قَدْ أكْثَرَ النَّاسُ في المَنْسُوْخٌ مِنْ عَدَدِ ***** وأدْخَلُوا فِيهِ آياً لَيْسَ تَنْحَصِرُ
وهَاكَ تَحْرِيرَ آيٍ لا مَزِيدَ لَهَا ***** عِشْرِينَ حَرَّرَهَا الحُذَّاقُ والكُبَرُ
آيُ التَّوَجُهِ حَيْثُ المَرْءُ كانَ وإِنْ ***** يُوصِي لأهْلِيهِ عِنْدَ المَوْتِ مُحْتَضِرُ

الشَّرْحُ

(1) (آيُ التَّوَجُهِ) : يُشِيْرُ إِلَى قوله عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ (البقرة : من الآية : 115) منسوخة على رأي ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاْ بقوله عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ (البقرة : من الآية : 149) .
(2) (وإِنْ يُوصِي لأهْلِيهِ) : أشار به إلى أن آية : ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ (البقرة : 180)منسوخةٌ ، فَقيلَ :
1- بآية المواريث .
2- وقيل : بحديث : « لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ » .
3- وقيل : بالإجماعِ - حكاهُ ابن العربِيِّ - .

يُتــبعُ -إن شاء الله-
وحُرْمَةُ الأكْلِ بَعْدَ النَّوْمِ مَعْ رَفَثٍ ***** وفِدْيَةٍ لِمُطِيقِ الصَّوْمِ مُشْتَهِرُ

الشَّرْحُ


(3) (وحُرْمَةُ الأكْلِ بَعْدَ النَّوْمِ مَعْ رَفَثٍ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ آيةَ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (البقرة : 183)
المتضمنَّة حُرمةَ الأكلِ والجماعِ بعد النَّومِ كما في صومِ من قبلِنا ؛ منسوخة بآيةِ ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ (البقرة : من الآية 187) .

(4) (وفِدْيَةٍ لِمُطِيقِ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ آيةَ : ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ (البقرة : من الآية 184)
منسوخة بآية : ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ (البقرة : من الآية 185) .
وقيل : مُحكَمَةٌ ، و (لا) مُقَدَّرَةٌ ، يعني : وعلى الذين لا يطيقونه .
وحَقُّ تَقْوَاهُ فِيمَا صَحَّ فِي أَثَرٍ ****** وفي الحَرامِ قِتَالٌ للأُلَى كَفَرُوا



الشَّـرْحُ

(5) (وحَقُّ تَقْوَاهُ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ قَوله تَعَالَى : ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ (آل عمران : من الآية : 102) مَنْسُوْخٌ بقوله : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ (التَّغابُن : من الآية : 16) .
وقيل : محكمة .
(6) (وفي الحَرامِ قِتَالٌ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ قَوله تَعَالَى : ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ﴾ (البقرة : من الآية 217) ، وقوله : ﴿ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ﴾ (المائدة : من الآية2 ) منسوخان بقَوله تَعَالَى : ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ﴾ (التوبة : من الآية 36) الآية .
أخرجَهُ ابنُ جريرٍ عن عطاء بنِ ميسرَةٍ .والاعْتِدَادُ بِحَوْلٍ مَعْ وَصِيَّتِهَا ****** وأنْ يُدَانَ حَدِيثُ النَّفْسِ والفِكَرُ


الشَّـرحُ


(7) (والاعْتِدَادُ بِحَوْلٍ مَعْ وَصِيَّتِهَا) يعني أنَّ قَوله تَعَالَى ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ ﴾ (البقرة : من الآية 240) الآية ،
مَنْسُوْخٌ بقولِهِ : ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ﴾ (البقرة : من الآية 234) .
(8) (وأنْ يُدَانَ حَدِيثُ النَّفْسِ والفِكَرُ) يُشِيْرُ إِلَى قَوله تَعَالَى : ﴿ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ﴾ (البقرة : من الآية 284)
مَنْسُوْخٌ بقَوله تَعَالَى : ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ (البقرة : من الآية 286) .
والحِلْفُ والحَبْسُ للزَّانِي وتَرْكُ أُولِي ****** كُفْرٍ وإشْهَادُهُمْ وَالصَّبْرُ وَالنَّفَرُ



الشّــرحُ



(9) (والحِلْفُ) أي الْمُحالَفَةُ ، يُشِيْرُ إِلَى قَوله تَعَالَى : ﴿ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (النِّساء : من الآية 33) منسوخة بقَوله تَعَالَى : ﴿ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾ (الأنفال : من الآية 75) الآية .
(10) (والحَبْسُ للزَّانِي) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ قَولَه تَعَالَى : ﴿ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ﴾ (النساء : من الآية 15) مَنْسُوْخٌ بقَولِه تَعَالَى : ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ (النور: من الآية2) .
(11) (وتَرْكُ أُولِي كُفْرٍ) يُشِيْرُ إِلَى قَوله تَعَالَى : ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ﴾ (المائدة : من الآية 42) مَنْسُوْخٌ بقَوله تَعَالَى : ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ (المائدة : من الآية 49) .
(12) (وإشْهَادُهُمْ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ قَوله تَعَالَى : ﴿ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ﴾ (المائدة : من الآية 106) مَنْسُوْخٌ بقَولِهِ تَعَالَى : ﴿ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ (الطَّلاقُ : من الآية 2) .
(13) (والصَّبْرُ) يُشِيْرُ بِهِ إِلَى قَوله تَعَالَى : ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ (الأنفال : من الآية 65) … الآية ، مَنْسُوْخٌ بما بعدَهُ وهو قَوله تَعَالَى : ﴿ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال : 66) .
(14) (والنَّفَرُ) يُشِيْرُ إِلَى أَنَّ قَوله تَعَالَى : ﴿ انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً ﴾ (التوبة : من الآية : 41) مَنْسُوْخٌ بقَوله تَعَالَى : ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى ﴾ (التَّوبَة : من الآية : 91) … الآية ، أو : ﴿ لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ ﴾ (النُّور : من الآية : 61) (والفَتحُ : من الآيَةِ : 71) … الآية ، أو قَوله تَعَالَى : ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾ (التوبة : من الآية : 122) … الآية .
من موقع لك ِ وملتقى اهل الحديث