مرورك اسعدني ايتها الغاليه:
واقتطف رؤيه نقد يه للنص اضمنها هنا علنا نستفد منها:
هل قصة ريمه الخاني ناجحه فنيا؟
الاديب:أيوب صابر
استجابة لدعوة السيد الكريم مأمون المغازي بأن أقدم رؤيتي للنص موضوع البحث والتمحيص هنا " لا وقت للحب" وعلى الرغم أنني اعتبر نفسي في طور التعلم هنا والاستماع في هذا المجال ولكن لا مانع من أن أجرب بناءا على مطالعاتي المتعلقة بورشة العمل في القصة القصيرة وفهمي المتواضع لخصائص القصة القصيرة. وان أحاول الإجابة على الأسئلة التي طرحتها :
- هل يمثل النص نص قصصي جيد ومشوق؟
- هل نجحت الكاتبة في كتابة قصة قصيرة بكافة مواصفات وعناصر القصة القصيرة؟
- ما المحور الأساسي الذي اعتمدته الكاتبة لصياغة القصة؟
- ما هي جوانب القصور في النص من حيث العناصر ومميزات النص القصصي الناجح؟
- ما هي نقاط الضعف من ناحية البناء القصصي؟ وما هي نقاط القوة؟
- هل النهاية مناسبة؟ ماذا كان يجب أن تكون عليه النهاية أن لم تكن مناسبة؟
وعليه سوف استعرض أولا مواصفات النص القصصي الجيد حسب رأي الأغلبية قبل أن انتقل لمحاولة تقييم النص موضوع البحث ضمن هذه الأطر.
من المتفق عليه أن النص القصصي الناجح لا بد أن يحتوي على مجموعة من العناصر الأساسية والمهمة والمقومات والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
قصر النص:
فالقصة عبارة عن سرد واقعي أو خيالي لأفعال يقصد بها إثارة الاهتمام أو التثقيف ولا يمكن احتمال الإطالة وهي غالبا ما تقرأ مرة واحدة . وهي حتما قصيرة وقصر النص يقوم على اعتبارين :
- كمي : وذلك بتقليص الفضاء بين ألزماني والمكاني وقلة عدد الشخصيات واختصار الأحداث ومحاور الاهتمام.
- كيفي : ويتمثل في وحدة الهاجس ووحدة الانطباع وشمولية التأثير والإيحاء.
الحادثة :
والقصة عبارة عن تسجيل حادثه تتشكل من مجموعة من الوقائع الجزئية تسير نحو هدف معين. أما البناء القصصي فلا بد من أن يعتمد طرائق التشويق وان يكون متلاحم الأجزاء تتكون منه الوحدة الفنية.
الحبكة :
لا بد أن يحتوى النص على ( حبكة ) والحبكة عبارة عن سلسلة من الأحداث والشخصيات مرتبطة مع الصراع الرئيسي في القصة.
الشخصية :
أما الشخصية او الشخصيات فلا بد أن تكون غنية وظاهرة والشخصية الرئيسية هو الذي كون له دور في القصة ولا بد أن تكون الشخصية حيه بمعنى أن يتفاعل معها القارئ ويأخذ موقف منها.
جو النص :
كذلك لا بد من توفر جو النص وهو جو حقيقي يجعل الأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
الوحدة الزمنية :
وتعنى التركيز على لحظة واحدة معينة تشكل مدار الاهتمام واليها تودي سائر الأزمنة وان تعددت وتعمق تأثيرها والوحدة الزمنية هي من أهم العوامل التي تجعل القصة قصيرة.
وحدة الانطباع :
إن القاص الجيد هو الذي يتصور سلفا انطباعا ينوي بلوغه ثم ينتقى من الواقع ويركب من الأحداث ما يكفل له بلوغ التأثير المراد. كما تعني وحدة الانطباع نظام واليات جمع عناصر القصة لبناء اثر واحد.
وحدة الهاجس:
وهو ما يجمع عناصر القصة على الرغم من تعددها من حيل الحجم والشكل ومنطق البناء والغاية وطبيعة التأثير.
لحظة التنوير:
إنها لحظة الكشف أو اللحظة الجامعة حيث تتجلى فيها الفكرة ويصل الانطباع قمته . وهو وقوع تغير جذري يرافقه اهتزاز أو ارتجاج أو مفاجأة وربما التقاء هذه الألوان جميعها.
خصوصية البناء :
في القصة الجيدة تبنى فيها لحظة النهاية منذ البداية فالنهاية ليست بالضرورة ملائمة لما سبق وإنما هي معه في علاقة تناقض أو مفارقة أو إدهاش وهذا ما يعرف بالمفاجأة أو لحظة الانقلاب.
حدة المنقلب:
وهي من المميزات المهمة في القصة أيضا ، فالحدث عادة يكون عاديا ومألوفا ولكن في القصة يتم بناء ها على نحو مخصوص يساعد على تعميق الإحساس بالنهاية ويعرض بديلا غير منتظر.
في النهاية أن الهدف من القصة هو أن يضع حدث مهم أو تافه تحت الضوء الكاشف الوهاج وهذا الحدث حتى وان كان مألوفا يسير الوقوع في الحياة اليومية فانه يكون في القصة عجيبا مدهشا.
أعود لتقييم النص " لا وقت للحب " ضمن هذه المواصفات فأقول :
لا شك أن القصة " لا وقت للحب " هي نص قصصي قصير وهي سرد خيالي قريب جدا من الواقع لحالة أو حدث يمكن أن يحدث في الواقع . وهي حتما سرد لحادثه تثير الاهتمام و تقرأ في جلسة واحدة . كما أن عدد الشخوص محدود وهناك اختصار للأحداث ومحاور الاهتمام رغم أن الفقرة التي تبدأ "تلك الهاجعة في عتمة الدار..". ربما توثر سلبا على وحدة الهاجس ووحدة الانطباع وشمولية التأثير والإيحاء.
والقصة هي حتما تسجيل لحادثه تتشكل من مجموعة من الوقائع الجزئية تسير نحو هدف معين
- كل يوم تمر به...
- ما زال ينتف الشعرات البيضاء...
- وحدها التي علقت بذاكرته...
- ود لو يحكي لها...
- قد كان فوق السحاب...
- لم تعد قادرة على دور المحب الغارق..
- نظر إليها نظرت أليه...
- ذلك اليوم كان راعا جدا...
- كان يعمل انه لن يدخل دهاليز المستحيل..
- بات أقوى من أي وقت..
- أحرقة ما تبقى من حب ...
- أحس بأنني...
- وأنا كذلك.
هذه سلسلة الأحداث التي قادتنا إلى النهاية ، حيث تنتهي القصة بعكس ما نتوقع فكيف يمر شخصان بكل ذلك ثم يرفض أن يستمر في ما كان يمكن أن تتطور إليه الأمور وهو الهدف الذي ساقتنا إليه الكاتبة باقتدار وعن وعي مسبق حتما، فهي قد حسمت أمرها منذ البداية وقد اعتمدت شيء من التشويق ( لم يعد قادرا على كبح نظرات الاشتهاء ) في سلسلة الأحداث التي يتوقع القارئ أن تقود إلى نتيجة مغايره ، وقد كانت الأحداث قريبة من الواقع جدا ولكن ربما لم يكن تأثيرها بتلك الحدة.
من العناصر الأساسية أيضا في القصة كما هو مذكور أعلاه هو وجود الحبكة والشخوص وأتصور أن الحبكة والتي هي عبارة عن سلسلة من الأحداث والشخصيات والتي تكون مرتبطة مع الصراع الرئيسي في القصة متوفرة بشكل جلي في هذا النص. أما الشخصيتان في القصة فهي ليست بمستوى ما يحبذه القارئ وهي ليست غنية ومعقدة التركيب وليست بتلك الجاذبية وصحيح أننا نتفاعل مع الشخصيتان في القصة حيث نتعاطف مع الرجل العجوز على حالة المزرية كما أنني كقاري اسر من شخصية تلك الفتاة التي استطاعت أن تحيي ما كاد أن يتحول إلى ارض بور ارض خراب.
ومن حيث الوحدة الزمنية لاشك أن الكاتبة نجحت في التركيز على لحظة واحدة معينة شكلت مدار الاهتمام واليها أدت سائر الأزمنة وهذه اللحظة لحظة اللقاء الأخير " ذلك اليوم كان رائعا جدا ، صافيا بسماء فيروزي جميلة ونسمات الصبح ما فتئت تداعب قلبه الغض...
بات أقوى من أي وقت مضى... "
فلا شك أن الكاتبة قد نجحت في خلق وحدة زمنية وهي من أهم عوامل نجاح القصة القصيرة. وعلى الرغم من أن الأيام التي كانت تمر به متعددة ولكنها خدمت الزمن الذي يشكل لحظة التنوير وهي لحظة الكشف أو اللحظة الجامعة حيث تتجلى فيها الفكرة ويصل الانطباع قمته . وقد أدت هذه اللحظة الغاية منها حيث وقع التغير ذلك التغيير الجذري الذي شكل مفاجأة للقارئ.
كذلك استطيع أن أقول بأن الكاتبة نجحت في خلق روابط بين عناصر القصة لخدمة الغاية وتقوية التأثير. كما أن بناء القصة جاء جميلا ولا شك أن الكاتبة قد تعمدت بناء القصة لتنتهي بتلك النهاية وهي هنا ليست ملائمة لما سبق من أحداث وإنما هي معه في علاقة تناقض و مفارقة و إدهاش . وقد تفاجأ الجميع بلحظة الانقلاب.
كذلك نجحت الكاتبة في الانقلاب بشدة علينا وعلى ما توقعناه في لحظة الذروة وذلك طبعا من سمات القصة الناجحة. فالحدث عادة يكون عاديا ومألوفا ولكن في القصة يتم بناء ها على نحو مخصوص يساعد على تعميق الإحساس بالنهاية ويعرض بديلا غير منتظر. وقد نجحت الكاتبة في ذلك هنا رغم أن النتيجة تبدو غير منطقية.
لقد نجحت الكاتبة في سرد حدث مهم ( لقاء بين رجل عجوز وامرأة شابه كان يمكن أن يتطور إلى قصة حب وزواج ,...و.. ) ووضعته تحت الضوء الكاشف الوهاج وهذا الحدث رغم انه مألوف ويمكن وقوعه في الحياة اليومية لكنه انتهي بصورة غير متوقعه وفيها شيء من المفاجأة والدهشة ومغاير لما هو متوقع.
-فهل يمثل النص نص قصصي جيد ومشوق؟
أقول لقد نجحت الكاتبة في وضعت نص قصصي جيد ومتكامل العناصر ولكن من حيث التشويق كان يمكن أن تفعل الكاتبة الكثير لجعل النص أكثر تشويقا من خلال تعميق الشخوص واستخدام لغة أكثر حدية وجاذبية.
هل نجحت الكاتبة في كتابة قصة قصيرة بكافة مواصفات وعناصر القصة القصيرة؟
- لا شك في ذلك رغم انه كان بإمكانها تركيز لغتها وجعلها أكثر جاذبية وتشويق أما من حيث العناصر فهي متوفرة وواضحة المعالم رغم الضعف في الشخوص.
ما المحور الأساسي الذي اعتمدته الكاتبة لصياغة القصة؟
- أتصور أن المحور الأساسي الذي بنيت حوله القصة يتمثل في السرد القصصي والذي بني حول الحبكة وقد نجحت الكاتبة في بناء الحبكة وتمكنت من تسخير الشخوص في بناء الحبكة وهذا هو المحور الذي اعتمدته رغم أن في النص جمالية البيئة ( المشهد ).
ما هي جوانب القصور في النص من حيث العناصر ومميزات النص القصصي الناجح؟
- في الواقع لا أرى جوانب قصور في النص من حيث العناصر وربما يكمن الضعف في اللغة والقدرة على التشويق وتطوير الشخصية بطريقة تكون أكثر نضوجا وإثارة.
ما هي نقاط الضعف من ناحية البناء القصصي؟ وما هي نقاط القوة؟
- كما ذكرت سابقا ربما يتلخص الضعف في سمات الشخوص وضعف اللغة والصياغة والتي أثرت سلبا على عنصر التشويق ولكن القصة متكاملة من حيث البناء القصصي.
هل النهاية مناسبة؟ ماذا كان يجب أن تكون عليه النهاية أن لم تكن مناسبة؟
من الناحية الفنية النهاية مناسبة فقد شكلت لحظة ذروة وانقلاب وجاءت على عكس ما هو متوقع فلذلك شكلت مفاجأة .
صحصح انه قد لا يسر القارئ بهكذا نهاية ولعله تمنى أن تنتهي القصة بعد أن يلتهب الجو ويتحقق المستحيل مثلا " استل يده من جيبه ببطء شديد وبدأت وكأنها تسعى لوحدها وتقترب شيا فشيا من يدها الممدة إلى جواره . هي لا شك كانت تعرف مبتغاة ولكنها لم تحرك ساكنا وفي لحظة تعانقت أيديهما فحدث شيء في داخله لم يختبره من قبل. تزلزل كيانه وأحس وكأنه يولد من جديد وعقد العزم على أن يتنعم في ما تبقى له من العمر...فها هو المستحيل يتحقق..
لا شك انها قصة ناجحة من ناحية البناء الفني وكان من الممكن التركيز في اللغة وتطوير الشخوص وعنصر التشويق ولكني أرى بأن الكاتبة تمتلك من الفنيات ما يجعلها مؤهلة للاستمرار في الكتابة القصصية مع ضرورة توسيع معرفتها بالشخصيات في البناء القصصي والقراءة و أغناء اللغة و التمهل في الصياغة اللغوية وتعمد إضافة عنصر التشويق الذي يشد القارئ ويجعله يفتش عن قصص ريمه الخاني في كل مكان.
أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم إضافة تحليلية من حيث توافق القصة مع المتطلبات الفنية وان لم أكن قد وفقت فعذري أن هذه أول مرة لي في هذا المجال.