الاخوة والاخوات مازلنا مع صفحات ( العندليب لايغيب ) واليوم اقدم اليكم :
نعم ياحبيبى نعم :
________
كان عبد الحليم حافظ يسجل اغنية ( نعم ياحبيبى نعم ) وكان اللحن صعب والتوزيع اصعب .. ومن صفات كمال الطويل عند تسجيل اى لحن جديد ان ينتابه القلق وممكن يغير اثناء التسجيل بعض الجمل الموسيقية .. ولكثرة وسوسة كمال الطويل فقد ارهق عبد الحليم حافظ وفجاة قال عبد الحليم الى كمال الطويل : ياكمال سبنا نسجل واذا لم يعجبك التسجيل الغيه فمن فضلك سبنا نسجل هلشان نخلص .. فغضب كمال الطويل .. فقال عبد الحليم حافط العمروسى : يامجدى انا وكمال ممكن تسمينا عبد الحليم الطويل .. وكمال حافظ يعنى انا وهو شخص واحد وعارف ان كمال عنده سكر ونسبته عالية والقلق والوسوسة يضروه وانا عايز اشيل منه حتة القلق دى ثم كمال لازم يثق فى ذوقى عندما اقول له .. كويس .. حلو .. فمعنى هذا اننى مقتنع تماما باللحن ومش ممكن اضر بصورته امام الجمهور .. وانا بحبه .
وانتهى الخلاف والزعل وكانت اغنية ( نعم ياحبيبى نعم ) ونذكر منها :
نعم ياحبيبى نعم
انا بين شفايفك نغم
وايامى قبلك ندم
وايامى بعدك عدم
تعم ياحبيبى نعم
نعم ياحبيبى بحبك
واعيش ملك امرك
واعيش ملك ايدك
نادينى .. تلاقينى جنبك
وتطلب حياتى .. حياتى ازيدك
سواح :
___
كان اول تعاون فني بين عبد الحليم حافظ ، والشاعر محمد حمزة في عام 1964 ، وكان محمد حمزة وقتئذ محررا صحفيا تحت التمرين بمجلة (روز اليوسف ) وفي ذلك الوقت كان محمد حمزة مع المطرب محمد رشدي في معهد الموسيقي خلال بروفات اغنية ( عطشان يا صبايا ) فحضر الموسيقار بليغ حمدي فسأله الشاعر محمد حمزة ـ ولم تكن بينهما سابق معرفة ـ ايه رأيك يا استاذ بليغ ؟
فانفعل بليغ حمدي وقال : انتم سوف تشوهون الفلكلور .. فأنا واضع خطة لتطويره .
فلم يتحدث الشاعر محمد حمزة بأي كلمة ثم خرج الي كافيتريا معهد الموسيقي ثم انصرف الي منزله .
ثم سأل الموسيقار بليغ حمدي ، المطرب محمد رشدي : من هذا الشاب ؟
فقال محمد رشدي : هذا شاعر شاب اسمه ( محمد حمزة ) وفايزة احمد غنت له ( اؤمر يا قمر ) ، ثم علم بليغ حمدي ان محمد حمزة صحفي بمجلة روز اليوسف ، فذهب الي المجلة واخذ عنوان الشاعر محمد حمزة وذهب اليه ، وقابله فقال له : انت زعلان مني يا حمزة ؟ ثم شرح له وجهة نظره ثم قال بعدها انت كاتب حاجة جديدة ؟
فقال الشاعر محمد حمزة : انا كاتب مذهب تقول كلماته
سواح وماشي فى البلاد سواح
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
مشوار بعيد وانا فيه غريب
والليل يقرب والنهار رواح
وان لقاكم حبيبي سلمولي عليه
طمنوني الاسمراني عامله ايه الغربة فيه
سواح وانا ماشي ليالي سواح
ولا داري بحالي سواح
مــ الفرقة ياغالي سواح
ايه اللي جرالي سواح
وسنين وانا دايب شوق وحنين
عايز اعرف بس طريقه منين
فكتب بليغ حمدي هذا المذهب علي ورقة صغيرة وانصرف ، وتقابل مع عبد الحليم حافظ واسمعه الكلمات فاعجب بها وطلب مقابلة الشاعر محمد حمزة ، وبالفعل عاد بليغ حمدي الي محمد حمزة فاخذه وذهب الي عبد الحليم الذي رحب به وقال له : يامحمد ارجو ان تستكمل الاغنية حتي اقدمها في الحفلة القادمة والتي سوف تكون بعد اسبوعين ، ثم ترك محمد حمزة يأخذ واجب الضيافة ، فأخرج محمد حمزة الورقة والقلم واستكمل الاغنية ، وعندما قرأها عبد الحليم حافظ اعجب بها وقال : لن نغير ولا كلمة ، ثم طلب ( نصري عبد المنصف ) فحضر وكتب النوتة الموسيقية بعد ان لحنها بليغ حمدي وغني العندليب عبد الحليم حافظ اغنية ( سواح ) في الحفلة ولاقت نجاحا كبيرا ، وبعد اسبوع حضر الشاعر محمد حمزة الي عبد الحليم وطلب سماع تسجيل الاغنية فقال له عبد الحليم : اذا نظرت الي نجاح ( سواح ) فلن تعمل اي شئ فانساها وانا عايز تقول لي المقابلة القادمة .. انا كاتب غنوة جديدة .
جانا الهوا :
_____
اغنية ( جانا الهوا ) كتبها الشاعر محمد حمزة في عام 1965 ولحنها بليغ حمدي ، وغناها عبد الحليم حافظ واستقبلها الجمهور استقبالا حسنا ثم غناها عبد الحليم في لبنان وتونس فلاقت نجاحا جماهيريا يفوق يفوق الوصف ، ومن خلال هذه الاغنية توطدت الصداقة بين عبد الحليم حافظ ومحمد حمزة حيث طلب عبد الحليم بعض الاوراق لاستخراج جواز سفر للشاعر محمد حمزة .وفي هذا الصدد يقول الشاعر محمد حمزة : ( سافرت مع العندليب الي لندن ورأيتها قبل ان أري الاسكندرية ، كما سافرت معه الي كل دول العالم ، وكل نفقات السفر كان يتحملها عبد الحليم ) .
و هاهى بعض كلمات الاغنية :
جانا الهوا جانا
ورمانا الهوا رمانا
ورمشه الاسمراني شبكنا بالهوا
اه ما رمانا الهوا ونعسنا
واللي شبكنا يخلصنا
دا حبيبي شغل بالي
اه يابا شغل بالي
يا بحر فــ بحر عينيك الاتنين
ماتقولي واخدني ورايح فين
علي جرح جديد ولا لتنهيد
والا عــ الفرح مودينا
ان بسأل ليه واحتار كده ليه
بكره الايام هاتوريني
انا كل مااقول التوبة :
______
الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى كتب العديد من الاغنيات للعندليب عبد الحليم حافظ واول تعامل غنائى بينهما كان من خلال :
انا كل مااقول التوبة يابويه
ترمينى المقادير ياعين
وحشانى عيونه السودة يابويه
ومدوبنى الحنين ياعين
وغناها عبد الحليم حافظ هو بلغته لابلغة عبد الرحمن الابنودى وعندما سمعها الابنودى لم تعجبه طريقة الاداء فانتقد عبد الحليم حافظ فى احد البرامج الاذاعية وعندما تقابل مع عبد الحليم قال له : ياعبد الرحمن انا سوف اقول لك كلمات ارجو ان تحفظها فى عقلك جيدا .. فطالما نحن فى ورشة صناعة الاغنية فالديمقراطية كاملة لكل الاطراف .. نغير كلام .. نغير لحن .. ولكن اذا خرجت الاغنية للناس اصبحت سلعة تفتح بيوت ويرتزق منها بعض الناس فانت ياعبد الرحمن عندما تقف امام فاترينة اسطونات من اجل شراء غنوتك فلابد ان تدخل من الباب ثم تسدد ثمنها لانها لم تعد غنوتك بل اغنية الناس .
احضان الحبايب:
____
من الاغنيات التى غناها عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر عبد الرحمن الابنودى ايضا اغنية ( احضان الحبايب ) وهذه الاغنية كتبها الابنودى فى البداية تهكما على مؤلفى اغانى الافلام حيث يقوم المطرب او المطربة بالغناء اخر الفيلم فى الاوبرا .. وعندما سمع عبد الحليم تهكم عبد الرحمن الابنودى قال له : ياعبد الرحمن ارجوك الا تتهكم على هؤلاء الشعراء لانهم اساتذه كبار .. فقال الشاعر عبد الرحمن الابنودى : ياحليم هذه كيمياء .. نضع مادة على مادة تنتج مادة اخرى .. ثم انا لااكتب مثل هذه الاغانى لانها ( عمولة ) وليست من القلب ,
فقال حليم : ياعبد الرحمن لو كتبت اغنية مثل هذه الاغاني وشهد لها الجميع فلك الاجر الذي تراه .
وبعد ذلك دخل الشاعر عبد الرحمن الابنودي حجرة سفرة العندليب واخرج ورقة وقلم وكتب :
مشيت علي الاشواق وجيت لاحبابك
لا عرفوا ايه وداك ولا عرفوا ايه جابك
رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن
حتي في احضان الحبايب شوك ياقلبي
مشينا هناك ورحنا اللي هناك جرحونا
جينا شايلين جراحنا وبكينا وقلنا جينا
جينا لكم ياللي لينا مدوا ايديكم خدونا
شيلوا الشوك من صدورنا والدمعة من عينينا
ثم خرج الشاعر عبد الرحمن الابنودي من الحجرة وقال لعبد الحليم حافظ واصدقائة مجدي العمروسي ، والاذاعي جلال معوض ، والصحفي عصام بصيلة : اسمعوا .. وبدأ يقرأ ماكتبه ، ولكن بطريقة تهكمية ، فصاح عبد الحليم وقال : هذه اغنية من فضلك ياعبد الرحمن اقرأ بجد .
وتم تلحين الاغنية واعطي عبد الحليم للشاعر عبد الرحمن الابنودي اجرا لم يأخذه اي شاعر اخر تعامل مع عبد الحليم حافظ .
__________
كتاب : العندليب لايغيب
للكاتب: ابراهيم خليل ابراهيم
رقم الايداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 4723/2002