نظريه الاتصال وأنواعه

مقدمه
يعتبر موضوع الاتصال بمفهومه الواسع والشامل نقطة الانطلاق الرئيسية لفهم أفضل لوظيفة الإعلام في المجتمع - أي مجتمع ، ومن هنا فان الحديث عن هذه العلاقة بين الاتصال الكلي والاتصال الجزئي - الإعلامي - مدخلا ضروريا لدراسة إعلاميه يمكن أن تؤسس لتطبيقات إعلاميه عمليه ومنهجيه تساعد الدارسين الجدد في الوصول إلى الأسلوب الأمثل لعمل إعلامي أفضل
مفهوم الاتصال :-
يعد الاتصال من أقدم أوجه النشاط الإنساني ، وإذا سئل أي إنسان عن النشاطات التي يقوم بها يوميا فان إجابته ستكون في كل الأحوال وأيا كانت مكانته وأيا كانت ظروفه الصحية والمادية تدور حول استقبال اتصال أو إرسال اتصال بالكلام أو المشاهدة أو الاستماع أو القراءة أو الكتابة أو الاشاره ، وكلها نشاطات اتصاليه بين طرفين ، بين الفرد والآخرين من المحيطين به ، أو بينه وبين ذاته ، أو بينه وبين الوسائل السمعية والبصرية والمقروئه ، ويقول الباحث الإعلامي "جورج لند برج":- إن كلمة اتصال تستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة العلامات والرموز وتكون الرموز عادة / حركات أو صور أو لغة أو أي شي منبه للسلوك " والباحث المصري / محمود عوده يعرف الاتصال بأنه " العملية أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات بين الناس في نسق اجتماعي صغيرا كان أم كبير"
وهكذا يمثل الاتصال العملية الم والرئيسية التي تحمل بداخلها عمليات فرعيه واوجه نشاط متنوعه ، وهو تفاعل بالرموز اللفظيه وغير اللفظيه ، الشخصيه وغير الشخصيه ، بين طرفين : أحدهما مرسل والثاني مستقبل ينشأ عنه تفاعل وردود فعل ايجابية كانت أم سلبيه .
عناصر ومكونات الاتصال
تبدأ العمليه الاتصاليه بالمرسل وتنتهي بالمستقبل ، وما بين الشخص المرسل والشخص المستقبل تكون هناك رساله تحتوي على مضمون أو منطوق المرسل ، والذي ينقل رسالته هذه عبر وسيله يمكن أن تصل الى المستقبل ، حيث تتعدد الوسائل وتتنوع ، مابين اللفظي وغير اللفظي ومابين الشخصي وغير الشخصي ومابين المباشر وغير المباشر ، وفي كل الاحوال فان عناصر الاتصال الاساسيه أربعه هي : المرسل والرساله والوسيله والمستقبل .
ويمكن تصنيف المرسل الى :- شخصي من فرد الى اخر ، او من فرد الى جماعه ، او من فرد الى جمهور كبير( ويظهر ذلك في الاتصال بين أفراد الاسره الواحده او أفراد العمل الواحد ، او من خطيب الى جماعه في المسجد ، او من محاضر الى طلبه في الجامعه ، او من قائد الى الجماهير ، وغالبا مايكون الاتصال الشخصي اتصالا مباشرا _ وجها لوجه - من المرسل الى المستقبل وغالبا ما يكون لفظيا منطوقا ومسموعا في معظمه مع امكانية استخدام الرموز والاشارات في بعض الحالات . وتكون الرسالة هي مضمون الخطبة أو الحديث والوسيلة هي مكان التجمع أيا كان في البيت أو في العمل أو في ألجامعه أو المسجد .
وإذا كان المرسل غير شخصي فغالبا ما يكون الاتصال غير مباشر ، وهنا يدخل الإعلام بوسائله المسموعة والمرئية و المقروئه لتوصيل الرسالة التي يرغب المرسل توصيلها إلى اكبر عدد ممكن من الناس ، وبالتالي يكون الاتصال هنا اتصالا جماهيريا واسع الانتشار وهو ما يطلق على استخدام وسائل الإعلام في الاتصال - بأنها وسائل الاتصال الجماهيري .
والمستقبل عادة ما يكون في الاتصال المباشر أما المصلين في المسجد أو الطلبة في الجامعة أو المتواجدين في المنتدى الثقافي أو السياسي ، وفي حالة الاتصال الغير مباشر يكونون جمهور المشاهدين للتليفزيون أو المستمعين للاذا عه أو قراء الصحف الورقية ، والذين لا يمكن التعرف على ردود فعلهم إلا إذا تم إجراء تقييم لاستجاباتهم ، وهو ما يطلق عليه : رجع الصدى ، أو ردة الفعل من المستقبل للرسالة ، ومدى استجابته لها , وتأثيرها عليه . لتصبح عناصر العملية الاتصالية الحديثة خمسة عناصر هي :- المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل ورجع الصدى .
وعلماء الاتصال يقسمون عناصر الاتصال إلى نموذجين وهما :-
نموذج أحادي الاتجاه ، مثل نموذج أرسطو الذي يحدد عناصر الاتصال بثلاثة عناصر هي : المرسل والرسالة والمستقبل ، أما ديفيد برلو فيقول أنها أربعه وهي :-المرسل والرسالة والوسيلة والمتلقي ويتوسع هارولد لازويل إلى خمسة عناصر هي :-العناصر التي تجيب على خمسة اسئله تتضمن : من؟ المرسل _ ماذا يقول؟ الرسالة - بأية طريقه ؟ الوسيلة - لمن ؟ المستقبل وبأي تأثير ؟ رجع الصدى أو النتيجة . ويضيف إليها شانون و ويفر من علماء الاتصال ، قياس النتيجة بالهدف المراد الوصول إليه من العملية الاتصالية ، وتحديد نجاح الاتصال بمدى ما حققته من أهداف موضوعه للشخص ، أو لأي جهة اعتباريه لها أهدافها المحددة و المرصودة صغيرة أو كبيره
وفي النماذج التفاعلية الثنائية الاتجاه والتي أصبحت ذات أهميه كبيره في مجتمع العولمة والانترنت والصحافة الاليكترونية و الديمقراطية الواسعة الانتشار والنظام العالمي ذو القوة الواحدة هي التي ترصد ردود الفعل أولا بأول وتقيم خططها الاتصالية بالتعديل سلبا أو إيجابا حسب قياس رجع الصدى للخطة الاتصالية والتي تبدو أكثر أهمية في حالة الاتصال الجماهيري الإعلامي ( راديو وصحافه اليكترونية وورقيه وتليفزيون ) وهنا تبدو مكونات الاتصال ذات مقاييس مهاريه لدى المرسل وذات علاقة بالنظام الاجتماعي والثقافي الذي يكون داخله جمهور المستقبلين للرسالة عبر الوسائل الإعلامية الجماهيرية وغير الاعلاميه ومدى فعالية هذه الوسائل في توصيل الرسالة ودراسة أسباب القصور والفشل لتعديل مسار الرسالة وتغيير الوسيلة المستخدمة وصولا إلى تحقيق الأهداف المنشودة ، لدى المرسل ، فردا، أو جماعه ، حزبا ، أو حكومة ، دولة أو نظام ، وهو ما يمكن أن تتضح خطوطه عند الإبحار في الحديث عن أنواع الاتصال