من موقع الاورقه:
--------------------------------------------------------------------------------

هل كان الإغلاق هو البطل هنا ؟؟
بدأت القصة كما الذي يسخن عضلاته للعدو ، وبالفعل عشت معها بين الترقب والتوجس ، وعلى الرغم من الصيغة الاجتماعية التي كانت تلح على الكاتبة إلا أنها تخلصت منها لتأتينا بحبكة قصصية وسرد تخلص من الاجتماعية إلى حد ما كما أسلفنا لتبدأ القاصة في التتبع النفسي والمنطقي لحياة البطل ، وهي حالات تنتاب من بدأ يشعر أن العمر يتفلت من بين يديه ، وقد ضاق به الحال ، مع اعتزازه بنفسه ووسامته ، ومع هذا التصوير للزوجة التي اكتفت من الزوج أنه زوج نجد القاصة منطقية جدًا في العرض وكأنها تنبه النساء أنهن وراء فرار الرجل لغيرهن .
أديبتنا : ريمة الخاني ،
تقديري الشديد لكِ ولهذا العمل المكثف ، ولهذه الخاتمة المدهشة ، فقد بدأنا نشعر أن هذا البطل سيسلك مسلك السلامة ، لكنه بالفعل سلك المسلك الوعر وكأنه اكتفى بأن ينفث تلك الطاقة الملتهبة في كيانه بهذه الكلمات ( لا وقت للحب ) لكن ألا يمكن أن يكون هذا البطل انتصر لنفسه من زوجه التي لا ترى منه فائدة بأن اختبر قدرته على أن يحتل مكانًا في قلب طيب ؟؟ ربما. لكنه مأخذ قد يكون بعيدًا، لكن كانت هناك مقدمات له حيث ألمحتِ إلى أن البنات يعاكسنه ، وهذه صورة بدأت تتفشى اجتماعيًا وأحييكِ على الإلماح إليها .
في النهاية هذا عمل قصصي جيد جدًا يثير العديد من الأسئلة ويجيب عن العديد من الحالات ، لهذا أطرهها للمناقشة على المستويات الآتية :
ـ السرد .
ـ القيم المطروحة .
ـ المسارات التي فتقتها القاصة .
ـ الدخول والتخلص المرحلي وحتى الإغلاق .
ـ اللغة المستخدمة وطريقة العرض .
ـ الصراعات النفسية داخل العمل .

ولهذا يثبت العمل للنقاش حوله .
مامون المغازي
**************
الأستاذ مأمون العزيز
في قصة الزميلة العزيزة "ريما الخاني" لفت نظري الجملة الأخيرة التي همس بها البطل والتي جاءت مفاجئة ومخالفة لأفق التوقع, خاصة وأنه كان شديد الشحن فيما يخص حالته العاطفية,جملة خرجت عن سياق النص, وهذا لايعني حالة سلبية, ويمكن سببها حالة انسجام مع النفس توصل إليها البطل من خلال واقع هو أدرى به وأعلم, مما جعله يحسم الأمر بجملة الغلق هذه, ومشكلة النصوص المقفلة أنها تحد من إمكانية متابعة ما وراء النص, مع أن الفرضية الإبداعية تحتم في كثير من الأحوال أن يترك المبدع هامش لحركة المتلقي في مساحة تضيق وتتسع حسب إمكانية هذاالمتلقي المعرفية وقدراته على التأويل والتحليل.
فيما يخص السرد, أعتقد أنه تسلسلي التوجه رغم ما اعترى القصة من مساحات مقطعة حصرت البطل بداخلها مع الشخوص المشاركة له ولكن كل على حدا, وكأن هذه التقطيعات النصية عبارة عن جدار يفصل طرفي المعادلة (الزوجة والبنت)وفي الإعتقاد أن هذا التقطيع والعزل, هو الدافع الذي قاد البطل ليتخذ موقفه المفاجئ والحاسم في ن القصه ونهايتها المتوقعه والموفقه بنظري لان هذا هوة حال الحب في شرقنا العزيز غير متوقع ولا عقلاني وصادم لكل التوقعات وهذا هوة عمق الادب وقدرة الادباء على تصوير الحقيقه الكائنه في واقعنا فربما لانصدق مايحدث فينا ولنا ومعنا ولكن يحدث وصدقوني يحدث هذا ليس نقدا ولكن وجه نضر مع محبتي
زكريا شهاب
زكريا شهاب
***********
مساء الورد
بداية أقول أنني هنا أمام عمل مختلف لريمة الخاني
هنا أجد أنها صارت أكثر حرفية في طرح الفكرة
و أكثر قدرة على الغوص في البناء النفسي للشخصية بحيث استطاعت اخراج مكنونه بكلمات تكثف حاله النفسي الناجم عن الوضع الاجتماعي
ريمة استخدمت لغة بسيطة سلسة مزجت بها بين الواقعية و الرومانسية و لكنها عبرت بشكل جيد بالرغم من انها لم تخرج بالكامل من عباءة اختصاصها الحاسوبي و كان يفترض بها ان تخلق جفاف من نوع ما لكنها هنا خلقت صورة جديدة
اقتباس:
فربما قصف امر ما قاعدة أحلامه القابعة في رأسه المتعب.
ثم اسعفتها بتصوير جميل رومانسي
اقتباس:
ذاك اليوم كان رائعا جدا, صافيا بسماء فيروزية جميله.ونسمات الصبح مافتئت تداعب قلبه الغض ,
ريمة
أجدك يا صديقتي أجمل هنا
أهنئك
كل عام و انت بخير

ريم بدر الدين
****
كل إنفعال كامن يوشك على الحدوث ..لا يترك رمادا بل يحدث ضجة الخطوات و ضوضاء كأصوات المطرقة لتستهلك النبضات المرتقبة والنتيجة معلقة على حائط الإنفجار.. مسافاتها هي وقود نارها ,, إنفجار يأتي كموج يعلو , يعلو وعندما يصل الى الشاطئ ينكسر الزبد ويتلاشى الإنتظار بينما يسحب في زفيره بساطا يختزن الإجترار, فينحسر شهيقه ومازالت الأعين شاخصة تنتظر حدوث أمر سبق و أختزل الحدث منذ البدء على أن ينهيه بقناعة لا تعقبها الأضرار..ويظل محتفظا بحريقه لأن الرماد لا يملك توهج الأسرار ..
سرد رائع تمكنت فيه الكاتبة من وضع يدها على خلجات تعتمل في النفوس وان كان كل يتعامل معها بطريقته حسب الفروق الفردية ..وكانت النتيجة اجمل ما تكون

شريفه العلوي
بعد قراءاتي العديدة لهذا النص، لم أجد ما يفسر حالات التشويش التي اعترضت قراءتي له، إلا بأنه أتى من لحظة حمله حتى مخاضه لخدمة فكرته و عنوانه (لا وقت للحب)، و في الطريق الوعر إلى هذه الفكرة الواقعية عانيت معه من التشويش و سأبدأ معه من البدء فقرة بفقرة..
كل يوم تمر به على عجل, تشتري منه علبة علك,وكل يوم يشم عبق ريحها المسك.
أدبها وحشمتها تهز كيانه , تشعره انه مازال شابا,تنخر في عظامه المهترئه وتخبره بأمل جديد.

- وكل يوم يشم عبق ريحها المسك - لم استسغ عبارة عبق ريحها المسك، و وددت لو كانت عبق مسكها ببساطة.
لم أجد منطقية في أن تبرر الكاتبة حالة اهتزاز كيان البطل بالأدب و الحشمة، في وجود مبرر منطقي، و هو عبق المسك، و إمكانية الربط به رغم اعتياده الذي أضعف تأثيره، فأصبح المنطق يفرض ابتكار مبرر أقوى، و تواصلاً أهم لتبرير حالة الاهتزاز هذه، و لا أعتقد شخصياً أن الأدب و الحشمة مصدران لاهتزاز الكيان، بل ربما يكونان مصدران للفضول و الالتفات على الأكثر، و هو ما كان مناسباً لاحقاً حين قارنت بين البطلة، و بقية الفتيات من حيث المعاكسة!
تشعره أنه مازال شاباً –حسب وصف الكاتبة- هو يتشبب بدون الحاجة لهذا المبرر حسب ما تبع -هذه نقطة-، و -نقطة أخرى- أن العبارة لم تكن محكمة، و ربما أنعشت شبابه، أو عادت به إلى مرحلة الشباب تكون أكثر إحكاماً؛ بحكم أن كهل حسب وصفها له لاحقاً.
أما نخر العظام المهترئة فسيؤدي للكسر، و لم يتناسب مع حالة الشباب، فربما المفروض أنها رممتها، و لا يتناسب كذلك مع أمل جديد، و إن كنت أجد ارتباطه جيداً للأمل بإنعاش حالة الشباب، و هي المفعمة بالآمال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
مازال ينتف تلك الشعرات البيضاء في ذقنه , ويرتب هندامه فربما نظرت إليه إحداهن ,لم يعد قادرا على كبح نظرات الاشتهاء التي تنتابه دوما,تبعده عن صدأ قلبه الذي أكلته السنون,فربما قصف امر ما قاعدة أحلامه القابعة في رأسه المتعب.
وصف موفق لبطل، يعبر عن حالة من الخوف من الشيخوخة، و يحاول مكافحتها باستمرار من حيث التخلص من الشعر الأبيض، و ترتيب الهندام، و ترقب نظرات الفتيات، و التحضر الجيد لها، لتدعم هروبه من شيخوخته بتبريره بالبعد عن صدأ القلب.
هنا يجب أن أشير إلى نقطتين مهمتين للتشويش، في المقطع السابق أشعرتنا الكاتبة بأن شيئاً ما حدث، و غيّر هذا الرجل، و هنا عادت و نقضت ذلك، فهو بطبعه متشبب، متحفز لكل نظرة من زبوناته، و يرد عليها، أو حتى يبادر -لعدم وضوح الفكرة- بنظرات الاشتهاء التي تغلبه بمبرر تهربه من حقيقة عمره.
و النقطة الثانية أنها ختمت بأن شيئاً ما حدث! و يعود لربط حالته بظهور البطلة، و حقيقة يشوهها لأنني جدياً لم أفهم هذه العبارة – فربما قصف أمر ما قاعدة أحلامه القابعة في رأسه المتعب- المفترض أن يكون هذا الوصف مرتبطاً بالشيخوخة بسياق منطقي و مبرر لتدمير الأحلام، و محاولاته المضنية للتغلب المظهري عليها، و لكن عبارة نخر العظام السابقة المرتبطة باهتزاز الكيان تجعلني أقرؤها بلغة الكاتبة المأساوية حين تتحدث عن الدافع الغريزي للبطل، فأجدها مرتبطة بالبطلة، و أنها ذلك الشيء الذي قصف قاعدة أحلامه، و أعود لأن ما ينقض فرضيتي الخاصة هي كلمة –مازال-!!!
- تبعده عن صدأ قلبه الذي أكلته السنون- الصدأ يأكل أساساً فلم إضافة –السنون-؟! و أرى الأفضل لو كانت تجلو قلبه الذي أكله صدأ السنين، أو تجلو قلبه من صدأ السنين، أو غيرهما المهم هنا عدم إحكام العبارة بين استعارتين تشخيصيتين.
- فربما قصف امر ما قاعدة أحلامه القابعة في رأسه المتعب- و قد ذكرت سابقاً ملاحظتي على هذه العبارة.
أخيراً أعتقد أن هذا المقطع كفكرة كان يجب أن يتصدر القصة، ثم تأتي البطلة لتجري تغييراً معيناً على البطل؛ -لفرض التناسق المنطقي المرجو للسرد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

وحدها التي علقت بذاكرته , لفتت نظره,يكفي أنها لا تعاكسه بسلوكها ..كما الفتيات الاخريات ..,ود لو يحكي لها ما الذي أتى به لهذه المهنة البائسه ,والتي أنزلته لسابع أرض , قد كان فوق السحاب يحكي قصصا عن الملايين...
شاطئ البحر الغدار لا يهدأ أبدا.
- وحدها التي علقت بذاكرته , لفتت نظره,يكفي أنها لا تعاكسه بسلوكها ..كما الفتيات الاخريات ..,- هنا تستقيم حالة التحليل النفسي للبطل، و التي تفسر التفاته للبطلة (وتؤيد رأيي بأن الحشمة و الأدب قد تلفت، و لكنها لا تهز الكيان و تعيد الشباب) بلغة جيدة، و مقارنة معقولة، و هي امتداد جيد لحالة الصراع النفسي التي يعيشها البطل بين الشيخوخة و رغبته بالتعبير عن شبابه و التحايل عليها مظهرياً أولاً، و ها هي الحالة تتسرب إلى أسلوب تفكيره العاطفي.
هنا يجب أن أعلق على نقطة مهمة أن الصراع داخلي فقط، و يتعلق بنفسية البطل، و أجد غضاضة بربطه بالبطلة إلا كحالة فيها بعض الذاتية للبطل.
- ود لو يحكي لها ما الذي أتى به لهذه المهنة البائسه ,والتي أنزلته لسابع أرض , قد كان فوق السحاب يحكي قصصا عن الملايين...
شاطئ البحر الغدار لا يهدأ أبدا.- رغم تحفظي على صورة بائع علك كان يتحدث عن الملايين، و التي جاءت عمداً لخدمة المبالغة، و رفع وتيرة الأحداث، إلا أن رغبته بالحديث إلى البطلة كانت تمهيداً جيداً لمعاناته من حالة الصمت و الخيبة المتبادلين بينه و بين شريكته –زوجته- في المنزل.
- شاطئ البحر الغدار لا يهدأ أبدا- أمثولة متوافقة مع نظرة الكاتبة ليأس الحالة العامة، و لكني آخذ عليها تغيير إحكام المثل في لغتها الخاصة، فالمرجع لأن البحر غدار، و هي أرادت أن تجعل للمثل تشخيصاً أجمل، و رنيناً أطول صدى تناسب موسيقياً مع نفخة هواء طويلة من الخيبة، و لكنه تخلخل لغوياً فشاطئ البحر لا يكف عن استقبال جثث المغدورين، أو موج البحر لا يكف عن غدر السباحين، و إغراقهم!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

تلك الهاجعة في عتمة الدار تجتر وجعها وتلملم كبارا نضجوا وما نضجوا...لم تعد قادرة على دور المحب الغارق في حمم الخيال...حق لها أن ترميه في غياهب الظلمة لأنه لم يف بوعده بعد كل هذا العمر...ومن أين له؟
أفواه جوعي وقلب مفعم بالأسى..
تتابع الكاتبة وصف اليأس باقتدار، و برؤية متأنية توضح فهمها المختزل بوضوح عميق لبنات جنسها، و تضعنا أمام اليأس، و الاستسلام، و فقدان الحب، و الخيال مقابل صعوبات المعيشة، و ساقت تصرف الزوجة الأنثوي الطبيعي كامرأة تقليدية استسلمت سابقاً لأحلام زوجها، و استسلمت لاحقاً معه لقسوة الحياة، فهي مفرغة تماماً إلا من رعاية الدار، و الأولاد، و اجترار الألم، ثم عاقبته بالإهمال المقصود، و أنعشت حوارها مع نفسها بالعودة لحنان حبها له فقالت -...ومن أين له؟
أفواه جوعي وقلب مفعم بالأسى..- و لكنها هجرته فعلاً إلى العتمة، و لم تعد، و هذه إحدى مآسي البطل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

نظر إليها, نظرت إليه,وحاجز سميك من العرف حال دون لفظها,خرجت ومشت وحدها تتلفت بغنج وصمت قاتل,تسمع ولا تسمع.. جملا رددها وابتلعها..
ذاك اليوم كان رائعا جدا, صافيا بسماء فيروزية جميله.ونسمات الصبح مافتئت تداعب قلبه الغض ,كان يعلم تمام العلم أنه لن يدخل دهاليز المستحيل وسوف يذلل خطواته لتوصله لشاطئ الأمان..
أخيراً نصل إلى لقاء عملي يجمع البطل و البطلة، بداية من النظرات المتبادلة، و التي تحكي عبارات و عبارات، و في احتدام أسر الحدث تعيدنا الكاتبة من جديد إلى جو نصها المفعم بالوقفات المستسلمة، فحاجز العرف فرض الصمت على الطرفين على ما يبدو، لكن النظرات كانت كافية لاستدراج انفعالات البطلة الأنثوية، المتجسدة بالصمت و الغنج، و تخيل الكلمات، و العبارات المفترضة –وهنا أيضاً تفرض الكاتبة علينا عمق رؤيتها لهذا النوع أيضاً من الفتيات-.
بشكل شخصي.. أعتقد أن هذا اللقاء جاء متأخراً، و هذا الإيحاء من البطل للفتاة جاء متأخراً، و خجولاً جداً، و ربما لا يؤدي إلى قوة ما سيحدث لاحقاً من استجابة الفتاة المفترضة لعرض حب البطل.
- ذاك اليوم كان رائعا جدا, صافيا بسماء فيروزية جميله.ونسمات الصبح مافتئت تداعب قلبه الغض- برغم أنني أتصور شخصياً انه يفترض به أن يتألم؛ لأنه فشل حتى في إطلاق كلمة واحدة، إلى أنني سأنحاز للكاتبة هنا، و تماشياً مع تجسيدها لشخصيات تغلبها حالة (دون كيشوتية) يحارب شخوصها من خلالها طواحين الهواء، و لا يؤثرون على الواقع بشيء، سأعتبر نظراته المتبادلة مع البطلة، و ردة فعلها المتدللة كافية لإنعاش أحاسيسه، و للمفاجأة أن قلبه أصبح غضاً بعدما كان صدئاً، و في ذلك تعمق، و إسهاب في تأثير بوادر الحب على البطل.
- كان يعلم تمام العلم أنه لن يدخل دهاليز المستحيل وسوف يذلل خطواته لتوصله لشاطئ الأمان..- هنا تضعنا الكاتبة أمام حالة متحيرة في تفسير شاطئ الأمان، فهل هو الانتصار للحب الجديد العض، أم مواصلة الاستسلام و حالة عدم التأثير العملي في الواقع تبعاً للجو العام للقصة؟ أين الأمان المفترض يا ترى؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

بات أقوى من أي وقت كان على نسف ماض ٍ احرقه قتل ما تبقى من حب يبحث عنه فلم يجد سوى اليتم الاجتماعي والغدر والعوز...
جاءت نسمات الربيع تداعبه برفق من جديد...
-أحس بأنني..
-وأنا كذلك...
-لكنني لم أعد أملك وقتا للحب..
-.....
- بات أقوى من أي وقت كان على نسف ماض ٍ احرقه قتل ما تبقى من حب يبحث عنه فلم يجد سوى اليتم الاجتماعي والغدر والعوز...- هذه العبارة بلا أي مجاملة غير مناسبة للنتيجة! فكيف ينسف الماضي و يعتذر عن الانقلاب عليه -و الذي يتجسد في إعلان الشباب الحقيقي في وجه الشيخوخة و الحب في وجه اليتم الاجتماعي و الحلم في وجه الغدر- في آن واحد؟!
و الحقيقة أنه بات أقوى من أي وقت كان على مواجهة نفسه بماض أحرقه و قتل ما تبقى من حب يبحث عنه، و ليس لديه الآن إلا أن يكمل مسيرته البائسة مع اليتم الاجتماعي و الغدر و العوز
- جاءت نسمات الربيع تداعبه برفق من جديد...
-أحس بأنني..
-وأنا كذلك...
-لكنني لم أعد أملك وقتا للحب..
-....
و هكذا تتحقق أمثولة الكاتبة المستهدفة من بداية النص بمشهد درامي جداً، فبعدما استطاعت تحريك عواطف فتاة محتشمة جداً، و كهل شنقته الخيبة، انتصرت ليأس القصة، و كسرت أمنية المتفائلين في ثورة على الواقع، و تركت الواقع البائس بطلاً أوحداً للقصة.

يتبع
إن أغلب محاور نقاشي لهذا العمل ذكرتها سابقاً في تفصيلي له، و اعذروا أسلوبي ربما غير الشيق، و لكنني أود أن أضيف ضمن المحاور التي حددها الأستاذ/ مأمون المغازي بعض الأشياء التي لم يتناسب ذكرها مع شرح مفهومي و قراءتي للقصة.
وضعتنا الكاتبة باقتدار أمام مجموعة شخصيات هشة مستسلمة:
1- البطل: ذاك الشخص الذي أرجع فشل حياته لغدر الحياة نفسها، و أكدت على فشله في دراسة انفعالاته الفاشلة إن جاز التعبير، فقد صارع الشيخوخة مظهرياً، و عاقر كأس الحب بلا مبرر مهم، أو حافز واقعي، و عاد إلى فشله التلقائي التركيبي باستسلامه الأخير تحت شعار وهاج – لا وقت للحب-، و هذا شأن الفاشلين.
2- البطلة (الفتاة): تلك المربوطة إلى جدار التقليد الاجتماعي، الخاوية من الأهداف سواء الواقعية أو غير الواقعية، و التي استجابت لحلم الحب من نظرة رجل كهل، و بَنَتْ عبارات عشق ملتهبة، و استجابت تقديرياً لعرضه.
3- الزوجة: تلك المرأة المفرغة كباقي الشخصيات من حلم شخصي، و معترك فردي، و التي علقت كل شيء على زوجها، و عندما فشل، تآمرت مع الغادرين عليه، و هجرته ضمنياً كعاشق، و أخذت تغزل قهرها من خيطين أحدهما أسود يجرِّمه، و آخر أبيض يرفق به، و لكنها لوحدها غزلت، و لَبِستْ، في حين لازلت النتيجة هجره.
أثارت الكاتبة لمحات اجتماعية مهمة استشفها من بين سطورها:
- شيخوخة الهيئة التي تجر معها القلب بلا إذن.
- الفتيات المبتذلات اللواتي يلقين فتنتهن، تحت أقدام المارين.
- الفتيات المحتشمات، و اللواتي فرغتهن حالة العزلة من حلم أنثوي واقعي و تفكير منضبط في رد الفعل مقابل الحب.
- سيدات البيوت و الزوجات اللواتي اعتزلن كل شيء باتجاه البيت، و الأولاد، و أهملن أزواجهن.
- الرؤية الذاتية، و بناء القرارات، و تنفيذها بدون حوار كان أحد أهم محاور القصة.
- الاستسلام، و فقدان الحلم، و الأمل، مع أن هذه الوقائع لا تقترن إلا بالوفاة، و لكنها وضعتنا في مواجهة مع أشخاص موتى اجتماعياً.
باحترام شديد للكاتبة ريمة الخاني، و برغم ملاحظاتي على القصة إلا أنها، و باقتدار تملك تلك العين الفاحصة لكل ما حولها، و الذهن الفضولي الذي لا يكف عن استسبار الوقائع المحيطة و شخصياتها من خلال أسئلة تبدأ، ثم تنتهي بوضع تحليل و تشخيص يبدو أنها تعتز به و تنتهجه بثقة، و اختلافي مع نصها لا يفسد جمالياته، و إنما يدعوه لجمال أكثر فتنة.
أخيراً.. أتمنى أن يعذرني المتناقشون على أسلوبي غير المنضبط بالمحاور بشكل منظم، و لكنني ارتأيته لنفسي كأسهل طريق، أعرض به قراءتي، و أشارك من خلاله برأيي.


سعدت بمروري هنا

ايمن فوزي
*********

ايمن فوزي تحليل راقي وعميق ومسهب . ولكن لم احصل كمتابع حتى الان على اجابات للاسئلة :
- هل يمثل النص نص قصصي جيد ومشوق؟
- هل نجحت الكاتبه في كتابة قصة قصيرة بكافة مواصفات وعناصر القصة القصيرة؟
- ما المحور الاساسي الذي اعتمدته الكاتبه لصياغة القصة؟
- ما هي جوانب القصور في النص من حيث العناصر ومميزات النص القصصي الناجح؟
- ما هي نقاط الضعف من ناحية البناء القصصي؟ وما هي نقاط القوة؟
- هل النهاية مناسبة ؟ ماذا كان يجب ان تكون عليه النهاية ان لم تكن مناسبه؟
ايوب صابر
*************

*******
مازن دويكات
************