أستاذتنا الفاضلة
لا يزال التقدم واستقلالية فن وعلم التمريض حديثاً ، ويحتاج المزيد من التوعية لفهمه ، ولا تناقض بين التشخيص التمريضي والتشخيص الطبي .. ويكمل بعضهما البعض .
إنَّ تشخيص عدم تحمل النشاط المذكور في هذا المنتدى (أرجو مراجعته) يعني أن المريض يعاني من تعب سريع عند القيام بأي نشاط أو جهد عضلي..
هذا التشخيص التمريضي لا يضعه الطبيب وإنما يعتبره أحد شكاوى المريض ويبحث عن السبب كأن يكون فقر الدم ، فيضع خطة علاجية لفقر الدم وليكن بسبب عوز الحديد ، فيصف للمريض أدوية الحديد ويحدد جرعاتها ، ويأتي الدور التمريضي بتطبيق برنامج تناول الجرعات الدوائية ويبدأ بتقديم نصحه للمريض يتناولها مع الطعام لمنع تخريش المعدة ، بل قد يقف الممرض على يد المريض حتى يضمن تناولها ،ثم يبدأ برنامج زيادة التمرين التدريجي لمعالجة عدم تحمل النشاط ، وتوضع مواعيد بالاتفاق مع المريض لزيادة برنامج التمرين تدريجياً مع مرور الزمن ، ولو أهمل هذا البرنامج لكانت الخطة الدوائية الطبية فاشلة .. ولذلك نلاحظ أن الخطة التمريضية اشتملت على خطة تطبيق الخطة الطبية مع الخطة التمريضية لمعالجة التشخيص التمريضي (عدم تحمل النشاط) .
وأما إن كان المريض يعاني من فقر الدم بسبب عدم الاستعمال أي النوم المديد بسبب علة تجبره على ملازمة الفراش فترة طويلة كالكسور الشديدة في الحوض .. أو الشلول فلن تحدي الخطة الطبية في معالجة فقر الدم ما لم يتدخل التمريض والممرضون ويضعون خطة تمريضية لتحريك المريض يومياً ..(وهذا لايقوم به الطبيب) عندئذ يزول فقر الدم
ومثال آخر :
إذا كان التشخيص التمريضي هو التعب المستديم fatigue (الفتغ) وهذا يعني أن المريض يشعر بالتعب الدائم سواء قام بنشاط أم لم يقم ، فهو يشعر بالإنهاك حتى لو نام عشر ساعات فيستيقظ وهو لا يستطيع تحريك نفسه .. هذا تشخيص تمريضي وليس تشخيصاً طبياً ولا يستطيع الطبيب معالجة هذه الحالة بل تعالج من قبل الممرض الخبير بحيث يقنن الطاقة المتبقية للمريض لاستخدامها بشكل مقنن ومرشد لأوقات هامة في حياته كقضاء الحاجة وتناول الطعام وأداء بعض الغعاليات الحيوية المهمة ..
على أية حال ستستكمل الصورة الهامة لعلوم التمريض الحديثة شيئاً فشيئاً..
بارك الله بك أستاذتنا الفاضلة .
أخوكم ضياء الدين