نموذج من قصصي(باب الخزانة)
باب الخزانة:
كان هواء الشرفة عليلا...حقيبة يدها جاهزة دائما .وكذا ملابسها هي على استعداد دائم لأية مساعدة ..الخوف من الفراغ صعب , والخوف من الوحدة أصعب ..الاطفال الذين كانوا أطفالا كبروا وطاروا, والنفس الكسيرة برئت وتحسنت ولأصبح كل شيئ على مايرام و لكن المشكلة ان المحفظة دائما خفيفة الظل كصاحبتها..لا ترتاح حتى تنفق ما بيدها..عقلها المفتوح على جميع الاوجه..كل الناس أصدقاء ,سطحية كانت العلاقة أم عميقة..المهم انها متصالحة مع نفسها ومع العالم.
لا تحب المشاحنات سلام دائما وإن تعكر صفو الايام تستعد له بيوم آخر..
وقعت عينها على غرفتها المرتبة دائما والنظيفةولكن هناك شيئا ناقصا ماهو؟
رمت نفسها على اريكتها المريحة بانتظار صديقتها لقد طال الانتظار,فتيار الاشغال لا ينتهي ألقت نظرة إلى باب الخزانة منذ متى وهي على هذه الحال الاغراض لاتستقر على حال.ضوضاء نفسها لاتسمح لها بالهدوء تشدها إلى اي مكان السكون لاتحبه حتى في اللغة العربية,الحركة الدائمة مع كل العثرات تجدي ولو نغعاقليلا,هكذا كانت تفكر......
عادت آخر النهاروقد أنهت ما اختزنته من طاقة هكذا افضل,أحب ان انام ملئ جفوني.
كتبت رسائلها المعتادة إلىأصدقائها في الغربة إلىأبنائها المسافرين, آه..آن الوقت لمراجعة برنامجهااليومي:
غريب هذا اليوم ! لاموعد لازيارة هذا اليم غير بقية الايام!......
قلبت مكتبتها فوجدت كتبا كثيرة لم تقراها ووجدت اوراقا لم تكملها ربما أسماء أصدقاء نسيتها مضت الساعات سريعة لم تجد سوى خيوط الليل!أفعلا ؟......كيف حصل هذاولم تشعر؟
كانت تحتال على الساعات وهي تحتال عليها
عادت إلى النوم وإذا بها تنظر إلى باب خزانتها المكسور لم تدر حينها كيف قررت إصلاحه بنفسها ...
ياه... لا يحتاج إلا لمسمارين كيف اهمله كل هذا الوقت؟؟؟؟
أم فراس-سوريه
(الحائزة على جائزة القصة القصيرة في إذاعة البيبيسي-لندن برنامج أوراق)
النقد
قصة تعيش داخل الحياة
القصة يجب ان نعترف في البداية بانها لها مدلول ولها بعد ولها فكر ضمنى وواقعى وسيكولوجى مؤثر جدا ومن هذا المنطلق احييك ام فراس علي هذا النص ليست مجاملة ولا محاباة لك لوكن هى الحقيقة لقدقرأت القصة عدة مرات وتدبرت معناها ومفرداتها بشكل عميق ووصلت لسبر الاغوار فهى لها ادراك حسي ومعنوى ومنطقي وتعقيبي علي التفاصيل كالاتى:
اولا : دائما ما يكون عنوان النص هو الشفرة والمخل والمفتاح للولوج الي الداخل وعنوانك باب الخزاة يشي بفكرة جديدة بمعنى ان له مدلول ساقنى الي نهاية التفاصيل دون ان ادرى بان هناك خيط رفيع وواهن جدا يربط كل الاحداث الجسام بفحوى بابا الخزانة الذى كان مكسورا ولا يحتاج الا لاستخدام مسمارين فحسب وكان الحياة تحتاج الي قلب ينبض وعمر صالح فينصلح حال الكل .
ثانيا:استخدام لفظية (كان ) في العبارة وهو فعل ماضي ناقص ويتبع اخوات كان ..يوحى بان الحدث قد وقع ولكن النص بقدرة كبيرة وبحنكة لا تضاهى جعلته كالتبته بانه في الوقع الزن المستقبلي بدليل انه مر عليها الهواء العليل في الحقبة الفائته ولكنها اكدت بكانو مرة اخرى عن الاطفال الذين كانو اطفالا تشي بأن الحقيبة دائما جاهزة للمساعة هل تقصد بالمساعدة هى حقيبة الاسعاف ام تحمل بين طياتها مساعدة المحتاجين وفغقراء منطقتها وحيها وتعود لتؤكد ما ارمى اليه بان الحقيبة دائما خفيفة اي ليس ثقيل الوزن المالي فهل لانها تقتنى كل شيء ام لانها توزع ما بهخا علي الناس ولذلك سيظل غموض الحقيبة وما بها هو روهة وسحر الابهام في نصها الذى يحمل المعنى والتقنيات الفنية مخلف ظاهر النص في بابا الخزانة .
ثالثا:الانفصال عن الزمن والمكان جعلهالا تعيش في الزمكانية المشار اليها في النص بمعنى انه مضى عليها النهار من مطلعه وحتى نهايته وهى لم تشعر به اي انها تعيش هم ذاتى ومذبوحه بهم الاولاد والمسافرين فجعل عقلها الباطن تدخل في ذاتيه وسيموطيقية لا نهائية العقل الباطن والدليل علي ذلك انها كما تقول بضمير الغائب انها كانت تحتال علي الساعات والساعات تحتال عليها صورة معبرة وصادقة ومحدثة بالفعل وكذلك دهشتها وغرابتها من اليوم فلا زيارات ولا مواعيد ولا ساعات تحسب اي انا اليوم هذا له خصوصية الوقع التراجيدي في حياتها وبالر غم تعاملاتها الطيبة مع الناس والجيران الا انه في هذا اليوم لم يطرق علي بابها احد ولم يرن الهاتف او جرس المنبه او....الخ
الحقيقة انها قصة من قصص الروائع والتى تجعل صاحبتها تضع نفسها في مصاف المبدعات الكبار هذا كل ما لدي الان ولكن كلمة الحق هذه القصة تحتاج الي دارسة مستنفيضة وعمنيقة لان لها ابعاد وموسقة ونسيق كذلك لا يشعر ببعده ومعناه وعمقه الا من تعمق وتدبر وتامل فكر هذها القصة التى امتعتنى جدا .
_____________________ التوقيع ___________
حسن غريب احمد- مصر العربية