمريكي للعراق. كل المنصفون يعرفون بإن لادخل للشعب العراقي بصورة عامة، وشيعة العراق بصورخاصة، في قدوم الإحتلال الأمريكي للعراق. بل هي سياسات الحاكم المجنون المقبورصدام.

كل الشعب العراقي بسنته وشيعته، يرفض الإحتلال. والمرجعية العامة للشيعة، والتي لاتؤمن بولاية الفقيه، تدعو لإخراجه سلميا، تجنبالسفك الدماء، ومنعا لإنتشارالفوضي فيه، فالحرب الأهلية.

لكن المؤمنون بولاية الفقيه، مثل التيارالصدري، يدعون إلى المواجهة المسلحة مع قوات الإحتلال. لذلك دخلوا في مواجهات دامية، مع الحكومة العراقية الحاضرة، رغم مشاركتهم فيها.

مراجعناالعظام، حماهم الله وحباهم بالسؤدد والتوفيق، لايتصرفون إلا وفق الدليل الشرعي، الذي يتوصل له إجتهادهم، وليس من حقي وحقك أن نعارضهم فيماتوصل له إجتهادهم، مادمنادونهم في العلم والتقوى التي تثبت عدالة أيا منهم.

وآخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين.