اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
:
شيئ من خسه ان ندخل دارا ليس دارنا.
ان نجعلها سلما لغاياتنا غير المستقيمه
شيئ من خسه ان نسرق قلوبا هي ليست ملكنا اصلا.
شيئا من قلة الدين أن نقول أن هناك حب والدين امر بالاخوة!
أبو فراس
تصدعت الرؤوس وتورمت العقول من كثرة الحديث عن " الحب " وأيام الحب ، وكأن الدنيا خُلقت من أجل هذا المسمى المُكون من حرفين !!
أذهب إلى باعة الصحف فأجد الكتب الموجودة جلها عن الحب ؛ فهذا كتاب " أروع ما قيل فى الحب " و " أحلى 20 قصيدة حب " و " أجمل 200 رسالة غرام " و " أروع قصائد العشق " و " علامات الحب " و " الحب العذرى " و " كلام عن الحب " و " فى الحب والحياة " و " أسرار الحب " و " إعترافات عشاق " و " فن الحب " و " 55 مشكلة حب " و " كيف تُحب " و " الحب والغرام " و " الهوى والحب " و " رسالة إلى كل عاشق " و " قالوا عن الحب " و ... و.... إلخ
الأفلام أيضاً كلها عن الحب : " غرام وانتقام " و " 24 ساعة حب " و " صغيرة على الحب " و " الحب الضائع " و " الحب قبل الخبز أحياناً " و " نهر الحب " و" الحب الأول " و " حب لا يموت " و " ليلة غرام " و " العشاق " و حبيبتى " و " الحب الأخير " و " حبيبى " ..... إلخ
الصحف جميعها لا تخلو من عمود لحل مشاكل الحب .
الإذاعة أيضاً بها برامج عن الحب ؛ فهناك البرنامج الشهير " أنا والنجوم وهواك " الذى يُبث عبر إذاعة " نجوم . إف . إم "
الأغانى لا ترتكز إلا على الحب والعذاب الناتج عن الحب وألم الحب والضنى والسهر ، فتلك أغنية : " حبيبى ، حبيبتى ، بحبك ، إنت حبيبى ، أكتر واحد بيحبك ، بحبك وأنا كمان ، الحب الحقيقى ، هل رأى الحب سكارى ( الأطلال ) ،بحبك يا غالى ، حبيبى يا ، بحب عيونك ، إنت الحب ، أصعب حب ، الحب الكبير ، حبيبتى والمطر ، الحب المستحيل ، بحبك أنا ، حبك علمنى ، ألف كلمة حب ، أحبك ، علمنى حبك ........ إلخ
ما هذا العبث؟؟ ألهذا خلقنا الله ؟؟ألتلك السخافة خلقنا الله ؟؟ ، هل قال الله : وما خلقت الإنس والجن إلا ليُحبوا ؟؟؟!!!
الحب فى كل مكان يذهب إليه الإنسان ، فهذا انتحر من أجل الحب ، وآخر أحرق نفسه من أجل الحب ، وتلك ماتت تحت القطار لترتاح من عذاب الحب !!
إننا بهذا قد وصلنا إلى درجة كبيرة من الإفلاس جعلتنا نهرب من الواقع المأساوى الذى نحياه لنتحول صوب الحب والذى أضحى يثير الاشمئزاز من كثرة الحديث عنه ، لتصبح بذلك كلمة البغض كلمة محببة إلى النفس خفيفة على القلب !!
ليس معنى ذلك أننا ضد الحب ، لا وألف لا ، ولكننا ضد الابتذال والإسراف ، إننا ضد أن يُصبح جُل همنا هو الحب ؛ لنترك الدنيا ونجلس نناقش الحب ومشاكله !!
ثم إن هذا الزمان الذى نحياه لم يعد يعترف بالحب المستقيم الذى لا يعرف الغش والخداع ؛ فأى شاب فى تلك الأيام باتت غايته هى كيف يُضاجع هذه الفتاة الموهومة والتى تُصدق كلامه السخيف عن الحب وبناء بيت الزوجية طوبة طوبة ، وقصة الكفاح الأبدى السرمدى التى عاشها هذا الشاب المسكين ، وأنه بمجرد تحسن ظروفه سيبادر ليخطبها ويرتبط بها ... وحينما يقضى وطره منها يُسارع بالهرب ، وياليته يكتفى بذلك ، إنما يسعى لتشويه صورتها ، فأى حب هذا الذى يزعم الأفاكون ؟؟
صورة أخرى لتلك المهزلة ، وهى الزواج السرى أو ما يُسمى بالعرفى خاصة بين طلاب الثانوية والجامعات ..
حيث يعتقد الشاب أنه أصبح رجلاً مكلفاً ويستطيع الزواج فى الخفاء ، وحينما تحمل الفتاة من هذا الشاب يبدأ فى الكشف عن وجهه الحقيقى ويتنصل من وعوده السابقة ويُوهم البنت أنه سيُعلن زواجه منها رسمياً وسيذهب لأهلها ليطلب يدها ، ولكن بعد عودته من المؤتمر العاجل المنعقد فى موزمبيق والذى سيستغرق عشرين عاماً !!!
وتمر الأيام وينفضح أمر الفتاة ، ويبحث الأهل عن هذا الشاب المخادع فلا يجدوا له أثر فى الدنيا ، فقد هرب وترك خلفه ضحيتين ، هما تلك الفتاة وما ببطنها ..
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا : هل هذا حب أو يمت للحب بصلة ؟؟ وهل هذا الشاب كان يُحب تلك الفتاة المخدوعة ؟؟ لو كان يُحبها حقاً لسعى بأية وسيلة للإرتباط بها رسمياً ، ولكن ماذا نقول ونحن فى زمن الهلس ؟؟
إن الحب الحقيقى بعيد كل البعد عن الابتذال والخسة والنذالة والهروب واستغلال المواقف وفوق ذلك بعيد كل البعد عن الزنا والفاحشة والرذيلة .
الحب الحقيقى رأفة ورحمة ومودة وأدب واحترام .
الحب الحقيقى لا يعرف الكتب والمسلسلات والمسرحيات والبرامج الإذاعية .
الحب الحقيقى هو العفوية والتلقائية والصدق والإخلاص والحرص على مصلحة المحبوب وعدم تشويه صورته بعكس مانرى من مدعى الحب فى هذا الزمان النكد .
إن الواقع البئيس الذى نحياه يُحتم علينا أن نسعى لتغيير نظرنا تجاه الحب ...
لقد اختزل الشباب الحب فى تلك الأيام فى الجنس ؛ فهم يُحبون ليس من أجل الحب ، ولكن من أجل الجنس وقضاء السهرات الحمراء ، ثم بعد ذلك يذهب كلٌ إلى حال سبيله .
ونستمع فى الإذاعة إلى الفتيات اللائى يصرخن من غش الشباب وخداعهم وكأنهن لم يعرفن ذلك إلا بعدما وقعت الواقعة !!
أيها السادة : شئ من الصدق مع أنفسنا .. ففى زماننا هذا لا يوجد حب ولا يحزنون ، كل ما فى الأمر إعلام فاسد مرئى ومسموع ومقروء حول حياة الشباب إلى عهر بلا حدود ؛ فحيثما ولى الشباب وجهه وجد كتب الحب وبرامج الحب وأفلام الحب ، ليتحول بذلك إلى مجموعة من البهائم التى لا هم لها سوى إشباع غرائزها ولو كان ذلك على حساب الدين والوطن والأعراف والتقاليد .
فهل من وقفة مع النفس ؟؟
هذه دعوه منى موجهه إلى كل صاحب قلم أن يتقى الله فيما يكتب وأن يكف عن الكتابه فى الحب وماشابه ذلك
وسأكون أول البادئين ولن أكتب فى الحب مره أخرى وأتمنى أن تقوم الإداره بحذف كل خواطرى عن الحب
شكرا اخى ابو فراس على هذه الخاطره التى اعتبرها من المواضيع المهمه جدا للجميع