وأمّا مسألة نسب الشيخ أحمد الرّفاعي رحمه الله تعالى فهي أيضاً من المسائل التي تجنّى عليَّ فيها الأخ عماد الصيادي ولبّس فيها على القرّاء كثيراً وإليكم البيان : إنّ الأئمّة المعتبرين الذين يُرجع إليهم في هذا الشأن ؛ ومَنْ يرفضُ حُكْمَهم يَسْقُط اعتباره ؛ عندما ترجموا للشيخ أحمد الرّفاعي يذكرون نسبه كما يلي ،قال ابن خلّكان : ابن الرفاعي أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد المعروف بابن الرفاعي كان رجلاًَ صالحاً فقيهاً شافعيَّ المذهب أصله من العرب وسكن في البطائح بقرية يقال لها أم عبيدة . انتهى وفيات الأعيان 1/172
وقال الإمام الذهبي : الرفاعي أبو العبّاس أحمد بن أبي الحسن عليّ بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرّفاعي المغربي ثمّ البطائحي . انتهى السِّيَر ج15صـ318
أما عماد الصيادي فيقول : نسب السيد أحمد الرفاعي على النحو التالي :
أحمد بن علي بن ثابت بن يحيى بن حازم بن أحمد المرتضى بن على الإشبيلي بن رفاعة الحسن المكي بن مهدي المكي بن محمد المكي بن قاسم الحسن بن حسين الرضى بن أحمد الأكبر بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب .
ويقول عماد الصيادي عن يحيى بن ثابت جدّ الشيخ أحمد بزعمه (توفى 472هـ) أنّه كان نقيبَ أشرافِ البصرة اعتماداً على مُشجّرةِ نسبٍ بحوزته !!
وهذا من عجائب عماد الصيادي التي لا تنتهي أيُعقَل أن يكون جدُّ الرِّفاعيّ نقيباً للأشراف ثمّ لا يعرفه كلّ الأئمّة المترجمون للرّفاعي ؟! وهل يُعقل أن تكون نقابة الأشراف في أسرة الشيخ أحمد ثمّ لا تنتقل إليه ؟ ومَنْ كان نقيب الأشراف في زمن الشيخ أحمد ؟
أيُعقل أن يكون هذا الشخص موجوداً حال كونه جدّاً للرفاعي ثمّ يُسقطه ابن خلّكان والذهبي وغيرهما من عمود النّسب ؟! بل إنّ الذهبي وغيره يقولون عن أحمد الرفاعي قَدِمَ أبوه من المغرب فكيف كان جدّه في البصرة ؟!!
أيُعقل أن يكون الرّفاعي حفيد نقيب الأشراف الحسينية ثمّ يُغفِل ذلك الذهبي فيقول عنه الرفاعي المغربي البطائحي ؟! ويقول عنه ابن كثير : كان أصله من العرب فسكن هذه البلاد ؟! ويقول عنه ابن خلّكان : أصله من العرب وسكن في البطائح بقرية يقال لها أم عبيدة ؟! ولا يذكرون أنّه حُسيني ؟!بل والأكثر من ذلك يقول ابن خلّكان : والرفاعي بكسر الراء وفتح الفاء وبعد الألف عين مهملة هذه النسبة إلى رجل من العرب يُقال له رفاعة هكذا نقلته من خط بعض أهل بيته .انتهى
فهل من المعقول أن يكون الرفاعيّ من أبناء جعفر الصادق وجدّه نقيب الأشراف في البصرة سنة 472هـ كما يزعم عماد الصيادي ثمّ يَخفَى ذلك على نسّابة عصره ابن خلّكان بل ويخفى على أهل بيت الرفاعي أيضاً حيث قالوا : هذه النسبة إلى رجلٍ من العرب يُقال له رفاعة !!!!!!!
علماؤنا يقولون قَدِمَ أبوه من المغرب ! وهذا يدلّ على أنّ أسرة الرّفاعي لم تكن معروفة في المشرق قبل قُدُوم والده! ثمّ يقول العلماء وهو ينتسبُ إلى رفاعة رجل من العرب !!!!!
فهل إذا أخذتُ بكلام علماء الأمّة المحققين والأقرب عهداً بالرفاعي وقلتُ إنّه غير منسوب لآل البيت تبعاً لكلّ هؤلاء العلماء متقدّمهم ومتأخّرهم أكون قد تكلّمت بغير علم وتهجّمت على حرمات المسلمين وأخفيت الحقائق كما اتّهمني عماد الصيادي ظلماً ، أم أنّ الأخ عماد الصيادي هو الذي أخفى كل هذه الحقائق عن الناس وأتاهم بأنساب لا تعرف ولا قيمة للكتب التي ذَكَرَتْها ولا لمن وثّقها ؛ وسوف آتي على بيان ذلك وفضح كل ما لبّس به على القرّاء الكرام ، وكما قيل قديماً " رمتني بدائها وانسلّت "
والعجيب حقّاً من الأخ عماد الصيادي الذي يسمّي نفسه رئيساً للنسابة الرفاعيين أنّه عندما ذكر في البداية نسب الشيخ أحمد الرفاعي قال : أحمد بن علي بن ثابت بن يحيى بن حازم بن ....
وعندما ذكر نسب بنت الرفاعي قال : وأمه هي الشريفة زينب بنت أحمد الرفاعي الكبير بن علي بن يحيى بن ثابت بن محمد عسلة الجد الثالث للسيد عز الدين أحمد الصياد.
وعندما ذكر جدّ الرفاعي قال يحيى بن ثابت نقيب الأشراف .
انظروا إلى هذا التخبّط والخلط العجيبين !!
أولاً ـ كيف يريد عماد الصيادي أن يكون نسب الرفاعي ؟علي بن ثابت بن يحيى ؛ أم علي بن يحيى بن ثابت ؟ علماً أنّ الذهبي وغيره لم يذكروا ثابتاً هذا . فإذا قال ثابت بن يحيى ، قلنا له فمن هذا يحيى بن ثابت نقيب البصرة الذي ذكرته ؟؟ علماً أنّ مشجّرة النسب الرفاعيّة الصيّادية التي صادق عليها أبو الهدى تذكُر أنّ ثابتاً مات في (بادية شبيله بالمغرب) ((هي مكتوبة هكذا!!)) سنة 441هـ وتَذْكر يحيى بن ثابت وتقول مات سنة 500هـ بأم عبيدة في واسط . فهل هذا هو الشخص الذي قال عنه عماد الصيادي نقيب أشراف البصرة (توفى 472هـ)؟ فإذا كان كذلك فهل النّسب الذي ذكره في البداية غير صحيح ؟ وإذا كان يحيى المذكور في المشجّرة هو نفسه النقيب فلماذا اختلفت التواريخ ؟
أما ثانياً ـ إذا كان ثابت هو ابن حازم فلماذا جعله عماد الصيادي ابن محمد عسلة ؟ مع أنّ محمد عسلة كما يقولون هو أخوه ! إنّ عماد الصيادي كما ترون في رسالةٍ صغيرة بذل فيها جهده وهو المتخصص بالنسب الرفاعي أدخل فيها الحابل بالنابل وجعل الأخَ أباً ، والأبَ جدّاً وغيّر النّسب الواحد أكثر من مرّة وبعد ذلك يقول عنّي أنني لم أسأل أهل الخبرة ، فهل تخليطاته تلك هي بعد سؤاله أهل الخبرة ؟!
ـ العلماء الحفّاظ أهل الأنساب وأخبار الرّجال يقولون في ترجمة الرِّفاعي قَدِمَ أبوه من المغرب ، وعماد الصيادي يرفض قولهم ويقول قَدِمَ جدّه إلى البصّرة وكان نقيباً للأشراف فيها ، ومع ذلك فكلّ العلماء المعاصرين للرفاعي لا يعلمون هذه الحقيقة .وبعد ذلك يريد منّا عماد الصيادي ألاّ نطرح كلامه الموتور جانباً ، وألاّ نأخذ بكلام العلماء الأثبات ، ويُظهر نفسَه بمظهَر المتعلّم المتمكّن باغي الحق !!!!!!! وما أبعده عن ذلك ، وهيهات أن ننخدع به وبما عنده .
قولوا لمن يدَّعي في العلم معرفةً ـــ علِمتَ شيئاً وغابت عنك أشياءُ
وعلى كلّ حال إذا كان والد الرفاعي قد قَدِمَ من المغرب إذاً فجدّ الرفاعي ؛ نقيب الأشراف ؛ كان معلوماً عند المغاربة ، فلماذا لا نجد ذكر جدّ الرّفاعي في كتب الأشراف عند المغاربة ؟ بل على العكس نجد أنّ علماء المغرب؛ وخاصّة الأشراف الأدارسة الحسنيّة ؛ لا ينسبون الرّفاعي إلى آل البيت .
قال السيّد الشريف المحدّث عبد الله بن الصّديق الغماري الحسني في كتابه " النقد المبرم " صـ16 : (إنّ الشيخ أحمد بن الرفاعي ـ رضي الله عنه ـ منسوبٌ إلى بني رفاعة ، قبيلة من العرب، كما في طبقات الشعراني .. وهو لم يدّع الانتساب إلى الحسين ولا الحسن عليهما السّلام ، وخالُه الشيخ منصور البطايحي ـ وهو من الأولياء ـ لم يكن يدعوه إلاّ بلفظ أحمد ، مجرَّداً عن السّيادة ، مع أنّ الأولياء أحرص الناس على تعظيم أهل البيت وتسويدهم ..... والحقيقة أنّ الرفاعي ـ رضي الله عنه ـ لم يثبت له الشّرف إلاّ بعد موته بمدّة ، حين ظهرت فكرة الأقطاب الأربعة ، وكان هو أحدهم ، وعزَّ على بعض أتباعه ألا يكون شريفاً مثل إخوانه الأقطاب الثلاثة .....فأنشأ له نسباً يتصل بالحسين ـ عليه السلام ـ لكنّ أبا الهدى الصيّادي لم يكتف بهذا ، بل أنشأ له نسباً أيضاً يتصل بالحسن ـ عليه السلام ـ وبذلك صار الشيخ الرفاعي حسينياً حسنياً ، وامتاز على زملائه بالجمع بين الشرفين ) انتهى
إذاً كل مَنْ ترجمَ للشيخ الرفاعي لم ينسبه لآل البيت بل نسبوه لبني رفاعة من العرب بدءاً من أقرب المتخصصين في علم الرجال والأنساب لزمن الرفاعي وهو ابن خلّكان ومروراً بالأئمّة المحقّقين كالذهبي وابن كثير وأمثالهما وانتهاءً بالمحققين من السادة الأشراف وهو المحدّث أبو الفضل الغماري بل حتى شيوخ الصوفيّة المتساهلين في نِسبة الصالحين لآل البيت كالشعراني مثلاً لم ينسب الرفاعي لآل البيت بل لبني رفاعة من العرب كما مرّ معنا آنفاً .
......