منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    المسبحة .. قصة قصيرة

    المســبحة

    فى فجر أحد الأيام عندما بدأ الليل في لملمة ثوبه الأسود الطويل , وبدأ النهار في الخروج من عملية الميلاد .
    إستيقظ من نومه الهادئ العميق , إستعد للصلاة.. مد السجادة أمامه .. شعر بأن ذنوبه تتراكم تحته , أرادت أن ترتفع به وأراد أن يسحقها بقدمه , هذا الصراع يشعر به عند كل صلاة .
    شعر بأنه ليس وحيدا ولكنه لم يهتم, دخل في الصلاة ولكن نفس الشعور ظل يحاصره .
    أنهى صلاته وجلس على السجادة ممسكا بمسبحته منحنيا قليلا حتى يسمع صوت تلاقى حباتها معا .
    كان يشعر بأن ذلك الصوت هو صوت تساقط ذنوبه ولهذا وقع جميل عليه.
    راوده نفس الشعور مرة ثانية تخيل أن هناك شيء ما يقترب منه لم يستطع أن يحدد شكله أو حجمه , ولكنه فقط يشعر به .
    لاح فى الأفق , هو غير محدد المعالم , يتشكل بأشكال كثيرة .
    اقترب منه فشعر ببعض الاختناق لا يعرف سبب ضغطه الشديد على المسبحة ولكن كان يشعر أنها كل ما يملك , وأنها هدف هذا الشيء .
    - إترك المسبحة !
    سمعها ولكن دون أن يكون هناك صوت .
    - لا .
    قالها بصوت مرتعش .
    شعر بأن هناك من يجذبها منه بعنف , فأحكم قبضته عليها وكأنها كل ما لديه .
    - لو لم تتركها سأقتلك .
    - افعل ما تشاء فهي أهم عندي من روحي .
    أجابه بنفس الصوت المرتعش .
    - شعر بأن هناك من يقبض على رقبته ويعتصرها بشدة وعنف , تذكر كل ما سمعه عن خروج الروح والألم الشديد الناتج عنها .
    حاول أن يصرخ طلبا للغوث والمساعدة , ولكن صراخه كان بلا صوت !
    كرر المحاولة ولكن صوته عانده .
    - يا اللـــــــــــه .
    ترددت فى المكان بصوت عالي جدا هز المكان واهتزت لها نفسه .
    بدأت القبضة فى التراخى , فشعر بأن روحه تعود إليه شيئا فشيئا .
    - يا اللــــــــــــه .
    رددها هو تلك المرة . فتراخت القبضة تماما واختفى الشيء من أمامه .
    شعر بارتياح تام , ترامى إلى أذنيه صوت سقوط إحدى الحبات على الأرض , فتح قبضة يده وجد المسبحة قد قطعت .
    نظر إلى حباتها المبعثرة ما بين يده والأرض .
    لملم الحبات التي اختلطت بدموعه في يده وضغط عليها بقوة شديدة , للحظات نظر إلي المدى الممتد أمامه محاولا إدراك الموقف .
    وقف مرة ثانية شعر بأن لاشيء تحته , ابتسم في زهو وفتح يده ناظرا إلى المسبحة المنفرطة , قبض عليها بقوة أكبر , ودخل في الصلاة .
    يحيي هاشم
    4/10/2005

  2. #2
    مااحلاها ...بصمة المسبحة عبر روح الايمان....
    ولانني خضت تجربة القصة القصيرة فانها باتت تجوب ادق تفاصيل الحياة
    اهلا بك معنا وبقلمك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omferas مشاهدة المشاركة
    مااحلاها ...بصمة المسبحة عبر روح الايمان....
    ولانني خضت تجربة القصة القصيرة فانها باتت تجوب ادق تفاصيل الحياة
    اهلا بك معنا وبقلمك
    للمسبحة وقع ساحر
    وللقصة القصيرة سحر اختراق الحياة بأقل الكلمات
    تحية لك
    أم فراس
    يحيي هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

  4. #4
    ماشاء الله ولاخطر في بالي ان نسطر عن تلك البسيطة الجذابة...
    والتي تلهمنا في النسبيح
    كل التقدير

  5. #5

    بارك الله بك أخي يحيى و بقلمك معنا ، سعيد بانضمامك معنا ، بانتظار أطروحاتك الأخرى ..


    أخوك تمــــــــــــــــــــــام

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشام مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله ولاخطر في بالي ان نسطر عن تلك البسيطة الجذابة...
    والتي تلهمنا في النسبيح
    كل التقدير
    للمسبحة سحر وجاذبية
    تحية لك
    يحيي هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

  7. #7
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tammam مشاهدة المشاركة

    بارك الله بك أخي يحيى و بقلمك معنا ، سعيد بانضمامك معنا ، بانتظار أطروحاتك الأخرى ..

    أخوك تمــــــــــــــــــــــام
    تمام
    الله يرحب بك
    وأنا أسعد جدا بكم
    تحياتى
    يحيي هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

  8. #8
    كم هو جميل ان نسبح في هذا الكون ونحن جالسون في دواخلنا ...انها متعة حقيقية ان تسافر في داخلك وانت تصارع الشرير فيك لكي يبقى كل ما هو جميل متجليا...كل رحلة سفر داخل دواتنا مع او من غير سبحة فهي حمام وتطهير للذواة شكرا يحي هاشم على هذا السفر

  9. #9
    كم هو جميل ان نسبح في هذا الكون ونحن جالسون في دواخلنا ...انها متعة حقيقية ان تسافر في داخلك وانت تصارع الشرير فيك لكي يبقى كل ما هو جميل متجليا...كل رحلة سفر داخل دواتنا مع او من غير سبحة فهي حمام وتطهير للذواة شكرا يحي هاشم على هذا السفر

  10. #10
    هذا الصراع الأبدي مع قوى الشر ، اختزلته - أخي يحيى - في رائعتك هذه ،
    مستثمرا رمزية شفافة قوامها المسبحة ،
    فجاء النص نسيجا ناعما بخيوط أتقنت غزلها .
    نص جذاب يشد قارئه مبنى و معنى.
    سلمت اليدان اللتان حبكته .
    نزار
    ]

المواضيع المتشابهه

  1. ياهيك صحن المسبحة يا بلا
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان المطبخ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-17-2014, 06:53 PM
  2. رحلة المسبحة بين التقاليد الدينية والزينة للنساء
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-16-2011, 11:15 AM
  3. الصبية المسبية بقلم/نجلاء نصير
    بواسطة نجلاء نصير في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-16-2011, 12:06 PM
  4. أول قصة قصيرة أقصوصة قصيرة
    بواسطة معاذ العُمري في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-27-2009, 05:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •